تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الدكتور علي جمعة مفتي مصر...

يعد مفتي مصر الدكتور علي جمعة من كبار العلماء الذين يذهب إليهم الحائرون في أمور الدين والدنيا لمعرفة أحكام الشرع طوال العام، إلا أن الإقبال عليه يزداد في رمضان من كثرة الأسئلة الحائرة التي تدور في أذهان الناس، حتى يكون صومهم مقبولاً وينالوا الثواب العظيم والمغفرة من الله. التقينا الدكتور جمعة ونحن نحمل الكثير من تساؤلات الناس الخاصة بشهر رمضان لنستمع منه إلى إجابات وفتاوى حاسمة عليها.


- إذا أخذ إنسان من مال شخص دون إذنه ويريد أن يتوب، فهل يجوز أن يصوم ويهب ثواب الصوم لصاحب المال، أم لا بد من الأداء؟

من المقرر شرعًا أن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الإبراء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ». وعلى ذلك: فإن إهداء ثواب الصوم لصاحب الحق لا يكفي في أداء حقه بل لا بد من إيصال حقه إليه أو تنازله عنه. ومن شروط التوبة رد المظالم إلى أهلها مع الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إليها.

- ما هي مفطرات رمضان؟
مَنْ أَكَل أو شرب متعمدًا في نهار رمضان أفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم فقط في بعض المذاهب، وقضاء يوم مع الكفارة في بعض المذاهب، والكفارة صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا إن لم يستطع الصوم،  والجميع متفقون على أن من أكل أو شرب عامدًا في نهار رمضان مذنب وآثم لانتهاك حرمة الصوم.

- هل يختلف حكم من أكل أو شرب ناسياً عن غيره؟
من أكل أو شرب ناسيًا فإن صومه يبطل في مذهب الإمام مالك، ويجب عليه إمساكُ بقية يومه وعليه القضاء فقط، أما عند غير الإمام  مالك فإن الأكل أو الشرب  ناسيًا لا يبطل الصوم وليس فيه قضاء وصيامه صحيح  وهو المترجح لنا.

- ما حكم من جامع زوجته في نهار رمضان؟
من مبطلات الصوم الجماع عمدًا في نهار رمضان، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب.

- هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟
بعض المذاهب ترى ذلك، وبعضها ترى الكفارة على الزوج أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.

- هل الكحل يفطر كما يعتقد العامة؟
الكحل إذا وُضع نهارًا ووُجد أثره أو طعمه في الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، وعند أبي حنيفة والشافعي، رضي الله عنهما، أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضع في نهار رمضان،  ويستدلان لمذهبيهما بما رُوي عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، من أنه كان يكتحل في رمضان وهو المترجح عندنا.


محظورات

- ما هي المحظورات التي يجب تجنبها في رمضان؟
يجب على الصائم أن لا يُعرض صيامه لما يفسده ويُضيِّع ثوابه، فيمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويُضيِّع الصوم، كالغيبة والنميمة والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله تعالى، والخصام والشقاق وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم عملاً بقوله، صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ». أي أن كل ما أذهب التقوى أو أضعفها يذهب بثواب الصيام أو يضعفه، لأن الصيام شُرع لتحصيل التقوى، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِين مِنْ قَبْلِكُمْ» آية 183 سورة البقرة.

- شاب يسأل: عرفت أن والدي ووالدتي تزوجا في رمضان، وقد أفطرا رمضان كله ظنًّا منهما أن الزواج عذر للإفطار. وقد قضت الوالدة ما عليها من أيام، إلا أن والدي توفي ولم يصم ما عليه. فهل يمكن لي أن أقضي الصيام عن والدي؟
إذا كان ذلك الزوج قد أفطر بأكل وشرب ولم يعقد النية أصلاً لصيام رمضان، ظانًّا أنه ليس فرضاً عليه وهو حديث عهد بزواج، وهو ظن خطأ، فإنه يكون عليه قضاء رمضان من غير كفارة، لأن ما أحدثه من جماع كان بعد إفطاره أو في حالة عدم انعقاد صومه، وعلى ولده أن يخرج عنه فدية طعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي أفطرها، وعلى السائل أن يطعم ثلاثين مسكيناً كفارة عن والده المتوفى.

- هل يُقبل الصيام من الذي لم يُعوِّض ما أفطره من أيام رمضان الماضي؟
نعم، وعليه أن يقضي بعد صومه ما فاته من أيام رمضان الماضي، مع إطعام مسكين عن كل يوم أَخَّرَه، إن كان التأخير لغير عذر، ويكتفي بالقضاء وحده إن كان التأخير لعذر.

