تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

قيادة المرأة السيارة في السعودية في الواجهة

عاد موضوع قيادة المرأة للسيارة في السعودية ليتجدّد من جديد بعد خروج بعض النساء الحاملات رخص قيادة دولية وقيادتهن لسياراتهن لقضاء حاجاتهن الضرورية في ظلّ غياب السائق أو الزوج أو الأب أو الأخ. 
وزادت حدة الجدل واشتعلت بين مؤيد ومعارض بعد توقيف منال الشريف على خلفية قيادتها لسيارتها في مدينة الخبر. وكانت الشرطة قد أوقفت الشريف أثناء قيادتها للسيارة بصحبة شقيقها وزوجته وأبنائهم، ومن ثم تم نقلها إلى مرور الخبر حيث وقّعت تعهداً بعدم القيادة وتم إطلاق سراحها. وبعد عدة ساعات تم القبض عليها من جديد من قبل البحث الجنائي والتحقيق معها وتوقيفها في سجن النساء التابع لإصلاحية الدمام حتى كتابة هذه السطور. 
«لها» تابعت قضية الشريف ووقفت على آخر تطورات قصتها التي أصبحت حديث الصحافة المحلية والدولية.


في لقائه بـ «لها» أوضح المحامي والمستشار القانوني عدنان الصالح أن لقضية منال الشريف شقّين. الأول الشق النظامي وهو قيادة منال لسيارتها من دون رخصة، فهي لا تحمل رخصة سعودية سارية يمكن استخدامها على الأراضي السعودية. وهذا يستوجب مخالفة مالية لعدم حمل الرخصة، وهذا الشق من القضية انتهى بإفراج شرطة الخبر عن منال بعد ساعات من توقيفها.

أما الشق الثاني من القضية، فهو مرتبط بتهمتَيْ تأليب الرأي العام الداخلي والعالمي وتحريض النساء على قيادة السيارة، مؤكداً أن التهم الموجهة لمنال لا نص في القانون يعاقب عليها قائلا: «لا يمكن أن نتهم شخصاً بجريمة ليس ثمة قانون يعاقب عليها، ولابد أن تكون الجريمة محرّمة. وقيادة المرأة للسيارة ليست مسألة شرعية، بل مسألة اجتماعية، فقانوناً لا يوجد عقوبة إلا بنصّ والنص الآن مفقود في هذه القضية».

وأكد الصالح أن التهم الموجهة لمنال الشريف لا ترقى إلى الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف، وأنها موقوفة في سجن النساء التابع لإصلاحية الدمام بقرار من نائب الحاكم الإداري. وقال الصالح إنه تم رفع طلب للإفراج عن منال بكفالة كون التهم الموجهة ضدها لا تستوجب التوقيف، وتم النظر فيه من قبل المحقق، الذي قدّم شروحه، وتم إحالة الطلب إلى نائب الحاكم الإداري للإطلاع. ويتوقع الصالح أن يتم الإفراج عن منال في أقرب وقت ممكن. وأشار الصالح أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان قد التقت بالشريف للوقوف على قضيتها ومتابعتها أيضاً.

كانت منال الشريف إحدى المشاركات في مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» التي انطلقت في بداية أيار/مايو وبدأتها مجموعة من الشابات والسيدات لممارسة حقهن في التنقل دون الحاجة الى أو الاعتماد على السائق، أو سيارات الأجرة، أو حتى تكليف المحارم بقضاء حوائجهن. فمنهن النساء العاملات، ومنهن الأرامل والمطلقات اللواتي لا يجدن من يقضي حوائجهن.

وكانت «لها» قد التقت منال الشريف، المشرفة على الحملة، قبل أيام من توقيفها حين قالت: «هذه المبادرة تعبّر عن النساء في السعودية وليست خاصة بالسعوديات فقط، ولقد جاءت الفكرة بعد فشل جميع المطالبات السابقة بهذا الحق، خاصة في عام 2008 توقعنا جميعاً أن المرأة ستقود السيارة، وعلى هذا الأساس تعلّمت القيادة في أمريكا وحصلت على رخصة لخمس سنوات، وعدت للسعودية ولم يحدث شيءً، ولكن اليوم نحن في 2011 والمرأة لا يمكنها أن تقضي حوائجها بنفسها.

سنلتزم، خلال قيادة السيارة في الأماكن العامة بحجابنا، ونملك رخص قيادة تؤهلنا لتشغيل مركباتنا، بيننا النساء العاملات وبيننا الأمهات.. بيننا الأرامل والمطلقات اللواتي لا يجدن من يؤمن احتياجاتهن... جاء الوقت لنعيش حياة كريمة... لا مذلّة ولا حاجة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079