تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

رئيسة جمعية 'آفاق الخيرية الاجتماعية' رولى المراد ...

عندما أسست رولى المراد جمعية «آفاق الخيرية الاجتماعية» كانت تدرك أن مشوارها لن يكون مفروشًا بالورود وأنها تخوض في منطقة حسّاسة داخل المجتمع اللبناني الشمالي عمومًا والطرابلسي والعكّاري خصوصًا. ولكن حبّها لهاتين المنطقتين اللتين تعانيان من حرمان وتجاهل يزيدها عزمًا وتصميمًا على المساهمة في رفع الظلم عن الطبقات الفقيرة، لا سيّما الأطفال الذين بحسب رأيها ليس في مقدورهم الدفاع عن أنفسهم في مواجهتهم للفقر والمرض. تؤمن بأن العمل الخيري لا يجوز أن يكون انتقائيًا بل يجب أن تكون أولوياته الإنسان بغض النظر عن الدين والطائفة والمنطقة.  «لها» التقت رولى المراد رئيسة جمعية «آفاق الخيرية الاجتماعية» ومركز «أديوكير» الذي يهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا سيّما الذين يعانون التوحّد.

- كيف تعرّفين جمعية «آفاق الخيرية الاجتماعية»؟
جمعيّة «آفاق الاجتماعية الخيرية» هي جمعية أهلية غير حكومية ذات منفعة عامة، أسستها عام 2005 وتعنى بالأطفال المحرومين والمعوقين في مدينة طرابلس وقضاء عكار، بالإضافة إلى أهداف عدة تصب جميعها في خانة رفع الحرمان والإهمال اللاحقين بأطفال الطبقة الفقيرة. من أولويات الجمعية التركيز على الناحية النفسية عند الأطفال وبناء الشخصية إلى جانب عملها الميداني في توزيع المساعدات العينية من ملابس وألعاب والقيام بنشاطات ترفيهية وثقافية، لنخرج أطفال الطبقة الفقيرة من جو التعاسة الذي يعيشون فيه  إلى جو متفائل وسعيد.
وعلى هامش هذه النشاطات حاولنا العمل على معالجة الأطفال الذين يعانون إعاقة، فولدت فكرة الأيديوكير Educare وهو مركز يستقبل الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الطبقة غير القادرة على دفع تكاليف معالجة أبنائها وتوفير تعليم سليم خاص بهم خصوصًا الأطفال الذين يعانون التوحد، والذين يعانون صعوبات تعليمية، وغيرها من الإعاقات النفسية والعقلية.

- كيف عرف أهل هذه الطبقة الفقيرة بالمركز؟ كيف أتوا إليك؟
هم لم يأتوا إلي، بل أنا ذهبت إليهم وطرقت أبوابهم. أبحث عن الأحياء الشعبية الأكثر فقرًا في مدينة طرابلس وأضع إعلانًا. وأذكر أن أوّل نشاط للجمعية كان تنظيم كرنفال في حي الترب في مدينة الميناء، حين وضعت اللافتات وبعد يومين حضرت وفريق عملي إلى الساحة ووضعنا المنصة وأحضرنا شخصيات والت ديزيني، وما أن أعلنا بالمذياع عن بدء المهرجان حتى احتشد في الساحة مئات الأطفال الذين أتوا من كل الأزقة الشعبية المحيطة بهذه المنطقة. وقمنا بنشاطات ترفيهية وألعاب ومسابقات وفي نهاية الكرنفال وزعنا الهدايا البسيطة.
أما عكار، فأنا إبنة المنطقة وأعرف القرى الفقيرة فيها. نذهب إلى مختار القرية ونسأله عن بيت أمامه ساحة، بعد أن أكون وفريق عملي قد جمعنا الملابس والألعاب على مدار السنة من الناس الذين أرادوا المساهمة في العمل الخيري، فنفتح صالون أحد البيوت ونضع فيه الملابس ونترك لأهل القرية اختيار ما يناسبهم وكأنهم يتسوّقون مع أبنائهم. فأنا لا أحبذ أن أعطيهم بيدي بل أترك لهم الحرية في اختيار ما يريدون. وبعد ذلك نحتفل.