- ما فضل قيام الليل في رمضان؟
سَنَّ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قيام رمضان ورغَّب فيه، فقال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التي اختص بها شهر رمضان ومعنى قيام رمضان إيمانًا أي تصديقًا بما وعد اللهُ الصائم من الأجر، واحتسابًا أي محتسبًا ومدخرًا أجره عند الله تعالى لا عند غيره،  وذلك بإخلاص العمل لله.

 


ركعات التراويح

- مازال الخلاف مستمراً حول عدد ركعات التراويح فما السبب؟
وردت روايات عديدة صحيحة تدلنا على أن النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاها ثماني ركعات وصلاها عشرًا، واثنتي عشرة ركعة، بحسب الأحوال التي كان عليها، ويمكن القول إن أقل صلاة التراويح ثماني ركعات وأكثرها لا حد له، وما عليه الفقهاء الأربعة هو أن تُصَلَّى عشرين ركعة.

- هل ورد شيء عن وجوب ختم القرآن في التراويح؟
يجوز ختم القرآن كاملاً في صلاة التراويح بأن يُوزَّع جزءٌ منه كلَّ ليلة، ويُطلَب من الإمام تخفيف الصلاة على المأمومين، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مِنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ». وليس معنى التخفيف ما يفعله بعض الأئمة من الإسراع في صلاة التراويح، إلى الحد الذي لا يتمكن معه المأموم من إتمام الركوع والسجود والطمأنينة، التي هي فرض تبطل الصلاة بدونه، بل التخفيف هو عدم التطويل مع إحكام القراءة وإتمام الأركان، والطمأنينة واحد من هذه الأركان.

- أيهما أفضل، صلاة التراويح في المسجد أم البيت؟
من الأفضل صلاتها في المسجد، وإن كان بعض المذاهب يرى أن صلاتها في البيت أفضل، إلا لمن خاف الكسل عنها إذا صلاها في بيته، أو كان نزوله يساعد في إقامة هذه الشعيرة، كأن كان إماماً للناس أو حسن الصوت بالقراءة أو ممن يُقتدى به.

- إذا كان هذا ثواب الساهرين في الطاعات فماذا تقول للساهرين في المعاصي في رمضان؟
خابوا وخسروا الدنيا والآخرة، لأنهم لم يغتنموا مضاعفة الحسنات في رمضان، بل تجرأوا على حرمات الله في الشهر الفضيل، وسيندمون وقت لا ينفع الندم.

- امرأة حدث لها نزف دم في شهر رمضان وهي حامل، فهل يصح لها أن تصوم وتصلي في تلك الحالة؟
يصح لها أن تصوم، لأن هذا النزف استحاضة، وتصلي لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلي ولو قطر الدم على الحصير».

- أنا أصوم الثلاثة أيام البيض من كل شهر عربي، وهي 13 و14 و15، فما حكم صيامي يوم 13 من ذي الحجة، حيث إنه من أيام التشريق علماً بأنني لست من الحجاج في هذا العام.
ندب لنا سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر، وصيام يوم عرفة، وصيام عاشوراء ويوم قبلها أو يوم بعدها، وستة من شوال، ووعد الصائم بأن له أجراً عظيماً، وحرم عليها صيام خمسة أيام هي، عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة، وقال عن الأيام الثلاثة إنها أيام طعام وشراب، فإن كان في شهر ذي الحجة وأراد صيام الأيام البيض فإنه يحرم عليه صيام يوم الثالث عشر، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه، ولو صامه الإنسان فلا يصح صيامه. 


مال الزكاة للموائد

- ما حكم إخراج زكاة المال في شكل إفطار الصائمين؟
نوَّع الشرعُ الشريفُ وجوهَ الإنفاق في الخير، وحَضّ على التكافل والتعاون على البر، فشرع الزكاة كركن للدين، وحث على التبرع، ورغَّب في الهدية، وندب إلى الصدقة وجعل منها الصدقة الجارية المتمثلة في الوقف الذي يبقى أصلُه وتتجدد منفعتُه، وذلك لتستوعب النفقةُ وجوهَ البر وأنواع الخير في المجتمع، ولذلك رُوِيَ عن الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، قوله: «إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ»، ثم قرأ قوله تعالى: «ليسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ولَكِنَّ البِرَّ مَن آَمَنَ باللهِ واليَومِ الآَخِرِ والمَلاَئِكةِ والكِتابِ والنَّبِيِّينَ وآَتى المالَ علَى حُبِّه ذَوِي القُربى واليَتامى والمَساكِينَ وابنَ السَّبِيلِ والسّائِلِينَ وفي الرِّقابِ وأَقامَ الصَّلاَةَ وآَتى الزَّكاةَ والمُوفُونَ بعَهدِهم إذا عاهَدُوا والصّابِرِينَ في البَأْساءِ والضَّرّاءِ وحِينَ البَأْسِ أولَئكَ الذين صَدَقُوا وأولئكَ هم المُتَّقُونَ» آية 177 سورة البقرة.

