جرائم الخادمات تشغل دبي!
لم تعد علاقة الخادمات مع ربات البيوت تحمل إلا غرابة بعض حوادث الخادمات بسبب تضررهن أحياناً من سوء المعاملة أو طبيعة التكوين النفسي للبعض الآخر، لكن الأمر وصل في حادث وقع في الإمارات مؤخراً إلى قيام خادمتين بسرقة منزل في أول يوم للعمل بعدما أوسعا صاحبته ضرباً!
البداية كانت عندما استقدمت عائلة في دبي خادمتين إفريقيتين، باتتا ليلتهما داخل البيت بعدما اطلعتا من ربة المنزل على المهمات الموكلة إليهن. وفي صباح اليوم التالي وبمجرد خروج رب الأسرة إلى عمله توجهت الخادمتان إلى غرفة ربة الأسرة ثم أغلقتا عليها الباب، ورفعتا في وجهها هراوتين مهددتين إياها بالضرب إن لم تدلهما على مكان المجوهرات والأموال التي تحتفظ بها... صعقت المرأة وكادت تفقد صوابها من شدة الفزع وهول المفاجأة فحاولت التماسك وثنيهما عن ارتكاب الجريمة، إلا أن الخادمتين تعجلتا الأمر فضربتاها إلى أن أرشدتهما إلى مكان المجوهرات والأموال. واستولت الخادمتان على الغنيمة وفرتا من المنزل، تاركتين صاحبته في موقف لا تحسد عليه.
أسرعت سيدة المنزل المصابة والمرعوبة من هول الصدمة الى الاتصال بزوجها وإخباره بما حدث لها، فحضر على الفور وابلغ الشرطة التي حضرت إلى المكان. وبالاستفسار منه عن الخادمتين لم يكن لديه سوى أوصافهما لأنه لم يجلبهما بالطرق الرسمية، بل استعان بهما عبر إحدى العائلات لأنهما كانتا تعملان بنظام الدوام الجزئي، وتنتقلان من منزل إلى آخر. وبالبحث والتحري وتعميم أوصاف الخادمتين تمكنت فرق التحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي من القبض عليهما، واستعادة جانب من المسروقات.
سجل حافل
هذه واحدة من جرائم متعددة تحفل بها سجلات الشرطة للخادمات التي تقع في المجتمع الإماراتي. وفي جريمة أخرى خرجت عن المألوف كانت الخادمة مكلفة برعاية طفل لا يزيد عمره عن اشهر، وكان دائم البكاء، وهو ما يسبب إزعاجا للخادمة فما كان منها إلا أن وضعته داخل الثلاجة لبعض الوقت فتوقف عن البكاء، فوجدتها الخادمة وسيلة حتى ترتاح. وهداها تفكيرها الشرير والقاسي إلى تكرار الأمر يوميا بعد خروج الأم والأب إلى العمل. إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، لأن صديقة الخادمة أبلغت الأسرة، فجرى التحقيق في الواقعة واعترفت الخادمة بفعلتها، وهي تقبع حالياً في سجن دبي قضاءً لعقوبة مغلظة.
وفي جريمة ثالثة وضعت خادمة سائل غسل الصحون داخل «دلتين» للقهوة والشاي قبل تقديمهما للأسرة، وذلك انتقاما من ربة المنزل التي كلفتها بأعمال المطبخ، فأرادت أن تجعل رائحة الشاي والقهوة غير مقبولة أو مستساغة، حتى تعفيها الأسرة من دخول المطبخ وتكلفها بعمل آخر داخل المنزل الذي يضم أكثر من خادمة. وبالفعل عندما نفرت المرأة من طعم القهوة سألت الخادمة عن أسباب ذلك فادّعت أنها لا تعلم شيئاً، فخشيت ربة البيت من أن تكون الخادمة تنوي بها شراً وتضع شيئاً من مكونات الأسحار، فأبلغت الشرطة، وتم استجواب الخادمة التي اعترفت بأنها ضاقت ذرعاً بأعمال المطبخ، وأرادت أن تبعد عن هذا العمل، فدسّت سائل الغسل حتى تبعدها ربة البيت عن المطبخ نهائياً.
جرائم مبتكرة
يؤكد نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي لشؤون الإدارة والرقابة العقيد جمال الجلاف أن جرائم الخدم متعددة ومبتكرة في الكثير من الأحيان، وتصل إلى حد القيام بالسحر اعتقادا من بعض الخادمات بان أعمال السحر قد تطيل مدة بقائهن في العمل أو السيطرة على كل من في البيت. وورد بلاغ من احدى الأسر يتهم الخادمة بأنها سحرت ابنهما، وانه بمجرد سفرها تدهورت صحة الأبن وأصبح دائم السؤال عنها. وهناك بلاغات من زوجات يتهمن الخادمات بعمل أسحار لأزواجهن بهدف السيطرة عليهم واجتذابهم إليهن، والكثير من البلاغات الأخرى التي تتهم الخادمات بالحمل السفاح والسرقة وغيرها.
مكاتب الخدم
وألقى العقيد الجلاف بالسبب وراء جرائم الخدم على مكاتب استقدام الخدم لأنها تجلب خدما غير مؤهلين للعمل، بل أنها تسقط من حساباتها الكثير من الأمور المهمة قبل القيام بعملية الاستقدام، وأهمها التعرف على السير الذاتية للخادمات وسجلهن الجنائي. كما أن بعض المكاتب تجلب خادمات من مناطق سيئة السمعة في بلدانهن، ولذلك بمجرد التحاقهن بالعمل يتمردن ويرتكبن جرائم ويهربن.
ولفت الجلاف إلى أن إجمالي البلاغات الجنائية الواردة الى الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي خلال النصف الأول من العام الحالي حول جرائم الخدم بلغت 272 بلاغاً، منها 19 بلاغاً بالسرقة من منازل.
إجراءات لا بد منها
هناك إجراءات وقائية يجب اتخاذها عند اختيار الخدم تجنبا لوقوع الجرائم ولعل أهمها:
- استخدام الخدم عبر الطرق الرسمية وعدم الاستعانة بخدم الدوام الجزئي لأن معظمهم من المخالفين لقوانين الإقامة، وبالتالي لا يحملون أوراقاً ثبوتية، ويترتب على ذلك صعوبة الوصول إليهم عند ارتكابهم جرائم.
- ضرورة التعامل مع مكاتب استقدام عمالة موثوق بها.
- التعامل مع الخدم داخل المنازل بالحسنى، وعدم إشعارهم بأنهم اقل مستوى أو إهانتهم وذلك من اجل كسب ودهم، وضمان تعاملهم بصورة طيبة مع الأطفال.
- الاحتفاظ بالمقتنيات الثمينة بعيدا عن أعين الخدم، مع مراقبتهم كل فترة، وعدم ترك أمور إدارة المنازل لهم وكأنهم أصحاب القرار فيه.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة