المخيّم الصيفي نشاط لا بدَّ منه
شارف العام المدرسي على الإنتهاء، وبدأت الأمهات، خصوصًا الموظفات، يفكّرن في النشاطات التي يمكنهن توفيرها لأبنائهن خلال العطلة الصيفية، هل المخيم الصيفي هو الحل وأيهما أفضل للطفل؟ هل ذاك الذي توفّره المدرسة؟ أم الأفضل إرساله إلى مخيم تنظمه الجمعيات الكشفية أو الأندية الخاصة؟ أيهما أفضل: ذهاب الطفل إلى مخيم يكون ضمن المدرسة أم مخيم خاص؟
لا يمكن الفصل في هذا الأمر لأنه يعود إلى حالة التلميذ، فإذا كان لا يحب المدرسة أو ليس لديه أصدقاء فيها فإنه ليس من المستحب إرساله إليها. وإذا كان التلميذ يفضل لقاء أصدقائه واللعب معهم فإنه من الأفضل تسجيله في مخيم المدرسة.
أما إذا لم يكن لدى الطفل مشكلة من ناحية العلاقات الاجتماعية فيمكن سؤاله هل يرغب في التعرف إلى أناس جدد خصوصاً إذا كان الأهل يفضلون إرساله إلى مخيم قريب من المنزل.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة أن تقوم الأم وطفلها بزيارة المكان قبل الانتساب إليه ليتعرف إلى الأشخاص ويطمئن.
ما هي المعايير الأساسية لاختيار المخيّم؟
- مرونة البرامج: أي أن يأخذ القائمون على المخيّم في الاعتبار أن لكل طفل حاجات ومتطلبات خاصة ومزاجًا ورغبة مختلفة عن أقرانه، فضلاً عن توافر مروحة كبيرة من الاختيارات التي يمكن أن يكون اختيارها شاملاً أو جزئيًا.
- مدة المخيّم: هناك خيارات عدة، فبعض المخيّمات تراوح مدتها من أسبوعين إلى ثمانية، وهناك مخيّمات تكون مدتها الأسبوعية خمسة أيام في الأسبوع على أن يمضي الطفل عطلته الأسبوعية مع أهله. ويعود اختيار مدة المخيّم إلى الأهل الذين يقدّرون الأمر.
- المسافة بين المخيّم و المنزل: من الضروري الأخذ في الاعتبار المسافة بين المخيّم الصيفي والمنزل، ومن المستحسن أن تكون المسافة قصيرة خصوصًا إذا كان الطفل صغير السن، ففي حال حصول طارئ يكون من السهل على الأم الوصول إلى المخيّم.
- رسم الاشتراك في المخيّم: من الضروري التحقق من رسم الاشتراك في المخيم وما إذا كان يتناسب والخدمات التي يوفرّها المخيم من مأكل ورحلات ومواصلات.
أفكر في إرسال ابني إلى مخيم صيفي ولكنه يصعب علي اتخاذ القرار لأنها المرة الأولى، فماذا علي أن أفعل؟
من الطبيعي أن يراود الأم التي ترسل طفلها إلى المخيم للمرة الأولى، القلق والتوتر . فهي تظن أن طفلها غير قادر على طلب ما يحتاج إليه من ملبس ومأكل وحذاء وواقٍ للشمس .
ولكن عليك أن تأخذي الأمر ببساطة، فعوضاً عن القول لا يمكنني الإبتعاد عنه، عليك أن تقولي لماذا لا يمكنه الابتعاد عني؟ فالطفل الذي سيبعد عن أمه للمرة الأولى ولفترة طويلة قد تمتد إلى شهر ، يتحمل خلالها مسؤولية نفسه و يتعرف على أصدقاء جدد ويطيع أوامر مسؤول غريب عنه لا يعرفه.
إلا أن عليك تحضير طفلك لهذه التجربة الجديدة والمهمة على صعيد نموه النفسي وتطور شخصيته بهدوء. فالطفل بدءاً من عمر أربع وخمس سنوات يصبح قادرًاعلى ترك المنزل لتمضية عطلة مع أترابه، والمخيم بالنسبة إليه هو أمر مثير.
فسوف يصبح لديه أصدقاء جدد، ويجذب انتباه أشخاص راشدين غرباء يهتمون به، وهو يعرف تماماً انه سوف يعود لاحقاً إلى منزله ويتمتع بصحبة أهله ورعايتهم ويخبرهم عن تجربته الممتعة.
وهذه إرشادات يجدر بالأم الأخذ بها
التحضير للمخيم
يشبه تحضير الطفل للذهاب إلى المخيم تماماً التحضير الذي قامت به الأم عند إرساله إلى الحضانة للمرة الأولى. لذا يمكنها اتباع الأسلوب نفسه الذي اتبعته في ذاك الوقت.
وإذا كانت تسمح له بتمضية عطلة الأسبوع في منزل جدته أو عمه أو خاله، فيمكنها أن تقوم بمحاولة إبقائه عند الجدة مدة أسبوع أو أسبوعين كي يعتاد فكرة الافتراق عنها. وإذا مرت هذه المحاولة بسلام، فلا حاجة لأن تقلق حيال ذهابه وحده إلى المخيم.
أما إذا كانت الأم تخاف عليه من الغرباء فعليها أن تزوّده بعض الإرشادات التي ينبغي عليه القيام بها في تعامله مع الغرباء لاسيما الراشدين، شرط ألا تبالغ في ذلك لئلا يشعر بالخوف والقلق.
ومن المهم جداً أن يشارك الطفل في توضيب أغراضه وفي شراء الأشياء التي يحتاج إليها في المخيم ما يُشعره بالمتعة والإثارة والحماسة.
ويمكن الأم مفاجأته لدى وصوله إلى المخيم، بإرسال بطاقات كتبت عليها جملاً لطيفة تشعره بالطمأنينة. كما يمكنها إرسال طرد بريدي يحتوي على الحلوى المفضّلة لديه.
لحظة الفراق
إن اللحظات التي يستعد فيها الطفل للصعود إلى الباص لا تخلو من الحزن والخوف. فرغم أن كل التحضيرات سارت في شكل جيد، لن تستطيع الأم تجاهل عدم رغبته في الذهاب في اللحظات الأخيرة، لذا عليها أن تقاوم رغبته وتحجب قلقها عنه كي لا تنصاع لها.
كما عليها أن تشرح له بأنها تتفهم مشاعره هذه، إلا أنه مجرد صعوده الباص والجلوس وسط أترابه سوف يشعر بسعادة عارمة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024