تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

تقاليع الطلاق! "حفلات وإعلانات تلفزيونية وموبايل وفيسبوك"

في واقعة جديدة وغريبة من نوعها، طلّق رجل الأعمال الشهير جمال مروان، صاحب قنوات «ميلودي» الفضائية، زوجته عبر إعلان تلفزيوني أذاعه على قنواته، وأكد فيه أنه يعلن طلاقه للسيدة جيلان محمود طلقة أولى غيابية، ذاكراً قيمة مؤخر صداقها بما يعادل جنيهاً واحداً عن كل يوم أمضاه معها، حسب ما نص عليه عقد الزواج بينهما.

واستعان جمال مروان في هذا الإعلان بصوت «وديع»، مذيع إعلانات قنوات ميلودي الشهير، واختتم هو الإعلان بصوته قائلاً: «أنت طالق يا جيلان»... ورغم غرابة الواقعة لكنها ليست حالة الطلاق الوحيدة المبتكرة، فقد ظهرت أخيراً تقاليع طلاق عديدة نرصدها ونعرف أسبابها وآراء علم الاجتماع والنفس فيها.


يؤكد صلاح إبراهيم أنه بعد اكتشافه أن زوجته تسرقه حتى تؤمن نفسها مادياً، التمس لها العذر بأنها تؤمن مستقبلها، خاصة أنهما لم ينجبا وإن ثروته ستؤول لشقيقه وأولاده، إلا أنه عزم على الطلاق الانتقامي عندما اتهمته بالبخل وطردته من بيت عائلتها خلال إحدى الزيارات.

يقول صلاح: «وقتها عزمت على تطليقها بطريقة مبتكرة، قد يحسبها البعض تقليعة، لكنني أراها فضيحة في المقام الأول، فقد اتفقت مع قناة مصرية متخصصة في الأفراح أن تسجل طلاقي، ورتبت لتسويق الحفلة على عدة قنوات تلفزيونية. وتماشياً مع فولكلور القرية، اتفقت مع فرقة مزمار شعبي لتزفني في الطريق إلى منزلها، وتقدم عرضاً فنياً احتفالاً بالطلاق. إلا أنني تراجعت عن بث الحفلة عبر القنوات الفضائية بعدما تذللت لي عائلتها حفاظاً على سمعتهم من العار الذي سيلحق بهم».


طلاق موبايل

رسالة موبايل أنهت عشرة أربع سنوات كان حصادها طفلين... شهدت على تلك الواقعة هند إبراهيم التي كانت جالسة مع صديقة تحكي لها عن المشاكل والخلافات بينها وبين زوجها، مؤكدة أنها اكتشفت خيانته مع إحداهنّ بعدما أرسلت لها عشيقته صورة تجمعهما على الموبايل.

وتضيف: «وسط ذلك الحديث جاءت رسالة الطلاق إلى موبايل صديقتي، لأفاجأ بها تقرأها وتدخل في نوبة ضحك هستيرية، ورغم أنني سمعت عن تقاليع الطلاق المختلفة، لم أصدقها إلا عندما رأيتها بنفسي!».


على الإنترنت

أما مروة فتحي فتحكي قصة صديقتها التي طلقها زوجها على الإنترنت، قائلة: «أعز صديقاتي تزوجت عن طريق الإنترنت، بعدما وكّل زوجها شقيقه للزواج وشهد عقد القرآن على الإنترنت. ومن يومها أصبحت تلك أفضل وسائل التواصل بينهما، فسافرت لتستقر معه حيث عمله، إلا أنها لم تستطع التأقلم معه، فعادت إلى بيت أبيها. وبعد خلافات كثيرة بينهما في كل لقاء على الإنترنت طلقها في إحدى محادثات الفيديو، وعندما سألت مفتياً أكد لها صحة الواقعة».

ومن طرق الطلاق الغريبة، تذكر عبير فؤاد، خبيرة الأبراج والفلك، أن إحدى النساء التي تستشيرها في الأبراج، ذكرت لها حالتها الغريبة في الطلاق، ققد أخذها زوجها في زيارة لمنزل أبيها في يوم تجتمع فيه الأسرة كاملة من أب وأم وأشقاء وزوجاتهم وأزواجهم والأحفاد أيضاً. وفي نهاية اليوم الذي أمضاه معهم استأذن للمغادرة فقامت تحمل حقيبة يدها فقال لها:  «لن تعودي مع إلى منزلي ثانية، أنتِ طالق».

وتؤكد عبير أن الزوج قرر الانتقام من زوجته بعدما اكتشفت خيانته مع أخرى متزوجة، وتسببت له بمشكلة كادت  تودي بحياته.


عيد طلاق

تورتة وشموع واحتفالات مع الأصدقاء المقربين... بتلك الطقوس تذكر الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، احتفال إحدى صديقاتها بطلاقها على مدار 12 عاماً، مؤكدة أنها من أوائل من فكروا بحفلات الطلاق وذكراه السنوية.

وترى الساعاتي أن تقاليع الطلاق أو الوسائل المستحدثة تنم عن التغيير الاجتماعي والتكنولوجي، فلولا ثورة الاتصالات وظهور الموبايل والإنترنت لما تم الطلاق عبرهما، حتى وإن اختلف الفقهاء في جواز ذلك الطلاق، فمنهم من أباح جوازه ومنهم من قال إنه لا يجوز لعدم وجود مأذون يوثقه. إلا أن تلك التقاليع ليست الرائجة بين الناس، وغالباً ما يستحدثها المشاهير، ثم يتبعها عشاق الأضواء وتقليد هؤلاء المشاهير.


طريقة مستحدثة

من الجانب النفسي، يؤكد الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، أن مبتكري وسائل الطلاق الجديدة يعانون من عشق الظهور والتميز عن الآخرين، لافتاً إلى أن رصد الواقع يؤكد أن تغييراً كبيراً حدث في شخصية المصريين في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الثورة، إذ إن سقوط النظام وكسر هيبة الشرطة ترجما نفسياً لدى المصريين بإمكان كسر أي سلطة أخرى، حتى لو كانت سلطة الزواج وبأي طريقة. فمن طلق زوجته في إعلان تلفزيوني أو برسالة على الإنترنت يقوم بمظاهرة شخصية، البعض قد يراها فضيحة، لكنها في الواقع طريقة مستحدثة بناءً على الواقع الذي نعيشه حتى لو كانت غير مألوفة.

أما الدكتور هاني حامد، أستاذ الطب النفسي في جامعة بني سويف، فيرى أنه لا يوجد منطق عقلي ولا مبرر لتطليق الزوجات في إعلانات تلفزيونية أو التشهير بهنّ، حتى ولو كان على سبيل التقاليع وحب الظهور. ويقول: «على الزوجين أن يفهما أنهما إن لم يكونا زوجين ناجحين، عليهما أن يجتهدا ليكونا أبوين ناجحين بصداقتهما بعد الطلاق، وأن يدركا أن تلك الصراعات والأساليب الانتقامية ستؤثر في نفسية الأبناء، لذا عليهما أن يتخلّيا عن أنانيتهما وينظرا إلى الأولاد في المقام الأول».


بلا حقوق

ومن الجانب الحقوقي، ترى الدكتورة عفاف مرعي، رئيسة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، أن تقاليع الطلاق تهدر كرامة المرأة وحقوقها أيضاً. وتوضح: «أنا وكل منظمات حقوق المرأة ضد الطلاق الغيابي، حتى تستطيع المرأة توثيق الطلاق لدى مأذون، فهناك بعض الرجال يتهربون من التوثيق انتقاماً من المرأة، فالطلاق إذا حدث على الشات فإن الفيديو غير موثق، والطلاق على الموبايل من الممكن أن يدعي الزوج أن أي حاقد عليه هو من أرسل تلك الرسالة لهدم بيته. لذا أطالب بألا يتم الطلاق إلا على يد مأذون أو قاضٍ كي لا يتلاعب البعض به، فنحن نعاني دائماً في منظمات حقوق المرأة من الآثار السلبية المترتبة على الطلاق الغيابي».


سياحة الطلاق

«زواجك يتصدع؟ تفكر في الطلاق؟ تريث قليلاً وتمعن في نصيحة وكالة سياحة هندية أطلقت برنامجاً لمساعدة الأزواج الذين هم على حافة الطلاق، عبر برامج سياحية متخصصة».

جاءت الفكرة من وكالة هندية صممت برنامجاً سياحياً تحت مسمى سياحة الطلاق، ليتمكن الأزواج من الذهاب في إجازة سياحية الى مومباي، وقد يرافق الزوجين فيها مستشار للزواج من أجل دفعهما إلى المضي قدماً بعهود جديدة.


نصائح من ذهب

ومن جانبها تقدم الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، مجموعة نصائح زوجية تساعد على تقليص الخلافات الزوجية المؤدية إلى الطلاق، كالتالي:

 التدرّب على الذكاء الاجتماعي، ولا مانع من اللجوء إلى دورات تدريبية لتعليم الأزواج الذكاء الاجتماعي وسياسة التفاوض، فالليونة والدبلوماسية في المعاملة مطلب أساسي في الحياة الزوجية.

لا بد أن تستعمل المرأة ذكاءها في تعاملها مع الزوج، فهناك كلمات ساحرة تأسر قلوب الرجال، كأن تدعو له بالتوفيق دائماً، وتعتاد على شكره كلما قام بمهمات أسرية حتى ولو كانت بسيطة.

في حال الخلاف الشديد، على الزوجين التروي قبل اتخاذ أي قرار، والانتظار حتى تهدأ عصبيتهما.

بعد انتهاء الشجار على كل طرف محاسبة نفسه أولاً بكل موضوعية، قبل أن يلقي باللوم على شريكه، ولا داعي للعجرفة إذا وجدت المرأة أنها المخطئة، وعليها المبادرة بصلح زوجها، والكلام نفسه للزوج إذا وجد أنه هو الطرف المخطئ.

قبل الزواج يجب أن يضع كلا الطرفين بنوداً محددة لشكل العلاقة بينهما، ولا بد أن تشمل في المقام الأول عدم الاستهزاء بمشاعر الآخر، وعدم التشاجر أمام الأهل، كذلك الاتفاق على تحديد موقف حاسم إذا صدرت كلمة جارحة ولا يرد عليها بأخرى جارحة. لا بد من مراعاة فن الاعتذار والتقدير، بداية من فترة الخطوبة والتدرّب على كلمتي «آسف» و«شكراً».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078