يسرا: لن أقدّم قصة حياتي على الشاشة
للمرة الأولى في مشوارها الفني الطويل تقدّم دوراً تاريخياً، تدخل «قصر الخديوي إسماعيل»، وترتدي شخصية الملكة الأم، وتخوض مباراة في التمثيل مع نيللي كريم وغادة عادل وقصي خولي وكارمن لبس.
النجمة يسرا تتحدث عن تلك الخطوة الجديدة عليها، واللغة الصعبة التي اضطرت لتعلّمها، ورأيها في النجوم الذين يشاركونها هذه المغامرة الفنية، كما تكشف حقيقة تقديم قصة حياتها على الشاشة، والحالة الوحيدة التي يمكن أن تعتزل فيها، وتعترف بعدم قدرتها على الخطوة التي اتخذتها ليلى علوي وإلهام شاهين، وعندما سألناها عن غيابها السينمائي قالت: وأين عادل إمام؟
- ما الذي حمّسك للمشاركة في بطولة مسلسل «كان زمان في المحروسة»؟
هناك أسباب عدة دفعتني لقبول هذا المشروع، أولاً السيناريو مكتوب بشكل جيد ومختلف ومتميز، ويسرد فترة الخديوي إسماعيل في مصر بشكل اجتماعي مختلف عن معظم الأعمال التاريخية التقليدية.
كما أن الدور الذي رشّحت له هو الملكة الأم، وهو مختلف عن الأدوار التي سبق أن قدمتها في الدراما المصرية، وهذا ما سيجعلني أخرج طاقات مختلفة أمام الكاميرا.
- تقصدين التمثيل باللهجة التركية؟
تضحك وتقول: هذا جزء من الدور، لأنني لا أتحدّث التركية طوال أحداث المسلسل، لكنني ألجأ إليها في بعض العبارات والألفاظ المحدودة، وهذا في حواري مع أفراد السلالة فقط داخل القصر، وليس مع الجميع، لأن القصر يضم جاريات من جميع الجنسيات، بالإضافة إلى الخدم والوفود. وبسبب ذلك اضطررت للخضوع لدورات لتعلّم اللغة التركية، وقد فوجئت بأنها من أصعب اللغات.
- لكنني علمت أن هذه المشاهد كانت مثاراً للضحك في كواليس العمل!
هذا صحيح، وكانت معظم المشاهد التي أؤديها أمام قصي خولي بهذه الطريقة تضحك الممثلين الآخرين، لأنها لغة غريبة تماماً علينا، حتى أن البعض بدأ يكررها في الكواليس كنوع من الفكاهة.
- هل كانت هناك صعوبات أخرى في هذا العمل؟
العمل كان مغامرة صعبة، لأنني للمرة الأولى أقدم دوراً تاريخياً في الدراما بهذا الشكل، وهذا ما تطلب مني التحضير لفترة طويلة، والبحث عن تفاصيل هذه الشخصية، وهذا أيضاً من أكثر الصعوبات التي واجهتها، لعدم توافر معلومات كافية عنها. كما تدربت قبل التصوير على الأداء حتى يكون مناسباً لهذه الفترة.
وكل هذه الصعوبات واجهتها قبل الوقوف أمام الكاميرات، لكن بمجرد أن ارتديت ملابس الشخصية أصبحت الملكة الأم عن جدارة.
- ألم تخشي تقديم هذا العمل مع مخرج يقدّم أول أعماله التلفزيونية؟
لا، بل تحمست أكثر للمشروع بسبب وجود المخرج عمرو عرفة، لأنني كنت أنتظر أن نعمل معاً، فأنا أعرفه منذ سنوات، وعمل معي في أفلام مختلفة كمنتج فني، وهذه هي المرة الأولى التي أعمل تحت قيادته كمخرج.
