تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المتسكّعون: عصابات شبابية ذات مظاهر وتصرّفات غريبة!

ظاهرة جديدة بدأت تتنامى في أوساط الشباب من الأحداث في الإمارات، وهي ظاهرة «عصابات الأحداث والسلاح الأبيض» أو ما يطلق عليهم «المتسكّعون». شرطة دبي رصدت هذه المجموعات، وقامت بحملة مكثفة للتعرف على أسبابها ومرتكبيها والقبض على المتورطين فيها، فأسفرت تلك الحملة عن القبض على 295 متسكعا من بينهم أحداث من ذوي السوابق.


يقول العقيد احمد ثاني بن غليطة مدير إدارة الحد من الجريمة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي والذي أعدّ دراسة مفصلة في هذا الصدد، إن الشباب المنتمين إلى تلك العصابات أو التجمعات غالبا ما يرتدون أزياء متشابهة ويربطون «الغترة» الخليجية المعروفة بأسلوب موحد، وأكثرهم يلجأون إلى إطالة شعر الرأس،  وعمل وشم في أماكن متفرقة من الجسد. كما أن بعض ملابسهم تكون عليها رسوم غريبة، وقصّة شعرهم أيضاً فيها بعض الحركات الشبابية، في تقليد أعمى لبعض مظاهر الشباب الأجنبي.

ويضيف أن هؤلاء الشباب غالبا يجالسون من هم أكبر منهم سناً، وتصل بهم الأمور إلى تعاطي المشروبات الكحولية معهم أو اللجوء إلى بعض أنواع المخدرات، وأحياناً يضعون بعض السلاسل على الرقبة أو في المعاصم، وخواتم في الأصابع في مظهر لا يمت بصلة إلى العادات والتقاليد في الإمارات.


الأدوات

وفي ما يتعلق بالأدوات التي يتم ضبطها مع هؤلاء المتسكعين قال بن غليطة إنها عادة ما تكون أنواعاً مختلفة من الأقراص المخدرة، وأسلحة بيضاء، ومفكات وقفازات حديدية تلبس بأصابع اليد، والعديد من الأدوات التي تستخدم في ارتكاب جرائم.
وأضاف: «هؤلاء الشباب يقومون أثناء تجمعهم بالسير في الأحياء السكنية والكتابة على الجدران، بعبارات غريبة مثل «من انتم»، «زنقة زنقة»، «شلة تفجير»، «سليمان فلاش»، «جنجال»، «بوجبة زعيم». كما أنهم يلوّثون الجدران بخطوط وتعرجات لا معنى لها.

وأوضح أن قضايا هؤلاء الشباب متنوعة ما بين السرقة، وهتك العرض، والاعتداء، والتحقير، ومقاومة السلطات، وإعطاء شيك بدون رصيد، والتعدي الجنائي، والتهديد، والاحتيال، وهدم أو إتلاف ملك الغير، السب، تعاطي المشروبات الكحولية، حيازة مواد ضارة بالعقل. وأكد العقيد احمد بن غليطة أن هناك تعليمات واضحة من الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي بملاحقة العصابات الشبابية التي بدأت تطفو على السطح  في بعض المناطق من الإمارة، والعمل على اقتلاعها من جذورها. وقد وُضعت الخطط الأمنية والبرامج والحملات المكثفة والواسعة النطاق، وألقي القبض على 295 شابا في ما سمي «حملة المتسكعين».

وأشار إلى انه وجد بين هؤلاء الشباب أحداثا من ذوي الأعمار الصغيرة، تم استقطابهم والتغرير بهم للانخراط ضمن هذه العصابات في غفلة من أولياء أمورهم. وبناء على ذلك تم استدعاء أولياء الأمور واطلاعهم على تصرّفات أبنائهم، وما يحملون من أسلحة فكانت بالنسبة إلى بعضهم مفاجأة. وبعد أخذ تعهدات من الآباء أطلق الأحداث ولكن في حال القبض علي أي منهم مجددا يُفتح محضر بالواقعة ويحال الحدث على نيابة الأحداث.


توعية

وطالب بن غليطة في دراسته باستيقاظ أولياء الأمور من سباتهم العميق، والتعرف على ما يفعله أبناؤهم في الخفاء من خلال رقابة مدروسة، والتعرف إلى أصدقائهم، وتوعيتهم من أخطار مصادقة أشخاص اكبر منهم سنا، ومنعهم نهائيا من حمل أسلحة، وعدم السماح لهم بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متقدمة من الليل لأنها تكون بداية الانحراف.
وطالب الآباء أيضا بتحذير أبنائهم من أن التقليد الأعمى للآخرين يكون ضعفا في الشخصية، وان التقليد يكون في ما هو أفضل وأحسن ويتفق مع العادات والتقاليد.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079