وقد وصف الله تعالى عباده الأبرار بإطعام الطعام، فقال تعالى: «ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ على حُبِّه مِسكِينًا ويَتِيمًا وأَسِيرًا» آية 8 سورة الإنسان. وهذا يشمل رمضان وغيره، ولكنه في رمضان أعظم أجرًا وأكثر ثوابًا. وقد حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إفطار الصائم، وأخبر أن مَن فطّره فله مثل أجره مِن غير أن ينقص ذلك مِن أجر الصائم شيئًا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن فَطَّرَ صائمًا كان له مِثلُ أَجرِه غيرَ أنّه لا يَنقُصُ مِن أَجر الصائمِ شيءٌ».

ورُوِي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال عن شهر رمضان: «مَن فَطَّرَ فيه صائِمًا كان مَغفِرة لذُنُوبِه وعِتقَ رَقَبَتِه مِنَ النّارِ وكان له مِثلُ أَجرِه مِن غيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَجرِه شَيءٌ، قالوا: يا رسولَ الله ليس كلُّنا يجد ما يفطر الصائمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يُعطِي اللهُ تعالى هذا الثَّوابَ مَن فَطَّرَ صائِمًا على مَذقةِ لَبَنٍ، أَو تَمرةٍ أَو شَربةٍ مِن ماءٍ. ومَن أَشبَعَ صائِمًا سَقاه اللهُ مِن حَوضِي شَربة لا يَظمأ حتى يَدخُلَ الجَنّة».وعلى هذا فإفطار الصائم، ومنه موائد الإفطار المنتشرة في بلادنا، والتي يطلق عليها «موائد الرحمن»، وإن كانت مظهرًا مشرقًا من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين، لكنها لما كانت تجمعُ الفقيرَ والغني فإنها لا تصح مِن الزكاة، لأن الله تعالى قد حدد مصارف الزكاة في قوله سبحانه: «إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقَراءِ والمَساكِينِ والعامِلِينَ عليها والمُؤَلَّفةِ قُلُوبُهم وفي الرِّقابِ والغارِمِينَ وفي سَبِيلِ اللهِ وابنِ السَّبِيلِ فَرِيضةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» آية 60 سورة التوبة .

 

وقد جعل الله في صدارتها الفقراء والمساكين لبيان أولويتهم في استحقاق الزكاة، وأن الأصل فيها كفايتُهم وإقامة حياتهم ومعاشهم، ولذلك خصهم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث إرسال معاذ رضي الله عنه إلى اليمن: «فَإن هم أَطاعُوا لَكَ بذلك فأَخبرهم أَنَّ اللهَ قد فَرض عليهم صدقة تُؤخَذ من أَغنيائهم فتُرَدُّ على فُقَرائهم». وعبرت الآية باللام المفيدة للمِلك، ولذلك اشترط جمهور الفقهاء فيها التمليك فأوجبوا تمليكها للفقير أو المسكين حتى ينفقها في حاجته التي هو أدرى بها من غيره، وإنما أجاز بعض العلماء إخراجها في صورة عينية عند تحقق المصلحة بمعرفة حاجة الفقير وتلبية متطلباته.

- هل يجوز إخراج شنط البر الرمضانية التي توزع على الفقراء في البيوت من أموال الزكاة؟
شنط رمضان التي يُتَحرّى في تسليمها للمحتاجين فهذه يجوز إخراجها من الزكاة، لأن التمليك متحقق فيها.

- هل يجوز إخراج الكفارات في شكل موائد رمضانية؟
إخراج الكفارة جمهور الفقهاء يشترطون فيها التمليك، ولا تكفي عندهم الإباحة أو التمكين، لأن التكفير واجب مالي فلا بد أن يأخذه الفقير معلوم القدر، خلافًا للحنفية الذين يكفي عندهم في الكفارة تمكين الفقراء من الطعام بدعوتهم إلى غداء وعشاء، متمسكين بأصل معنى الإطعام في اللغة وأنه اسم للتمكين من الطعام لا لتمليكه، كما أن الله تعالى قال «مِن أَوسَطِ ما تُطعِمُون أهلِيكم» آية 89 سورة المائدة.  وإطعام الأهلين إنما يكون على جهة الإباحة لا التمليك.

