تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ليلى غفران: سأقاضي محمد رمضان إذا اقترب من ابنتي

محمد رمضان

محمد رمضان

ليلى غفران وابنتها هبة التي فقدتها

ليلى غفران وابنتها هبة التي فقدتها

ترفض الاستسلام للأحزان التي مرّت بها، ورغم أنها لم تنس بالطبع ابنتها التي فقدتها في جريمة قتل بشعة، لم تتراجع عن الغناء الذي تحبه أيضاً.
الفنانة المغربية ليلى غفران أطلقت حديثاً ألبومها «أحلامي» الذي أجلته كثيراً وتستعد لتصوير كليبها الجديد، إلى جانب عودتها لاستكمال الفوازير التي تكتب حلقاتها بنفسها. التقيناها فتكلمت عن سبب تأجيل ألبومها فترة طويلة، وقرارها مقاضاة محمد رمضان إذا اقترب من سيرة ابنتها.
وأبدت رأيها في نجوم تحكيم «أرابز غوت تالنت»، ووجهت نصيحة لأحمد حلمي، وتطرقت إلى سخرية باسم يوسف من غادة عبدالرازق.


- أطلقت ألبومك «أحلامي» في ظروف صعبة تمر بها مصر، هل تسرعت؟
على العكس، لم يكن ممكناً تأجيل ألبومي أكثر، خاصةً أنني بدأت تحضيره منذ ما يقرب من أربع سنوات، وقد أنهيت تسجيله منذ فترة طويلة.

- لماذا أجلته كل هذه الفترة؟
الظروف التي مرت بها مصر، من ثورة «25 يناير» وما تبعها من عنف وبلطجة وسقوط شهداء وجراح في قلوب الأمهات، فلم أستطع الغناء والجراح تملأ القلوب ودماء الشهداء لم تبرد بعد.
إلى جانب أن حالتي النفسية وقلقي على مصر فاقا رغبتي في فعل أي شيء أو تحقيق أي إنجاز. ولم تهدأ الأوضاع في مصر قليلاً حتى ازدادت اشتعالاً في سورية، مما جعلنا نشعر بألم مضاعف.

- ألم تشعري بالقلق من أن تصبح الأغاني المسجّلة موضة قديمة بعد كل هذا التأجيل؟
بالطبع أختار كل الأغاني بعناية شديدة جداً وبطريقة تجعلها تعيش طويلاً، ولا أعترف بمفهوم الموضة في الغناء، فالطرب الأصيل موضة لا تنتهي أبداً، بل يظل يرددها الجمهور ومحبو الفن بكل أنواعه.
والأغاني الجميلة التي قدمها العظماء تشهد على هذا الكلام، فالغناء الحقيقي ليس موضة، والعمل الجيد يبقى ويستمر.

- هل أنت ضد التطور في الغناء؟
بالعكس أنا مع ضرورة أن يكون الفنان مواكباً للأحداث، لهذا أتابع كل ما هو جديد، وأبحث عن الأغنية الجميلة وأتعرّف عليها وأقدرها، بغض النظر عن اسم مطربها، سواء كان معروفاً أو صوتاً جديداً، لهذا فالمطرب لا بد أن يحرص على المواكبة، لأن هذا جزء مهم من أجل تحقيق النجاح والاستمرار فيه، كما أن هناك تطوراً في الموسيقى والتوزيع والألحان الجديدة، كلها أمور أحرص على متابعتها والتعرّف عليها.
لكن هذا ليس معناه الاستسهال والتقليد والاستخفاف بعقول الناس، لأن الجمهور في غاية الذكاء، وحتى إذا أعجبه عمل يقوم على مقاييس الاستسهال سرعان ما يتعرف على الحقيقة ويبتعد عن الأعمال غير الصادقة.

- كيف وجدت ردود الفعل على الألبوم؟
كنت أخشى أن ينشغل الجمهور عن الغناء بسبب السياسة، لكن الجمهور أثبت لي أن العمل الجيد يفرض نفسه. وكل المؤشرات تؤكد أن الألبوم حقق النجاح المطلوب في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها كل بيت مصري وعربي بشكل عام.

- لكن الجميع يؤكدون أن مبيعات الألبومات انهارت، فكيف أثر ذلك عليك؟
بالطبع هناك أزمة لا جدال في ذلك، لكن بالنسبة إلى ألبومي أتابع الموزعين الذين يؤكدون لي أن مبيعاته تسير بشكل جيد ربما يفوق المتوقع، وهذا شيء يسعدني ويؤكد صدق ردود الفعل التي تصل إليّ ممن حولي، خاصةً الذين يتحدثون بشكل تلقائي وغير مدفوعين بأي شيء سوى الحب.
وعلى الجانب الآخر فإن التحميل من مواقع الإنترنت يعد مؤشراً حقيقياً يعبر عن مدى إقبال الجمهور على أغاني الألبوم، والحمد لله نسبة الاستماع والتحميل عالية، وهذا يؤكد أن الانهيار لن يحدث ما دام هناك جمهور ذواق وفنانون يحبون فنهم.

