رجل مهمته تخريب البيوت
مهمته تخريب البيوت، وأمواله كلها مصبوب عليها لعنات الزوجات والأزواج الذين دمر حياتهم. عاش سنوات يستقبل صاحبات المشكلات اللواتي لا يعرفن شيئاً سوى الانتقام وتأثرن بعادات قديمة، وفي النهاية حطت أقدامهن عند وكر الساحر الشاب «عمارة»!لم يكن متخصصاً في أي فن من فنون السحر سوى هدم البيوت وبث الفرقة بين الأزواج لصالح آخرين، وجنى آلاف الأموال من مهنته الشاذة التي كان لها مريدوها، وسرعان ما ذاع صيته في الأوساط السرية للنساء.
وفي الوقت الذي غرق الساحر مع طموحه وأخذ يحلم بامتلاك ملايين الجنيهات، أفاق على صدمة شديدة عندما اكتشف أن أحدث زبوناته مرشدة من المباحث الجنائية!
ملفات القضية تحكي قصة السيدة منال التي تعمل في مجال «البيزنس». أحبت رجل أعمال لكنه لم يكن يبادلها المشاعر، وكانت غاضبة لأنها لم تستطع أن تؤثر فيه، ولم تهتم بأنه له منزلاً مستقر وزوجة تعشقه!
أصدقاء منال المقربون أخبروها بقصة الشيخ عمارة وكراماته وقدراته الخارقة. ترددت كثيراً قبل أن تخطو أولى خطواتها إلى وكر الشيطان، لكنها كانت على استعداد لأن تفعل أي شيء في سبيل تحقيق حلمها، حتى لو دفعت نصف ثروتها للسحرة. وقابلت عمارة وتأثرت به واقتنعت بأفكاره ولم تبخل عليه بأي شيء!
استمرت منال ثلاثة أشهر في جلسات مع الساحر، ونجحت في الحصول على قلم خاص برجل الأعمال الذي تعشقه، وقدمت لعمارة كل البيانات الشخصية التي طلبها، ولم تصدق حين بدأ رجل الأعمال يستجيب لها. وتفاقمت الخلافات بينه وزوجته، وانتهت إلى الطلاق وسط ذهول كل المحيطين به.
تمكنت سيدة الأعمال من نسج شباكها حول رجل الأعمال الذي اقتنع في النهاية بالزواج منها، وذاع صيت الساحر عمارة بعد هذه القصة التي تناقلتها أوساط المجتمع الراقي.
كان أشبه بالطبيب الذي أجرى جراحة كبرى ونجحت، أو المحامي الذي ربح قضية رأي عام شديدة الصعوبة. أصبح عمارة شهيراً في أوساط النساء اللواتي توافدن الى شقته المتواضعة في أحد الأحياء الشعبية، وسرعان ما أدرك التطورات التي نالت من مكانته فقرر أن يرفع تعرفة الاستشارة.
لم يمض عام حتى أصبح عمارة أحد أشهر السحرة في الوسط الراقي، واستقبل بعض النساء العربيات، وتخصص في أحجبة المحبة، كما كان يطلق عليها، لكنها في الواقع أحجبة «تدمير المنازل».
الزوجة السكرتيرة
استقبل عمارة زوجة سابقة لأحد رؤساء الشركات الصناعية، فروت أنها كانت مرتبطة بشدة بزوجها وعاشت معه أجمل فترات حياتها، وقدمت له شبابها وأموالها لكنها في الآونة الأخيرة فقدت كل شيء.
أخبرته السيدة أنها أصبحت عصبية، وتسلل الشيطان إلى حياتها مع زوجها الذي سقط في شباك سكرتيرة شابة تعمل عنده في الشركة نفسها. وانتبهت الزوجة أخيراً إلى هذه العلاقة، وحاولت أن تسترد زوجها، لكن الوقت كان قد تأخر كثيراً، انتهت الخلافات بينها وزوجها إلى الطلاق.
تزوج مطلقها من السكرتيرة الحسناء، وترك لها حسرتها بعد أن نالت هزيمة منكرة، لكنها رفضت أن تستسلم، واتجهت الى عمار بحثاً عن رد الاعتبار.
ملف القضية، كما تقول اعترافات الساحر وأقوال الشهود، بيّن أن عمارة نجح بأحجبته وأعماله السفلية في تطفيش الزوجة الثانية، وأصبح الزوج حائراً، ثم عادت المياه الى مجاريها مع زوجته الأولى التي ظهرت أمامه من جديد في ثوب مغاير!
أصبحت الزوجة أكثر لطفاً، وتغاضت عن أخطاء الماضي، فلم تعد تتعامل مع زوجها بتحد وندية. ولم يجد رئيس الشركة مفراً من إعادة زوجته السابقة إلى عصمته، وفتح معها صفحة جديدة لحياة مستقرة، وقررت الزوجة أن تكون رحلتها مع الشيخ عمارة سراً لا يعرفه أحد، لكنها لم تنكر في قرارة نفسها أنه ساهم في عودتها إلى زوجها وتطليقه من الشابة الحسناء.
المرشدة
بالمصادفة استمع أحد ضباط المباحث الى حكاية الشيخ عمارة، وأدرك أنه على أعتاب قضية مهمة. بدأ رحلة التحريات وجمع المعلومات عن هذا الرجل، لكنه اكتشف أن «الساحر» الشاب يحيط نفسه بسرية، ويحرص على التمويه على كل من أراد تتبعه.
المعلومات التي حصل عليها ضابط المباحث أكدت أنه لا مفر من تجنيد إحدى السيدات للحصول على مزيد من المعلومات. وبعد أسبوع استدعى مرشدة للشرطة حسناء وأنيقة، قام بتحفيظها دورها جيداً، وحذرها من التعامل مع الساحر، لأن أي خطأ معناه فشل المهمة برمتها، وهروب الساحر الدجال إلى مكان مجهول.
ونجحت المرشدة في أداء دورها جيداً. استأجرت سيارة فارهة، وادعت أنها سليلة أسرة ثرية وأحبت جارها لكنه تجاهلها وتزوج من قريبته. وقدمت المرشدة ماجدة للساحر معلومات حول الهدف، ومنحته مبلغاً كبيراً كعربون الى حين تحقيق المراد.
أخبرها الساحر أنه سيسعى لتطليق حبيبها من زوجته في غضون شهر واحد، وتواعد معها على جلسة أخرى بعد يومين، وطلب منها أن تحضر له مبلغاً آخر، وأي شيء من متعلقات حبيبها.
حصل ضابط المباحث على إذن من النيابة، وطرقت ماجدة الباب ومن ورائها رجال الشرطة الذين دهموا الوكر وسط ذهول الجميع، فحاول الساحر الهرب من الشرفة لكن الضباط ألقوا القبض عليه.
إنكار
وأمام النيابة أنكر عمارة قيامه بصنع أحجبة لتفريق الأزواج، وأكد أنه يعالج المشاكل الزوجية بالقرآن الكريم، وأنه يعمل في الخير فقط ولا يتقاضى أموالاً، وإنما بعض السيدات يقدمن له هدايا بعد تحقيق ما كن يطمحن إليه. إلا أن النيابة لم تقتنع بكلامه وواجهته بتحريات الشرطة وأقوال بعض الشهود بعد ضبطه متلبساً وقررت حبسه وإحالته على المحاكمة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة