الفروض المدرسية ولوم الأهل في تأخر إنجازها
تشكّل الواجبات المدرسية وفروضها عبئاً ثقيلاً على التلميذ. فبعد نهار طويل أمضاه في المدرسة تلقى خلاله دروساً في الرياضيات والعلوم والقراءة.
يعود إلى المنزل ليجد نفسه أمام كم هائل من الفروض التي عليه أن ينهيها ويقدّمها إلى المعلّمة في اليوم التالي.
وقد تستغرق هذه الفروض مدة طويلة من العمل حتى ساعة متأخرة من المساء، مما يسبب له توتراً يصل أحياناً إلى عدم قدرته على التركيز أو حل أبسط المسائل.
وفي المقابل، يلوم بعض الأهل أبناءهم على تأخرهم في إنهاء هذه الواجبات. وأحيانًا أخرى يعمد بعضهم إلى القيام بالفروض المدرسية بدلاً من أبنائهم إذا لم يتمكنوا من فهم بعض المسائل.
ويجد بعضهم الآخر صعوبة في مساعدة ابنائهم فيتخلون عن الأمر جملة وتفصيلاً. فتتحول الواجبات المدرسية إلى أزمة توتر العلاقة بين التلميذ والأهل.
إسقاط الأهل تجربتهم المدرسية بنجاحها وفشلها على ابنهم
يرى التربويون أن بعض الأهل يسقطون تجربتهم المدرسية بنجاحها وفشلها على أبنائهم. فيشعرون أن نجاح ابنهم أو ابنتهم مسألة شخصية متعلّقة بهم كأنهم هم الذين سينجحون أو يفشلون.
مما يجعلهم يطلبون من ابنهم ما هو فوق طاقته، ويعملون على تحقيق آمالهم وتعويض الخيبة التي أصيبوا بها عندما كانوا في سنّه بالإصرار على ضرورة أن ينجح.
مما يؤدي إلى تشويش ذهن التلميذ وعدم قدرته على التركيز فالتوتر الذي يشعر به الأهل ينتقل إلى التلميذ فيوصله إلى طريق مسدودة.
قيام الأهل بالواجبات المدرسية بدلاً من أبنائهم
يحذّر الاختصاصيون الأهل من قيامهم بالواجبات المدرسية بدلاً من أبنائهم، صحيح أن هذا الأمر قد يمنحهم فرصة الحصول على علامات عالية ولكن في الوقت نفسه يجعل التلميذ إتكالياً وغير قادر على اجتياز امتحاناته بنجاح.
لأنه لم يفهم أصلاً دروسه. وفي المقابل لا يجوز للأهل أن يتخلوا عن مساعدته ، فكما تساعد الأم طفلها الصغير حين يبدأ المشي، كذلك يحتاج التلميذ إلى يد العون، فعدم المساعدة قد يعرّضه لعدد من الخيبات، الأمر الذي قد يجعله يعزف عن المحاولة مرة ثانية.
مما يؤدي إلى رسوبه. لذا من الضروري أن يشعر التلميذ أن والدته حاضرة لمساعدته شرط ألا تتدخل مباشرة خصوصاً إذا كان في مرحلة مدرسية انتقالية.
اختلاف المناهج المدرسية يعيق مساعدة الأهل
تختلف البرامج المدرسية راهنًا عما تلقّنه الأهل حين كانوا في سن أبنائهم فقد أضيفت مواد جديدة، وصارت الفروض المدرسية مرتكزة على البحث والتجربة بعد أن كانت تعتمد فقط الحفظ.
وتجد الأم أحياناً صعوبة في مساعدة طفلها في إنهاء واجباته وقد يكون السبب اختلاف طريقتها في الشرح عن أسلوب المعلّمة مما يشوّش ذهن التلميذ.
لذا ينصح الإختصاصيون الأم باستشارة المعلّمة ومعرفة الطريقة المثلى التي تمكّنها من مساعدة أبنائها في درسهم في شكل لا يتعارض مع الأسلوب المتبع في المدرسة.
