تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رباب النعيمي: عانيت كثيراً كمحجّبة!

تبدو سيّدة ميسورة للوهلة الأولى. تغدق على إطلالتها تفاصيل لافتة قد تكون غير منسجمة لكنها متناغمة مع أسلوبها كامرأة محجبة. لها إسهامات في جمعيات حقوقية، لكنها اليوم هي من تطالب بحقها. رباب النعيمي، وجه إماراتي- لبناني جميل عُرفت ملامحه حين تعرّضت لعملية نصب واختلاس.


- متى تداول الإعلام اسم رباب النعيمي لأول مرة؟
في الصيف المنصرم وتحديداً شهر حزيران/يونيو.

- إن عدنا إلى الوراء، لم يمض بعد عام كامل على وجودك تحت الأضواء. ما الذي تغيّر في حياتك اليوم؟
ازدادت ثقتي بنفسي وأصبحت أكثر قوة. تعلّمت أن المصاعب لا تضعف الإنسان. تحقق حلمي رغم كل الظروف التي مررت بها.


إعلان الخير لأكون قدوة للغير

- ما كان حلمك؟
أن أوصل رسالتي التي كانت وراء الأضواء طوال عشرين عاماً. العطاء والخير وتحقيق أمنية كل إنسان أستطيع الوصول إليه أو يستطيع الوصول إليّ.
اعتقدت بمقولة:«اعمل الخير ليفعل الغير»، اي إعلان الخير لأكون قدوة للغير. وكانت الأصداء إيجابية خصوصاً أن ثمة من اتبع ما فعلته. بينما كنا نعتقد بأن عمل الخير يفقد رمزيته عند كشف تفاصيله.

- أنت لبنانية الأصل. من أنت باختصار؟
أنا رباب عطوي، إنسان عادي في حياتي وفوق العادة بعطائي. هويتي لبنانية وجنسيتي إماراتية.
أنا جنوبية مولودة في بيروت، غرّبتني الحرب كغالبية اللبنانيين. لكنني حين وصلت إلى بلدي الثاني الإمارات شعرت بانتمائي إليه. تزوجت إماراتياً وبنيتُ أسرة وأصبحت ربة منزل وأسست عملاً مع مرور الأيام بمساندة زوجي.

- كيف كانت بداية دخولك عالم «البيزنس» خصوصاً أنك تعيشين في مجتمع خليجي؟
كنت أعتقد أن حظوظ المرأة ضيقة لناحية إثبات وجودها ولن تكون لي صلاحيات مهنية حين تزوجت ودخلت المجتمع الخليجي. لكنني اكتشفت العكس. نجحت المرأة الإماراتية في أن تكون سفيرة ووزيرة وطبيبة ناجحة وحتى اللواتي كانت التقاليد تخالف بروزهن في المجتمع أثبتن وجودهن وأصبحن القدوة ...

- كيف تصفين علاقتك بمجتمعهن؟
بالطيبة والوفاء. لم اشعر بالفرق بين المجتمعين اللبناني والإماراتي، يفرض الحب نفسه فتتقارب المجتمعات. لم أشعر بأنني مصنفة بناء على جنسيتي، لم تكن عقبة.

- هل لدراستك علاقة بال«بيزنس» الذي تمارسينه؟
لا، كان طموحي أن أصبح محامية لكن ظروف الحرب لم تمكّنني من ذلك. تزوجت وبحكم أن زوجي رجل أعمال شجعني وانطلقت معه مهنياً. لديه شركات عالمية، هو معلّمي والقدوة الأولى لي. أحب أن أوضح أن الرجل الخليجي منفتح ويمنح المرأة ثقته إن كانت أهلاً لها.

- تعتبر رباب النعيمي نفسها رمزاً للمرأة الإماراتية ولو أننا لم ندقق في هويتك لما عرفنا خلفيتك اللبنانية. هل ترتبطين بالصورة الإماراتية اكثر اليوم؟
أعتبر نفسي امرأة إماراتية فأنا اكتسبت الوعي والقوة وبدأت خطوة حياتي الأولى هناك. طالما أن انطلاقتي كانت من الإمارات فأنا إماراتية إذاً.

- هل تزوجت في سن صغيرة؟
كنت بعمر مناسب للزواج. أنجبت أربعة أطفال وربيت تسعة. فزوجي هو والد خمسة أولاد من زواج سابق. حين تزوجنا كان ولده الأصغر في السابعة، واليوم هو في ال25. كنت حريصة على صلة الرحم بينهم وبين أولادي الذين أنجبتهم لاحقاً.

