التحرش بالفتيات في الكويت
تتعرض الكويتيات في «المولات» والمنتزهات والمطاعم لتحرشات كثيرة، كما يتعرضن في اماكن عملهن لتحرشات من قبل مدرائهن والجدير بالذكر ان المغازلة بمفهومها التقليدي القديم مثل ارسال رسائل أو كتابة رقم الهاتف على الورق انتهى زمانها وصار التحرش ألكترونيا بأحدث وسائل التكنولوجيا، ومنها الموبايلات والفيسبوك والايميل والسكايب وغيرها. والشباب في الكويت يعتبرون ان التحرش بالسيدات كذبة الان، فقد صاروا هم من يعاني تحرش البنات وانقلبت الآية ليصرخ الشباب: انقذونا!
لا ألوم الرجال
صالحة الورع تقول: «التحرش الجنسي صار جهارا نهارا وعلى مرأى من الجميع في المولات والمقاهي والمطاعم، لأن اكثر البنات فقدن الحياء، وصار النموذج الغربي هو الأمثل بالنسبة الى بناتنا اللواتي يقلدنه ويعتبرن أن من حقهن جذب الشباب بالثياب المغرية والدلع والغنج ليعشن تجارب الحب من أوسع الأبواب. وأنا شخصيا لا ألوم الشباب والرجال حين يتحرشون بهذه الاشكال لأنها مبتذلة ورخيصة. وألوم أهلهن على السماح لهن بالخروج من البيت بهذه الثياب وهذا الماكياج دون حسيب أو رقيب».
المهم ردة الفعل
اسماء (مهندسة) تقول: «كل انسانة تتعرض للتحرش حتى المحترمة، والرجل يحسب حساباً لردة فعلها، فإن تهاونت لايرحمها ويظل يطاردها ويتطاول بمد يده ومغازلتها أو إلقاء النكات الجنسية على مسمعها حتى تستجيب لضغوطه ومطارداته. اما إذا قمعته منذ البداية وأهانته وأسمعته من الكلام ما يستحقه حتى لوكان مديرها فسيقف عند حده، وان كان سيضغط عليها في العمل ويضايقها فهذا غير مهم لانها ستعمل رغما عن أنفه وبكرامتها».
أنقذونا من تحرشات البنات
علي مرجان (طالب) يقول: «الكل يلقي اللوم على الشباب والرجال في مسألة التحرش الجنسي، لكن غير صحيح ان المرأة هي دائما الضحية، بل احيانا كثيرة وفي هذا الزمن الذي انقلبت فيه كل الموازين والأعراف أنا شخصياً أتعرض يومياً لتحرشات من زميلات ونساء في كل مكان...
في الجامعة تسير خلفي طالبة وتمطرني بعبارات الغزل وترسل إلي «بلوتوث» ودعوة مفتوحة للقاء. وحين أذهب الى الجمعية أجد سيدة كبيرة قرب الفاكهة تقول لي «ماجربت العنب (...)، ما ودك تجربه؟... «وهكذا صار الشاب محاصراً. نحن في حاجة الى جمعية تنقذنا من تحرشات البنات التي قد تقوم الواحدة منهن بفتح باب سيارتك والجلوس الى جانبك دون مقدمات أو سابق معرفة، فقط لتقول لك انا معجبة وولهانة وخذني الى حيث تريد».
هربت من عملها
اسراء عبادي تقول: «في كل مكان هناك تحرش... أتذكر ان صديقتي تعرضت لتحرش من الطبيب المعالج الذي اقترب منها اثناء الفحص وقبلها فجأة، فضربته على وجهه وخرجت مسرعة من العيادة وسجلت شكوى في المستشفى. لكن خوفاً من الفضيحة وتطور الموضوع اذا علم اخوانها لم تسجل قضية في المخفر. وأخرى كان مديرها يمطرها كل يوم بعبارات الغزل وكانت تقول له احترم نفسك أنا متزوجة، ويرد عليها بالقول «المتزوجة أحسن». ولم تتخلص من هذا الشاذ الا بعدما انتقلت من مكان عملها الى جهة أخرى حيث مديرتها سيدة فشعرت بالراحة والسعادة».
ظاهرة قديمة
سما حماد تقول: «التحرش ظاهرة موجودة منذ الأزل. وان ازدادت وتيرتها اخيرا فهذا يعود الى الانفتاح الزائد والحرية التي حصلت عليها الفتاة وسهرها المتأخر خارج البيت في «المولات» ودور السينما والمطاعم... وثمة عوامل أخرى مثل غياب رقابة الأهل. والفتاة ليست ضحية لانها في هذا الزمن قوية جدا ولديها ثقة شديدة بنفسها وقادرة على مواجهة أي ظرف، وبالتالي فالتحرش سيكون برضاها وليس رغما عنها».
