تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

نساء في ملابس الرجال!

عندما نسير في شوارعنا العربية، لم يعد غريباً الآن أن نرى فتيات وسيدات يرتدين ملابس تشبه ملابس الرجال، وبعضهن يرين فيها سهولة أكبر في الحركة، أو ربما جزءاً من موضة. لكن كيف يرى علماء الدين ارتداء النساء لملابس رجالية؟ وهل يمكن قبولها أم أن فيها نوعاً من التشبه المرفوض بالرجال؟


في البداية يقول الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر: «للأسف هذه الظاهرة الغريبة موجودة في بعض المجتمعات العربية الإسلامية بسبب التقليد الأعمى للغرب في ظل الانفتاح الإعلامي الذي ينقل أنماطاً من الغزو الثقافي كل دقيقة، ومنها ارتداء النساء لملابس الرجال مثل البنطلونات والقمصان والجواكيت والكرافتات، ليس في أماكن الترفيه فقط، وإنما في الشوارع والمتاجر والعمل، حتى وصل الأمر ببعض النساء إلى وضع غطاء للرأس، قصيراً كان أو طويلاً، وتحته قمصان وبنطلونات. ولا ندري لماذا سترت شعرها وأبرزت معالم جسدها بالبنطلونات والقمصان الرجالية الضيقة؟».

ورأى رئيس جامعة الأزهر أن هذا التصرف «دليل على ضعف الوعي الديني، وغلبة نزعة التشبه بالغرب، وفقدان الإحساس بالخصوصية، والانتماء إلى الحضارة الغربية أكثر من العربية، وقد لعبت الفضائيات دورها في انتشار هذه الأزياء الغريبة عن ديننا وثقافتنا».
وأنهى كلامه بتحذير النساء من ارتداء ملابس الرجال،» مهما كان السبب أو المبرر من سهولة حركته، أو أنه أكثر حشمة، لأن للمرأة ملابسها بالمواصفات الشرعية، مما يمنع الطمع بها، لأن اللين أو الخضوع المرفوض شرعاً قد يكون بالملبس وليس الكلام فقط، مما يجعل أصحاب الأهواء يطمعون بها فقال تعالى: «فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» الآيتان 32-33 سورة الأحزاب».


لا للتشبه بالرجال

أما الدكتور إسماعيل عبد الرحمن عشب، عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الأزهر، فيؤكد أنه «لا يجوز في بأي حال وتحت أي مبرر  للمرأة أن تلبس الملابس التي تختص بالرجال، ولا للرجل أن يلبس الملابس المختصة بالنساء، لأن هذا من التشبّه المنهي عنه شرعاً، فقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء»».
وتساءل: «كم من امرأة اختطفت وانتهك عرضها بسبب ارتداء الملابس الضيقة الخاصة بالرجال؟ ولذلك لابد من تربية بناتنا الصغيرات علي الاعتزاز بأنوثتهن وملابسهن عن طريق  ترغيب الآباء والأمهات لهن فيها».
وأنهى كلامه مؤكداً أن «الملابس، مع التقدم الحضاري للإنسان، لم تعد تقتصر وظيفتها على ستر العورة، وإنما أصبحت أهم وسائل التزين. ولم تعد مقصورة على الخصوصية الثقافية لكل شعب في ملبسه، بل إن العولمة دمجت الثقافات وأصبح تقليد المشاهير، وخاصة في الغرب، سمة لدى بعض نساء العرب والمسلمين، حتى ولو كان بارتداء النساء ملابس الرجال، وهذا ما يرفضه الشرع حتى إن تقبله العرف، في ضوء الغزو الثقافي، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم»».


التمرد على الأنوثة

ويحذر الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، من «العواقب الوخيمة لاعتياد النساء على ارتداء ملابس الرجال، من باب التشبه وحب الظهور أو التمرد على أنوثتهن، لأن هذا السلوك وإن كان بسيطاً عند البعض إلا أن عقابه الشرعي شديد. فقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل»».
ورفض عبد الرؤوف التفرقة بين لبس النساء ملابس الرجال مرات متباعدة أو بشكل معتاد، لأن الارتداء الموقت أو بشكل غير منتظم سيكون مدخلاً للاسترجال والرغبة في التغيير، وهذا غير مقبول شرعاً إلا بالأمور المباحة في الدين والعرف والتقاليد التي لا تتعارض مع الدين، وليس بما يخالف الشرع والفطرة السوية، وذلك لأن الشرع هو الذي يحكم العرف ويحدد الحلال والحرام فيه وليس العكس.


