تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أشرف عبد الباقي: حقّقت حلماً عمره عشر سنوات

قبل عشر سنوات كان لديه حلم ظل يراوده حتى قرر أن يبدأ خطوات عملية نحوه، وتحول الحلم إلى حقيقة اسمها «تياترو مصر»، مشروع مسرحي يضم عروضاً عدة، بدأ بالفعل تقديمها، ليعيد بها الحياة إلى المسرح.
ولم يكتف بذلك، بل قرر أن يذهب بعروضه إلى الناس في بيوتهم. النجم الكوميدي أشرف عبد الباقي يكشف لنا كواليس هذا الحلم، كما يتكلم عن استضافته لعادل إمام أخيراً، ورأيه في محمد هنيدي وأحمد حلمي وإلهام شاهين وإسعاد يونس، والمقارنة التي يرفضها، واعترافات أخرى جريئة لنجم يرى أن مهمته الأولى إضحاك الناس.


- لماذا اخترت النجم عادل إمام لتستضيفه في برنامجك الجديد؟
استمتعت جداً بالحوار الذي أجريته مع الزعيم الكبير عادل إمام، فالوقت مر بسرعة جداً، وكان عندي له الكثير من الأسئلة، لأنني في الأساس من جمهوره وعشاقه، وأستمتع جداً بمشاهدة أعماله، فما بالكم عندما أتحاور معه وأوجه إليه أسئلة؟ وأعتبر هذا الحوار هدية لي في أول يوم من العام 2014، وكانت مفاجأة للجمهور في رأس السنة.

- وكيف كانت كواليس الحلقة؟
«ضحك، ضحك، ضحك»، فرغم أن الفنان الكبير عادل إمام مثقف وقادر على الحديث بعمق في الموضوعات الجادة والسياسية، فإنه الكوميديان الأول في العالم العربي بشهادة الجمهور، ولا أعتقد أن هناك أحداً لا يضحك مع أعمال الزعيم وخفة ظله. وكل فريق العمل كان سعيداً جداً بوجوده، فهو يتمتع بروح مرحة وبسيطة، وأتمنى له دوام الصحة والتوفيق.

- لماذا تقديم مشروع «تياترو مصر» في الوقت الحالي؟
كنت أحلم بتقديم هذا المشروع المسرحي منذ حوالي عشر سنوات، إلا أنني بدأت المحاولات الفعلية أخيراً، والحمد لله تمكنت من تحويل الحلم إلى حقيقة، والتوفيق كان من عند الله.
وهذا المشروع المسرحي محاولة مني لتقديم شيء مهم في الظروف التي يمر بها البلد، من أجل المساهمة في رسم بسمة على وجوه الناس الذين يعانون الكثير في بلادنا. والحمد لله أشعر بسعادة كبيرة بما وصلنا إليه علماً أن أمامنا الكثير.

- هل تعتبر أن الوقت مناسب لهذه العروض المسرحية؟
كما قلت كنت أحلم بهذه التجربة منذ وقت طويل، لكن كنت أجد صعوبة في التنفيذ لأمور متعددة. وسعيت وجهدت إلى أن تغلبت على كل المعوقات وخرجت بـ»تياترو مصر» إلى النور، وبدأنا العروض بمسرحية «مصر المحسودة»، ومن بعده عرض «وا إسلاماه».

- ما هي حكاية «مصر المحسودة»؟
هو عرض تتناول أحداثه الأزمات التي تمر بها مصر بشكل يومي، والتي أصابت المصريين بالضيق والحزن.

- وما الذي تقصده بعنوان المسرحية «مصر المحسودة»؟
هذا تفسير قد يكون مضحكاً لما نمر به في مصر، فالإمكانات متوافرة والموارد متاحة لكن دائما النتائج تكون عكسية، فربما يكون هذا بفعل الحسد الذي أرهقنا وأفسد حياتنا.
والحسد مذكور في القرآن، فهناك بعض البلاد التي تعاني من الحقد على مصر وتحسدها على كل ما لديها من خير وسلام ووحدة وطقس وإمكانات، وغيرها من النعم الكثيرة التي منَّ الله عليها بها.
وفي النهاية هذا الكلام هو على سبيل السخرية، وليس صحيحاً أننا نرى أن مصر محسودة أو أننا تأخرنا بسبب الحسد، فهذا ليس كلام العقل، بل علينا العمل والاجتهاد وسنحقق النجاح مهما كانت العوائق.

- كيف كانت ردود الفعل على أول عرض؟
الحمد لله، ردود فعل الجمهور الذي حضر العرض أسعدتني جداً، فأصوات الضحك ملأت المكان كله، وهذا وحده يكفيني، لأنه الهدف الأول والأخير، ولا أجد أجمل من ذلك على الإطلاق.
والحمد لله ما حققته في الأيام القليلة الماضية منحني إحساساً خاصاً ربما أعتبره من أجمل المشاعر التي مرت على قلبي منذ بداية مشواري الفني.