وشاهدت معظم أعماله التي قدّمها في السينما، ووجدت أنه مخرج مختلف ولديه رؤية، ونجحت رؤيتي بعد أن عملت معه في المسلسل، فمن أول أيام التصوير انبهرت به وبإمكاناته، ووجدت نفسي أمام مخرج واعٍ وذكي ومدرك كل التفاصيل التي حوله، كما أن موقع التصوير تحت قيادته يحمل نوعاً من الهدوء، وهذا نادراً ما يحصل مع بعض المخرجين.
- كيف كان رد فعلك على قرار عرض المسلسل بعيداً عن رمضان؟
أعتقد أن هذا ذكاء من الشركة المنتجة، لأنها تريد أن تفتتح موسماً جديداً للدراما، وقد شجعت ذلك كثيراً، لأن المنافسة في رمضان أصبحت صعبة، وتكدس العديد من الأعمال في شهر واحد يعرّض معظمها للظلم.
وكان هناك عدد من النجوم يطالبون بفتح موسم جديد، لكن القنوات والشركات المنتجة كانت ترفض ذلك بحجة الإعلانات، وأرى أن شبكة mbc كانت جريئة في هذه الخطوة، وعلينا أن نشجعها وندعهما.
- لكن لا يزال رمضان يحقق أعلى نسب في المشاهدة!
هذا حقيقي، نظراً إلى طبيعة الشهر نفسه، لكن نستطيع أن نصنع مواسم أخرى تحقّق مشاهدة مرتفعة، لأن هذا سيتوقف على طبيعة العمل نفسه، فليس من المنطقي أن نفتح موسماً درامياً جديداً بمسلسلات صغيرة.
كما أن هناك بعض التجارب التي حققت نسبة مشاهدة مرتفعة بعد رمضان، فمثلاً مسلسلا «نكدب لو قلنا ما بنحبش» و«شربات لوز» حققا مشاهدة مرتفعة بعد رمضان، وأيضاً المسلسلات التركية حققت نسبة مشاهدة مرتفعة في مواسم بعيدة عن رمضان، لذلك أرى أن العمل الجيد سيجذب الجمهور سواء في رمضان أو بعيداً عنه.
- وهل تقبلين أن يعرض لك عمل بعيداً عن رمضان؟
أحب العرض في رمضان، لأنه يحقق أعلى نسبة مشاهدة كما قلت، كما أن الجمهور اعتاد مشاهدة المسلسلات في هذا الشهر كنوع من الطقوس، مثلما كنا نقول «رمضان لا طعم له بدون فوازير»، الآن «لا طعم لرمضان بدون مسلسلات».
أنا شخصياً ليس لديَّ أي مانع من عرض مسلسل لي خارج رمضان، لكن المنتج هو الذي يحدد زمن العرض، ووظيفتي هي التمثيل فقط، فمن الممكن أن يستشيرني أو يأخذ رأيي، لكنه في النهاية صاحب رأس المال ومن حقه أن يختار.
فأنا شخصياً لا أحب العرض الحصري لأعمالي، لكنني في النهاية أقبل ذلك ما دام يحقق أهداف المنتج، لأنني دائماً أريد أن تعرض أعمالي في أكبر عدد من الفضائيات، حتى تكون متوافرة للمشاهد في أي وقت وأي مكان.
- وماذا عن العمل مع غادة عادل ونيللي كريم؟
سعدت للغاية لوجودهما بجواري، فهذا المسلسل يجمع بيني وبين أبطاله للمرة الأولى، فطوال الوقت أرى أن نيللي ممثلة ذكية و«شاطرة» في اختياراتها، حتى أنها فاجأتني عندما قدّمت شخصية «ذات» العام الماضي.
وكذلك غادة عادل نجحت خلال السنوات الماضية في أن تقدم مجموعة من الأدوار المتميزة التي أثبتت موهبتها، لكن لم نتعامل معاً من قبل. أيضاً فاجأني قصي خولي بأدائه الرائع، ووجدت أنه ممثل محترف ويملك أدواته ويعرف جيداً ماذا يريد، بالإضافة إلى أنه ذكي وموهوب ومهذب.
