زوجة تجمع بين زوجين وتبدل إقامتها بين منزليهما!
لم تكن هذه الجريمة مشابهة لكل قصص النساء اللواتي يجمعن بين أكثر من زوج، بل شكلت سهير نموذجاً مختلفاً. والمثير أنها جمعت بين زوجين في وقت واحد، وكانت تتنقل بين منزليهما مستغلة سفر أحدهما الدائم، ولم تهرب من زوجها للتزوج بآخر، كما هو الحال في قصص الجمع بين زوجين، وإنما كانت أكثر جرأةً من سواها وثقة أن خُدعتها لن يكتشفها أحد، لكن كما تقول الحكمة «إذا كان بإمكانك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت»، فجاء سقوط سهير لتنكشف واحدة من أغرب قصص الجمع بين الأزواج!
تقمص الزوج حسن دور ضابط المباحث وهو يستجوب زوجته ليحصل منها على الاعتراف الذي ينتظره. حاولت الزوجة أن تهرب من براثنه، مدركةً أن الفضيحة وربما السجن ينتظرانها بعد أن تدلي باعترافها المسجل، لكنها في النهاية لم تكن تملك سوى الاستسلام لزوجها الذي كشف حقيقتها. ثلاث سنوات هي عمر زواجهما، الحب كان يملأ جنبات منزل الزوجية خلال الشهور الأولى للزواج، لكن سرعان ما هرب الحب وحل محله الفتور، وصار الزوج كثير السفر إلى الغردقة وشرم الشيخ بحثاً عن لقمة العيش، فيما الزوجة وحيدة لأسابيع طويلة تمضيها وهي لا تعلم شيئاً عن زوجها.
ففي نهاية هذه الأسابيع كان الزوج يعود ومعه الجنيهات القليلة التي لا تشبع زوجته التي أصبحت مجرد جسد بلا روح، تعيش مع زوجها ولا تشعر تجاهه بأي مشاعر. فكرت في طلب الطلاق، لكنها تراجعت لأنها كانت تعيش في كنف أسرة فقيرة، وقد لا تستطيع أن تجد فرصة أخرى لحياة شبه مستقرة كالتي تعيشها.
ومع مرور السنين كبر أبناء سهير وازدادت الأعباء وتراكمت المشكلات بينها وزوجها، وأصبحت الخلافات والمشاجرات بينهما لا تنتهي. وأخيراً حسمت قرارها، طلبت من زوجها أن تحصل على حريتها، طلبت منه الطلاق وأصرت عليه، لكن الزوج رفض بإصرار، وأكد لها أنه يحبها، وهو ليس على استعداد للتضحية بها مهما كلف الأمر.
واستمرت المشكلة بلا حل، الزوج يرفض التفريط بزوجته والزوجة تشعر بأنها تعيش مع إنسان تكرهه، ترفض أن تستمر علاقتها به. وفشلت مساعي الصلح وبدأت سهير تفكر في مستقبلها وفي سنوات عمرها التي تضيع منها...
رفضت سهير أن تستسلم لواقعها، وبدأت تعيش حياتها كما تريد. أدركت أنها مازالت صغيرة السن ويتمنى كثيرون الارتباط بها. قررت الخروج بحثا عن عمل، وفي هذه الأثناء تعرفت الى كريم زميلها في محل الملابس الذي التحقت للعمل به، تبادلت معه نظرات الإعجاب وتحدثت العيون بما لم تقله الألسن. حاولت الزوجة أن تقاوم المشاعر الجياشة التي هاجمتها، وأن تتذكر أنها أم وعليها التزامات، وأنها ما زالت في عصمة زوجها، لكنها في النهاية استسلمت للحب ونسيت كل شيء، ولم تتردد حين صارحت حبيبها بحياتها، وأكدت له أنها لا تحب زوجها وتتمنى الانفصال عنه. لكن حبائل المحاكم طويلة، ولم تكن تملك أموالا لإقامة دعوى الطلاق. أما كريم فشعر بأن حبها تملكه، نسي أنها زوجة وأحس بأنه يرغب في أن تكون معه بأي وسيلة، حتى لو كانت هذه الوسيلة غير شرعية.
الورطة
عرض عليها كريم الزواج عرفياً، وأخبرها أن هذا الأمر سيكون موقتاً إلى حين حسم المحكمة لدعوى الطلاق التي ستقيمها على زوجها. ترددت سهير قليلاً قبل أن توافق على هذا العرض، لكن حب كريم جعلها تستجيب له رغم خطورة هذا العرض، وطلب منها أن تخفي خبر الدعوى التي ستقيمها علي زوجها حتى يفاجأ بالحكم بتطليقها.