- ما الذي حمسك لهذا المشروع؟
التجربة مختلفة في كل شيء، وأعتبرها حالة جديدة بكل المقاييس، وأكثر ما يميزها ويسعدني بها الشباب المشارك فيها وهم 22 شاباً يتميزون بالحيوية والنشاط، وعملي معهم يسعدني جداً ويشعرني بالفرحة والنشاط والأمل في مستقبل أفضل.

- لماذا رفضت الاستعانة بنجوم معروفين؟
أحترم كل النجوم، لكن هذه التجربة تقوم على الشباب، والعرض الأول كان على مسرح جامعة مصر في منطقة 6 أكتوبر، ونتمنى أن نحقق الهدف وتصل الرسالة إلى الشباب.

- أليس غريباً أن تعرض مسرحيتك على مسرح الجامعة وسط ما تشهد الجامعات المصرية من شغب طلاب الإخوان؟
حق التظاهر مكفول ومقبول، لكن حقوق المجتمع والطلاب والبلد أيضا مكفولة ولا جدال فيها. ولهذا لا يمكن الصمت أمام التجاوزات التي يقوم بها بعض الشباب الذين يسعون للتخريب، وعلى الجميع احترام القوانين والآداب والحرم الجامعي... المسرح الجامعي لعب دوراً مهماً في تنوير العقول والارتقاء بالأذواق والاذهان لأجيال كثيرة من الذين حققوا النجاح والاعتدال في حياتهم، لكن مع هذا لا أدعي أنني تعاقدت لتقديم المسرحية على مسرح الجامعة من أجل هذه الأحداث، فقد تعاقدت على العرض قبل أحداث الجامعات.

- هل هناك عروض جديدة تستعد لها؟
العرض الجديد سوف يحمل عنوان «سلامة» وهو مأخوذ عن فيلم «وا إسلاماه» الذي قدّمه فنانون كبار وحقق نجاحاً كبيراً. ففكرة «تياترو مصر» تقوم على مجموعة كبيرة من العروض نتنقل بها بين أرجاء مصر من خلال فريق من الموهوبين والمبدعين الشباب، ليتذوق الجميع حلاوة الفن الراقي.

- هل ترى أن الجمهور سيعود إلى المسرح من خلال تجربتك الجديدة؟
أتمنى أن أنجح في إعادة الجمهور إلى المسرح، وأن يكون مشروعي خطوة نحو عودة المسرح الذي مرّ بظروف قاسية السنوات الماضية، مما جعل البعض يعلن وفاة المسرح المصري. لكني أرفض الاعتراف بهذا، وعلى الجميع العمل بقوة لإنقاذ المسرح.
وأتمنى أن تكون فكرتي موفقة، لأنني حزين لتراجع المسرح المصري إلى الحد الذي جعل الجمهور يهجره، والدولة تقف متفرجة والفنانون ومحبوه يقفون مكتوفي الأيدي.

- هل ترى أن هناك تشابهاً بين تجربتك ومشروع «المسرح للجميع» الذي قدمة الفنان محمد صبحي؟
مجرد المقارنة بيني وبين الفنان الكبير محمد صبحي ظالمة جداً لي، فالنجم محمد صبحي فنان لديه تاريخ كبير وأعماله المسرحية تعتبر علامات بارزة في تاريخ المسرح، وهو أستاذنا.
ومشروعي مختلف تماماً عن أعماله من حيث الشكل والمضمون، والجمهور سيكتشف ذلك وسيلاحظ أنه أمام تجربة جديدة في كل شيء.

- هل ستستعين بالفنان سامح حسين الذي شاركك مسلسلك «رجل وست ستات» في العروض المقبلة؟
نعم، فهو فنان موهوب وأثبت نفسه وقدم أعمالاً أحبها الجمهور.

- من هنّأك على «تياترو مصر»؟
عدد كبير من أصدقائي في الوسط الفني، وكلهم من النجوم الكبار والقريبين إلى قلبي، ولا أحب أن أذكر أسماء حتى لا يسقط من ذاكرتي أحد.

- كيف وجدت أزمة إلهام شاهين مع أحد الشيوخ والتي وصلت إلى القضاء؟
إلهام شاهين فنانة كبيرة ومن النجمات المحبات للفن بشكل حقيقي، ولا يمكن أن أنسى تعاوني معها في أعمال مميزة، وبالتحديد فيلم «خالي من الكوليسترول».
وأزمتها مع عبدالله بدر كانت مرحلة صعبة على الجميع، وحدثت كثير من الأمور والتجاوزات التي جعلت المساوئ معمّمة.
ومن الرائع أن إلهام شاهين استطاعت أن تواجه المتاجرين بالدين بشجاعة كبيرة جداً، وهؤلاء أساؤوا إلى أنفسهم وإلى الدين الذي يدّعون أنهم يتحدثون باسمه، ولهذا الناس لم يعد يصدّقونهم وسقطت الأقنعة عنهم بسرعة كبيرة.