وأرى أن كل هذه المواصفات في فريق العمل أوجدت بيننا مباراة ساخنة تمثيلياً، ستكون في مصلحة المشاهد في المقام الأول.
- ما رأيك في ما تردد عن وجود تشابه بين هذا المسلسل و«حريم السلطان»؟
عندما تتحدث في البداية عن مسلسل «كان زمان في المحروسة»، ووجود سلطان وقصر وخدم، يظن البعض أنه يشبه «حريم السلطان»، خاصةً أن مصر في هذه الفترة كانت تحت الحكم العثماني.
لكن الحقيقة أن هناك العديد من الاختلافات، أولها أن مسلسل «حريم السلطان» تركي صريح ملتزم بالملابس والطقوس التركية في كل شيء، بينما «كان زمان في المحروسة» يختلف تماماً، لأن الملابس تأخذ الطابع الفرنسي وليس التركي، كما أن الفترة نفسها تختلف بين الزمنين، فضلاً عن طبيعة الأحداث، لأن مسلسلنا يحكي فترة من تاريخ مصر، وهذا أهم شيء وليس تاريخ دولة أخرى.
كما أن المسلسل يسرد فترة الخديوي إسماعيل الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأعتقد أن الجمهور سيكتشف الفرق مع عرض الحلقات في الأشهر الأولى من العام المقبل.
- ما حقيقة غيابك عن المنافسة الرمضانية العام المقبل؟
حتى الآن لا أستطيع أن أؤكد ذلك، لأنه ليس لديَّ قرار مسبق بالغياب، والأمر يتوقف على السيناريوهات والأفكار التي ستعرض عليَّ خلال الفترة المقبلة، فحتى الآن لم يعرض عليَّ العمل أو السيناريو الذي سيشجعني على الحضور في رمضان المقبل، لكن إذا عثرت عليه خلال الأيام المقبلة سأبدأ التحضير على الفور.
- الملاحظ أن أعمالك الأخيرة مثل «شربات لوز» و«نكدب لو قلنا ما بنحبش» ترتكز على الكوميديا!
نعم، لأن مزاج المصريين في حاجة إلى الضحك، نحن الآن فى حاجة إلى أن نضحك من قلبنا، لأننا نمر بظروف صعبة فى حياتنا.
وأنا كمواطنة أشعر بعدم الاستقرار، لأن وطني غير مستقر، وأعتقد أن هذا ينطبق على فئة كبيرة من المجتمع، وأرى أنه لا يوجد مواطن حالياً لديه استقرار، لأن حياتك تتغير باستمرار مع كل حدث تمر به.
- لماذا اختفيت سينمائياً بعد تجربة «جيم أوفر»؟
لست المسؤولة عن هذا الغياب، فالسينما بأكملها تمر بظروف صعبة، ولم تعد شركات الإنتاج قادرة على تحمل مغامرة الإنتاج السينمائي الآن، بعد انخفاض الإيرادات بشكل كبير، وانتشار القرصنة سواء على التلفزيونات أو الإنترنت، وهذا ما جعل بعض الشركات تتوقف تماماً حتى إشعار آخر... شخصياً أعشق السينما، وإذا عرض عليَّ العمل الذي يحمسني سأقدمه على الفور. وهذا لا ينطبق عليَّ وحدي، فأين عادل إمام وكريم عبد العزيز وأحمد السقا وغيرهم من السينما؟ معظم النجوم لجأوا إلى التلفزيون في ظل أزمة السينما.
- البعض فسّر غيابك بالهجوم على «جيم أوفر».
رغم الهجوم الذي تعرّض له الفيلم، أحبه ولا أرى أي مبرر للهجوم عليه ، خاصةً أن البعض بدأ الهجوم بمجرد عرض البرومو لأسباب لا أعرفها، لكني سعيدة به، وإذا عاد بي الزمن من جديد سأقدمه. ويكفي أن الأغنية حققت أعلى نسب مشاهدة على اليوتيوب، وهذا ما يعكس الإقبال على الفيلم.
