تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

'ثروات تزيد عن 60 مليار ريال' وشحّ التبرعات يوقف مشاريع للأسر المحتاجة...

في لقاء ودي جمع سيدات أعمال سعوديات في مدينة الخبر شرق السعودية، بمسؤولات جمعيات خيرية في أروقة غرفة الشرقية، توصلت الحاضرات إلى أهمية إشراك سيدات الأعمال في العمل الخيري، وزيادة حصة مساهمة المؤسسات والشركات وتخصيص نسبة 5 في المئة من الأرباح لدعم أعمال الجمعيات، تحقيقاً لمفهوم التنمية المستدامة...  «لها» حضرت اللقاء...


استهلّت الحديث مديرة جمعية ود للتكافل والتنمية الأسرية نعيمة الزامل بقولها: «ثمة سعودية تعمل منذ 8 سنوات عاملة نظافة وراتبها 500 ريال... وهناك عشرات السعوديات يقبلن برواتب متدنية، بسبب الظروف»، مستدركة: «عتبنا كبير على المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، والجامعات التي تخصص راتباً لعاملة النظافة لا يزيد عن 500 ريال، ونقوم نحن بإرسالها لهن، ويكون من صندوق المدرسة. كيف يمكن للمؤسسات أن تساهم في دعم العمل الخيري، سواء بالتوظيف أو التدريب أو دعم المشاريع التنموية للأسر المحتاجة».
لم يترك اللقاء الذي استمر زهاء ساعتين ثغرة إلا عالجها، مطالباً بإيجاد حلقة وصل بين مجتمع الأعمال والمجتمع الخيري عبر اقتراحات عدة، تناولتها مديرة جمعية جود الخيرية سابقاً منيرة الحربي قائلة : «لا بد من أن تكون العلاقة تبادلية بين الجمعيات وسيدات الأعمال، من خلال عقد شراكة عمل، بهدف توطين الوظائف فعلاً لا قولاً، خصوصاً الوظائف المهمة، بعيداً عن وضع السعوديات على الهامش».

سلسة مطالبات واقتراحات قدمتها الحربي والزامل، ومديرة مركز عطاء الخير منى العجاجي وسط استعراض لثروات سيدات الأعمال بالأرقام.
وقالت الحربي إن هذه الثروات «تعدت 60 مليار ريال، وتقارب نسبة استثمارات النساء السعوديات 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص». وتابعت وسط ذهول الحاضرات: «تشير الأرقام إلى امتلاك سيدات الأعمال السعوديات ما يقارب 50 مليار ريال، أي 75 في المئة من مدخرات المصارف السعودية»، مضيفة: «هناك 502 ألف سجل تجاري خلال عام واحد لسيدات الأعمال، تم تعديل 193 ألف سجل، وتجديد 127 ألف سجل، المجموع هو مليون ونصف مليون سجل تجاري على مستوى المملكة، وتشير الأرقام إلى أن  32185 امراة سعودية يعملن في منشآت القطاع الخاص». هذا ما نقلته الحربي وأضافت: «نسبة مساهمة سيدات ورجال الأعمال بسيطة، ويمكن وصفها بأنها خجولة ومتواضعة... هذا اللقاء ليس للانتقاد وإنما لتوثيق العلاقات، والعمل على تنمية المجتمع ليس بالدعم المادي بل ربما بوجوه أخرى كالاهتمام بأسر الجمعيات وأبنائها».


التوصيات

المأمول هو «تأسيس مشاريع جادة وجديدة لأبناء الأسر، تدريب وتأهيل للمتخرجين والمتخرجات، مساعدة الجمعيات في التسويق لمنتجات الأسر، توفير فرص عمل دائمة وموقتة، كما أننا نقترح إنشاء موقع لسيدات الأعمال الراغبات بالتعاون مع الجمعيات الخيرية».
لم يرق لبال الزامل ما يحدث للمشاريع الخيرية، من حيث عدم القدرة على اكمالها، إذ طالبت بسرعة تدخل فاعلي الخير لإطلاق المشاريع، مستشهدة بمشروع ملتقى أهالينا لكبيرات السن الذي تحلم بتنفيذه.

