تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

آسر ياسين: حياتي أفضل بعد الزواج وأرفض إقحام زوجتي في عملي

يعيش النجم الشاب آسر ياسين حالة من السعادة بعدما حصل فيلمه «فرش وغطا»على الجائزة الكبرى في مهرجان مونبيلييه في فرنسا، وهو الفيلم الذي قدّمه آسر بشكل صامت في تجربة جديدة ومختلفة عن أعماله السابقة، كما شهد الفيلم أول تجربة إنتاج له، وهذا ما جعل الجائزة ذات مذاق خاص.
آسر يتحدث إلينا عن تجربته في هذا الفيلم المختلف، وطموحه إلى العالمية، وتفاؤله بأحوال السينما، وفيلمه مع منى زكي الذي يواجه مصيراً غامضاً، والتغيير الذي حدث في حياته بعد الزواج، وظهور زوجته معه في أكثر من مناسبة بعدما كان يبعدها عن الأضواء من قبل.


- ما هو إحساسك بعد حصول فيلمك «فرش وغطا» على الجائزة الكبرى في مهرجان مونبيلييه؟
بالتاكيد الجائزة أسعدتني للغاية، وأكدت لي أنني أسير في الطريق الصحيح، وأن رؤيتي في هذا الفيلم منذ البداية كانت صائبة، ولهذا لم أشارك فيه كممثل فقط مثل أي عمل آخر، بل شاركت في إنتاجه لإيماني بأهمية التجربة واختلافها عن الأفلام السينمائية التي عرضت في الفترة الأخيرة.

- لكن أحداث هذا الفيلم وطريقة تصويره تؤكدان أنه عمل غير تجاري؟
فكرة التجارية لم تعد مضمونة بكل المقاييس، فلم يعد أحد يعرف ما هو مضمون وما هو غير مضمون، ودائماً ما يفاجئك الجمهور بردود فعل مختلفة تماماً عما هو متوقع، فهناك أفلام توقّعنا لها النجاح الكبير ولم تحقق شيئاً في شباك التذاكر، والعكس صحيح. لا أخفي أن نجاح الفيلم جماهيرياً كان مفاجئاً وأسعدني لأني قمت بالخيار الصحيح.

- وما الذي شجعك على خوض تجربة الإنتاج الآن؟
فكرة الإنتاج كانت تراودني منذ وقت طويل، وأرى أنها عملية فنية غير بسيطة، وتحتاج إلى دراسة حكيمة.
وأنا شخصياً خريج هندسة قسم إنتاج، ورغم اختلاف المجالين فهناك بالتأكيد نقاط تشابه. عندما قرأت سيناريو فيلم «فرش وغطا»، وجدت نفسي أمام تجربة مختلفة ومميزة، ولذلك قررت تأسيس شركة بعنوان «مشروع» بالاشتراك مع المخرج أحمد عبد الله والسينارست عمر شامة، لتقديم بعض الأفلام المستقلة غير التجارية. وخضنا التجربة في هذا الفيلم وكانت صعبة وممتعة في الوقت نفسه، وأتمنى تكرارها في القريب.

- على الرغم من نجاحه في الصالات، لكن ألا تظن أن تقديم هذه النوعية من الأفلام قد يؤثر سلباً على أجرك والإقبال الجماهيري على أفلامك.
لا أنظر إلى الفن بهذه الصورة، بل أتعامل معه كهاوٍ ومحترف في الوقت نفسه. ولا أحب أن أقدّم دوراً لا يحمل أي تحدٍ أو مغامرة لي، وأرى أن معظم الأدوار التي قدّمتها حتى الآن كانت تحمل نوعاً من التحدي والمغامرة.
عندما قررت تقديم فيلم «فرش وغطا» كنت أعلم أنه مغامرة إنتاجية، لكني كنت أرى أنه فيلم مهم ومن الممكن أن يكون مرجعاً ووثيقة اجتماعية وتاريخية لفترة مهمة من تاريخ مصر عن حياة المهمشين سياسياً وفنياً واجتماعياً في المجتمع.

- وما هو سبب إقحام الثورة في هذه الوثيقة؟
الثورة ليست البطل في أحداث هذا الفيلم، بل مجرد نقطة انطلاقة باعتبارها الحدث الأكبر الموجود في مصر الآن. ولو كان هناك حدث آخر قوي موجود في هذا الوقت، لكنا استخدمناه، حتى أن الثورة لا تؤثر على أحداث الفيلم في شيء، سوى أننا نكشف أنها لم تغيّر شيئاً في حياة هؤلاء البشر.

