يوم لكرة القدم النسائيّة في الملاعب السعودية
ما أن نشرت الشقيقة «الحياة» في 7 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خبراً يفيد بأن هناك «ملاعب خاصة تُخصص يوماً للنساء للعب كرة القدم»، حتى انطلق جدال لا ينتهي، حول «لاعبة كرة قدم». ويذكر أن المصدر الذي تحدثت إليه «الحياة» أفاد بأنّ بعض الملاعب الخاصّة في الرياض خصّصت يوماً نسائياً لمزاولة الرياضة، ووفرت أماكن تشمل عشر غرف لارتداء الزي الرياضي، إلى جانب مدرجات مغطاة لملعبٍ يتّسع لنحو 16 لاعبة، وأوضح أن هذه الخطوة جاءت بناءً على كثرة الطلبات المُقدمة بهذا الشأن. في السياق ذاته تحدّثت «لها» إلى بعض المختصّين في هذا الشأن الذين أكّدوا على أنها خطوة إيجابية لكنها ليست كافية، خاصة في ما يتعلّق بالرياضات الأخرى مثل كرة السلة والكرة الطائرة وغيرهما من الرياضات التي تمارسها المرأة بحذر في المجتمع السعودي...
آل معينا: لا أشجع الرياضة العشوائية
قالت مؤسسة فريق جدة يونايتد لكرة السلة، ورئيسة قسم السيدات في شركة جدة يونايتد، وكابتن الفريق سابقاً لينا آل معينا: «الفكرة نُشرت بطريقة عامة دون تحديد مواقع معينة، لذلك أرى أن الأمر ما زال مبهماً. لكن الخبر بشكل عام خطوة إيجابية، لأن الأمر سيسير بطريقة منظّمة، وسيبعد شبح التخوف عند اللاعبات بأنه سيتوقّف نتيجة مخالفة معينة، أو تأجير ملعب لسيدات وما شابه ذلك».
وفي ما يتعلّق بملاعب كرة السلة ذكرت آل معينا أن هناك شحاً في الملاعب «فنحن نريد ملاعب حكوميّة، وبأسعار رمزيّة، حتى وإن كان من القطاع الخاص باشتراكات وما إلى ذلك، لكننا نريدها متاحة للفريق، ومنظمة، وبأرضية مناسبة». وعلّقت على تخصيص يوم واحد بأنه لايكفي لتدريب فريق قد يُشارك في بطولات أو مباريات، «وعلى الأقل، يجب أن يكون التدريب ليومين أو ثلاثة في الأسبوع». وأضافت: «يجب أن يصبح لدينا ملاعب نسائيّة ومدرّبات وحُكام، وبالتالي نحن في حاجة إلى كوادر تدريبية مؤهّلة، وهي خطوة لا بد أن تبدأ من الجامعات والمدارس، بأن تُدرّس مادة الرياضة، وأن يكون هناك تخصص الإدارة الرياضية، فالرياضة علم كأي من العلوم ولا بد أن يكون لها متخصّصون على كفاءة عالية».
كشغري: أتمنى أن تبدأ هذه الخطوة في المدارس والجامعات
رأت الكاتبة السعودية والأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة أميرة كشغري أن الخبر «جميل، ومُفرح وأتمنى أن يعمَّم ليُغطي كل ملاعب السعودية. كما أتمنى أن تبدأ الخطوة في المدارس والجامعات والكليات الخاصة بالبنات، عبر توفير ملاعب خاصة بمسطّحات خضراء، تُخصّص لممارسة الرياضة ولعب كرة القدم».
وأضافت أن يوماً واحداً لا يكفي لممارسة كرة القدم، «لذلك يجب أن يكون هناك أكثر من يوم في الأسبوع». ولفتت إلى أن «البداية مع كرة القدم بادرة مُبشرة بالخير، وعلى الأقل لنبدأ بخطوة خطوة، مما يعني أن نبدأ بممارسة كرة القدم، ثم كرة السلة، ومن بعدها قد تكون الكرة الطائرة، أي أنها الرياضات المناسبة للطالبات. رياضة السباحة على سبيل المثال، تتطلب مجهوداً أكبر واستعداداً أكثر».
شذى محمد : يجب أن تضمّ الرئاسة العامة لرعاية الشباب الرياضة النسائية تحت مظلة أنشطتها
قالت الاعلامية الرياضية في صحيفة «الرؤية» الاماراتية شذى محمد إن الخطوة «فعّالة، وايجابية» ولا بد للرياضة النسائية في السعودية أن يتوافر لها الوقت الكافي والجهد المُضاعف، كغيرها من الأنشطة. فـيوم واحد لا يكفي لتدريب فريق يشارك في بطولة».
ولفتت إلى ضرورة إشراك الأندية الرياضية السعودية في الرياضة النسائية، كأن يكون «هناك فريق نسائي من النادي الأهلي، أو نادي الهلال، أو نادي النصر، أو نادي الاتحاد، فالسعودية دولة لها الحق في إيجاد فريق نسائي ورياضة نسائية قوية على قدرٍ عال من التنافسية».
وطالبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضية، «باتخاذ الإجراءات اللازمة لضم الرياضة النسائية تحت مظلّة أنشطتها، وأن يتمّ دعم هذه الرياضات ضمن ضوابط الشريعة وحقوق المرأة السعودية، وهذه الخطوة مطلوبة من الجهات المعنيّة».
الدباغ: رفض رعاية الشباب ضمّ الرياضة النسائية تحت مظلة أنشطتها، هو قضية مجتمع
من جانبها أكّدت المصوّرة الرياضية منال الدباغ أنها من المؤيّدين لأن يكون هناك «دور فعّال للمرأة السعودية في الرياضة، سواء داخل الملاعب أو داخل أسوار المدارس والجامعات والكليات. فالعقل السليم في الجسم السليم. وهذه الخطوة هي فرصة نادرة لتمارس المرأة كرة القدم في الملاعب، على أن يكون الجو والمكان مهيئَين لممارسة الرياضة دون أي مضايقات».
ورأت أن رفض رعاية الشباب ضمّ الرياضة النسائية تحت مظلة أنشطتها، هو قضية مجتمع، «وسنواجه فئة مؤيدة، وأخرى معارضة، وبالإصرار والعزيمة والاجتهاد سوف يُحقق هذا الحلم في يوم من الأيام. ربما الوقت لم يحن بعد لضم الرياضة النسائية تحت مظلة رعاية الشباب. وأنا أسأل لماذا لا تتم مخاطبة الاتحاد السعودي لكرة القدم ليس كداعم ولا لضم الرياضة النسائية مظلّته، ولكن لتوفير الملعب الرياضي لممارسة اللعبة، في ظل احترام الأنظمة واللوائح، وبحيث لا تتعرض المرأة للتصوير أو التشهير».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024