وقالت: «يتطلّب المشروع ميزانية مقدارها 7 ملايين ريال، ولم نتمكن إلا من جمع 40 ألف ريال، بسبب عدم مساهمة رجال وسيدات الأعمال. وفي ما يتعلق بمشروع جائزة ود للأسرة المثالية، وهو مساكن للأسر المحتاجة يتطلب 5 ملايين ريال، لم نتمكن من جمع أكثر من مليون و200 ألف ريال». وتحدثت عن مشاريع أخرى توقفت للسبب نفسه.
وأضافت: «مشروع جائزة ود للأسرة المثالية جاء بعد فشل تحقق في مشروع توفير سكن الأسر بحيث تم استئجار مبنى للأسر المحتاجة، وطالبناهم بالتسديد لخمسة أعوام ولم يدفعوا الإيجار، ورفضوا الخروج من المنازل ووقعنا في مشكلة، فقمنا بالتنسيق لمشروع الجائزة المثالية».

وخلال سردها لمعوقات مشروع العيادة المتنقلة، وعدم توافر أجهزة ومعدات داخل العيادة التي ابتيعت، أعلنت فاعلة خير تبرّعها بمبلغ 30 ألف ريال لتجهيز العيادة وإطلاقها خلال أسبوعين.
وأشارت الزامل إلى المشاريع التي تنفذها الجمعية: «مشروع ترميم المساكن، ومشروع الأثاث الخيري، ومشروع تفريج كربة. إلا انه لوحظ أن الأثاث الخيري من أهم المشاريع لأن بعض أبناء الأسر يبيعون أثاث منازلهم لأنهم مدمنون».

وطالبت بأن تساهم الشركات والمؤسسات بنسبة 5 من أرباحها في المئة للنهوض في أحوال الجمعيات لأن الزكاة والصدقات محدودة، والتبرعات تبقى أقل: «نشعر بأن أيدينا مغلولة بسبب قلة الموارد. حتى أن وزارة الشؤون الاجتماعية ترفض أن نجمع تبرعات في الاجتماعات واللقاءات علماً أننا تحت إشرافها». وأبدت استياءها من الشركات التي تقدم العمل الخيري للدعاية فقط ولإظهار صور موظفيها «ويكون عملها الخيري تجارياً سطحياً يخلو من الجودة».
بدورها طالبت العجاجي بتوظيف بنات الأسر بعد تبنيهن قائلة: «لدينا حالياً برامج قيد التأسيس منها برنامج الطبخ، وبرنامج صديق البيئة. ومن خلال الأخير وظفت 30 امرأة من الأسر المحتاجة للعمل في الجامعات والمؤسسات النسائية، سواء عاملات نظافة أو أي عمل آخر».



سيدات الأعمال: نريد اجتماعاً مع مسؤولات الجمعيات لتوضيح أسباب عدم توظيف بنات الأسر المحتاجة

لم تصمت سيدات الأعمال عمّا قيل حول عدم مشاركتهن في دعم العمل الخيري، فأشارت عضو المجلس التنفيذي في غرفة الشرقية أحلام القصيبي إلى أهمية عقد اجتماع بين المسؤولين من الطرفين، لا سيما أن هناك معوقات أمام توظيف فتيات الأسر المحتاجة، منها غياب التدريب وعدم الالتزام، ناهيك بأسباب أخرى، لا بد من إيجاد حلول لها.
 ونفت العجاجي ذلك، قائلة: «قبل التدريب نعمل على تبني الفتيات، أي تأهيلهن من نواحٍ عدة، سواء تنمية مهارات ذاتية أو إلحاقهن بدورات متنوعة، فالتبني يقوم على مراحل، تنتهي بالتوظيف».
من جانبها، أكدت رئيسة المجلس التنفيذي في غرفة الشرقية سميرة الصويغ بدء التعاون المثمر بين مجتمع رجال وسيدات الأعمال والجمعيات، لدعم المشاريع وإلحاق أبناء الأسر المحتاجة بركب التطور الوظيفي والتدريبي، لأن الدعم لا يكون مالياً فقط.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078