- من دعمك في البداية؟
زوجي أكثر من دعمني ويدعمني ماديًا ومعنويًا، والحمد لله أن لدي زوجًا رائعًا يشجعني على المضي في تحقيق أهدافي الإنسانية. حتى عندما أكون في ذروة التشاؤم أو التوتر لا يقول لي أتركي، بل على العكس يشجعني على مواصلة العمل ويدعمني. فمثلاً خلال المونديال 2010 نظمت حفلة لمشاهدة المبارايات النهائية في الملعب الأولمبي في طرابلس، ولكن للأسف لم تنجح  لناحية عدد الجمهور الذي أتي.
تخيلي هذا أن الاستاد الذي يتسع 32000 شخص والمجهز بكل الوسائل التكنولوجية لم يأتِ إليه سوى 1000 شخص، والسبب الصيت السيئ الذي تتعرض له مدينة طرابلس عبر الإعلام إلى درجة حوّلوها إلى منطقة مشتعلة بالأحداث الدامية، بينما الحقيقة عكس ذلك تمامًا، مما جعل الكثيرين يخافون من الحضور، وأعني الأقضية والمدن المحيطة بمدينة طرابلس.
فخلال هذا المهرجان ترددت شائعات أن مجموعات سوف تأتي من منطقتي جبل محسن وباب التبانة وتتقاتل، علمًا أن الجيش كان موجودًا في المكان، ولم يحدث أي خطأ بل بالعكس كان الحماس رياضيًا والحدث بحد ذاته كان رائعًا، ما عدا أنه كلفني خسارة مالية كما العادة غطّاها زوجي. ولكن صدّقيني كنت سعيدة جدًا، لأنني قمت بحركة في المدينة.  صحيح أن هناك أحزمة فقر حول المدينة ولكن أتحدى أن يقول أحد أنه تعرض لأذى أو أي حادث في هذه المدينة ذات التاريخ العريق.

- ما الذي يدفعك للعمل الخيري؟
بدأت العمل الاجتماعي منذ أن كنت في السنة الجامعية الأولى. عملت أمينة سر الجهاز التطوّعي لإحدى الجمعيات التي تعنى بالمعوقين الموجودة في طرابلس. كنت أعمل مع مكفوفين، أقرأ لهم، وأعطي دروسًا خصوصية. وفي الجامعة اقترحت على الإدارة تأليف فريق عمل اجتماعي فأعجبوا بالفكرة، وبحثنا عن بعض دور الأيتام في طرابلس وشكَلنا أنا وأصدقائي في الجامعة، فريقًا وجمعنا نقودًا وألعابًا ووزعناها على دور الأيتام.

- لماذا اخترت طرابلس وعكار تحديدًا؟
جذوري عكّارية من قرية العيون، وولدت نشأت وترعرت في طرابلس. ولأن المنطقتين تعانيان من الحرمان إلى درجة أنك لن تصدقي أن في المجتمع اللبناني المترف توجد عائلات ينام أفرادها جائعين. في فصل الشتاء نصعد إلى القرى العكارية ونكون نحن، أي أعضاء الجمعية، نرتدي الملابس السميكة التي تقينا من البرد، فنجد أنفسنا أمام أطفال يرتدون «تيشرت» قطنية في البرد القارس وينتعلون خفافًا بلاستيكية. وهذا مشهد يجعلني أشعر بالعجز بل أحيانًا بأنني سخيفة حين أتذمر من عقبات بسيطة أواجهها في يومياتي.

 

- يبدو أنك تعشقين طرابلس وعكار؟
نعم كما ذكرت سابقًا، طرابلس هي المدينة التي ولدت وترعرعت ودرست فيها وأعيش فيها. وعكار جذوري وأصولي، ولن أتخلى عنهما. أكافح مع الكثيرين من صديقاتي وأصدقائي وغيرنا الكثيرين من أجل رفع الحرمان عنهما وتبديد الصورة المشوّهة التي لا ينفك الإعلام يعرضها. صحيح أن نسبة الفقر بدأت تزداد ولكن يمكن أن أؤكد لك ومن خلال احتكاكي المباشر أن الطبقة الفقيرة لا تقبل إهانة كرامتها أو الاستجداء، وصدّقيني لو كان هؤلاء يفعلون ذلك لما انحدروا إلى درك الفقر.

- إلى ماذا تردّين أسباب زيادة أحزمة الفقر في مدينة طرابلس وقضاء عكّار؟
في البداية إلى الإعلام الذي يشوّه صورتهما، وإلى الوضع السياسي في البلد وبالتالي إلى تصوير طرابلس مدينة تعيش فوق بركان وضع أمني قد ينفجر في أي لحظة. وكما تعرفين، رأس المال جبان، وبالتالي الاستثمارات الأجنبية غائبة عن المنطقتين، علمًا أن أثرى أثرياء لبنان هم من هاتين المنطقتين. ورغم أن هؤلاء يعملون بصدق من أجل طرابلس وعكّار فإن الصورة المشوّهة تجعل المستثمرين يقصون طرابلس وعكار من جدول استثماراتهم. كل هذا يؤدي إلى غياب فرص العمل و زيادة نسبة البطالة اللذين يؤديان حكمًا إلى زيادة الطبقة الفقيرة.

- هل فريق العمل الذي يعمل معك جميع أفراده متطوعون؟
في البداية عندما أسسنا جمعية «آفاق» كان هناك ستة أعضاء يهمهم العمل الاجتماعي، وهن سيدّات صديقاتي. ولكن بحكم أنهن ربات بيوت لم يكن في وسعهن العمل على الأرض. أنا خريجة جامعة البلمند، وبالمصادفة طلبوا مني العمل ضمن برنامج سيد seed للعمل الاجتماعي وصاروا يرسلون إلي طلاب الجامعة ليشاركوا في العمل الاجتماعي وأنا أضع لهم علامات لينالوا زيادة أرصدة. وصار طلاب الجامعة يذهبون معي، إضافة إلى الموظفات اللواتي يعملن لدي في دار الحضانة التي أملكها وهن مدربات على العمل.

- ما هي الحالة التي أثرت فيك؟
طفلة في السابعة تعاني تأخرًا عقليًا وكفيفة، استقبلناها في المركز، وبعد فترة لاحظنا أنها تقوم بحركات غير مقبولة وتتفوه بعبارات تشير إلى أنها تتعرض لتحرش جنسي. حققنا في الموضوع واكتشفنا أنها تنام في العطلة عند بيت جديها، وأن جدها يعتدي عليها. تحدثت إلى الجدّة وعرضنا البنت على طبيب شرعي أكد لنا الاعتداء، واختفت البنت بمجرد أن عرفوا أننا علمنا بالموضوع. وهذه الحالة أصابتني بتوتر شديد وقلق إلى درجة أنني تعرضت لحادث سير، أما فريق عملي فقد أصيب بتوتر لأننا لم نستطع أن نقوم بشيء لهذه الطفلة. ولا أزال أفكر في هذه البنت وماذا حل بها، لأنني لم أستطع أن أساعدها.

- كيف اخترت الفريق خصوصًا أن جلسات علاج ذوي الاحتياجات الخاصة مكلفة؟
الاختصاصيات اللواتي يعملن معي خريجات الجامعة اليسوعية. في البداية واجهت صعوبة تغيير الاختصاصيات شهريًا، وكان هذا يسبّب لي إحراجًا مع الأهل. وسبب تغيير الاختصاصيات أن بعضهن كن يأتين من بيروت ومن الطبيعي أن يواجهن صعوبة القدوم إلى طرابلس يوميًا فالطريق طويلة ومتعبة ويكفي زحمة السير، فضلاً عن أنهن كن يطلبن زيادة على الراتب وأنا أتفهم ذلك لأن المواصلات مكلفة في مقابل المعاينة الرمزية جدًا التي كن يتقاضينها من المرضى.
وأكثرهن تأتيهن عروض جيدة للعمل في المراكز الخاصة في بيروت أو يفتحن عيادات خاصة بهن. إلى أن حالفني الحظ وثبت الاختصاصيات الموجودات الآن. وكنت أغطي تكاليف العلاجات من خلال إقامة مآدب فطور أو عشاء خيرية. وللأسف لا يمكن أن تسألي السياسيين المساهمة لأنهم يريدون أن تكوني من أتباعهم أو من ضمن دائرتهم الانتخابية. وأنا أعمل في ميدان العمل الاجتماعي الخيري ومبادئي لا تسمح لي بمساعدة شخص استنادًا إلى طائفته أو انتمائه الحزبي أو المناطقي، ما يهمني مساعدته ورؤية السعادة على وجهه.

