عزيز الرسام: من قصص الشارع تولد أجمل الأغاني
شاعر وأديب وكاتب عراقي متعدّد المـواهـب، فإلى جانب موهبته الشعرية هو كاتب ورسـام وخطاط وسينارست وملحن. ولد في أيام عصيبة ويملك من الذكريات الكثير كونه عاش طفولة صعبة وعانى كثيراً في مشواره.
برز نهاية ثمانينات القرن الماضي وتفجرت موهبته الشعرية وذاع صيته في وقت قصير عبر قصائده التي أدّاها الفنان كاظم الساهر ومن أبرزها أغنيات «سلّمتك بإيد الله»، «كلّك على بعضك حلو» وغيرها، وقدّم له عملاً رائعاً فيه من الصور الشعرية الكثير وهو «لا يا صديقي»، يقول عنه إنّه كُتب نتيجة تراكمات تولّدت عنده من قصص الشارع، وإن بعض الأبيات كانت لها علاقة مباشرة بالرسام وبذكرياته.
هو الشاعر عزيز الرسام الذي التقيناه لدى إحيائه أمسية شعرية في الدوحة، وكان لنا معه هذا الحوار...
- أخبرنا عن الأمسية الشعرية التي أحييتها أخيراً في الدوحة.
تلقيّت دعوة من نادي الجسرة الثقافي لإحياء أمسية خاصة برفقة المعجزة العراقي الشاب بلال الوسيم الذي يغنّي الأدوار المحترمة بطريقته، وهو من الأصوات الجميلة التي لها مستقبل باهر.
هي زيارتي الأولى لقطر، وأنا سعيد جداً بالأمسية الجميلة التي أحييتها، بعد زيارتي المثمرة لبغداد التي قصدتها بعد 20 عاماً من الغربة، وأحييت فيها أمسيات شعرية ولقاءات إعلامية عديدة.
- تزامن موعد أمسيتك مع حفلة الفنان صابر الرباعي في اليوم نفسه، وأصررت على زيارته في الفندق وحضور حفلته، كيف وجدتها؟
حفلة جميلة جداً أبهرني جمهورها المتذوّق الذي حضرها وهتف لهذا الفنان الراقي.
- سحرتنا أبيات شعرية أسمعتها لصابر خلال زيارتك له، فهل تعدنا بتعاونات مهمّة كالتي سبقتها؟
أسمعته بعض القصائد وهي الآن ملكه، يشرّفني التعاون معه فهو فنان كبير وقد سبق أن كتبت له موّالاً وأربع أغنيات، غنّى إحداها أول دخوله إلى لبنان «من تونس الخضراء صابر صرخ حبّيتك».
- كيف تعرّفت على بلال الوسيم الذي شاركك الأمسية؟
شاهدته على التلفزيون يعزف العود ويغني وهو في سن صغيرة جداً مع الملحن العراقي الكبير فاروق هلال. أبهرني وتمنّيت أن ألتقيه، وعن طريق الصدفة اكتشفت أنّه سيرافقني في الأمسية دون علمي.
- توقّفت عن كتابة الشعر واخترت هذه المرحلة لكي تكون إجازة لك، هل تمارس خلالها أي نشاطات فنيّة أخرى؟
أميل إلى الرسم في هذه الفترة وقد أقمت معرضاً في بغداد ونفدت كل لوحاتي فيه. فوجئ الناس بأن عزيز الرسام رسام.
- هل من مواهب فنيّة نجهلها؟
أجيد النحت وصناعة العود.
- هل تعزف العود؟
قليلاً. لست موهوباً في العزف بل في الصناعة، واشتريت خشباً من بغداد كي أباشر صنعه.
- الشعر حياتك، ماذا عن الموسيقى؟ هل حاولت التلحين؟
لحّنت العديد من الأغنيات، نفّذت ألبوماً كاملاً لفنان يدعى ماهر الحلبي يشبه صوته صوت الفنان جورج وسوف، وألبوماً لفنان أردني وآخر لفنانة أسترالية.
- تشجعيك للمواهب الشابة لافت، ما الهدف وراء ذلك؟
أحب تشجيع أي فنان موهوب ولست أنانياً في عملي. أذكر اني أيام تعاوني مع كاظم الساهر كنت آخذ نصوص الشعراء الصغار إليه، مع أني شاعر!
- أي أصوات تلفتك؟
من الأصوات الرجالية تعجبني مساحات صوت صابر القوية، فهو فنان مثقّف موسيقياً و«ملك». وقد أعادني الفنان وائل جسار إلى ذكريات الماضي. ومع أنّي أحب الأصوات النسائية، لم أتعامل مع أي فنانة حتى الآن وأجهل الأسباب.
- صوت أي فنانة باستطاعته أن يجعلك تغيّر رأيك وتكتب له؟
يستفزني صوت شيرين عبد الوهاب للكتابة له. صوتها يعجبني واختياراتها قوية جداً.
- ما هي آخر كتاباتك؟
مسلسل تلفزيوني عراقي بعنوان «مطلوب حيّاً» تدور أحداثه حول العراق والعصابات التي غزت البلد وعمدت إلى خطف الناس وقتلهم. مسلسل درامي «أكشن»، ومن المقرّر أن يعرض على قناة «الشرقيّة».
أمسية شعرية غنائية جمعتالرسّام بالوسيم
آحيا الشاعر عزيز الرسّام والفنان بلال الوسيم أمسية شعرية غنائية «عراقية» حميمة في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في الدوحة، استهلّها الرسام بقصيدته الأشهر «لا يا صديقي» التي صدحت بها حنجرة القيصر كاظم الساهر، وامتزجت في الأمسية القصائد مع الألحان مع الأغنيات العراقية، القديمة والجديدة، مذكّرة بعبق بلاد ما بين النهرين وشموخه وأحزانه وفنّه.
الفنان بـلال الوسيم حفلتي مع Bryan Adams غيّرت مسار حياتي
عازف عود وملحّن ومغنّي عراقي. لحّن أول قصيدة في سن السادسة وعزف على العود في سن السابعة، غنّى العراق ومثّل أطفاله وحزنهم وألمهم، فلقّب بـ «الطفل المعجزة».
أخبرنا عن نفسك أكثر، عن طفولتك واكتشافك لموهبتك.
أنا شاب عراقي أبلغ من العمر 19 عاماً. انجذبت إلى الطرب والأغنيات «الثقيلة» منذ ولدت. لحّنت أول قصيدة في سنّ السادسة وحملت عنوان «العندليب» للشاعر معروف الرصافي، فكانت خطوة قويّة جداً نفّذت خلالها انتقالات لحنيّة وجملاً موسيقيّة ثقيلة أبهرت كل من سمعها من موسيقيين وملحنين في الموصل، كما لفتت الأنظار إلى موهبتي وجعلتني أتقدّم، فعشقت الفنّ، وكانت البداية.
كيف تصف لنا مسيرتك التلحينية؟
لحنّت العديد من الأغنيات، لحنّت كل ما قرأته، المقالات في الجريدة والكتب المدرسية، وذلك لمعاناتي في حفظ الدروس، فكان تلحينها منفذي الوحيد.
إلى أن اشتعلت الحرب في العراق اتّجهت على أثرها إلى تأدية الأغنيات الوطنية، فاشتهرت في ذلك الوقت بالطفل المعجزة الذي يمثّل أطفال العراق وحزنهم وألمهم في كل أنحاء العالم.
ما الذي أتى بك إلى قطر؟
اتصلوا بي من «جزر الأطفال» في قطر للمشاركة في أمسية تحت عنوان Reach Out to Asia إلى جانب الفنان العالمي براين آدامز Bryan Adams وكان عمري 13سنة.
غنّيت لأم كلثوم، وفاجأني «آدامز» بطلبه أن أشاركه الغناء، فغنّيت بالعربية وعزفت على العود، في الوقت الذي كان يعزف فيه على الغيتار ويغنّي بالإنكليزية. قدّمنا دويتو مذهلاً، أشاد به أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة والشيخة موزا، فكانت الأمسية كفيلة بأن تغيّر مسار حياتي.
ما الذي تغيّر في حياتك بعد هذه الأمسية؟
قالت لي الشيخة موزا: «لن أتركك»، وأصبحتُ تحت رعايتها منذ سبع سنوات. التزمتني دراسياً، وطلبت مني أن استدعي أهلي لنعيش معاً في قطر، وفي كل مناسبة نحضرها، تهتم بنا وتعرّفني على كبار الحاضرين وتقول لهم «هذا ابننا». الأمر الذي يشعرني بالفخر.
بين الغناء والتلحين أين تجد نفسك؟
أحب التلحين والغناء وأرغب في أن أطلق ما في داخلي من موسيقى وإحساس. وأرى أن التخصّص يحدّ من إمكانات الفنان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات