فيروز كراوية: سمحت للكاميرا بالتجسس على حياتي الخاصة
تبحث عن أفكار جديدة لأغنياتها، سواء في فكرتها أو لحنها أو تصويرها، ولهذا سمحت للكاميرا بأن تقتحم حياتها الخاصة وتقدم مشاهد منها في كليبها «قلة مزاج»، كما تعمدت إظهار أخطاء رقصها في كليبها «رقص خفيف».
الطبيبة سابقاً والمطربة حالياً فيروز كراوية تكشف لنا أسرار ألبومها الجديد الذي تحضر له الآن، وتقديمها لموسيقى بدون آلات، كما تتكلم عن تجارب الأخريات التي شجعتها على التلحين، وموقفها من التمثيل وكتابة السيناريوهات، والنجوم الذين تحب الاستماع إليهم، وعندما سألناها عن حياتها الخاصة اعترضت وقالت: «هي ملكي وحدي».
- ما هي ردود الفعل التي جاءتك على كليبك الأخير «رقص خفيف»؟
الحمد لله وصلتني ردود فعل جيدة عن الأغنية والكليب. صحيح أنه من الصعب تقويم أي عمل لم يمرّ على طرحه فترة طويلة، إلا أن الكليب حقق نسبة مشاهدة عالية، وأتمنى أن تحقق الأغنية مزيداً من النجاح.
- لماذا استعنت في نهاية الكليب ببعض المشاهد لسعاد حسني وفيروز وفريدة فهمي؟
كان لدي إحساس بأن الجزء الأخير من الأغنية ينتمي للكلاسيكيات، بالإضافة إلى ارتباط الأغنية بالرقص والبهجة، فوجدنا أن سعاد حسني وفريدة فهمي وفيروز هن مصدر بهجة لدى الجمهور، كما أن اختيارهن يعبّر عن مدى حبي لهن. والحمد لله كان للاستعانة بهؤلاء النجمات أثر إيجابي لدى الجمهور.
- لماذا اتسم الكليب بالبساطة حتى أنه لم يحتو على أي شيء سوى الرقص على شاطئ البحر؟
الأغنية تناقش علاقة حب بيني وبين شخص آخر، لذلك ظهرنا أنا وهو بمفردنا دون الاستعانة بأشخاص كثيرين.
وأحاول أن أقدم في كل كليباتي حالة غير مصطنعة وواقعية، كما أن اتجاهاتي في الغناء دائماً ما تكون قائمة على مخاطبة المستمع في حالته العادية وتمس مشاعره اليومية، حتى يكون هناك صدق بين أعمالي الغنائية والجمهور، كما أنني أفضل الابتعاد عن البهرجة، خاصةً في الملابس والديكور.
- البعض اعتبر كليب «رقص خفيف» ساخراً وكوميدياً، فكيف ترين ذلك؟
لا أعتبر الأغنية كوميدية، بل هي مزيج بين الرومانسية والواقعية، وأعتبرها حالة حب معاصرة وفيها مساحة للضحك والسخرية، لأننا حتى في مشاهد الرقص التي أؤديها مع الشخص الذي أحبه في الكليب، ظهرنا بشكل طبيعي، وقصدنا إظهار الأخطاء التي وقعنا فيها في الرقص دون أن نقدم رقصاً احترافياً.
وجاءت فكرة الكليب من واقعية كلمات الأغنية ومعاصرتها للوضع الحالي، وهذا دليل على البساطة والواقعية في النهج الغنائي الذي أتبعه.
- طرحت قبل تجربة «رقص خفيف» أغنيتين منفردتين إحداهما بعنوان «مزاج سيادتي» والأخرى «قلة المزاج». فما سبب طرحك أغنياتك منفردة لا ألبومات كاملة؟
أحببت أن أتواصل مع جمهوري من خلال أغنيات منفردة حتى لا أغيب عنه طويلاً.
- كيف واجهت الهجوم على أغنية «قلة المزاج» بسبب الفكرة غير المألوفة التي قدمتها في الكليب؟
أي عمل فني جديد يواجه النقد وتكون عليه ردود فعل إيجابية وأخرى سلبية، وأنا أواجه النقد بصدر رحب.، ورغم أن هناك قلة من الجمهور انتقدت الأغنية لحداثة موضوعها وغرابة الشكل الذي ظهرت به في الكليب، فإنها كانت بداية جيدة ليستمع إليّ عدد كبير الناس.
- وهل بدأت التحضير لألبومك الثاني بعدما قدمت ألبوم «برة مني» قبل عامين؟
نعم، وهو تجربة مختلفة مع شركة إنتاج جديدة تدعى «100 نسخة»، وهي شركة مصرية تعمل على تجديد الموسيقى. وفي ألبومي الجديد نقدم «الموسيقى الإلكترونية» وندمجها مع موسيقى البوب، وأتعاون مع موسيقي شاب يدعى إسماعيل حسني.
- ما معنى «الموسيقى الإلكترونية» التي تعتمدين عليها في ألبومك الجديد؟
هذه الموسيقى لا يتم عزفها بآلات موسيقية، بل تعتمد على أصوات إلكترونية متنوعة تحل محل هذه الآلات، ولذلك تدعى electro pop.
وأنا أول مطربة أقدم هذا النوع من الموسيقى في ألبوم غنائي، وأتمنى أن تنجح الفكرة لأنها لم تستخدم من قبل، باستثناء بعض أفراد «الدي جي» الذين يستخدمون هذه الموسيقى في الحفلات.
- ألا تعتبرين أن «الموسيقى الإلكترونية» في ألبومك الجديد مجازفة؟
بالطبع أعتبرها مجازفة وتجديداً معاً، وأنا دائماً ما أحب التنويع والتجديد والذهاب إلى مناطق جديدة في الغناء، حتى يعيش الجمهور معي حالات مختلفة بعيداً عن الأغنيات التقليدية.
- ماذا عن فريق العمل في ألبومك الجديد؟
إسماعيل حسني يتولى مهمة الموسيقى الإلكترونية في كل أغنيات الألبوم، بالإضافة إلى أنني كتبت خمس أغنيات ولحّنت أغنيات أخرى، وبقية الأغنيات شاركني فيها محمد خير ومؤمن المحمدي وشاعر جديد هو أحمد الطحان. والألبوم يحتوي على تسع أغنيات.
- ألا تتفقين معي أنه غريب على الساحة الغنائية أن تتولى مطربة كتابة أغنيات ألبومها وتلحينها مثلما تفعلين؟
أنا درست في معهد الموسيقى العربية، وأكتب وألحّن منذ فترة طويلة، لكن كنت أخجل من وضع هذه الأغنيات في ألبوماتي، حتى أنني أثناء التحضير لألبومي الأول «برة مني» لحّنت أكثر من أغنية، ولم أطرح سوى واحدة فقط منها، لكنني الآن وجدت أنه من الضروري أن أتجرأ على خطوة الكتابة والتلحين.
- هل كان لإعلان المطربة زيزي عادل أنها تعتزم تلحين بعض أغنيات ألبومها الجديد دور في تشجيعك على القيام بهذه الخطوة، خاصةً أنه لا توجد ملحنات في الساحة الغنائية؟
لا أعرف شيئاً عن موضوع قيام زيزي بتلحين أغنيات ألبومها الجديد، لكن تلحين عايدة الأيوبي بعض أغنياتها وتلحين رشيدة الحارث لعمرو دياب من قبل، شجعاني على القيام بهذه الخطوة.
- كيف ترين ارتباط أغنياتك بالمبادئ الإنسانية بعيداً عن الأغنيات العاطفية التقليدية؟
أحاول أن أقدم لوناً مختلفاً لأنني لا أحب التقليد وتقديم أغنيات عاطفية بشكل تقليدي. والجميع عرفوا عني اتجاهاتي الغنائية منذ بداية ظهوري، والحمد لله أنا سعيدة بما أقدمه، وهناك جمهور يتابع أعمالي.
- كيف ترين صمود اللون الذي تقدمينه في مواجهة موجة الأغنيات الشعبية الحالية؟
السوق الغنائي في حالة عدم اتزان، خاصةً أن هناك أجيالاً مُسيطرة منذ سنوات طويلة على الساحة الغنائية بدأت الاختفاء وظهرت أجيال جديدة، كما أن الجمهور أُصيب بالملل ويرغب في التجديد لعدم تسليم النجوم الكبار الراية لأجيال جديدة. ولذلك هناك فجوة عمرية كبيرة بين نجوم الساحة الغنائية، ومن هنا بدأت الأغنيات الشعبية تملأ هذه الفجوة بسبب الملل الذي يعيشه الجمهور.
- كيف تُقوّمين نفسك في الساحة الغنائية؟
ما زلت في بداية مشواري، وحتى الآن أتعلّم وأجرّب، لأنني مؤمنة بأن الفنان الذي يعمل بروح هاوٍ هو الذي يستمر وينجح.
- من هي مطربة مصر الأولى الآن؟
أرى أن فكرة المطربة الأولى ليست موجودة الآن لأن القمة أصبحت مُسطحة وليست مدببة، وذلك نتيجة التطور التكنولوجي وتوافر المادة واختلاف أذواق الجمهور واهتمامه بسماع كل جديد.
كما أنه صعب أن تجد الجمهور يستمع إلى ألبوم كامل، بل يبحث عن خلطة متنوعة من الأغنيات لسماعها. وهناك مطربات كثيرات لهن أسلوب غنائي خاص بهن وجمهور يتابعهن أيضاً.
- لماذا لم تغني بلهجات أخرى كالخليجية واللبنانية والعراقية؟
أفكر في الغناء بلهجات مختلفة، لكن حتى الآن لم أبدأ فعلياً القيام بأي شيء في هذا الصدد، وأنتظر طرح ألبومي الجديد، كما أنني أحب كثيراً اللهجتين العراقية والتونسية وسوف أغني بهما قريباً.
- إلى من تحبّين الاستماع؟
لا أستمع بشكل يومي إلى أي مطرب أو مطربة، بل أهتم بأن أستمع إلى الجميع حتى أتعلم من تجاربهم وأحاول تقديم أغنياتي بشكل مختلف... أحب أنغام وشيرين وعمرو دياب وكاظم الساهر وأسماء المنور وعلي الحجار، وأتعلم منهم كثيراً.
- ما خططك في الفترة المقبلة؟
أحاول دائماً أن أتواصل مع جمهوري، سواء من خلال ألبوماتي أو الأغنيات المنفردة. وفي الفترة المقبلة سوف أطرح ألبومي الجديد، الذي أعمل عليه منذ أكثر من سنة. وإلى حين الشروع في العمل على ألبومات أخرى سوف أتواصل مع جمهوري بكليبات وأغنيات أخرى منفردة، وأتمنى أن أقدم أعمالاً تنال إعجاب الناس دائماً.
- ماذا عن مشاركتك في فيلم «في حد ذاته» الذي يُعتبر أولى تجاربك في التمثيل؟
أواصل قراءة سيناريو الفيلم، ولم أقرر بعد مشاركتي فيه لأنه مجرد فكرة غير مُكتملة، كما أنني تابعت دورة في التمثيل في استوديو الفنان محمود حميدة، كما مثلت على المسرح من قبل، ومستعدة تماماً لخوض أي تجارب تمثيلية.
- لماذا ابتعدت عن كتابة السيناريوهات السينمائية منذ تجربتك في فيلم «صباح الفل»؟
اهتمامي بتقديم نفسي أكثر على الساحة الغنائية جعلني أبتعد قليلاً عن كتابة السيناريوهات السينمائية، لكن الآن لديَّ أفكار كثيرة للسيناريوهات وأحاول بلورتها حتى أقدمها بشكل جيد.
- تُمثلين خلطة غريبة ومتنوعة ما بين الغناء والتمثيل وكتابة الأغنيات والسيناريوهات والتلحين، فكيف تصفين نفسك؟
أعتقد أنه لا بد للفنان أن يقدم كل ما لديه، ما دام يملك طاقات فنية، ولا بد من توظيف هذه الطاقات بشكل مختلف، سواء في الغناء أو التمثيل أو الكتابة أو التلحين. كما أن هناك نجوماً كثيرين سبقوني وكانوا يملكون طاقات فنية متنوعة أيضاً في أكثر من اتجاه فني.
- ماذا عن حياتك الشخصية وأحلام الحب والزواج؟
لا أحب الحديث عن حياتي الشخصية لأنها ملكي وحدي، ولا يحق لأحد الحديث فيها.
- هل انتهت مهنة الطب بالنسبة إليك بعدما دخلت الساحة الغنائية؟
هذا موضوع انتهى حين قررت احتراف الغناء، حتى أنني تركت عملي وقتها من أجل الغناء، لأن كل مهنة منهما تحتاج إلى تفرغ وتركيز شديد، ولذلك فضلت الغناء على الطب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024