عاشت سهير مع زوجها الثاني أجمل أيام حياتها في شقة بمنطقة شعبية، وكانت تعود إلى شقتها القديمة قبل أن يعود زوجها من سفره بساعات، وتجتهد لتجعل زوجها حسام لا يشعر بأي تغيير في تصرفاتها، وذلك استجابة لنصائح زوجها الثاني. واستمر هذا الأمر أشهراً أصيبت خلالها الزوجة بالإجهاد من فرط المجهود الذي بذلته لتخفي حقيقة زواجها الثاني.
المهمة لم تكن سهلة، لكن حب كريم كان الوقود الذي دفع الزوجة العاشقة إلى تحمل كل المشكلات التي واجهتها، وأخبرها كريم بأن الحل بات قريباً بعد أن تحصل على الطلاق من زوجها، لكن الخوف لم يفارق الزوجة التي كانت تخشى أن يكتشف زوجها ما تخفيه.
نظرات غريبة
بدأ الزوج الأول يشعر بنظرات غريبة في عيون جيرانه الذين تواترت إليهم أنباء عما تقوم به الزوجة سهير، لكنهم لم يجرؤوا على أن يخبروا الزوج بهذه المعلومات.
قرر الرجل أن يراقب زوجته حتى يكتشف حقيقتها، فتحول حسام إلى مخبر سري لا يريد سوى الحقيقة، بعد أن شعر أن زوجته تخدعه وتخفي وراءها سراً كبيراً. زعم أنه سيسافر إلى الغردقة كعادته، وفي هذه الأثناء ظل مرابطاً بجوار منزله ينتظر زوجته أثناء خروجها.
لم يطل انتظار الزوج، فقد تسللت سهير وهي تنظر يميناً ويساراً حتى تتأكد من عدم وجود من يتبعها، فطاردها الزوج الأول حتى وصلت إلى شقة زوجها الثاني... وسرعان ما كشف الزوج الأول حقيقة الموضوع كله.
أدرك حسام أنه تعرض لخدعه كبرى من زوجته وأم ابنته التي منحها ثقته، لكنها لم تحافظ على هذا العهد، فقرر أن يواجهها، وعاد بسرعة إلى منزله ليفاجئها بما عرفه. أسقط في يد الزوجة حين شاهدت زوجها، تلعثمت وهي تجيب على أسئلته، لكن الزوج قرر أن يقيم حفلة تعذيب لزوجته حتى تعترف بما فعلته.
اعتراف مثير
طلب الزوج من زوجته أن تعترف بما لديها، حاولت أن تدافع عن نفسها وتؤكد أنها تحبه، لكن الزوج لم يصدقها، وبدأ يعذبها حتى تعترف بجريمتها.
لم تجد سهير مفراً من الاعتراف الذي قرر الزوج أن يسجله على شريط كاسيت، وفي أمسية امتدت أربع ساعات بعد الفجر توالت الاعترافات المثيرة للزوجة التي كانت تتحدث بتلقائية دون أن تبالي بردود فعل زوجها الأول الذي كاد يقتلها.
لم يكن الزوج يتخيل أن زوجته نسيت كل ما فعله من أجلها، نسيت الحب الكبير الذي جمعهما، وعاشت من أجل نفسها. كل جريمة الزوج من وجهة نظرها أنه لم يوافق على تطليقها لأنه يحبها بجنون، وها هو يدفع ثمن حبه، ويصبح المخدوع آخر من يعلم.
لم يتمالك الزوج نفسه، انهال بالضرب على الزوجة التي راحت تصرخ مستنجدة بالجيران، بعدما شعرت بأن زوجها سيقتلها. بالفعل فقد الزوج أعصابه، وعلى صرخات الزوجة اقتحم الجيران الشقة ليتمكنوا من إنقاذ الزوجة في اللحظات الأخيرة.
وتم إبلاغ الشرطة التي انتقلت إلى شقة الزوجية، وتم القبض على الزوجة بعد أن اتهمها الزوج بالجمع بين زوجين، وأمام النيابة حاولت الإنكار، وأكدت أن زوجها يبتدع هذه المشكلة ليعرقل خطواتها في دعوى الطلاق التي أقامتها.
سارع الزوج إلى تقديم شريط الكاسيت الذي سجله لاعترافات زوجته التي تلعثمت ، لكن وكيل النيابة لاحقها بأسئلته، ولم تجد مفراً في النهاية من الاعتراف بجريمتها، وأرشدت إلى مكان زوجها الثاني الذي ألقت الشرطة القبض عليه، ومعه عقد الزواج العرفي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024