- ما حقيقة تعاقدك على فيلم جديد مع محمد السبكي؟
تحدث معي بهذا الشأن، لكني شخصياً لا أحب أن أوقّع أي عقد إلا إذا كان الفيلم الذي سأقدمه بين يديَّ، رغم أنني أحترم عائلة السبكية جداً، وأرى أنهم يقومون الآن بدور بطولي مع السينما، ويكفي أنهم الوحيدون الذين ضخوا أموالهم في الصناعة بينما توقفت غالبية الشركات الأخرى.
- هل فكرت يوماً في الإنتاج كما فعلت ليلى علوي وإلهام شاهين؟
لا أحب أن أقحم نفسي في مهن لا أعرفها، فأنا ممثلة فقط، ولا أرى نفسي منتجة أو مخرجة أو حتى كاتبة.
- ما هو شعورك بعد حصولك على جائزة أفضل ممثلة مصرية من مهرجان بيروت الدولي؟
الجائزة أسعدتني، لأنها تؤكد أنني أسير في الطريق الصحيح، وأن ما أقدمه وصل إلى الجمهور. أما بخصوص مهرجان بيروت فأنا أعشق لبنان وأعتبره بلدي الثاني، وتجمعني صداقات بكثير من اللبنانيين، حتى أنني سعدت للغاية بتصوير جزء من مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» في بيروت، ولم أشعر هناك إطلاقاً بأي غربة.
- ولماذا رفضت حضور مهرجان تروب فيست أرابيا؟
لم أرفض الحضور، لكن للأسف تزامن المهرجان مع تصوير بعض المشاهد من مسلسل «كان زمان في المحروسة»، وكان من الصعب تأجيل التصوير، لكني سعيدة باختياري رئيسة لهذه الدورة.
وقد أرسلت رسالة مصورة إلى المسؤولين عن المهرجان، حتى لا يقال إنني تجاهلتهم وقد تفهموا موقفي جيداً.
- إذا انتقلنا إلى السياسة، كيف ترين المرحلة التي تعيشها مصر الآن؟
أرى أن مصر تحررت من الحكم الإخواني، وهذا أهم إنجاز تحقق خلال الفترة الماضية، وبدأت تسير في الاتجاه الصحيح. ولا بد من الإسراع في إحداث تقدم على مستوى الشارع، حتى يشعر المواطن البسيط بالمنجزات والخدمات التي تقدمها الحكومة، وهذا أبرز ما في التغيير.
- ما صحة انفصالك عن زوجك خالد سليم بعد خلافات بينكما؟
كل ما يتردد في هذا الشأن مجرد شائعات لا أعرف مصدرها ولا هدفها، فعلاقتي مع خالد مستقرة تماماً، لأننا شخصان متفاهمان إلى أبعد مدى.
- هل فكرت يوماً في الاعتزال والابتعاد عن الأضواء؟
الفن لي هو الماء والهواء، وبدونه لا أستطيع التنفس، وأشعر بحيوية ونشاط أمام الكاميرات، ولذلك لا أفكر في الاعتزال مطلقاً. أنا ضد الفنان الذي يفكر في الاعتزال وهو في قمة نشاطه، فأنا قد أفكر في الاعتزال عندما أرى أنني غير قادرة على المواصلة، وأن الأدوار التي تأتيني لم تكن مناسبة لي، فيجب أن نعترف بالعمر ونتعامل معه بصدق حتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع الجمهور.
- ما صحة استعدادك لتقديم فيلم عن قصة حياتك؟
لا أفكر في ذلك مطلقاً، لكن كل ما فكرت فيه هو كتابة مذكرات أو كتاب عن فترات خاصة في حياتي، وقد بدأت كتابة بعض الأفكار، لكنها لم تكتمل حتى الآن.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024