فوارق

وعن الضوابط الشرعية للتفرقة بين ملابس الرجال والنساء، في ظل التداخل الحالي، قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة: «هذه القضية الخلافية ليست وليدة اليوم، وإنما موجودة في مختلف العصور، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية اجتهد في توضيح الفارق بين لباس الرجال والنساء، فأوضح أن الفارق بينهما يعود إلى نوع كل منهما، فهناك ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء. فمثلاً النساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور، بمعنى أن المرأة لم تنه عن شيء من الملابس التي تتناسب معها، لأنها مأمورة بالاستتار والاحتجاب، ولكن إذا اجتمع في الملابس النسائية قلة الستر أو المشابهة بالرجال، فهذا ينهى عنه الشرع».


الغاية والوسيلة

وترفض الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية، قيام بعض النساء بارتداء الملابس الرجالية بحجة أنها موضة أو أنها أكثر ستراً لجسدها من بعض الملابس النسائية، أو أنها واسعة وغير مجسمة، أو غير شفافة وغير لافتة للنظر، أو أيسر لحركة المرأة من الملابس النسائية، مؤكدة أن الإسلام يرفض بشدة المبدأ الميكيافيللي «الغاية تبرر الوسيلة»، لأن الغاية إذا كانت نبيلة لابد من تحقيقها بوسيلة شريفة ليس فيها أي مخالفة شرعية.

وأشارت إلى أن ارتداء النساء الملابس الرجالي «قد يقبل شرعاً إذا كان في الأوساط النسائية، أي لا يرى الرجال المرأة وهي ترتدي ملابس تشبه ما يلبسون، لأن هذه وسيلة إلى لفت الأنظار إليها، والإسلام يحث على التفرقة بين الجنسين لتمييز كل منهما عن الآخر، حتى في المظهر حتى لا تسترجل النساء، أو يتخنث الرجال. وقد أورد الإمام الذهبي هذا الأمر في كتابه «الكبائر» بعنوان «تشبه المرأة بالرجل بالزى والمشية ونحو ذلك»، وجعل ذلك من الكبائر، وعليه فكل ما اختص به الرجل من الملبس وغيره لا يجوز للمرأة فعله».


معاكسات

وقالت الدكتورة رجاء حزين، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالقليوبية: «إن الله سبحانه امتنَّ على عباده بنعمة الثياب التي يتجمل بها الإنسان ويستر عورته، سواء رجلاً أو امرأة  فقال تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ» الآية 26 سورة الأعراف».

وأشارت إلى أن الإسلام لم يفرض على أتباعه من النساء أو الرجال زياً معيناً يلبسونه، وإنما اشترط التستر، وحرّم على المرأة أن تُبدي شيئاً من جسدها أو تبرز زينتها حتى لا تكون سبب فتنة في المجتمع، فقال الله تعالى: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ» الآية 31 سورة النور.

وقد ذكر العلماء في تفسيرهم لهذه الآية أن لباس المسلمة ينبغي أن يميزها عن غير المسلمة، بما فيه من حشمة ووقار لا ضيقاً يصف ولا خفيفاً يشف، حتى لا يتعرض لها من في قلبه مرض من الرجال فقال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحيما» الآية 59 سورة الأحزاب. وهذا يعني أن الملابس النسائية بالمواصفات الشرعية تمنع تعرض أصحاب الأهواء للمرأة، ولا ينالها لسان ولا يد بسوء، فما بالنا بمن ترتدي ملابس الرجال، أليست عرضة للمعاكسات والتعليقات غير المحترمة التي تخدش الحياء؟ وهنا يكون العيب والإثم الأكبر على المرأة التي لبست ملابس رجالية وفتحت الباب لمخالفة الشرع.


استثناء

على عكس الآراء السابقة، جاء كلام الباحث الإسلامي جمال البنا، ليؤكد أن الملابس حرية شخصية في إطار قاعدة «أنت حر ما لم تضر». ويرى أن المرأة التي ترتدي ملابس الرجال يختلف حكمها حسب تقبل المجتمع الذي تعيش فيه لذلك، خاصة أن ارتداء الحجاب ليس فرضاً وإنما هو خاص بأمهات المؤمنين أو زوجات الرسول، صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإن الأمر يتوقف على مدى التقبل الاجتماعي لذلك، حتي لا يأتي اليوم الذي نجد فيه كل الرجال يرتدون ملابس نسائية وكل النساء يرتدين ملابس رجالية. حتى أن الإنسان تختلط عليه الأمور في تشخيص نوع أو جنس من يسير أمامه أو يتعامل معه، لكن إذا تم ذلك بصورة استثنائية أو دعائية للفت الأنظار فلا مانع فيه، لأنه استثناء من القاعدة، فنجد غالبية النساء يرتدين ملابس نسائية والقليل لا يقاس عليه، وقد قال الحديث النبوي: «لا ضرر ولاضرار»، وليس لنا أن نشق على النساء ونتدخل في النيّات التي يطلع عليها الله وحده وسيحاسب عباده عليها.