- هل تخرج الكفارة نيئة أم مطبوخة؟
لا مانع من إخراج الكفارة في صورة طعام مطهوّ، أخذًا بقول مَن أجاز ذلك من العلماء، وإن كان الأَولى إخراجه في صورة مواد جافة خروجًا مِن الخلاف، لأن الخروج من الخلاف مستحب.


الحجاب

- سؤال يتكرر سنوياً من كثرة انتشاره، ما حكم ارتداء الحجاب في رمضان فقط؟
على المرأة المسلمة أن تلتزم بالحجاب الشرعي في رمضان وفي غير رمضان. ورمضان شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، يفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى وتجعله في محل رضاه. وعلى ذلك فعلى المسلمة التي أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره في شهر رمضان أن تستمر على ذلك بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلى الحسنة بعدها. وبالتالي يحرم خلع الحجاب بعد رمضان.

- ما هو المعنى الدقيق للولي؟
المراد بالولي الذي يصوم عن الميت القريب مطلَقًا، ويجوز للأجنبي عن الميت أن يصوم عنه بإذن وَلِيِّه، و قيل المراد بالولي: القَريب سواء كَان عصبةً أو وارثًا أو غيرهما، وقيل: المراد الوارث، وقيل: العصبة، والصحيح الأول، ولو صام عنه أجنبي إِن كَان بإذن الوليّ صح، وإلا فَلا في الأصح، ولا يجب علَى الوليّ الصوم عنه لَكن يُستَحب. وبناء على ما في السؤال، فأنتم مخيرون بين الصيام عن أمكم وبين أن تطعموا عن كل يوم أفطرته ولم تقضِه مسكينًا، ومقداره مدٌّ عند الشافعية، وهو نحو نصف كيلو غرام من بر أو قمح أو تمر أو غير ذلك من قوت أهل البلد، فيمكنكم حساب عدد الأيام وتقسيمها عليكم صومًا أو إطعامًا ولا مانع من إخراج القيمة في الإطعام.


إفطار الحامل

- زوجة حامل في الشهر الثالث عند بداية رمضان فماذا تفعل إذا لم تستطع الصيام؟
إذا خافت زوجتك على نفسها مع خوفها على الجنين فأفطرت فعليها القضاء فقط ولا فدية عليها، أما إذا كان خوفها على الجنين فقط بحيث حذرها المختصون من ضرر الصوم على الجنين فعليها القضاء والفدية: وهي إطعام مسكين عن كل يوم مُدًّا من طعام. والمُدّ «ربع صاع» أي ربع ما يخرج  في زكاة الفطر من الحبوب أو التمر أو ما شابه مما يجوز إخراجه في زكاة الفطر.

- هل يجوز إخراج زكاة المسافرين لأقاربهم في بلادهم الأصلية في رمضان؟
الأصل في الزكاة أن تخرج في مكان الإقامة، إلاَّ إن كانت المصلحة أرجح في غير ذلك، كأن يرغب المزكي في إعطائها لذي حاجة أشد، أو لأقاربه في بلده فإنّ الزكاة مضاعفة الأجر إذا أُعطيت للقريب الذي لا تجب عليه نفقتُه وثوابها في رمضان أعظم.

- هل يجوز للمسلم أن يأكل ويشرب بعد إطلاق مدفع الإمساك؟
يباح لمن ينوي الصيام أن يأكل ويشرب ويعمل كل عمل يعمله المفطر من بعد غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر، أي يبدأ وقت دخوله، فإذا طلع الفجر امتنع عن الأكل والشرب، وإذا كان في فمه لقمة عند لحظة طلوع الفجر وجب عليه أن ينزعها من فمه، لأن وقت الصوم يبدأ بطلوع الفجر، أما مدفع الإمساك فهو تنبيه لدخول الوقت. فقد أرشد النبي، صلى الله عليه وسلم، صحابته لأن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن عبد الله بن أم مكتوم، الذي كان يؤذن لصلاة الفجر.
أمّا مدفع الإمساك فيطلق عادة قبل الفجر بنحو ربع ساعة أو ثلث ساعة للاحتياط، فلو فرض أن احتاج الإنسان إلى أن يأكل ويشرب عقب المدفع بدقائق معدودة تنتهي قبل الفجر جاز ذلك وصح صومه.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080