محمد سعد: لا علاقة لأحمد السقا وكريم عبدالعزيز بالنصب عليَّ
عندما قرر إنتاج مسلسله «شمس الأنصاري» بنفسه، لم يكن يدرك أنه سيتعرض للعديد من المشاكل في أولى تجاربه مع الإنتاج، وأن تلك المشاكل ستصل إلى درجة ضياع حقوقه والدخول في دعاوى لاستردادها، لكن هذا ما حدث مع النجم الكوميدي محمد سعد الذي يكشف لنا تفاصيل ما تعرض له، ويعلن أنه تاب عن الإنتاج ويبرئ أحمد السقا وكريم عبدالعزيز مما حدث.
كما يتكلم عن نجوم الكوميديا محمد هنيدي وأحمد حلمي وأحمد مكي، ويكشف رأيه في برنامج Arabs Got Talent وأعضاء لجنة تحكيمه، وحقيقة تعمده إبعاد أسرته عن الأضواء.
- ما قصة النصب عليك؟
تعرضت للنصب، وأصبحت منشغلاً حالياً فقط بالبحث عن حقي وأموالي التي تعرضت للسرقة، وذلك بعد بيعي مسلسلي «شمس الأنصاري» الذي عرض في رمضان قبل الماضي لقنوات فضائية، وحققت من خلاله نجاحاً في الدراما بعيداً عن الذي قدمته على شاشة السينما من أفلام مختلفة، لكن للأسف الذين اشتروا المسلسل لم يدفعوا ثمنه.
- لماذا؟
عندما تعاقدت مع هذه القنوات، أو بمعنى أكثر وضوحاً أصحاب هذه القنوات الفضائية، حصلت على دفعة تعاقد فقط، بينما وقعت عقوداً معهم على مبلغ معين نظير شراء حلقات المسلسل، ثم فوجئت بعدم دفهم أي دفعات من قيمة التعاقد، بل أعطوني شيكات بدون رصيد، وحررت بها محاضر في النيابة وصدرت أحكام ضدهم.
- هل طالبتهم بقيمة العقود وامتنعوا عن الدفع؟
هذا بالضبط ما كنت أقوم به طوال الفترة الماضية، حتى أنني أمضيت عامين في محاولات للحصول على حقي بكل الطرق الشرعية، وكنت أتصل بهم على هواتفهم النقالة، لكن للأسف كانوا يتهربون من الرد على مكالماتي، وهذا ما جعلني أتجه إلى القضاء، فأقمت دعاوى عليهم، وحصلت على أحكام عديدة.
- وماذا بعد صدور تلك الأحكام؟
للأسف حتى الآن لم تعثر الشرطة على أي منتج من الذين نصبوا عليَّ، وذلك رغم حصولي على أحكام ضدهم وصلت إلى تسع سنوات بالسجن وغرامة، وهذه الأحكام جيدة جداً، لكن تبقى المشكلة في تنفيذها، وهذا لم يحدث حتى الآن، مما جعلني أشعر بالضيق بسبب هذه الأزمة التي لم أجد لها حتى الآن حلاً حقيقياً.
- ولماذا لم تتعاقد مع قنوات كبيرة تفادياً من البداية لاي مشكلة؟
السبب هو المخرج الذي لم يلتزم بالموعد المتفق عليه لتسليم الحلقات، فلم أستطع اللحاق بالاتفاقات مع القنوات الكبيرة، وفوجئت بالتفاف هذه النوعية من المنتجين وأصحاب القنوات الصغيرة حولي.
- وما الحل النهائي الذي تنتظره لأزمتك؟
لن أضطر لاستخدام البلطجة مع من سرقوني، لأنني أرفض هذا الأسلوب ولن أتحول إلى «اللمبي» في الواقع، بل سألتزم القانون.
ولن أتردد في زيارة الفريق عبد الفتاح السيسي ليقف بجواري ويجلب لي حقي، لكني حالياً أعقد جلسات مع النقابات الفنية التي أسدد كل مستحقاتها المادية بالمليم، ولا أتخاذل في القيام بواجبي على أكمل وجه تجاه نقاباتي، ولهذا أطالبهم بالقيام بواجبهم تجاهي.
- هل سبب لك هذا المسلسل عقدة من الدراما؟
الأمر لم يصل إلى هذا الحد، لكني بالفعل تعبت في ملاحقة أصحاب القنوات الفضائية الذين قاموا بالنصب عليَّ، وكان من الأفضل أن أشغل كل هذا الوقت في التحضير لأعمال جديدة، وأقرأ سيناريوهات ومشاريع مؤجلة، لكن لن يتمكن أحد أن يسبب لي عقدة من الفن الذي أحبه.
- هل سنشاهد لك أعمالاً درامية جديدة؟
اقتربت من اختيار مسلسل جديد أعود به، وسيكون بمثابة نقلة جديدة تجعلني أقدم شيئاً جديداً ونموذجاً مختلفاً، لأنني بالفعل أحببت التلفزيون، وردود الفعل ما زالت تتوالى على نجاح مسلسل «شمس الأنصاري»، لأن النجاح في الدراما التلفزيونية له مذاق مختلف عن النجاح في السينما.