تعيين أستاذ خصوصي مفيد ولكن بشرط
تعيين أستاذ خصوصي يكون عندما يعاني التلميذ مشكلة كبيرة كأن يكون ضعيفًا في الرياضيات أو اللغات، والأستاذ الخصوصي مهمته تقوية نقاط الضعف عند التلميذ فعمله يكون مدة ثلاثة أشهر بعدها يقوّم تطور التلميذ إذ لا يجوز أن يكون الأستاذ حاضرًا معه طوال العام المدرسي لأن التلميذ سيعتاد الاتكال عليه ولن يعود يركز في الصف لأن لديه من يشرح له الدرس في المنزل.
ومهمة المعلم الخصوصي ليست مراقبة التلميذ أثناء قيامه بواجباته. فإنجاز الواجبات المدرسية من مهمة التلميذ وإنما مراقبة طريقة عمله، ومساعدته في فهم الدرس الذي يجد فيه صعوبة.
كما يجب تعيين الأستاذ الخصوصي للمادة التي يجد فيها صعوبة. فمن المهم أن يكون التلميذ مسؤولاً عن واجباته المدرسية.
ركن الدرس قد يعيق إنجاز التلميذ فروضه
يظن بعض الأهل أنهم إذا فرضوا على أبنائهم الدرس في ركن هادئ يصبح أداؤهم المدرسي أفضل ويستطيعون التركيز.
في حين أثبتت دراسات تربوية حديثة أن هناك الكثير من التلامذة يفضّلون القيام بواجباتهم في ركن مأهول أي حيث يوجد صخب خفيف لأنهم يشعرون بالأمان.
لذا ينصح الاختصاصيون الأهل أن يسمحوا لأبنائهم باختيار الركن الذي يدرسون فيه طالما أنه لا يؤثر في تركيزهم، وبالتالي يجنبّهم الشجار معهم الذي يستهلك طاقة التلميذ ويفقده القدرة على التركيز.
عدم التدقيق في المفكّرة لمجرّد وصوله إلى البيت
أما في ما يتعلق بتدقيق الأم بمفكرة التلميذ اليومية بمجرّد وصوله إلى المنزل. فيرى التربويون أن هذا التصرّف قد يفقد التلميذ ثقته بنفسه والأفضل أن تبادر الأم إلى سؤاله عما يحتاجه ليبدأ الدرس، فهو من المؤكد سوف يقرأ في المفكرة، عندها يمكن الأم أن تشاركه في قراءتها ثم تضع معه مخطّط الدرس مثلاً كأن تسأله أي كتاب يحتاج للبحث الذي طلبته المعلّمة؟ هل هو في حاجة إلى هذا الدفتر أو ذاك؟ فهذه الطريقة تحفّزه على التفكير في تنظيم درسه ومعرفة أولوياته، وبالتالي يشعره بالثقة بنفسه وتحمّل المسؤولية.
طرق بسيطة تساعد التلميذ في إنجاز واجباته
يمكن الأم تعليم طفلها المهارات اللازمة للقيام بواجباته المدرسية في المرحلة الابتدائية. من هذه المهارات:
1 أن تقترح الأم على ابنها لعب دور المعلّمة فيعيد شرح الدرس، بصوت مرتفع، لتلامذة وهميين إذا وجد صعوبة في الحفظ. من منا لم يقم بذلك عندما كان صغيراً!
2 أن يضع خطًا باللون الفاقع تحت الأفكار الرئيسية.
3 أن يحاول حفظ القصيدة بطريقة الإنشاد.
4 وضع مخطط للدرس، أي ماذا عليه أن يدرس اليوم، وكيف يدرس وأي المواد عليه إنهاؤها أوّلاً.
5 إلزام الطفل بتنفيذ خطوات البرنامج كما وُضعت.
6 تعليم الطفل كيف يطرح الأسئلة بشكل واضح. فمثلاً كأن تطلب منه والدته أن يحدّد المسألة التي لا يفهمها ويسأل عنها. فالسؤال هو مفتاح المعرفة.
7 تعليم الطفل مهارة الاستماع، فمثلاً يمكن الأم أن تقرأ له قصة وبعد الانتهاء منها يمكنها أن تطرح عليه بعض الأسئلة المتعلّقة بها أو مناقشة أحداثها، فإذا لم يستطع أن يجيب عن بعض الأسئلة أو لم يتمكن من المناقشة فهذا دليل على تشتت ذهنه. هنا عليها أن تلفت انتباهه، وتطلب منه التركيز.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024