'الرهينة'... رواية الأسطورة اليمنية وواقعها
الكتاب: «الرهينة»
الكاتب: زيد مُطيع دمّاج
الناشر: دار «الآداب» في بيروت
لا شكّ أنّ ثراء البيئة العربية بحكايات الملوك والأمراء انعكس على الأدب العربي في مختلف أجناسه وأنواعه، لكنّ الرواية ظلّت الحضن الأرحب لاستيعاب هذا النوع من الحكايا. وعلى رأس هذه الروايات نستحضر طبعاً رواية «الرهينة» للكاتب اليمني زيد مُطيع دمّاج.
فمنذ صدورها عام 1984 عن دار «الآداب» في بيروت، أحدثت ما يُشبه الهزّة في الوسط الثقافي العربي، باعتبارها رواية مؤسِّسة في الأدب اليمني. إلاّ أنّها سرعان ما تخطّت حدود الجغرافيا المحليّة لتُصبح مُكرَّسة عالمياً.
وبعد ترجمتها إلى الكثير من لغات العالم، مثل الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والروسية والألمانية والصربية والهندية واليابانية... صدرت اخيراً ترجمة فرنسية جديدة لها عن دار «زويه» السويسرية.
وليس عادياً أن تصدر ترجمة جديدة بلغة سبق أن تُرجم إليها العمل، وهذا إن دلّ على شيء فعلى نجاح الرواية وانتشارها، بحيث أصبحت مثار انتباه الناشرين واهتمامهم في كلّ مكان.
وتأتي هذه الترجمة التي تولّتها ندى غصن لكي تُعيد رواية الدمّاج «الرهينة» إلى الواجهة في مرحلة تخبّط يعيشها العالم العربي.
وفي خضّم الحديث عن أسرار الحكّام العرب وحقيقة الحياة في هذا العالم وعن المتناقضات التي تضجّ بها هذه المنطقة، تعود «الرهينة» بكلّ ما تحمله هذه الرواية من أجواء ألف ليلة وليلة في ترجمتها الفرنسية لتُضيء على كاتب يمني كبير هو زيد مطيع دمّاج.
يسوق زيد مطيع دمّاج (1943-2000) قارئه في رحلة إلى عوالم القصور اليمنية القديمة بأسرارها وغموضها وعلاقاتها... وذلك من خلال عين الراوي الفتى (12 عاماً) الذي يقوده النظام إلى السجن بسبب تحركات عائلته المعارضة، إلى أن يُنقل للعمل «دويدار» في قصر نائب الحاكم، حيث يتعرّف إلى شقيقة الحاكم التي يُعجب بها.
لكنّ الإعجاب يتحوّل غراماً يرمي بالرهينة في صراعاته الداخلية بين الحبّ والتمرّد والرغبة والثورة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024