تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

علاج 'جرثومة الهليكوباكتر' التي يحملها ثلثا البشر ووجودها يستدعي المراقبة

د. فؤاد زعرور

د. فؤاد زعرور

يحمل أربعة أشخاص من خمسة الجرثومة الحلزونية أو الهليكوباكتر بيلوري المسببة لامراض عدة في المعدة كالقرحة وسرطان المعدة والالتهابات، إضافةً إلى كونها قد تسبب أمراضاً في الدم وفي الجلد.
ويعتبر
انتشارها واسعاً إذ يصاب بها ثلثا الناس في العالم، إلا انه لا يعتبر مريضاً ويحتاج إلى علاج إلا من يعاني من مضاعفاتها ومن الأمراض الناتجة عنها، مما يستدعي مراقبتها باستمرار بغية الوقاية. ومع تطور العلاجات المتوافرة التي تسمح بتخطي مشكلة مقاومة الجسم للمضادات الحيوية التي كانت معتمدة قبل سنوات، يؤكد الطبيب الاختصاصي بأمراض المعدة والجهاز الهضمي فؤاد زعرور، أن نسبة الشفاء منها ومن المشكلات الناتجة عنها فاقت 90 في المئة، مع التذكير بأن علاجها هو بمثابة وقاية من سرطانات المعدة الناتجة عنها.


ما هي جرثومة الهليكوباكتر بيلوري أو البكتيريا الحلزونية؟
البكتيريا الحلزونية هي جرثومة كغيرها من الجرثومات المتعارف عليها وتعيش بشكل خاص في غشاء المعدة. وتم اكتشاف هذه البكتيريا عام 1982 في أستراليا حيث تبين أنها مسببة لأمراض المعدة كالقرحة والتهابات المعدة والإثني عشر والسرطان وغيرها من الأمراض حتى خارج المعدة كأمراض الدم وبعض أمراض الجلد. وقد لوحظ أن نسبة سرطان المعدة انخفضت بشكل واضح نتيجة علاجات جرثومة الهليكوباكتر بيلوري.

كيف يمكن الإصابة بالبكتيريا الحلزونية؟
تتم الإصابة بهذه البكتيريا عبر الفم كونها تعيش في اللعاب حيث يمكن التقاطها بواسطة الفم أو اللعاب. كما يمكن ان تنتقل بواسطة الغائط إذا كان ملوّثاً بها. حتى أنه يمكن ان تكون الخضر أحياناً ملوّثة.

هل يمكن التقاطها بالنفس أو الهواء؟
كلا، لا يمكن أن تنتقل بالهواء.

ما مدى انتشار البكتيريا الحلزونية؟
يقدّر انتشارها بثلثي الناس في العالم. بالتالي هي منتشرة بشكل واسع.

هل هذا يعني ان كل هؤلاء الناس عرضة للأمراض الناتجة عن البكتيريا؟
وجود الجرثومة في الجسم لا يعني ان الشخص مريض وبالتالي لا يعتبر كل هؤلاء الأشخاص مرضى. إذ أنه لا بد من التمييز بين من يحمل الجرثومة وبين من هو مريض، أي ان الجرثومة تكون قد سببت له أمراضاً هي تلك التي تنتج عنها عامةً.
مع الإشارة إلى أنه يمكن أن نحمل الجرثومة سنوات دون أن ينتج شيء عن وجودها. فمن كل 5 أشخاص 4 يحملون الجرثومة إلا أنهم لا يعتبرون مرضى.

في هذه الحالة كيف يمكن اكتشاف ما إذا كانت الجرثومة تحمل خطورةً في الجسم؟
يمكن اكتشاف خطورة الجرثومة ومدى تأثيرها على الجسم من الأعراض التي يمكن أن تنتج عن مشكلة معينة سببتها في أعصاب المعدة أو القرحة أو السرطان وما قد ينتج عنه من أعراض. في هذه الحالة من الضروري إجراء الفحوص اللازمة، وإذا تبين ان نتيجة الفحص إيجابية وأن لدى المريض أعراضاً من الضروري العمل على معالجتها.

كيف يتم التشخيص للتأكد من وجود الجرثومة؟
أهم الفحوص التي تكشف وجود الجرثومة والمشكلات الناتجة عنها هو المنظار وهو الأكثر فاعلية للتأكد من وجود مشكلات ناتجة عنها. ويمكن عندها اخذ خزعة إما أن تفحص سريعاً أو أن ترسل إلى مركز الخزعات لفحصها.
وثمة فحوص أخرى كفحص النفس بالبالون للتأكد من وجود الجرثومة، إلا ان هذا الفحص لا يمكن أن يجرى للأطفال. كما يمكن إجراء فحص الخروج أو فحص الدم للتأكد من وجودها.
غير ان هذه الفحوص لا تؤكد ما إذا كانت الجرثومة فاعلة ومسببة لمشكلات صحية. ويبقى المنظار الفحص الأساسي في هذه الحالة.