- وهل سيكون هذا المسلسل من إنتاجك أيضاً؟
لقد قاطعت الإنتاج واعتزلته بشكل نهائي، وأستطيع أن أقول إنني تبت عن العمل كمنتج بل سوف أعود إلى مكاني الأصلي كممثل فقط، ولن أدخل في هذا المجال الصعب والمرهق مرة أخرى.
- بعض هؤلاء يدعي أن مسلسلك لم يحقق نجاحاً خاصة في ظل عرض مسلسلين آخرين لنجمين مثل أحمد السقا وكريم عبد العزيز. فما ردك؟
مع احترامي للجميع، من يقول إن مسلسلي لم يحقق مكاسب ومبالغ مادية كبيرة جداً لهؤلاء المنتجين وأصحاب القنوات الفضائية، لا يذكر الحقيقة، لأن القنوات التي عرضت المسلسل كانت تقدم ثلث ساعة من الإعلانات بين كل عدة مشاهد من أحداث المسلسل، والتسجيلات موجودة، فالإعلانات خير دليل على أنهم حققوا مكاسب كبيرة.
كما أن العقود لا تتضمن بنداً خاصاً بأن المسلسل لا بد أن يجلب لهم عائداً محدداً، فهذا الكلام غير مقبول تماماً.
وعلى الجانب الآخر ليس للفنان أحمد السقا ولا الفنان كريم عبد العزيز أي يد أو علاقة بما حدث لي وتعرضت له من عملية نصب بما تحمله الكلمة من معانٍ، وعلى العكس فهما نجمان كبيران وأحترمهما وأقدر جمهورهما وكل الجمهور العربي الكبير.
- كشفت لي من قبل أنك لا ترفض البطولات الجماعية وتتمنى العمل مع هنيدي وأحمد حلمي وأحمد مكي وغيرهم، لماذا لا يحدث هذا؟
بالطبع ما زلت عند كلامي، وأرحب بالعمل مع كل هؤلاء النجوم، ومن بينهم محمد هنيدي، لبساطته وتلقائيته، وتعاونت معه من قبل وله مكانة خاصة، كما تعاونت مع أحمد حلمي وهو يتمتع بذكاء يميزه بجانب حسه الكوميدي وخفة ظله، وكذلك الفنان أحمد مكي استطاع أن يصنع نجاحاً ويحقق جماهيرية.
لكن في النهاية قرار البطولة الجماعية لا يكون في أغلب الأحيان قرار النجم، لأن هناك عوامل كثيرة جداً تتحكم في الأمر، مثل وجود العمل الذي يحتمل وجود نجوم بهذا الحجم، وأيضاً سيناريو فيه أدوار مناسبة لكل فنان، وفي الغالب يكون من الصعب العثور على هذا العمل في ظل طبيعة السيناريوهات.
- لكن معظم نجوم جيلك يتمسكون بالبطولة المطلقة!
العمل الجيد يفرض على صناعه طريقة تقديمه، فهناك أعمال تستدعي وجود بطل تدور حوله كثير من الأحداث، مع وجود مجموعة من الفنانين الذين لا يقلون عنه شيئاً، بل يكون وجودهم في غاية الأهمية، ولا يمكن للعمل أن ينجح أبداً من دونهم، وهذه الأعمال موجودة بكثرة لدينا وهي التي شكلت معظم أفلامنا في الفترات الأخيرة.
لكن هذا لا يعني أن هذه فقط هي الأفلام التي أفضلها أو أشترط المشاركة فيها، فالعمل الجيد يكون عبارة عن مجموعة من العناصر التي تحدد شكله ومدى قابلية الجمهور له.
وعلى الجانب الآخر تأتي البطولات الجماعية، وهي أيضاً تكون في الغالب ناجحة جداً ومفضلة للمشاهد، إذا ما توافرت فيها عناصر النجاح، لأن المشاهد يضمن من خلالها مشاهدة نجم يحبه على الأقل إذا لم يكن يحب المجموعة بأكملها.
- هل شاهدت برنامج «أرابز غوت تالنت»؟
أتابع ما يُعرض على شاشات القنوات الفضائية بشكل متنوع، ومن الصعب على الفنان أن ينفصل عن العالم حوله مهما كانت الظروف التي يمر بها في حياته اليومية، وبالفعل أحرص على متابعة شيء من كل شيء.
شاهدت برنامج «أرابز غوت تالنت» هذا الموسم، ووجدت أنه يستضيف مواهب مختلفة أعجبتني جداً، فالمستوى كان عالياً جداً هذا الموسم بشكل لافت، وأعتبره من أفضل البرامج المتخصصة في اكتشاف المواهب في الوقت الحالي.