- كيف تقوّمين عمل الجمعيات الخيرية في مدينة طرابلس؟
هناك الكثير من الجمعيات ولكل واحدة هدف إنساني مختلف، ولكن للأسف لا تزال هذه الجمعيات غير قادرة على تحقيق كل ما تنشده، نظرًا إلى أن التمويل لا يزال ضئيلاً مقارنة بزيادة نسبة الفقر في المنطقة بسبب الأحوال الاقتصادية والأحداث السياسية التي تؤثر في شكل كبير على فئات المجتمع التي تعيش في المناطق الشعبية التي تزداد أحوالها سوءًا يومًا بعد يوم. تدخلين أحياء وتجدين نفسك وجهًا لوجه أمام شبح الفقر يخيّم عليها إلى درجة لا تعرفين من أين تبدأين وتشعرين بأنك عاجزة ومهما فعلت فأنت مقصّرة.

- ماذا عن أصحاب الأيادي الخيّرة؟
للأسف هناك بعض الجمعيات شوّهت صورة الجمعية الخيرية وبات أصحاب الأيادي البيضاء يخشون تمويل الجمعية الخيرية بعدما تعرضوا للنصب، وصار بالفعل صعبًا إقناع المجتمع الأهلي بدعم جمعية ما، وعليك العمل والبرهان عن حسن النوايا على المدى الطويل.

 

- عشت فترة في أميركا بحكم عمل زوجك، وشاركت في دورات تدريبية في العمل الاجتماعي. ما الفارق الذي لاحظته بين العمل الاجتماعي الخيري في لبنان والعالم العربي خصوصًا أنك قمت بدورات تدريبية في بلدان عربية عدّة، والعمل الاجتماعي في أميركا؟
في أميركا يعملون بأسلوب محترف، فهناك لا يغلّبون عاطفتهم وانتماءاتهم السياسية أو الدينية أو العرقية. فمثلاً يمكن أن أكون لا أحبك وأختلف معك في آرائي ومبادئي ولكن أؤمن ومقتنعة بالعمل الاجتماعي الذي تقومين به، فأضع عاطفتي جانبًا وأدعمك في عملك الخيري. فيما في لبنان وكذلك في العالم العربي يغلب الانتماء السياسي أو الطائفي على المشاركة، فإذا كان هناك فائدة خاصة من المساهمة سوف أدعمك أما إذا لن تفيديني من الناحية السياسية فلمَ أساعدك! في أميركا المجتمع أهم من الفرد، أنت رقم هوية، وفرد في مجموعة يجب أن تسيري في طريق صحيح. وهذا ما نفتقده في لبنان.
لا أحد يساعدك انطلاقًا من مبدأ العمل الاجتماعي الذي تؤمنين به بل ماذا تعطينني في المقابل، ويساعدونك تبعًا لعاطفتهم وميولهم. لذا إذا نظرنا إلى أرض الواقع نجد أن هناك الكثير من الجمعيات تعمل في الكواليس بشكل فعّال فيما الجمعيات الذائعة الصيت عملها صيت أكثر منه فعل.

- هل كنت تتصورين أن هذه النسبة العالية من الفقر موجودة في لبنان؟
يقول المثل «الشوف مش متل الحكي» كنت أسمع عن أناس ناموا من دون أكل ولكن عندما التقيتهم شعرت كم أنا سخيفة عندما اشتكي من أمور عادية أتعرض لها في يومياتي فهي لا شيء أمام ما يعانيه هؤلاء. ما يؤلمني وضع الأطفال، فالظلم الذي يلحق بالراشدين أتعاطف معه، ولكن أعرف أن الراشد يمكنه الدفاع عن نفسه، بينما الطفل عاجز وهذا يؤلمني جدًا لأنه غير قادر على الدفاع عن نفسه، ونحن مسؤولون عنه، نحن سبب وجوده وعلينا حمايته ورعايته وتوفير كل احتياجاته.