- لكن الفيلم يبدو تسجيلياً.
هذا النوع يطلق عليه «الدكيو – دراما»، وهو الذي يمزج بين الشكل الوثائقي والروائي، لأن طريقة السرد الخاصة بالفيلم نفسه مختلفة، فقد انطلقنا من تسجيلات موثقة لبعض الأفراد، ووضعنا عليها أحداثاً، وكل الفيديوهات التي استعنا بها في الفيلم حقيقية وليست مؤلفة.
لذلك فأنت أمام فيلم وثائقي متخيّل، ولا يطرح إجابات أو حلولاً لأي شيء، لكنه عبارة عن رحلة لبطل الفيلم تتعرف فيها على أشخاص لا تعرف أسماءهم، لكن تكشف حياتهم، ولك أن تتفق مع هذه الشخصيات أو تختلف معها.

- في الفيلم فيديو يحمل اتهاماً للجيش على لسان أحد الأشخاص بخصوص الهجوم على عزبة الزبالين، هل كان ذلك متعمداً؟
هذا الفيديو حقيقي وموجود ولم نؤلفه، وهذه هي وجهة نظر أهل العزبة في ما حدث لهم، ومن حقك كمشاهد أن تصدّق ما يقوله هذا الشخص أو ترفضه.
فنحن كما قلت نقدّم الحقائق من وجهة نظر البعض، وليست كل وجهات النظر، وعليك أن تتقبل أو ترفض وجهة النظر هذه.

- لكن الصمت كان زائداً في هذا الفيلم وأحيانا غير مبرر؟
هذه هي طريقة السرد الخاصة بالفيلم، وكما قلت لك، رحلة البطل تعتمد على الاستكشاف والمشاهدة لا على الحوار، ولذلك فهو مثل الآلة التي تعكس لك ما يحدث طول الوقت دون أن يتدخل فيها.

- هل كانت هذه التجربة صعبة لك كممثل؟
بالتأكيد كانت من أصعب التجارب التي قمت بها في حياتي، ومن أهم محطاتي الفنية أيضاً، لأنها تعتمد على التمثيل فقط والتعبيرات وحركات الجسد، وهذه مهمة صعبة لأي ممثل، لذلك كان عليَّ أن أركز بشكل كبير في كل مشهد.
وقد بذلت مجهوداً كبيراً في هذا العمل أكثر من أي فيلم آخر، وكان أكبر تحدٍ لي في هذا الدور أن أمثل بشكل واقعي وبطريقة لا يراها البعض تمثيلاً، لأنه كان عليّ أن أكون شخصاً عادياً، مثل الذين نراهم في الفيلم.

- هل ترى أن عدم تحقيق فيلمك «بيبو وبشير» الإيرادات المتوقعة أضرّ بك؟
بالعكس «بيبو وبشير» كان منطقة جديدة ومختلفة بالنسبة إليّ تماماً، لأنها المرة الأولى التي أقدّم فيها فيلماً كوميدياً، وكانت نوعية مختلفة عن الأدوار الذي قدمتها من قبل.
وحتى دوري في فيلم «رسائل البحر» مع المخرج داود عبد السيد كان مميزاً ومختلفاً للغاية، فأنا أحب التنقل بين الأدوار المختلفة والجديدة دون النظر إلى الإيرادات.

- كيف ترى حال السينما الآن؟
بصراحة، لا يوجد سينما في مصر حالياً، والإنتاج السينمائي ضعيف جداً بسبب حالة القلق التي يعيشها المنتجون من عمليات القرصنة وانخفاض الإيرادات بشكل عام، وهذا من وجهة نظري ليس له علاقة بظروف البلد، وإذا استمرت عمليات القرصنة وانخفاض نسبة بيع الأفلام للقنوات الفضائية سيؤثر ذلك بشكل كبير على الصناعة، حتى لو كان البلد يمر بأحسن حال.
لكن رغم ذلك لا أنكر أنني متفائل، لأن ثمة منتجين يحاولون تقديم تجارب فردية بشكل جيد، وأرى أن الحل هو تقديم أفلام جيدة بميزانية منخفضة ومتوسطة، من الممكن أن تواجه مغامرة شباك التذاكر، حتى لا تكون الضربة قوية على المنتجين.

- هل ترى أن غياب السينما التجارية سيعزز السينما المستقلة؟
نعم، لأن غياب السينما التجارية شجع العديد من المنتجين على تقديم تجاربهم في ظل وجود فراغ في السوق، حتى أن هذه النوعية من الأفلام أصبحت تجذب عدداً كبيراً من النجوم كنوع من التجديد والتغيير والبحث عن سينما بديلة.

- هل ترى أن هذه النوعية قد تكون مفيدة للممثل؟
بالتأكيد السينما المستقلة تحمل بعض المميزات للممثل، لأنها تمنحه حرية كبيرة في الأداء وفرصة التجريب غير المتوافرة في السينما التجارية.

- ما هي حقيقة تعاقدك على فيلم «قدرات غير عادية» للمخرج داوود عبد السيد؟
حتى الآن لم يحدث تعاقد رسمي، لكن بشكل عام أتمنى تكرار التجربة مع المخرج الكبير داوود عبد السيد لأنه من أهم المخرجين الذين أتشرف بالعمل تحت يده، وأرى أن تجربتي معه في فيلم «رسائل بحر» كانت مختلفة ونقلة في مشواري الفني، وكنت سعيداً باختياره لي ومنحي هذه المسؤولية الضخمة.

- وماذا عن فيلم «محطم القلوب» للمخرج يسري نصر الله؟
هذا المشروع أيضاً كان متفقاً عليه قبل الثورة، وبدأنا جلسات العمل، لكن بعد الثورة توقّف المشروع تماماً لأسباب إنتاجية، ولم أعد أعرف إذا كان لا يزال قائماً أم لا.

- هل هناك نيّة لدى الشركة المنتجة لفيلم «أسوار القمر» بعرضه تجارياً خلال الفترة الماضية؟
هذا الفيلم تحديداً أصبح موقفه في غاية الغموض، فمع كل موسم تسمع بأن الفيلم يتم تجهيزه للعرض التجاري، ثم تفاجأ باستبعاده، وقد حدث ذلك على مدار أكثر من ثلاث سنوات.
ورغم أن الفيلم انتهى تصويره بات موقفه غامضاً. وأتمنى أن يفرَج عنه قريباً، لأنه عمل مختلف ويضم كوكبة من النجوم، منهم منى زكي وعمرو سعد وآخرون.

- من هو أكثر مخرج استفدت منه في مشوارك؟
لا أنكر أنني كنت أكثر حظاً من زملاء لي، لأنني عملت مع نخبة من المخرجين، ومنهم شريف عرفة ويسري نصر الله وداوود عبد السيد ومحمد ياسين ومريم أبو عوف، وكل شخص منهم استفدت منه كثيراً، وكان له تأثير في حياتي وأدواري.

- وعلى مستوى الممثلات؟
أحب العمل مع أروى جودة، وأرى أن هناك كيمياء بيننا، كذلك سعدت بالعمل مع منى زكي في «أسوار القمر» وروبي في «الوعد».

- هل تستعد لعمل تلفزيوني خلال الموسم المقبل؟
هذا ليس أكيداً حتى الآن، لأنني ما زلت في حالة قراءة ولم أستقر على أي عمل بعد، سواء تلفزيوني أو سينمائي، وأريد أن أتأنى في أي اختيار.

- لماذا قبلت العمل في الإعلانات خلال الفترة الماضية؟
تعاملت مع الإعلان مثل أي مشروع فني آخر، وعندما أعجبت بفكرة الإعلان قررت أن أقدّمه.

- هل تغيرت حياتك بعد الزواج؟
بالتأكيد، فأي شخص يشعر بالاستقرار النفسي والاجتماعي بعد الزواج، خاصة إذا كان هناك تفاهم بين الزوجين. وأرى أن الله وفقني بشكل كبير في اختياري، فنحن متفاهمان كزوجين، ولا أنكر أن حياتي تحولت إلى الأفضل بعد الزواج، وأصبحت أشعر بنوع من الدفء والأمان الاجتماعي.


أبعدت زوجتك عن الأضواء طوال الفترة الماضية ثم بدأت تظهر معك أخيراً في أكثر من مناسبة، فلماذا هذا التغيير؟
ليس تغييراً في أي موقف، لكن زوجتي تساندني في كل خطواتي، ومن الطبيعي أن تكون معي في بعض المناسبات المهمة، كما من الطبيعي أيضاً أن أكون بمفردي أحياناً، فالأمر يتوقف على المناسبة نفسها، ولهذا شعر البعض بأنني أبعدتها عن الأضواء في البداية ثم عدت لأظهرها معي.
لكنني بوجه عام لا أفضّل ربط الحياة الخاصة بالحياة العامة، فأنا كممثل يربط بيني وبين جمهوري العمل الفني الذي أقدمه، لكن كل ما يخص حياتي الشخصية ملكي فقط، ولا أقحم زوجتي في عملي. 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077