محمد عبده: هذا سرّ نجاحي الفني... وعلامتي لفناني اليوم واحدة!
يعيش أحسن حالاته الصحية والعائلية والفنية. انطلق إلى حياة جديدة بعد تعرضه لوعكة صحية وإنجاب زوجته المغربية الصبية مولوداً جديداً. شارك في الليلة ما قبل الختامية في مهرجان "ربيع سوق واقف" والتقيناه للحديث عن أبرز محطاته الفنية ومشاريعه المستقبلية، وعن سر نجاحه وتقويمه لفناني اليوم. فنان العرب محمد عبده في هذا اللقاء...
ليس لديّه أي تصوّر للألبوم الجديد، ويعتبر أن الوقت غير ملائم لإصدار ألبوم كامل، بل أغنيات منفردة .Singles إشتاق إلى الأغنيات الشعبية ويفكّر في العودة إليها بعدما عطّلته الظروف عن تنفيذها.
ينسب عدم نجاح آخر ألبوماته "بعلن عليها الحب" الذي طرح العام الماضي، إلى التواضع في الكلمات والألحان، ويرى أن الأغنيات بدت تقليدية وتفتقر إلى الجديد. وينفي أن يكون إصدار "بس لحظة" في هذا الوقت، وهي من الأغنيات المكبلهة التابعة لللون الغنائي الذي يغنّيه منذ ثلاثين عاماً، ردة فعل عكسية على التعليقات السلبية التي أحاطت ألبومه الخير.
لديه نص للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، إلى جانب ألبوم كامل يحمل عنوان "راحلة" كان قد سبق له أن كشف عزمه على طرحه في الأسواق قبل ثلاث سنوات، إلا أن المنتج لا يزال لديه تحفظ عن توقيت إصداره.
يشيد بصوت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم ويقول: "نجوى من أجمل الأصوات الجبلية، لم نوفّق بعمل مشترك. إلاّ أنها اختارت من هو أفضل من محمد عبده للغناء معه، قدّمت مع وديع الصافي، رحمة الله عليه، دويتو رائعاً كان موفقاً جداً وأعجبني كثيراً".
يتحضّر لتقديم الأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية في دورته الثلاثين يوم 12 شباط/فبراير الجاري، والذي سيتناول ماضي الجزيرة العربية وما مر عليها منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم منجزات الدولة وتطلعاتها للمستقبل والتلاحم الثقافي والاجتماعي الشعبي مع الحكومة. كما يشارك في الدورة المقبلة من مهرجان "موازين" للمرة الأولى. ويترقب دعوته من مهرجانات قرطاج للغناء للجمهور التونسي الذي يعتبر من المتذوقين للفن الراقي.
يردّ على الهجوم الذي شنّ عليه وإتهامه بالإلحاد والبعد عن الدين بسبب الصورة التي جمعته بأصالة في استوديو برنامجها "صولا" وهو يقبّل يدها ويقول: "لا أعوّل على تويتر والتغريدات والحمام والدجاج ولكن أصدق ما أسمعه"، لافتاً إلى أنه مستعد لتقبيل يد كل شخص يقبّل يده...
يعتبر أن المزاج يتجلّى على المسرح ولكنه ليس العامل الأساس لإنجاح الحفلة، لافتاً إلى أهمية قراءة الفنان لأعين الجمهور وردات فعلهم، ودراسته الأغنيات "من أولها إلى آخرها" في ما يخصّ التفرّد أي الخروج عن اللحن الأصلي.
أما بالنسبة إلى قضية أغنية "النورس" التي مُنحت للفنان القطري سعد الفهد دون أن يظهر لها أثر، فيشير عبده إلى أنها لم تكن مكتملة، فالأغنية تتطلّب أسلوباً في الكتابة وانتقاء المفردات والمفردات، حسب قوله، وإن كتابتها كانت أدبية ثقافية جميلة لكنه لم يغنّها لعدم توافر الخط الغنائي فيها، فقد طلب تعديلها ولم يتمّ ذلك فامتنع عن غنائها.
ما هو سرّ نجاحك الفني؟
التوفيق من الله، وفّقني في أن أحترم الناس، أحترم جمهوري وفنّي. فنحن نستسهل كلمة "فن" وهي غاية في التعقيد وفي الفهم والإدراك. الفن كلمة وردت في القرآن الكريم، وإذا لم يتضمّن الشعر فناً، سواء الشعر العربي أو الأغنية، فلا يسمى شعراً... فالشعر تصور إبداعي نفتقده في الكتابات الملتزمة والدقيقة بالوزن والقافية والعروض، نقرأها ولا نجد فيها شعر بل نَظم. كما أن الشاعر لا يحمل صفة الأستاذ المنظّم للشعر، "وكم علمته نظم القوافي، فلما قال قافية هجاني"، فقد أصبح التلميذ أفضل من أستاذه، وتفوّق الطلاب على أساتذتهم بتصورهم وبإبداعاتهم.
الكلمة هي أساس الأغنية، أساس ما يقدمه الفنان، فعندما تلتزم بأخلاقية المجتمع، بالقول الحسن من الكلام، وبالابتعاد عن الإسفاف والانحراف فيه، وتنظر إلى تراث بلدك، وتخرج من رحم التراب الذي ولدت فيه، وتلتفت إلى الموهبة التي أكرمك بها ربّك، وتقدّر القبول الذي تتمتّع به من قِبَل الناس، هولاء الذين يتأثرون بك ويتابعونك، تنجح في إيصال رسالتك إليهم، في ظلّ محاسبة تخضع لها من قِبَلهم إذا خطوت خطوة ناقصة في مسيرتك.
عندما بدأت في الستينات حلمت بأن يقف فنّنا في المملكة العربية السعودية خاصة وفي الجزيرة العربية عموماً إلى جانب الفنون الناجحة على الساحة العربية كالمصرية والشعبية. لم أبتعد عن الفن الخليجي ولم أبحث عن أي لحن خارج بلدي، بحثت وحفظت وأجدت تأدية كل الألوان الغنائية في منطقتي، في اليمن والخليج والحجاز ونجد. وحفظت كل التراث لكي أقدّم صورة جديدة تواكب الفن الراقي الذي سمعناه من العمالقة العرب في مصر، وهذا هو الفن...
أما في ما يخصّ الفنان الذي يغنّي لكي يشتهر ويقدّم نفسه كنجم لينال إعجاب الشباب والفتيات، فهو ابن الفن الهامشي الذي لم ولن يصنع لنفسه تراثاً. الفن الحقيقي الذي يحترم نفسه هو الذي يصنع لنفسه تراثاً، فبعد وفاتي ستبقى أعمالي، ستذكرها الناس إن كان بينها عمل يُذكر، ستذكرني الناس بفنّي وليس باسمي...
أنت القدوة لغالبية الفنانين العرب، يستمعون إلى صوتك ويتعلّمون منك. لمن تسمع أنت ومن يلفتك على الساحة الفنية اليوم؟
أستمع في هذه الأيام إلى الأغنية... تستوقفني أغنية لفنان صاعد كان أم مخضرم فأسمعها، فالزمن لم يعد زمن الفنان بل أغنية الفنان. أما بالنسبة إلى الأسماء الموجودة في الساحة الغنائية العربية اليوم، يصعب عليّ تقويم أصواتها لأنها أصبحت متشابهة، ولا يمكنني التمييز بينها وعلامتي لها هي واحدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024