معاناة الشباب
يعقوب شارخ يقول: «نحن في زمن معاناة الشاب من التحرش الجنسي وليس الفتاة التي تمتلك كل المقومات لتحمي نفسها، فبنات الحمايل والعائلات الكريمة يفضلن الخروج بصحبة العائلة الى المولات للتسوق ودخول السينما مع أشقائهن وارتياد المطاعم مع الأهل. ولكن انظري الى حال المولات التي تكاد تنفجر من عدد البنات بحجة التسوق أو الأكل، والحقيقة انهن يخرجن دون ان يحملن كيساً واحداً في أيديهن لأن الغاية هي مطاردة الشباب وممارسة هواياتهن بالتحرش، حتى انهن يترك المحاضرات والدراسة ويتجولن صباحاً في المولات. انها مأساة فعلاً ان يظل البعض يصدق الكذبة القديمة ان المرأة تعاني من التحرش الجنسي، واقول انه بسبب تضاعف اعداد العوانس وفقدانهن فرص الزواج فهن يمارسن جولاتهن اليومية من اجل العثور على مغفل يقبل بهن، ويتحرشن بكل الرجال، حتى المتزوج والكبير واي نوع من الرجال وحتى الفقير المعدم يسعين وراءه. المهم ان يكون كويتياً وهذا شرطهن الوحيد. وانا واصدقائي الشباب نقول بالصوت العالي: أنقذونا من تحرش الفتيات والسيدات!
إبراهيم العنزي: التحرش احد انواع العنف ضد المرأة
من جانبه، يقول المحامي ابراهيم العنزي: «الكويت احدى الدول العربية التي دفعت المرأة فيها ضريبة حصولها على حقوقها بأن أصبحت أكثر عرضة للعنف وأشكاله وفي جميع الأطر والمستويات. فهناك عنف معروف ومصرح به اعلامياً ومجتمعيا كالضرب من الأزواج والذي ينتهي عادة بالطلاق. وهناك عنف مسكوت عنه ولم يأخذ حقه في الاعلام والاعلان عنه سواء من جانب الدولة أو المجتمع المدني، وهو التحرش الذي تتعرض له النساء سواء من الأقارب أو الأسرة أو من زملاء العمل أو المديرين في العمل أو في الشوارع والطرق من جانب المتطفلين».
ويضيف: «الحديث هنا يتمثل في صورة هذا العنف ضد النساء والأطفال في الكويت باعتبار أن هذا السلوك المؤذي تتعرض له غالبية النساء وبشكل يومي. الا أن الكثير من النساء يتجنبن الحديث عن هذه السلوكيات، بل قد يؤدي الأمر الى عزوف البعض عن الخروج من المنزل وعدم اكمال الدراسة. كما يؤدي وأحياناً تعمد بعض الأسر المتمسكة بالعادات القبيلة السلبية الى ضرب الفتاة التي أبلغت عن تعرضها لتحرش الذكور لها وتصبح مجنياً عليها في الحالتين».
أسماء الحريتي: التحرش الجنسي عنف تعانيه النساء
أرجعت منسقة ملتقى النساء الكويتيات أسماء الحريتي التحرش الى تعقد العلاقات الاجتماعية واضطراب القيم والأعراف الاجتماعية وتفكك الأسر نتيجة التطورات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، والدور السلبي لبعض وسائل الاعلام الذي يساعد على التسوية ومحاولة التقليل من كرامة المرأة. وقالت إن المجتمع المدني في الكويت أصبح يهتم بقضايا المرأة والأسرة خصوصاً اصلاح القوانين الأسرية والجزائية وقانون العمل وقانون الجنسية في اتجاه المساواة بين الجنسين، كتأثر ايجابي يساهم في تحسين أوضاع النساء وادماجهن في مسلسل التنمية. فقد ضاعفت الجمعيات والمنظمات المهتمة بقضايا النساء جهودها من أجل تحقيق أهداف استراتيجية للنهوض بالمرأة منذ نهاية القرن الماضي، وذلك باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة والطفولة، ودرس العقبات التي تعترض تحقيق المساواة بين الجنسين.
حتى الشرطة النسائية لم تسلم من التحرش!