- الطبقة الفقيرة متهمة بالجهل. أن تطرق بابك عائلة فقيرة تدرك أن طفلها لديه إعاقة نفسية أو عقلية أو صعوبات تعلمية أو نطق فهذا تصرف عكس المقولة. كيف يعرفون بهذه الأمور؟
للأسف صفة الجهل ملتصقة بالطبقة الفقيرة، فيما ومن خلال عملي فوجئت بالجهل الموجود في العائلات من الطبقة الغنية، فهم يبقون إعاقة أطفالهم سرًا إلى درجة تجاهلها ولا يقبلون حتى معالجة الطفل كي لا يعرف أحد بوجوده ويسلّمون أمره للخادمة.
في المقابل تجدين عائلات فقيرة معدمة ترغب بشدة في مساعدة أطفالها. أما كيف يعرفون بإعاقة طفلهم فأظن إنها غريزة الأم التي تلاحظ اختلافه عن أشقائه. ما لاحظته أن الطبقة الفقيرة مهتمة بتربية أبنائها وتأمين حياة كريمة لهم. الجهل ربما في كثرة الإنجاب ولكن في تعاملهم مع أطفالهم فهم عاطفيون جدًا ويفعلون المستحيل من أجل أبنائهم. لا تصدقين الأمهات كم صبرهن طويل في التعامل مع أبنائهم المعوقين وهذا لم أره في الطبقة الغنية.

- ماذا يقول لك أبناؤك؟
لدي ابنتان وولد، يشاركون معي في كل النشاطات التي أقيمها ويفهمون كل ما يوجد في الحياة، وأن فيها السلبي والإيجابي. وأربيهم على الشعور بالسعادة من خلال مفهوم العطاء. ابنتي راشيل البالغة عشر سنوات تقول لي ماما أنا عندما أكبر سوف أدير الجمعية، أربّيهم على فكرة العطاء ويدركون معنى أن يعطي الإنسان من دون مقابل.

- ما دور والديك في نشأتك على فكرة العطاء؟
فقدت والدي عندما كنت صغيرة جدًا، وهذا الفقدان ربما جعلني أبحث عن المحبة فهو كان شخصًا رائعًا ومحبًا للعطاء. ربما فقدانه  جعلني أن أفهم شعور كل إنسان محتاج. فضلاً عن أن والدتي لعبت دورًا كبيرًا أيضًا في حياتي، فهي أستاذة جامعية كانت تدرّس الأدب العربي، وكافحت من أجلنا واعتنت بنا ونحن ثلاث بنات وعلّمتنا حب عكّار لأنها هي أيضًا إبنة المنطقة وابنة جيل يؤمن بلبنان وليس بالطائفة، وغرست فينا معنى المحبة والتصميم على العمل الخيري ومساعدة المحتاج بغض النظر إلى من ينتمي.

- كيف تجدين الجيل الجديد ورغبته في التطوع للعمل الاجتماعي الخيري؟
للأسف ليسوا كثرًا، ربما تغيرت المبادئ فتجدين معظمهم لا يعرف ماذا يريد وللأسف الأهل لا يكترثون. نحن كنا جيل حرب ولكن كان لدينا أهل مسؤولون فيما جيل اليوم شاهد الكثير من المشكلات السياسية. ربما الأهل ملّوا ولم يعودوا يؤمنون بالمبادئ التي تربوا عليها.

- ما هي المشاريع التي تعملين عليها؟
اليوم أضع إستراتيجية جديدة من خلال توظيف كل طاقاتي لتوفير مساعدات خارجية ودولية للجمعية، لأنني لا أريد أن أتوقف عن عملي الذي أؤمن به، والجمعيات الدولية لديها دعم من حكوماتها، هذا ما لاحظته خلال مشاركتي في مؤتمر «المواطنة وحقوق الإنسان» في مصر حيث فوجئت بأن المشاركين العرب أصحاب الجمعيات، تقدّم لهم الدولة المساعدات وتدعمهم. هدفي أن أنشئ مركزًا في عكار.

- ذكرت أن نفوس الناس تغيرت. لماذا؟
لأن المحبة في قلوبهم فقدوها، وأنصح الناس بإعادة قراءة كتاب «المحبة» لجبران خليل جبران، فالمحبة هي التي تجعلك سعيدة مع نفسك ومع الآخرين وتشعرين بطاقة الحياة والقوة الإيجابية فيها. للأسف أصبح  معظم الناس لديهم طاقة سلبية، لأنهم فقدوا المحبة في قلوبهم.

للاستعلام عن الجمعية:
[email protected]
[email protected]


المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080