فتاة تسدد 3 طعنات لوالدها وهو نائم...
لم تتجاوز 17 ربيعا، ومع ذلك أجبرها العنف الذي تعرضت له والتحرش المتكرر من والدها أن تقدم على جريمة لم تخطط لها في مخيلتها يوما كما قالت جدتها. عهود الفتاة السعودية التي تدرس في المرحلة الثانوية (الصف الثاني الثانوي) أقدمت على قتل والدها بثلاث طعنات مميتة، مسددة واحدة في الرقبة، واثنتين باتجاه القلب وهو نائم فجر الأحد 13أيار/مايو الجاري.
تم القبض على عهود في منزل والدتها بعد أن اتجهت إليها مباشرة. وبالحديث مع جدة الفتاة قالت: «عهود تعرضت لكثير من العنف من جانب والدها، ولدينا أدلة على ذلك. ولكن الطامة الكبرى كانت مع التحرش الجنسي المتكرر بها أثناء وجودها في البيت مع والدها، فقد كان كثيراً ما يلامس مناطق حساسة من جسدها، ويحاول أن يعاشرها، حتى إني أعتقد وبشكل أقرب الى الجزم أنه دخل بابنته الثانية وهذا ما سيثبته الطب الشرعي وسنطالب به لإثبات التحرش والعنف».
وتروي الجدة أن الأب الذي عدد أكثر من زوجة كلهن تركنه هرباً من العنف الذي تعرضن له، إلا والدة عهود التي مكثت معه ما يقارب العشر سنوات، أنجبت خلالها ثلاث بنات وولدا. ثم أقامت قضية خلع وفازت بها بعد سبع سنوات من المعاناة في أروقة المحاكم، والخروج من منزله بعدما حطم أسنانها الأمامية، وضربها بشكل متكرر.
وقد حاولت أم عهود على مدى أربع سنوات من اللجوء الى القضاء الحصول على حق الحضانة لأطفالها الأربعة ولكن دون فائدة، لتحصل فقط على حق الرؤية مرتين في الأسبوع ولمدة ساعتين كل مرة فقط.
من جهتها، أوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية «حماية» الاختصاصية النفسية سميرة الغامدي أن الفتاة في يد القضاء الذي سينظر بكل تأكيد في حيثيات القضية من كل جوانبها، موضحة أن الجمعية في هذه الحالة لا تستطيع القيم بأي دور. وتعتقد الغامدي أن ما فعلته عهود هو رد فعل على ما تعرضت له على يد والدها من تحرش وعنف، وقالت:» رغم أننا لسنا مع الحصول على الحق بهذه الطريقة، أستطيع أن أوجه نداء لتفعيل قوانين صارمة ضد المعنفين والمتحرشين أيا كانوا، وأيا كانت صلتهم بالضحية».
وناشدت مجلس الشورى السعودي ضرورة أخذ قضية عهود بعين الاعتبار لسن قوانين رادعة وغير متساهلة مع مرتكب العنف أيا كان نوعه. وكانت الغامدي قد أبدت اعتراضها على العقوبة التي سنها مجلس الشورى في هذه الحالات والتي تتلخص بالحبس سنة واحدة كحد أقصى، وغرامة مالية تصل إلى 50,000 ريال.
يذكر أن عهود حاليا في منطقة مكة المكرمة داخل دار الفتيات منتظرة التحقيق معها، ولقد تحدثت مع والدتها وجدتها التي قالت إنها منهارة نفسياً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024