- هل نجحت إسعاد يونس أكثر كممثلة أم كمنتجة؟
أرى أن الفنانة إسعاد يونس تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة في النجاح كفنانة ومنتجة معاً، فهي فنانة رائعة وتميزت في أدوارها والأعمال التي شاركت فيها منذ بدايتها، وهي صاحبة كاريزما وأداء يميزها عن غيرها من الفنانات، وأعتبرها من أفضل الفنانات اللواتي قدمن الكوميديا.
وعندما عملت في مجال الإنتاج، تميزت أيضاً لأنها تعمل منتجة بحس الفنانة، وهذا جعلها تحقق المعادلة الكبيرة.

- ما حقيقة عرض المسرحيات التي تقدمها في «تياترو مصر» على القنوات الفضائية؟
هذا صحيح، وهذه تجربة جديدة، بأن نذهب بالمسرح إلى الجمهور في المنزل، فقناة «الحياة» تصوّر العروض وتجهّزها للعرض على شاشاتها كل يوم جمعة.

- هل يمكن أن تقدم ضمن «تياترو مصر» عروضاً غير كوميدية؟
بالطبع لا، فمن الصعب أن أقدم مسرحاً لا يضحك الجمهور، فالمشاهد يشتري التذاكر لكي يضحك وينسى الهموم والمشاكل التي أثقلت كاهله في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، هذا إلى جانب برامج التوك شو ومقدميها الذين يصيبون الجمهور بالاكتئاب.
لذا من الصعب أن أجعل الجمهور يعيش حالة اكتئاب في المسرح، حتى وإن كان ذلك من خلال نص جيد.

- لماذا ابتعدت عن البطولة الجماعية؟
لم أبتعد عن البطولات الجماعية، بل أعتبر نفسي من أكثر الفنانين الذين قدموا الأعمال الجماعية، فأنا أحبها كثيراً.

- هل من الممكن أن نرى تجربة مشتركة مع محمد هنيدي مرة أخرى بعد نجاحكما في أعمال عدة؟
محمد هنيدي من أفضل نجوم الكوميديا في هذا الجيل، وبالفعل نجحنا مع بعضنا وبيننا تفاهم كبير، ونجحنا معاً في السينما والمسرح، وبالطبع أتمنى أن نتعاون لأن بيننا كيمياء.

- هل أمنية البطولات الجماعية تقتصر على محمد هنيدي؟
أرحب بالعمل مع كل الفنانين وأحبهم جميعاً، ولدينا عدد كبير من نجوم الكوميديا مثل أحمد حلمي الذي يتمتع بذكاء كبير في اختياراته، وكذلك أحمد مكي وأحمد آدم وآخرون كثيرون.
وبالطبع في حالة وجود جهة الإنتاج المتحمسة والقوية والنص المكتوب جيداً أرحب بالعمل مع كل هؤلاء وأفتح ذراعيَّ للجميع، وأنا جاهز للعمل الجيد في أي وقت وتحت أي ظروف مهما كانت صعبة، لأنني أرفض الكسل والاستسلام.

- هل ستخوض السباق الدرامي في رمضان هذا العام بعد طول غيابك منذ آخر أعمالك «أبو ضحكة جنان»؟
لم أحسم أمري بعد وأتمنى تقديم عمل في شهر رمضان المقبل، لكن في حالة عدم عثوري على العمل المناسب واستمرار انشغالي بمشروعي «تياترو مصر» الذي يمتد أربعين عرضاً، لن أذهب إلى التلفزيون بعمل والسلام، وأعتقد أن تجربتي في «تياترو مصر» تستحق مني التركيز.

- هل سيستمر غيابك عن السينما؟
الغياب عن السينما لم يكن أبداً بيدي، على العكس فأنا من محبي السينما، لكن كل هذا الحب يمنعني من العودة لها من خلال أعمال لا تليق بي ولا بالسينما التي تجمعني بها علاقة حب كبيرة.
وعندما أجد المشروع السينمائي الجيد بالطبع لن أتردد، وبالمناسبة أقرأ أكثر من عمل لاختيار الأفضل للعودة، وأتمنى أن تكون قريبة جداً.

- وماذا عن تجربتك في تقديم البرامج التلفزيونية؟
أحب تجربتي في تقديم البرامج وأعتز بها كثيراً، وأجد أنني استفدت منها بشكل كبير، وإن كنت أرى أنني لم أكن مذيعاً بالدرجة الأولى أو بالمعنى الصحيح، فاعتمدت في هذه التجارب على طبيعتي وشخصيتي الأقرب إلى الواقع، وتعاملت مع ضيوفي بروح الصداقة في برامجي، ومن بينها «دارك»، وهذا كان سر نجاحها وتعلق الجمهور بها. وهناك تجربة جديدة أستعد لها في مجال تقديم البرامج.

- كيف ترى المرحلة التي تمر بها مصر حالياً؟
مصر تستحق منا المزيد من العمل بإيجابية، والتخلي عن السلبية التي عطلتنا كثيراً، وأضعنا الوقت في الكلام والانتقاد لبعضنا بلا أي تقدم، وهذا ساهم في تأخرنا. العمل هو الكفيل بحل كل أزماتنا، كما أن الوحدة هي مصدر القوة، وعلينا أن نتحد أمام كل القوى التي تحاول أن تقف في وجه تقدمنا. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079