شر البلية ما يضحك... لم تسلم الشرطة النسائية في مدينة الكويت من مضايقات الشباب الذين لم يقتنعوا بهذا الدور للمرأة في الشوارع، فقاموا بالتحرش بهنّ ومضايقتهنّ، مما أجبر عناصر الشرطة النسائية على طلب النجدة من الشرطة «الرجالية»!
والمعروف ان عناصر من الشرطة النسائية بدأت منذ شهور تنتشر في الأسواق والمجمعات الكويتية كشكل جديد للأمن والنظام، الا انهن يتعرضن لمضايقات خلال قيامهنّ بجولات امنية في المجمعات التجارية.
والواقعة حدثت أثناء قيام عناصر من الشرطة النسائية بجولة في المجمعات التجارية، وعند خروجهن من أحد مجمعات شرق توجهن إلى المجمعات في منطقة السالمية، فقام عدد من الشباب المستهترين بملاحقتهن والتحرش بهن ومعاكستهن مما دفعهن إلى طلب الإسناد من دورية رجالية تابعة لدوريات نجدة العاصمة لحمايتهن من الشبان، الذين لاحقوهن حتى دخلن إلى مجمع السالمية. ومع استمرار المعاكسات والمضايقات، استطاعت مباحث محافظة حولي القبض على عدد من الشبان واحالتهم على مخفر المنطقة لتتم معاقبتهم على الفور بحلاقة شعورهم...
القانون الكويتي يعاقب الرجل لا المرأة!
يقول الخليفي انه ترأس فريقا من الباحثين الذين كلفتهم احدى السلطات الرسمية في الدولة باعداد بحث تخصصي عن الشخصية الكويتية. واستمر سنوات، وكان من جملة ما توصل اليه ان القانون الكويتي يعاقب الرجل الذي يرتكب فعلاً فاحشاً خادشاً للحياء، ولا يفعل الامر ذاته مع المرأة!
وقال «ان المادة 198 في قانون الجزاء تنص على ما يأتي: أتى اشارة او فعلا فاضحا مخلا بالحياء في مكان عام او بحيث يراه او يسمعه من كان في مكان عام، يعاقب بالحبس مدة سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز الف روبية او باحدى هاتين العقوبتين». ونصت المادة 199 على: من ارتكب في غير علانية فعلاً فاضحاً، لا يبلغ من الجسامة مبلغ هتك العرض، مع امرأة من دون رضاها، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز الف روبية».
دوافع التحرش الجنسي
عن أسباب التحرش الجنسي يقول أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الخليفي إن «التحرش الجنسي متفش في مجتمعاتنا بشكل ملحوظ»، وانه عايش مشكلات عديدة وصفها بأنها «أتت بفعل التنشئة المنزلية التي تدفع الرجل إلى التمادي والمرأة إلى الخضوع التام للرجل». وأشار إلى أن الإنسان لديه حاجتان فطريتان هما: «السيطرة والخضوع علماً ان الأولى موجودة بشكل أكبر لدى الرجل غير أن بعض الأسر العربية تفرط في تعزيزها لدى الرجل، وتعطيه الحق المطلق في التعامل مع المشكلات الاجتماعية التي تعترض الأسرة كأن يضرب أو ينهر أو يزجر أي من أخواته اللواتي لا يلتزمن عادات الأسرة والمجتمع وتقاليدهما».
ويضيف أن هذا «الشعور يمتد مع الرجل إلى خارج المنزل فيتصرف بعقلية المسيطر ويفعل ما يشاء بحجة أن الرجل بمنأى عن التوبيخ، بخلاف المرأة المسكينة. ولا شك في أن غياب الرادع القانوني أو حتى الإجراء الداخلي الحازم في الوزارة أو الشركة تجاه من تسول له نفسه انتهاك حرمة الآخرين، يفتح الباب على مصراعيه لضعاف النفوس للنيل من شرف أناس أبرياء في العمل».
ويوضح انه «إذا ثبتت تهمة التحرش الجنسي على المدير أو الموظف، فإنها تلوث سمعته، ولا ينفعه حينها تاريخه الوظيفي المشرف، إذ ان الناس يتذكرون جيدا الإساءة والقضايا الأخلاقية في العمل، ويصعب أن يزول هذا الانطباع من مخيلتهم. ولذا فإن الناجي هو من ينأى نفسه عن الشبهات بالابتعاد عن المقدمات المفضية إلى هذا التحرش الممقوت الذي لا تقبله ديانة ولا منطق».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة