الجمال هل هو شرط أساسي لاختيار شريك الحياة؟
«باركي لي انخطبت»، ليأتي السؤال الأول ممن حولها: «طيب حلو؟!»، وكأن الجمال شرطً في اختيار شريك الحياة، لا تتم من دونه مراسم الخطوبة والزواج. ولا ننسى أن هناك الكثير من القصص الواقعية التي تشهد عليها مواقع التواصل الاجتماعية، وتلاحقها الأعين وفضول البعض عند معرفتهم بأن فلاناً خطب فلانة، أو العكس، ليُسأل عن الشكل الخارجي ومدى الجمال بالدرجة الأولى، وكأن الوسامة ركيزة أساسية في نجاح العلاقات الزوجية... فهل بات الجمال من الأولويات المهمة لاختيار شريك الحياة ؟ سؤال طرحته «لها» فكانت الإجابة في هذا التحقيق ...
منى محمد: أول ما جذبني في زوجي شكله الخارجي
قالت منى محمد (27 سنة) وهي موظفة في القطاع الخاص: «تزوجت بشكل تقليدي جداً، عندما تقدمت عائلة زوجي لخطبتي لم أكن أعرفه، فكان من الطبيعي أن أصب انتباهي على الشكل الخارجي له. وكأي فتاة سيجذبها في البداية الشكل الخارجي، كالهندام، والجمال، ومن ثم يبدأ التنبّه لأمورٍ أخرى كالشخصية التي تُحدد معها حجم الانجذاب أو الرفض للشخص المُتقدم». ووصفت محمد زوجها اليوم بالأنيق، لافتة إلى أن «النظافة والأناقة من الأمور المُكملة للجمال الخارجي. في أول مرة رأيته بدا لي من النظرة الأولى أنه وسيم جداً، وما شجعني أكثر أنني كنت ضمن المواصفات التي كان يحلم بها هو في شريكة حياته. وأرى أن النظرة الأولى لها الدور الأكبر في اختيار الشريك، ومن ثم الارتياح له. كما أن الجمال نسبي يختلف من شخص إلى آخر، وأرى زوجي اليوم جميلاً، بشكله الخارجي وهندامه ومظهره، وحرصه على ذلك الأمر حتى بعد أن مر على زواجنا سبع سنوات».
ريم كسواني : لستُ ممن يطالبن بـ «وسامة الرجل» لكن يجب أن يكون مقبولاً
كان زواجها شبه تقليدي، بحكم معرفة الأهل بعضهم البعض، إلا أن ريم لم تكن تعرف أحمد من قبل، وفي أي حال لم يأتِ رفض ريم لأحمد في المرة الأولى بسبب أمر متعلق به، بل «لرغبة نفسية داخلية، وظروف خاصة تتعلق بي. بعد شهرين التقيت زوجي في الخارج، وكأن القدر يخبرني بأن لا مفر وهذا هو الشخص المناسب، لإكمال مسيرة الحياة». ريم متزوجة من أحمد منذ ما يقارب الخمسة أشهر، وهي سعيدة جداً باختيارها: «لست من الفتيات اللواتي يُطالبن بضرورة أن يكون الزوج وسيماً، وعلى قدر عالٍ من الجمال، ولكن إن لم يكن جميلاً عليه أن يكون مقبولاً». وقالت إن أول ما يلفت انتباهها في الرجل هو هندامه وشخصيته، فالجمال» نعمة من الخالق عزّ وجلّ، وأعتقد كثيراً بأن كل الناس لهم ميزات وصفات جمالية خاصة بهم، لكنهم لا يعرفون إظهارها بالطريقة الصحيحة. كما أن الجمال نسبي، فمن في نظري جميل لغيري هو عادي، أو مقبول. لذلك قد لا يأتي الجمال في رأس الأولويات بالنسبة إلي لاختيار شريك الحياة».
رامي عساف: الجمال من الأولويات بشرط ألا يكون على حساب أمور أخرى
وعلّق رامي عسّاف (36 سنة) الموظف في القطاع الخاص، أن الجمال له يأتي في الدرجة الثانية ضمن الأولويات «لاختيار شريكة الحياة، لكن بشرط ألا يكون على حساب أمور أخرى كالأخلاق والتعليم والدين». ورأى أن الجمال نسبي، «ولا أشترط شيئاً معيناً في من سأختارها شريكة لحياتي، فأنا أعتبر من أولويات الجمال الطول للفتاة، وهو أمر قد يختلف من شخص إلى آخر. فزوجتي السابقة كانت على قدر عالٍ من الجمال، وكانت بحسب ما أرغب بنسبة لا تقل عن 80 في المئة، الأمر الذي جعلني أتأنى في طرح أولوياتي وترتيبها أثناء بحثي اليوم عن عروس، محاولاً التغاضي عما حدث معي من مواقف في تجربة الزواج السابقة» وأضاف: «أُفضل أن أجد فتاة جميلة، كزوجة ثانية، لكن إن وجدت فتاة ذات خلق ودين وتعليم راقٍ فهي برأيي الأجمل. ولا بد للشخص أن يتنازل قليلاً إن كان يرى أموراً أجمل في شريكة حياته، عِوضاً عن الجمال الخارجي فقط».
تالا إبراهيم: عند الحب يتلاشى الجمال لتبقى القناعة
من جانبها قالت تالا إبراهيم: «الجمال نعمة من نعم الله على البشر، وهو يحب أن يرى أثر نعمته علينا. ولا أرى عيباً أن تختار المرأة الرجل الوسيم، كما انه ليس عيباً على الرجل اختيار شريكة الحياة الجميلة. لكن لا يُتخذ هذا الأمر شرطاً أساسيا للارتباط بالشريك الآخر، وإن أتى بغير ذلك يُرفض، لأن الإنسان بصفة عامة كتلة مجتمعة، من الجمال، والأخلاق، والدين، فكم من امرأة رائعة الجمال يبتعد عنها الناس لسوء أخلاقها، أو رجلٍ وسيم لا يحادثه أحد بسبب سوء تصرفاته، وكثيرة هي الأمثلة في حياتنا». وأشارت إلى أنها وعندما تقدم لها خطيبها، لم يكن الرفض في المرة الأولى بسبب مواصفات خارجية، بل لأنها كانت تشعر بأنها ليست مستعدة لتحمل مسؤولية تكوين أسرة، لكن خطيبها إنسان جميل بشخصيته، وأخلاقه وتصرفاته معها ومع عائلتها وعائلته، وهذا ما يُشعرها بأنه أجمل شخص على سطح الكره الأرضية. وتقول :«أعتقد أنه عند الحب يتلاشى الجمال لتبقى القناعة».
فراس غطّاشة: شرط الجمال أساسي لإيجاد شريكة حياتي
قال مهندس الكمبيوتر فراس غطّاشة (26 سنة) إن الجمال الشرط الأساسي في اختيار شريكة الحياة، «للتمكن من العيش معها واستمرار الحياة الزوجية. كما أنني أشترط على والدتي البحث لي عن فتاة بمواصفات معينة شرط أن تكون لها «غمازة» وأن تكون حنطية اللون، ومرحة». ولفت إلى أن شخصية الفتاة وهندامها ولباقتها، ما هي إلا أمور «مكملة لجمالها» الذي يأتي في الدرجة الأولى. وأضاف: «أتفق مع البعض على أن الجمال نسبي، فما أراه أنا جميلاً لا يُعجب غيري، لكني على يقين بأني سألتقي من تحمل المواصفات التي أتمنى، لأني لا أعتقد أن طلباتي صعبة».
المشهدي: يجب التعمّق في الشخصية، فالجمال نسبي وغير أساسي في اختيار الشريك
من جانبها، ذكرت الاختصاصية الاجتماعية سوزان المشهدي أن المسألة تحتمل شقين، فهناك «فئة ناضجة بما يكفي، ولا يُمثل لها الشكل الخارجي إلا أمراً بسيطاً جداً، وهو ليس بالشيء الأساسي. فالبعض لا ينظر إلى الشكل الخارجي بل يهتم بالجمال الداخلي والأخلاق والروح. وعند المحبة تجدين أن الشخص الذي أمامك جميل. كما أن مقاييس الجمال تختلف من شخص إلى آخر، أما الفئة الثانية فهي تلك التي تريد أن تتباهى بشريك حياتها، فالدمية كما نُطلق عليها إن حصل لها مكروه في يوم من الأيام يتم تبديلها بسرعة، لأن كل ما يربط بين الزوجين في هذه الحالة هو الشكل الخارجي». وتشير المشهدي إلى أن الفئات العقلانية والناضجة لا تتأثر بالمجتمع، ومن يتأثر «هو الإنسان الفارغ». وتضيف: «عندما تتزوج الفتاة شاباً وسيماً، ستجد بعد فترة أنه أصبح عادياً جداً، ليبقى الجمال الداخلي والروح الجميلة. ومن الجدير ذكره، أن الأم عندما تسعى لخطبة فتاة معينة لابنها تضع نصب عينيها مواصفات شكلية وسطحية فقط، ولا شيء يتعلق بأخلاقها، مما يعني أن مقاييس الاختيار المبدئية فيها شيء من السطحية». وشددت على «ضرورة التعمق في الشخصية، وعدم الأخذ بالجمال على أنه شرط أساسي لاختيار شريك الحياة».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة