تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أرامل ابن لادن الثلاث...

في لفتة إنسانية، استقبلت السعودية أرامل أسامة بن لادن وأبناءه مؤخراً، بعدما تبيّن عدم تورّط الزوجات والأبناء في أي نشاط كان يقوم به زعيم تنظيم «القاعدة».
وكانت طائرة خاصة أقلّت الأرامل خيرية صابر وسهام الشريف (سعوديتان) وأمل السادة (يمنية) من باكستان إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، مع أطفالهن.
ويتولّى أمر أرامل بن لادن، عبدالله أكبر أنجال بن لادن، الذي استأجر طائرة بالتفاهم مع عميد الأسرة بكر بن لادن.


الزوجة الأولى: خيرية صابر

أكبر أرامل أسامة بن لادن سناً خيرية صابر، تحمل شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال. وسبق أن عملت في جدة، وكان لها تأثير عليه وتتدخل في قراراته في جدة والسودان. قامت خيرية في السنوات الماضية بتدريس أبناء زوجها من الزوجات الأخريات بعض المواد الدراسية وخاصة في السودان بعد أن منع ابن لادن أبناءه من الالتحاق بالمدارس السودانية.


الزوجة الثانية: سهام الشريف

منذ أن وصلت زوجة أسامة ابن لادن سهام الشريف الى المنزل المعد لها وهي تقول: «وكان فضل الله عليك عظيماً»، كأنها لا تصدق أنها وصلت، فقد التقت أسرتها بعد ظروف صعبة وفراق استمر 20 عاماً.

الشريف حاصلة على شهادة الدكتوراه في إعراب القرآن الكريم من كلية الأدب في جامعة أم درمان الإسلامية في السودان. استطاعت أن تقنع أسامة ابن لادن بإتمام دراساتها العليا في إعراب القرآن، لأنها اشترطت عليه تمكينها من إتمام دراساتها قبل أن توافق على زواجها منه. عملت معيدة في فرع جامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة، وهي إلى جانب ذلك أديبة ومتذوقة للشعر العربي، وكانت تصحح لزوجها الأخطاء الإملائية والنحوية في بعض رسائله وخطاباته. وكلا الأرملتين خيرية وسهام، عملت أكاديمية في السعودية، الأولى في جدة، والثانية في المدينة المنورة، قبل أن يقلب زواجهما بأسامة حياتهما رأساً على عقب. وقد قتل ابن سهام الوحيد خالد مع والده في باكستان.


الزوجة الثالثة: أمل السادة

اسمها الكامل أمل أحمد عبدالفتاح عبدالجبار عبدالدائم السادة من عائلة «المناصير». يقول عنها أحد أقاربها: « أمل كانت إنسانة عادية، درست في الكتاتيب ولم تكمل دراستها، لكنها بين الحين والآخر كانت تردد أنها ستدخل التاريخ منذ أن كانت صغيرة. وذات مرة ضحك عليها ابن عمها فقال لها: تاريخك المطبخ! فردّت: يعني التاريخ حكر عليكم أنتم الرجال؟».

ويفضل الشيخ أحمد السادة، والد أصغر أرامل ابن لادن أمل، أن تبقى ابنته مع أبنائها في السعودية، خلافاً لما تردد عن رغبة الأرملة الثلاثينية في اللجوء إلى المملكة المتحدة. وقال السادة: «نحن مسرورون جداً لأن ابنتنا وصلت إلى السعودية، وتلقيت اتصالاً من ابني زكريا الذي يرافقها يفيدني فيه بوصوله إلى جدة، مع ابنتي أمل وأحفادي، وفرحتنا أنا وأمها لا أستطيع وصفها». وحول ما تردد عن طلب أمل السادة اللجوء إلى بريطانيا، قال والدها: «سألت ابني زكريا عن هذا الأمر، فأخبرني بأن ذلك مجرد دعايات إعلامية لا أساس لها. أنا أريد ابنتي في السعودية، لتبقى إلى جانب أولادها، كي تشرف على تعليمهم وتربيتهم، والسعودية هي قبلتنا وأمنا، وتساعد كل العرب والمسلمين، وابنتي ستكون سعيدة بالبقاء فيها، وليس هناك مكان أنسب منها لتقيم فيه هي وأولادها الخمسة».

وخلف بن لادن كذلك، أرملة رابعة هي ابنة خاله السورية نجوى غانم، وهي التي شغفته في الـ17 من عمره حباً، فتزوجها، وعاشت معه كما تصف في سيرتها معه، أحلى أيام حياته وحياتها، قبل أن يحمل هم الجهاد الأفغاني. وهي التي أنجبت أكثر أبنائه، مثل عبدالله، وعمر المثير للجدل. وتغيب نجوى عن الأنظار منذ مقتل ابن لادن، لأنها لم تكن معه حين قتل، إذ غادرت أفغانستان بتحريض من ابنها عمر إلى إيران، لتستقر في ما بعد في قطر.


فيلا لكل منهن...

وإصدار وثائق رسمية للعائلة

عبدالله بن لادن أكبر أنجال أسامة بن لادن، هيأ لأرامل والده ثلاث فلل فاخرة في أحد أحياء جدة الراقية. وأضحت كل أرملة مستقلة مع أبنائها وذويها والمحتفين بها وزوارها. وستبدأ إجراءات إصدار وثائق رسمية للعائلة المكونة من 13 شخصاً، جميعهم يفتقرون إلى أوراق ثبوتية تتيح لهم التنقل داخل السعودية.


لا قيود على أرامل ابن لادن

نفى مصدر مقرب من عائلة ابن لادن أن تكون السلطات السعودية  فرضت قيوداً على تحرك الأسرة، موضحاً أن الأمر ترك لتقدير العائلة نفسها. وأكثر ما تتلهف عليه الأرامل الثلاث هو أداء مناسك العمرة، بحثاً عما يحقق لهن طمأنينة وسلاماً داخلياً، بعد ما عانينه وأبناءهن من أهوال. ويقول أحد المقربين من العائلات إن صدمة الأرامل وأبنائهن كبيرة، ويحتاجون إلى تأهيل نفسي واجتماعي، حتى يعيشوا حياة طبيعية.

وكانت أرامل ابن لادن رهن الاعتقال 10 أشهر دون سبب رسمي، وحكم أخيرا على النساء الثلاث بالسجن لمدة 45 يوما لدخولهن بشكل غير شرعي إلى باكستان، وقد انتهت فترة السجن قبل أيام، مما استدعى ترحيلهن مع أولادهن إلى السعودية حسب طلب عميد أسرة أبن لادن للحكومة السعودية التي نظرت إلى عائلة أسامة من ناحية إنسانية، ولم تأخذ أبناءه بذنب أبيهم، بل أعادتهم إلى حضن أسرتهم معززين مكرمين.

يذكر أن أسامة بن لادن قتل في الثاني من مايو/أيار 2011 في عملية شنتها قوة أميركية خاصة على المنزل الذي كان يعيش فيه مع زوجاته وأولاده في أبوت آباد بشمال باكستان.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078