تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

في كواليس Christian Dior لكل تصميم حكاية...

في الكواليس تنكشف الأسرار ويصبح كل شيء مفهوماً. يتحوّل ألق المنصّة وسحرها إلى ألقٍ من نوعٍ آخر يغلب عليه الفضول فتستقلّ العيون عن الأجساد وتمضي في رحلة تشبه رحلة الأطفال الصغار في اكتشافهم سرّ الأشياء الأولى. أطفال ينظرون إلى الأشياء المبهمة المجزّأة، يتحسسونها ويراقبون عن كثب كيف يتكوّن الكلّ خطوةً خطوة، قطبةً قطبة.

في كواليس Christian Dior لكلّ تصميم شخصية خياليّة خاصة به. فهذا فستان شقيّ وخلفه آخر شاب متمرّد وعلى الجسد الخشبي تصميم جريء ينضح خفّة وديناميكية. سيدات شابات متمردات شقراوات سمراوات، يختبئن في تفاصيل Dior الصغيرة التي تخبر قرّاء «لها» حكايتها...

في هذه المجموعة استكشف «راف سيمونز»، المدير الفني لدار «كريستيان ديور» Christian Dior، عالماً جديداً متحرراً للتصاميم المترفة. جسّد نظرته الشخصية للمنهج الإبداعي، واستعرض بأسلوب عابث الهويات الثقافية والشخصية على حدّ سواء. ويقول سيمونز «بدأت بالنظر إلى النساء من مختلف القارات والثقافات اللواتي يرتدين التصاميم المترفة، وإلى أسلوبهن الخاص، فتطورت المجموعة لتتمحور حول «ديور» Dior وليس فقط حول باريس وفرنسا، بل حول سائر أنحاء العالم، وكيف أن ثقافات الموضة المتعدّدة تؤثر على الدار وعليّ». هكذا استوحى راف سيمونز مجموعة ديور العابرة للأمكنة والتي تنقسم إلى أربعة عوالم مستقلّة: أوروبا، أميركا، آسيا وأفريقيا. تتميّز كل منها بمقاربتها الخاصة وربما ترمز إليه كثقافة للموضة بالنسبة إلى «سيمونز» و«كريستيان ديور» Christian Dior. تركّز مجموعة أوروبا على الحالة الأسطورية للأسلوب الفرنسي وعلى الروابط الحميمة بتاريخ دار «ديور» Dior. أما مجموعة قارة أميركا فهي جريئة ورياضية وديناميكية ورسومية، ويحمل العلم الذي يعتبر رمزاً للهوية الوطنية وللشخصية، نفحة عاطفية مميزة، بينما تتميّز مجموعة آسيا بتصاميم مفعمة بالتوازن والتقاليد والنقاوة، حيث أن الهندسة والبنية الدقيقة للملابس تشكّل النقطة المحورية. ومن جهة أخرى، تمثّل أفريقيا الحرية والحياة النابضة والإبداع السلس: هذا الأسلوب مستوحى من ثقافة الماساي بالتحديد.

وتمّت مقاربة كل عالم بخفّة وعمق فجاءت المجموعة نابضة بالحياة ومتأثّرة بثقافة الـ «بوب». بالرغم من مظهرها السهل الممتنع، تطلّبت كل قطعة من المجموعة المهارات القصوى لمشاغل «ديور» Dior للتصاميم المترفة، وتضمّنت تقنيات تقليدية عالمية، على غرار تقنية «شيبورتي» اليابانية، أي عملية الصياغة بالربط والعقد التي تنتج أقمشة متميّزة، وتقنيات الخياطة الفرنسية التقليدية على غرار تطريز الريش، التي نجدها في ثوب مدهش كأنه مصنوع من مئات النجمات.

وكما جرت العادة فإن عملية التصاميم المترفة هي في قلب هذه المجموعة، فالعلاقة المتميزة التي تنشأ بين المصمّم والعميلة هي عملية تبادل إبداعي، ولا تقتصر على الجسم فقط، بل تشتمل العقل والروح أيضاً. ويقول «سيمونز»: «كان هدفي الرئيسي إعادة التصاميم المترفة إلى عالم الواقع. وتتمحور هذه المجموعة حول التركيز على واقع المرأة بحدّ ذاتها، بما في ذلك ثقافتها وشخصيتها، لا يقتصر الأمر على واقع ارتداء الثياب بل على الطريقة التي تختار فيها المرأة ارتداءها، حرية الاختيار لديها تعكس من هي عليه فعلاً».

وتتابعت فكرة التحرّر وحرية الاختيار على منصة العرض فاستعان «سيمونز» بأربعة مصوّرين هم: «باتريك دومارشولييه» (أوروبا)، «ويلي فاندريير» (أميركا)، «باولو روفيرسي» (آسيا)، و«تيري ريتشاردسون» (أفريقيا) لإعادة تفسير وإعادة تصوّر المجموعة أثناء العرض. وثمّ عرض صورهم، التي التقطوها في مواقع خاصة مختلفة خلف الكواليس، مباشرة على الجدران البيضاء للقاعة. وجسّد هذا الذروة البصرية لهذه النظرة الجديدة للتصاميم المترفة العالمية والشخصية على حدّ سواء.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079