احترام العرف

ترى الدكتورة إلهام شاهين الأستاذة في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، أنه من الخطأ أن تكون الأحكام على الملابس مطلقة أو عمومية، لأن الشرع لم يحدد مواصفات ملابس الذكور ومواصفات ملابس النساء، وإنما وضع ضوابط عامة للملابس الشرعية للنساء، وهي ألا تصف ولا تشفّ ولا تكون لافتة لانتباه الرجال بما تحويه من ألوان زاهية، وبالتالي فإن مواصفات الملابس ذكرت إجمالاً وليس تفصيلاً.

وأشارت إلى أن ما ترتديه بعض النساء من ملابس يطلق عليها وصف ملابس رجالية أكثر حشمة من بعض الملابس النسائية، «لكن هذا لا يجيز لنا أن نفتي بجواز ارتداء ملابس الرجال بحجة أنها أكثر ستراً لجسد المرأة، بل ندعو النساء إلى ارتداء ملابسهن المتعارف عليها في المجتمع، وهذه تختلف من مجتمع إلى آخر، وما تعتبره بعض المجتمعات ملابس رجال قد تكون هي أو ملابس أخرى قريبة منها ملابس نسائية في مجتمعات أخرى، ولهذا لابد من احترام العرف باعتباره أحد المصادر المعتبرة شرعاً».


نصيحة

وتوافقها في الرأي الدكتورة فايزة خاطر رئيسة قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الأزهر، فتؤكد أن «الدين يسرٌ بشرط ألا يؤدي الفعل إلى الحرام، لأن كل ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام. ولا بد أن نؤمن أن ما يراه عامة المسلمين حقاً فهو حق، وما يرونه باطلاً فهو باطل، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»».

ورأت وجوب «النصح لمن يرتكب مخالفة شرعية بدلاً من الهجوم الشديد الذي يصل إلى التكفير في بعض الأحيان، وقد قال الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، قال الصحابة: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». بالتالي إذا كانت المرأة ترتدي بشكل دائم ملابس رجالية فيجب توجيه النصح إليها برفق سراً، لأن النصيحة على الملأ فضيحة. وقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باعتباره الأسوة الحسنة، خير ناصح، وكان يوصي باللين، وقال: «ما كان اللين في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه». وهنا تحضرني مقولة جميلة للإمام الشافعي وهي: «تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة، فإن النصح بين الناس نـوع من التوبيخ»».


العشوائية مرفوضة

ترى الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، أن «العشوائية في الملبس مرفوضة، وهي وراء الجدل الدائر حول الملابس الرجالية التي ترتديها بعض النساء. ومن المؤسف أنه في واقع الحياة هناك اختلاط للحابل بالنابل في الملابس، حتى أننا في بعض الأحيان نستطيع بصعوبة التفرقة بين من يرتدون ملابس الرجال والنساء، ولهذا حث الإسلام على التزام كل جنس بالملابس التي تميزه عن غيره وفقاً للعرف في كل مجتمع».
وأوضحت الدكتورة عبلة أن الإسلام حرص بشدة على التمييز بين الجنسين في الملبس، حتى وصل الأمر إلى أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعن المتشبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال، وخص ما يتعلق بالتشبه في الملبس فقال في حديث عبد الله بن عباس: «ولعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبس الرجل».


اعتزي بأنثوتك

أما الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة، فتعرض لنموذج عملي لتحريم تشبه كل من الجنسين بالآخر في عهد النبوة، حيث روى عبدالله بن عباس أن امرأة مرت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، متقلدةً قوساً، فقال: «لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال». وفي رواية للبخاري «لعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء»،  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء»، وأشار المفسرون إلى أن «الرجلة من النساء» هي التي تتشبه بالرجال.

وتضيف الدكتورة صالح: «لا بد أن يلتزم كل جنس بملابسه ولا يحاول تقليد الجنس الآخر، ولو على سبيل الموضة، لأن هذا محظور شرعاً، لأنه من خصائص الإسلام أن غالبية أحكامه واضحة بلا التباس، وحتى ما فيه التباس فقد نهانا، رسـول الله، صلى الله عـليه وسلم، عنها فقال: «إن الحلال بيِّن وإن الحـرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، لا يعـلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعـرضه، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
وأنهت الدكتورة سعاد كلامها بقولها: «ينبغي أن يعتز كل جنس بما خلقه الله عليه، ولا يتمرد عليه ويتشبه بالجنس الآخر، لأن في هذا معصية لله. ولهذا ندعو إلى الالتزام بملابس النساء، لأنها تتماشى مع أنوثة من ترتديها، ولابد أن تعتز المرأة بأنوثتها دون معصية ربها».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080