- كيف تصفين علاقة الأخوة اليوم؟
قوية للغاية. لقد ربى أولاد زوجي أخوتهم الصغار. زرعت الحب بينهم، لم يكن همي الأول أن يحبوني فقط بل أن يحترموني. فالإحترام يولّد الحب.

- كيف تصفين علاقتك بلبنان اليوم؟
متينة، جذوري من قرية برج ألواي.

- حول عودتك إلى لبنان علامة استفهام أخيراً بعد التهديدات التي تعرّضت لها...
أعيش هذه الظروف بالصبر والحق بدعم دولتي والقضاء اللبناني.

- كيف يمكن اختصار أزمتك؟
أحارب عن قضية. لن أسكت عن قضية اختلاس أموالي لأنني على حق. لم أتراجع رغم كل التهديدات بالقتل.

- ماذا عن دعم الزوج. ألم ينصحك بـ«الابتعاد عن الشر» كما يقال؟
أخذت 90 في المئة من قوتي من زوجي وثقته بي.

- ما هي الشركة التي كنت لتؤسسيها مع من اتهمته باختلاس أموالك؟
لقد اختلس خيراً كثيراً كان يمكن أن يستفيد منه المحتاجون في داري الأيتام والعجزة، لكن لم يتوقف حلمي. أسست شركة ثانية، شركة «عطوي» للإنتاج الفني.

- أسست مشروعاً فنياً وليس خيرياً لاحقاً؟
هذا المشروع مهما كان مردوده يعود ريعه للأعمال الخيرية. لست بحاجة إلى المال شخصياً، لكن كوني سيدة أعمال أنا بحاجة إلى العمل من أجل العطاء.


أُطلق علي الرصاص في عقر داري

- ما الذي يعنيه أن تحصلي على لقب «أفضل سيّدة أعمال عربية» أخيراً؟
اللقب حملني مسؤولية كبيرة لإثبات جدارتي في نيله. ويبقى أهم ما قمت به في حياتي هو تعليم الأطفال والطلاب وبعثات الحج التي أعتبرها فرضاً علي كإنسانة مؤمنة وميسورة.

- لم لم تفكري في إنشاء جمعية خيرية من قبل؟
كنت أكتفي بدعم أكثر من 15 جمعية بين لبنان والخليج.

- هل لا تزالين تحت التهديد؟ وما شكله؟
تخويف، لعدم ممارسة نشاطاتي. خرجت من لبنان بعد محاولة قتل. أطلق علي الرصاص في عقر داري في منطقة الصيفي.
كنت أجلس على الشرفة مع أصدقاء لكن الرصاصة أخطأت الهدف. لدي قضية احتيال ونصب لم أتنازل عنها رغم كل المحاولات لإقناعي بإسقاطها والتراجع قبل صدور القرار الظني. لكنني أرفض ذلك رغم الضغوط.... ورغم كل ذلك سأعود إلى لبنان.

- ما هي خطوتك التالية؟
أحاول البحث عن المفقود حالياً مثل مشاركة الفنانين الخليجيين في الأعمال العربية. هناك العديد من المسلسلات العربية من بطولة مصرية وأردنية ولبنانية، يغيب عنها الممثل الخليجي.
أقرأ أكثر من سيناريو حالياً لإنتاجات ضخمة وراقية لأن شركتي لن تنتج إلاّ ما هو قوي ولا يخدش حياء المشاهد. سأمد يدي للفنان المبدع الذي لم يلقَ الدعم الذي تستحقه موهبته.


يركز برنامجي على المحجّبة وأناقتها في السفر

- كيف تصفين يوماً روتينياً في حياتك؟
حين أضعف سأعيش يوماً روتينياً. أنا سيدة أعمال ومجتمع وربة منزل مسؤولة عن عائلة كبيرة. وكلمة حق، هناك من قطعت لهم وعداً بالمساعدة، لا يمكن أن أغلق بابي فجأة بل يجب أن أبقى حالة أمل لأجلهم.

- كم مضى على ارتدائك الحجاب؟
عشرون عاماً تقريباً. عانيت كثيراً كمحجبة لا دور لها في بعض المجتمعات الغربية. وأنا أحاول تعزيز صوتها عبر برنامج أقوم بإعداد حلقاته حالياً. هو مخصص للمحجبات. انطلقت من ذاتي لدفع المحجبة إلى أن تعيش حياتها وترتدي ما هو رائج وعلى الموضة.