- لماذا تعتبره الأفضل؟
لأنه يتميّز عن البرامج الأخرى في أشياء كثيرة، أهمها أنه لا يصيب المشاهد بالملل لأنه متنوع، وأرى أن صنّاعه في غاية الذكاء لأنهم ابتعدوا عن التخصص أو الحصر، فالمتسابقون في هذا البرنامج متنوعون جداً، ولا يقتصر على الغناء مثل البرامج التي ظهرت بكثرة.
- ما رأيك في مشاركة الفنان أحمد حلمي في لجنة التحكيم في هذا الموسم؟
بالطبع فرحت به جداً، لأنني وجدت أنها تجربة جميلة، خاصةً أنه كان منسجماً مع زملائه، وظهر بشكل لائق وتميز بخفة ظله، فهو فنان ذكي جداً، والتجربة كانت مناسبة له لأنه فنان كبير ويملك القدرة على التقويم وتقديم النصح للمتسابقين والمواهب، لهذا وجود أحمد حلمي ضمن أعضاء لجنة التحكيم كان إضافة كبيرة للبرنامج.
- من أعجبك أيضاً من بين أعضاء لجنة التحكيم؟
يعجبني دائماً الفنان القدير ناصر القصبي، فأنا من الذين يحبون مشاهدته، فهو كوميديان كبير يجيد إدارة المواقف بتلقائية وخفة ظل في الوقت نفسه، ويجعلني أضحك، ولهذا أشعر بسعادة عند مشاهدته.
وبالطبع الفنانة نجوى كرم دائماً متميزة، سواء بغنائها أو حتى بطريقتها وأسلوبها الراقي. وأيضاً الإعلامي علي جابر لديه خبرته، وفي الحقيقة البرنامج جميل ولجنة التحكيم كانت متكاملة بشكل كبير.
- لماذا لا تشارك في هذه النوعية من البرامج؟
لم أفكر في التجربة بشكل عام، كما أنني طوال الوقت كنت منشغلاً بأعمالي الفنية والاختيار والبحث عن السيناريوهات، وكل هذا يشغل تركيزي أكثر من أي شيء آخر، إلى جانب أنني لم أجد ما يحمسني لخوض التجربة.
لكن عموماً الفكرة الجديدة تجذب الفنان للمشاركة فيها وتجعله يتحمس لها، حتى وإن كان متخذاً قرارات معينة بهذا الشأن.
والواقع أني لا أعرف ماذا سيكون قراري إذا عرضت عليَّ المشاركة في هذه النوعية من البرامج، لكن عندما أجد الفكرة المناسبة قد يتغير موقفي، ووقتها يكون الكلام الحاسم والقرار النهائي، لأنني أحب أن أحسب خطواتي جيداً من أجل الجمهور وثقته بي، وحتى لا أخيب توقعاته من حيث نوعية الأعمال التي أقبلها.
- لكن البعض يرى أن هذه النوعية من البرامج غير مفيدة فما ردك؟
لكل واحد رأيه، وهذا ليس معناه أن الرأي الصواب محصور في أحد، على العكس كل الآراء من الممكن أن تكون مقبولة جداً.
أرى أنه من الصعب أن نحكم في المطلق على كل البرامج التي تكتشف المواهب أنها كلها غير مفيدة أو مجدية للجمهور والمشاركين، ولا أعتقد أن الجمهور يراها بهذا الشكل، فالتنوع مطلوب جداً، فكما للبرامج السياسية والتوك شو والتحليلات والأخبار أهمية، تكون لبرامج المنوعات والمسابقات والتسلية أهمية أيضاً، لكن بشرط أن تكون مصنوعة بالشكل الجيد.
- كيف ترى حال السينما في الوقت الحالي؟
السينما تمر بأزمة كبيرة في الوقت الحالي، وليست السينما فقط، بل غالبية أجهزة الدولة، نظراً إلى الظروف التي مرت وتمر بها البلاد، لهذا على الجميع أدوار كبيرة جداً، ولا بد أن نتكاتف من أجل أن نعمل ولا نضيع الوقت أكثر، فبلدنا يحتاج إلى أن نتعاون ونجتهد أكثر.
- ما حقيقة تقديمك مسلسلاً يحمل اسم «أطاطا» إحدى شخصيات أفلامك؟
بالفعل تلقيت فكرة لمسلسل يتناول شخصية أطاطا في إطار كوميدي جميل جداً، لكن لم أتخذ خطوات فعلية نحو تقديم المسلسل، خاصةً أن عملاً يتناول هذه الشخصية سوف يأخذ مجهوداً كبيراً مني، لأن الشخصية ليست سهلة وسيتم تناولها في ثلاثين حلقة بشكل يختلف عن الفيلم الذي يدور في ساعة ونصف الساعة، على غرار فيلم «عوكل» الذي ظهرت أطاطا في أحداثه.
- لماذا تبعد أسرتك عن الأضواء؟
لا أتعمّد ذلك، بدليل أن زوجتي حضرت معي بعض المناسبات الفنية، لكن في النهاية ليس مطلوباً مني كلما ذهبت إلى مناسبة ما أن أصطحب أسرتي، كما أنني أحب أن أبعدهم عن مشاكل عملي لأن لديهم ما يشغلهم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024