- هل من الممكن أن يحل الإنترنت بديلاً لمبيعات الألبوم؟
من الصعب أن يحل الإنترنت محل السي دي بشكل كامل، فما زال هناك محبو الطرب الذين يحافظون على ولائهم للنجم المفضل لديهم. ولكن لا بد من التحرك لحماية المنتج والمطرب وحق الأداء العلني بكل قوة، فأزمة التحميل من الإنترنت سببت خسائر فادحة لصناع الغناء في العالم العربي.

- هل ستصوّرين أغاني من الألبوم أم ستكتفين بالكليبات التي أصدرتها أخيراً؟
الكليبات كانت مصورة منذ فترة طويلة، لكن الظروف كانت وراء تأخير عرضها، وليس لها علاقة بالكليبات التي سأصوّرها من ألبومي الجديد «أحلامي»، وأنوي تصوير أغنية من الألبوم خلال أيام قليلة، بعدما أجريت استطلاعات لأستعين برأي الجمهور.
والحمد لله وقع اختيار الجمهور على أغنية «شكراً يا جرح»، وهي من بين أغاني الألبوم التي تلقيت ردود فعل كثيرة عليها، فهي مكتوبة بعناية، كما أن توزيعها ولحنها موفقان جداً.

- هل للأغنية علاقة بابنتك الراحلة هبة؟
كلمات الأغنية تحمل إسقاطاً كبيراً على حياتي كلّها، وما نعيشه جميعاً، فبالطبع عندما أغنيها تكون أمامي ابنتي، كما أشعر بأن مصر تقول كلماتها التي تقول: «شكراً يا جرح، عرفتني مين معايا ومين عليا، شكراً يا جرح، عرفتني مين اللي حب دموع عنيا، مين اللي خان ودبحني دبح، شكراً يا جرح».

- لماذا تتعاملين مع أجيال مختلفة من الشعراء والملحنين في ألبومك؟
لا أحب أن أحصر نفسي في أسماء محددة مهما كانت ناجحة، بل أسعى لمعرفة الآخر والجديد، وأمنح الشباب فرصاً.

- ما موقفك من المسلسل الذي يتم تحضيره عن قصة مقتل ابنتك؟
لا أعرف ما الذي يستهوي صناع هذا العمل؟ فما الذي يدفعهم للمتاجرة بمشاعري وموت ابنتي؟ لماذا وقع الاختيار على هبة تحديداً؟ في الحقيقة هذا الموضوع محزن ومؤلم جداً، وأقول للفنان محمد رمضان لن تتمكن من تقديم هذا المسلسل، ولن أسمح لك بالمتاجرة بابنتي مهما حدث.
فمن العيب أن يحاول تحقيق شهرة على حساب ابنة ليلى غفران، فهذا الاستغلال مرفوض بكل الأشكال، ولن يتمكن من تقديم هذا العمل ما دمت موجودة على قيد الحياة.

- لكن البعض يتساءل لماذا ترفضين تجسيد قصة ابنتك وقد كانت قضية رأي عام؟
لن أقبل أي مناقشات في هذا الموضوع، وأقول لمحمد رمضان «إلعب بعيد يا شاطر»، فهناك الكثير من حالات الوفاة الأكثر صعوبة وربما بشاعة، لماذا يصر على التمسك بقصة ابنتي ومقتلها؟ لماذا يستغل التركيز الإعلامي ليصنع شهرة على حساب فتاة متوفاة بين يدي الله؟ هناك قصص كثيرة لقتلى وراحلين ليسوا معروفين، عليه أن يختار من بينها ويبتعد عن ابنتي.

- ما الخطوات التي قررت اتخاذها في حالة تنفيذ هذا المسلسل؟
سوف آخذ حق ابنتي بالقانون، وسوف أتمكن من وقف المسلسل وأتجه إلى كل الوسائل القانونية التي تحفظ حق ابنتي، فهي ليست مادة للمتاجرة بها بعد وفاتها.

- هل صحيح أنك رفضت عرضاً لتقديم قصة مقتل ابنتك في عمل فني؟
كثيرون حاولوا إقناعي بتقديم عمل يتناول الحادث وأدق التفاصيل والأسرار، وكشف الحقائق والألغاز التي كانت موجودة في هذه القضية التي شغلت الرأي العام لسنوات، لكن لم ألتفت لأي منها، ولن أتاجر بجرحي مهما كان المقابل.