- هل شعرت بالرهبة أمام الكاميرا؟
لا أبداً. لقد أحبتني الكاميرا. نجحت لأنني أنقل الحقيقة ولا أمثل. «مع رباب»، هو برنامج مؤلف من 15 حلقة في أكثر من بلد، وهو يركز على المحجبة وأناقتها في السفر. ثمة تداول مع شاشة mbc لكن لم نوقع بعد لعرضه قبل شهر رمضان.

- ما هي رسالتك للمرأة المحجبة؟
أريد أن أجيب عن تساؤلاتها وألاّ تشعر بأن خياراتها في الأناقة أقل من المرأة غير المحجبة. البرنامج هو محاولة لتسهيل حياتها بأسلوب جديد.

- تلتزم المرأة المحجبة الألوان الداكنة والهادئة إجمالاً لكنك تمثلين النقيض بأناقتك...
هذا ما أريد المرأة أن تقتنع به، فلا حدود للأناقة لناحية الألوان والأقمشة.

- لم اخترت تصوير البرنامج في اكثر من بلد وليس في استديو؟
تعمّدت ذلك لأثبت للمرأة الغربية أن المرأة المحجبة ليست إنساناً محلياً بل منفتح. في كل حلقة أحقق حلم ضيفة محجبة في بلد غير عربي.

- كيف تصفين أسلوب أناقتك؟
ثمة من هي أكثر أناقة مني بالتأكيد، لكنها لا تشبه أسلوبي. أحلم بأن يلهم أسلوب أناقتي المحجبات. فأنا أخالف السائد.

- هل من موقف سلبي تعرضت له خلال السفر؟
النقاش الحاد حين أجتمع بسيدات أعمال غير عربيات يكثرن الأسئلة ولديهن فكرة خاطئة عن المرأة العربية المحافظة، كما لو أن الحجاب مفروض عليها وأنها تقوم بما هو خلافاً لاقتناعاتها. أريد أن أوصل رسالة عبر برنامجي إلى المرأة غير العربية في تركيا وميلانو وباريس ولندن والشرق الأقصى وموسكو...

- هل تبحث رباب النعيمي عن التغيير أم الشهرة؟
التغيير طبعاً فهو الطريق إلى التطوّر. لا يمكن أن أفرض نفسي على الشهرة فهي محبة الناس أولاً.


تستحق مايا دياب التهنئة... ولا أعرف المغزى من توقيع أغنيتها المصورة باسم شركتي الوهمية

- أي ممولة مشاريع أنتِ؟
مشاريع خيرية. لم أقم بأي عمل لرباب خصوصاً أنني قادرة على العطاء.

- يحكى كثيراً عن نفوذ الزوج؟
نفوذ زوجي بأخلاقه، يستخدم مركزه ليكون قدوة لغيره. تعلّمت منه الكثير، صاحب الحق هو الأقوى.

- كانت لك تعليقات إيجابية على أعمال المخرج سعيد الماروق...
كنت معجبة بأعماله ولهذا حاولت التعاون معه لخبرته. حين صور أغنية «شكلك ما بتعرف» قال إنها من إنتاج شركة Baywood التي كنا لنؤسسها.
وكان هذا التوقيع وهمياً فمايا دياب هي من أنتجت الأغنية. ولا أعرف المغزى من توقيع أغنيتها المصورة باسم شركتي الوهمية حتى اللحظة.

- ما رأيك في مايا دياب؟
تستحق التهنئة كونها وصلت إلى قلوب الجمهور. هي فنانة ناجحة.

- هل تهنئينها على تعاونها مع سعيد الماروق في أغنية «شكلك ما بتعرف»؟
نعم، الأغنية المصورة مميزة. أحاول الفصل بين العلاقات الشخصية والمهنية.

- كلّف كليب «شكلك ما بتعرف» مبلغاً ضخماً. ما تعليقك على هذا البذخ الفني خصوصاً أنك ناشطة في المجال الخيري؟
أي مشروع ليس مجرد هبة، وأقول ذلك كسيدة أعمال. لو أنني أنتجت هذه الأغنية لن يكون هدفي سماع أغنية بل دعم فنانة لتدعمني بالمال. هذا المشروع يستفيد منه أكثر من طرف.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079