Chanel Métiers d'Art باريس- دالاس: مغامرة كارل لاغيرفيلد المتطرفة
نقلت دار شانيل كل عالم الأزياء إلى دالاس لتقديم عرضها السنوي للـMetiers d'Arts وذلك ضمن رحلة في الزمن، منظمة على الطريقة الهوليوودية تحت إشراف المايسترو كارل لاغرفيلد. في البرنامج: عودة إلى حقبة الخمسينات مع عرض فيلم «العودة» على مسرح متنقل، نزهة في الغرب الأقصى، بين رعاة البقر والهنود. وفي النهاية، سهرة في مقهى ويسترن أو حلبة روديو... «لها» شاركت في الرحلة.
بعد شنغهاي، واسطنبول، وبومباي، وإدنبره، احتفلت دار Chanel هذه السنة بمرور عشرة أعوام على عروض أزيائها Métiers D'Art في دالاس. تشكل هذه المدينة جزءاً من تاريخ Chanel لأن كوكو شانيل تلقت عام 1957 في تلك المدينة تحديداً جائزة نيمان ماركوس عن فئة «الخدمة المميزة في مجال الموضة»، وهي بالتالي رمز للعلاقة المميزة التي ربطت بين الآنسة شانيل والولايات المتحدة. تم تجنيد أحد عشر محترفاً مميزاً لإقامة عروض استثنائية احتفلت كل عام ببلد مختلف، له صلة بتاريخ Chanel. إنه تكريم للبراعة الحرفية لدور لوساج، وديسروس، ولومارييه، وميزون ميشال، وماسارو، وغوسنز، وغييه، وكوس، ومونتكس، ولونيون، وباري نيتواير، التي تتمثل كل منها في مجالها، من التطريز إلى الصياغة، مروراً بالدانتيل. جرى تنظيم السهرة في دالاس فاير بارك، وهي صالة عرض مصنفة بمثابة معلم تاريخي وطني. وقد توزعت السهرة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عرض فيلم «العودة»
كانت الساعة السابعة والنصف عندما وصلنا بحماسة إلى دالاس فيير بارك لنكتشف ما تخبئه لنا دار Chanel. إنها رحلة حقيقية في الزمن، جديرة بصخب الحياة على طريقة جيمس دين. أضواء نيون، سيارات مميزة من حقبة الخمسينات، تتلألأ قرب بعضها البعض، شاشات عملاقة، بائع بوظة أو فشار على الدراجة الهوائية: لقد اجتمع كل شيء لجعلنا مفتونين. صادفنا هنا وهناك، بين سيارات الماستنغ والبورش والشفروليه فينتاج، المشاهير الذين تمت دعوتهم إلى حدث الأزياء في نهاية العام، كريستين ستيوارت، الوجه الإعلاني الجديد لحملة باريس-دالاس تتحدث مع داكوتا فانينغ، الناشطتين الاجتماعيتين والنجمتين البريطانيتان بوبي دولوفين وأليكسا تشانغ، الممثلتين لورين هاتون وجيرالدين شابلن، أسطورتين من السينما الأميركية. كل النجوم الرائعين موجودين هنا. لكن لا بد من انتظار الوصول المميز لكارل لاغرفيلد وآنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية، ليأخذا مكانيهما كلّ في سيارته لحضور عرض الفيلم «العودة» The Return. أطفئت الأنوار وانطلق الفيلم الذي أخرجه كارل لاغرفيلد نفسه. يعيد هذا الفيلم سرد مراحل إعادة فتح دار Chanel عام 1954، مع جيرالدين شابلن التي تميزت في دور كوكو شانيل. كان عمر غابرييل شانيل حينها 71 عاماً. وإذا لم ينجح العمر لغاية ذلك الحين في زعزعة ثقتها بنفسها، فإن الصحافة الفرنسية تولت ذلك. حظيت المجموعة باستقبال بارد في بلادها وكانت الانتقادات مؤلمة جداً. إلا أن التكريم حصل في الولايات المتحدة، وشهد العام 1958 عودة الماركة الفرنسية. «العودة» أو The Return يجسد لحظة في حياة كوكو شانيل، لحظة عودتها...
القسم الثاني: عرض الأزياء
الساعة التاسعة مساء: تغيير الديكور. غادرنا السيارات للتوجه إلى مكان عرض الأزياء. مع ديكور مستودع أعيد تركيبه، ومقاعد خشبية، وأعلام أميركية في السقف وقش على منصة العرض، اكتشفنا أخيراً مجموعة Métiers D'Art Paris-Dallas لدار Chanel. إنه تكريم لثقافة الغرب الأميركي، بين راعيات البقر والرائدات والأميركيات-الهنديات مع لمسة رومنسية حيث أعاد كارل لاغرفيلد إبراز عناصر الغرب الأميركي.
اعتمرت العارضات قبعات تحمل توقيع «ميزون ميشال»، بحيث بدت الأجواء مثل «كالاماتي جاين» على طريقة Chanel، أنيقات في تايورات التويد التي أعيد تجديدها للمناسبة: سترة أقصر وتنورة أطول، بالترافق مع جزمات جلدية من «ماسارو». قُدّمت ضمن ما قبل مجموعة خريف وشتاء 2014-2015 من Chanel، وتعتبر هذه المجموعة بمثابة ركيزة الموضة الشتوية: جينز ودانتيل، شراريب، نسيج محبوك مطبع بنقوش النافاجو، ريش نعام، جلد، رداء وبونشو، وفساتين نفيسة بتفاصيل مشغولة بدقة... ألقي الضوء أكثر من أي وقت مضى على براعة المحترفات. أما جوهر العرض فتجلّى في الطلة الأخيرة مع قبعة زعيم هندي عملاقة، وضعتها كارولين دو ميغريه مثل وشاح العروس.
بصفته المسؤول عن الماكياج، اعتمد بيتر فيليبس موضوع الويسترن المهيمن على المجموعة بحيث زين وجوه العارضات بخطوط معدنية، وجعل الحاجبين يصلان إلى الوجنتين، على طريقة اللوحات الفنية المجسدة للحروب الهندية. أما مزين الشعر سام ماكنايت فزين الشعر المربوط على شكل ذيل حصان بريش مميز. باختصار، كان العرض ساحراً والمجموعة حابسة للأنفاس. بتوقيع «العظيم» كارل...
القسم الثالث: الصالون
الساعة التاسعة والنصف: تتمة العرض ونهايته في ديكور ساحر أيضاً. توجهنا جميعاً إلى القسم الثالث من السهرة لنجد أنفسنا في ديكور حانة ويسترن شبيهة جداً بالحانة الحقيقية. استمرت السهرة حتى وقت متأخر من الليل، وأنارتها أضواء النيون على أنغام الموسيقى القديمة، مع عروض روديو، حيث قامت عارضات الأزياء اللواتي قدمن المجموعة بالتمرن على هذه الرياضة تحت إشراف كارل لاغيرفيلد، وبمساعدة رعاة بقر محليين، قبل الشروع في الرقص الريفي على أنغام موسيقى فريق «هوت تشيب» الذي أقام حفلة غنائية خاصة على شرف السهرة. وفي نهاية السهرة، كانت الضحكة مرتسمة باستمرار على شفتيّ...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024