- انشغالك في الألبوم والنجاح الذي حققته في كليباتك ألم يجعلك تنسين الحزن ولو قليلاً؟
لا أستطيع النسيان، ولن تبرد نار قلبي، وما زال الجرح ينزف بداخلي، لهذا أقول لن أنسى ابنتي فهذا هو المستحيل. قلبي حزين وسيظل حزيناً، لكن الحياة تسير بكل الأشكال، وهذا ليس معناه أنها تسير بالشكل الذي نتمناه، لكن في النهاية تسير.
ومع هذا لا أنكر أن دعم الجمهور لي يجعلني أتعايش مع أحزاني وأواصل العطاء من أجل الناس الذين أحبهم ويحبونني.

- لماذا أنت بعيدة عن خوض تجربة الدراما التلفزيونية في ظل اتجاه غالبية المطربين إلى التمثيل؟
هذه الخطوة لا بد أن تكون محسوبة بشكل جيد، ويشترط توافر كل العناصر الضامنة للنجاح، من قصة وسيناريو وجهة إنتاج ومخرج وأبطال متميزين.

- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب؟
بعضها جيد وتحقق نسبة مشاهدة عالية، لكن للأسف البعض الآخر منها لا يحقق سوى مكاسب مادية دون أي استثمار لموهبة المتسابق، في ما يسمى «فن صناعة النجم».
وهناك مؤسسات على مستوى العالم متخصصة في هذا المجال، بعكس ما نعيشه في العالم العربي، فلا يوجد أي مؤسسة من شأنها دعم الفنان الشاب وتوجيهه، ومن يأخذ اللقب أو الجائزة عليه أن يواجه مصيره بنفسه، وهنا تكمن الخطورة لقلة الخبرة، وبالتالي يتعرض الكثيرون للاختفاء وعدم الاستمرار.

- ما هو أبرز البرامج التي لفتت نظرك؟
تابعت حلقات الجزء الجديد من «أرابز غوت تالنت» على غرار الحلقات السابقة في المواسم الأولى منه.

- وكيف وجدت هذا الموسم الجديد مع وجود الفنان أحمد حلمي؟
أعتبر الموسم الأخير أكثر تميزاً بوجود الفنان أحمد حلمي، لأنه نجم بكل المقاييس وعاقل ومحترم وواعٍ جداً.
وكنت في البداية قلقة عليه من التجربة، لكن استطاع أن يلفت الأنظار ويخطف الأضواء. لكن عندي ملاحظة واحدة، أقول للنجم أحمد حلمي «من فضلك عد لنظارتك القديمة»، فنظارتك المستديرة كانت تبرز جمال وجهك، لكن نظارتك الجديدة غيرت ملامحك التي نحبها كثيراً.

- هل وجود ممثل في لجنة تحكيم لاكتشاف المواهب يمكن أن يؤثر بالسلب على نجوميته أو يحرقه كما يقولون؟
عندما يكون الفنان في ذكاء أحمد حلمي فلا خوف عليه، وأجد أداءه متزناً جداً في البرنامج، ويحافظ على خفة ظله بعيداً عن الأساليب التي لا يحبها الجمهور.

- كيف وجدت أداء الفنانة نجوى كرم؟
نجوى كرم فنانة متمكنة من كل أدواتها، ولها جمهور كبير جداً، ولها شخصية قوية وحضور، إلى طيبتها ورقتها مع المتسابقين.

- وأين برنامج اكتشاف المواهب الذي حدثتنا عنه من قبل؟
البرنامج الذي أجهز له ضخم جداً وسوف يشكل نقلة كبيرة في عالم برامج اكتشاف المواهب، لأنه ليس قائماً على البرامج الأجنبية التي نقوم بتعريبها أو اقتباسها، بل هو برنامج عربي مئة في المئة، وليس مقلداً مثل البرامج الأخرى.

- وأين الفوازير التي بدأت كتابتها؟
المشروع ما زال قائماً ولن أتخلى عنه، خاصةً أنني سأقدم فوازير تدور في قالب بعيد عن المألوف، فهي فكرتي وتأليفي، لكن قيام الثورات أدى إلى توقف العديد من المشاريع لدى كل النجوم.

- لماذا هاجمت الإعلامي باسم يوسف؟
لأن الكوميديا ليست مثلما يقدم في برنامجه «البرنامج»، فما يقدمه شيء لا يليق بنا كعرب، ويخالف كل العادات والتقاليد والأصول التي نعرفه. لماذا يقدم كل هذا الكم من الألفاظ الخادشة؟ ما هي الميزة في أن يشعر رب الأسرة بالخجل مما يسمعه وهو مع أسرته؟ ما هي علاقة الكوميديا بهذا؟

- هل أغضبتك سخريته من الفنانين وآخرهم غادة عبد الرازق؟
بالطبع السخرية من الفنانين مرفوضة، ومن بينهم غادة عبد الرازق، فهناك فرق بين النقد والسخرية. لكن غادة ليست الوحيدة التي سخر منها باسم يوسف، وفي الحلقة الأخيرة تجاوز كل الخطوط ولم يراع أمن وطنه وسلامته. 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078