كون الجرثومة تحمل معها خطر الإصابة بالمشكلات التي قد تنتج عنها، هل تعالج لمجرد وجودها؟
صحيح أن الجرثومة تعالج، لكن لا ينصح باتباع العلاج والأدوية إذا لم تظهر أي مشكلة ناتجة عنها.

ما ابرز الأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة بالجرثومة وبالمشكلات الصحية الناتجة عنها؟
ثمة أعراض ظاهرة يمكن أن يلاحظها المريض، كما يمكن اكتشاف مشكلات معينة بالمنظار الذي يمكن أن يجرى أحياناً لأسباب أخرى وتتبين الإصابة.
لكن بشكل عام يعتبر الالم في المعدة أبرز الاعراض التي تدعو المريض إلى إجراء الفحوص التي تكشف الإصابة. كما انه كون الجرثومة يمكن أن تضرب مواضع خارج المعدة، يمكن أن تسبب فقراً في الدم يظهر في فحص الدم. كما يمكن أن تسبب أمراضاً جلدية.

هل يمكن أن يصاب الأطفال بجرثومة الهليكوباكتر بيلوري؟
ثمة اولاد مصابون بالجرثومة، إلا أن احتمال الإصابة يزداد مع التقدم في السن وبالتالي مع زيادة احتمال انتقال العدوى، خصوصاً أنه لدى الاطفال لا تسبب الجرثومة مضاعفات عامةً إلا نادراً. ولا يمكن أن ننكر أن ثمة حالات من القرحة لدى أطفال هم في سن 13 سنة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الجرثومة والمشكلات الصحية الناتجة عنها؟
الأكثر عرضة هم الذين يعيشون في بيئة فقيرة عامةً. ففيما نسبة الإصابة في الدول المتقدمة 40 أو 50 في المئة، تصل النسبة في دول العالم الثالث إلى 80 في المئة.

ما أنواع العلاجات التي تعطى في حال الإصابة بالمشكلات الصحية الناتجة عن الجرثومة؟
كون الجرثومة تسبب قرحات في المعدة مما يزيد الحموضة، توصف أدوية مضادة للحموضة. اما الجرثومة نفسها فتعالج بالمضادات الحيوية.
مع الإشارة إلى أن العلاج قد تطور من عام 1982. ففي البداية كانت توصف مضادات حيوية معينة، لكن مع الوقت صارت هناك مقاومة في الجسم لهذه المضادات.
ووصلت نسبة الشفاء عندها إلى 60 في المئة أي ان نسبة 40 في المئة من المرضى لم يعودوا يشفون. اما اليوم، فمع الدواء الجديد المتوافر، الذي يوصف ل10 أيام أو 15، فارتفعت نسبة الشفاء إلى أكثر من 90 في المئة عما كانت في السابق كون مسألة مقاومة الجسم للدواء قد عولجت وارتفعت نسبة تقبله. وبالتالي يوصف العلاج لـ10 أيام أو 15 بالمضاد الحيوي إضافةً إلى الدواء المضاد للحموضة.

 هل تتطلب معالجة الجرثومة اتباع نظام غذائي معين في الوقت نفسه؟
لا داعي لاتباع حمية أو نظام غذائي معين.

هل يمكن أن تعود الإصابة بالجرثومة بعد معالجتها؟
مبدئياً إذا تمت معالجة الجرثومة لا تعود. مع الإشارة إلى أن معالجتها تحمي من الإصابة بسرطانات المعدة الناتجة عنها. وبالتالي تعتبر معالجتها بمثابة وقاية.

هل تتوافر لقاحات تسمح بالوقاية من الجرثومة؟
يتم العمل حالياً على نوعين من اللقاحات ضد الجرثومة، الأول يعنى بالاشخاص الذي لم يُصَبوا بعد بها حتى لا يصابوا. وقد بلغت الدراسات في ما يتعلّق بهذا النوع من اللقاح مراحل متقدمة.
صحيح أنه لم يتوافر بعد لكنه سيصبح في متناول الناس قريباً. أما النوع الثاني فيهدف إلى مكافحتها بوجودها، لكنه لا يزال في طور الدرس ويحتاج توافره إلى بعض الوقت.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079