تفاصيل سقوط زوج الفنانة الشابة المتهم بالنصب
استيقظ سكان أحد الأحياء الراقية في مدينة الشيخ زايد على مفاجأة كبيرة: جارهم الرجل الغامض، زوج الفنانة الشابة ر.، كان يغادر مسكنه بعد منتصف الليل ويحيطه رجال الشرطة!
لم يكن يحمل مسدسه وجهاز اللاسلكي الخاص به كعادته، بل كان مكبلاً بالأغلال والغضب يبدو على وجهه أثناء اقتياده الى قسم الشرطة... أخيراً انتهت أسطورة هذا الرجل الذي فشل جيرانه في معرفة حقيقته طوال عامين كاملين. فما هي حكايته؟ وكيف سقط في أيدي رجال الشرطة؟.
كان محمد يرفض دائماً أن يذكر مكان عمله، أو الجهة الأمنية المهمة التي يعمل لديها، وكان يجيب بابتسامة على كل من يسأله عن جهة عمله، ويؤكد أنه يشغل منصباً مهماً في جهة أمنية عليا. والهالة التي أحاط بها نفسه كانت تمنع جيرانه من التدخل في حياته، خاصة أن زوجته الفنانة الشابة الثرية كانت تستكمل هذا الإطار الغامض الأسطوري الذي يحيط بزوجها «محمد بك». الذي روَّج أنه بإمكانه إنهاء أي مشكلة فوراً، والتوسط لأي جهة لتأمين مصالح المواطنين، كان يستقبل عشرات الزوار كل يوم بشقته، ولكن لم يتوقع أحد من جيرانه أن تنتهي أسطورة جارهم المهم هذه النهاية الدراميّة...
حاول بعض الجيران أن يلتقطوا أي معلومة من رجال المباحث الذين قبضوا على زوج الفنانة الشابة، وبصعوبة بالغة تناثرت بعض المعلومات عن قيام محمد بتزوير المستندات، وانتحال صفة ضابط شرطة!
وفي سيارة أخرى، لحقت بسيارة محمد، كان رجال الشرطة يحملون المضبوطات التي عثروا عليها في منزل الفنانة الشابة، وهي عبارة عن أجهزة لاسلكي، ومسدس، وطابعة، وعشرات المستندات...
مستندات مهمة
أمام رئيس مباحث مدينة الشيخ زايد اصطفت المضبوطات المثيرة التي كانت داخل مكتب محمد في شقته: مستندات حكومية مهمة منها 36 بطاقة رقم قومي لأشخاص مجهولين، و170 غلافاً لرخص قيادة السيارات وبها العلامة المائية التي لا يستطيع أحد تزويرها!
المستندات كانت تتضمن أيضا شهادات جامعية بعضها منسوب لكلية التجارة جامعة القاهرة بأسماء أشخاص مجهولين، وبعض المستندات الرسمية الخاصة بوزارة الخارجية.
عثرت الشرطة كذلك على طابعة ألوان وماكينة تصوير مستندات، وجهاز كمبيوتر كان المتهم يحفظ فيه بيانات ومستندات خاصة بعملائه، وستة أجهزة لاسلكي متطورة، كان «محمد بك» يستخدمها في إيهام ضحاياه بأنه ضابط في جهة أمنية مهمة!
وضبطت الشرطة في مكتبه مسدس صوت، والعديد من الأختام المقلدة والمنسوبة إلى جهات حكومية عديدة، منها إدارات المرور والجوازات والخارجية ووزارات مختلفة.
تحريات
بدأت القصة عندما وردت معلومات للرائد محمد عتلم أن «محمد...» زوج الفنانة الشابة ينتحل صفتي ضابط ووكيل نيابة، ويقدم خدمات للمواطنين منهياً معاملاتهم لدى الأجهزة الحكومية المختلفة مقابل الحصول على مال.
وتبين أن المتهم يستخدم أوراقاً مزورة في خداع ضحاياه، وتقديم رخص تسيير سيارات مزورة ومنسوبة لإدارات المرور المختلفة مقابل آلاف الجنيهات للحصول على رخصة القيادة أو التسيير!
واستصدرت المباحث اذنا على إذن من النيابة التي صرحت بالقبض على زوج الفنانة الشابة بمنزله، والتحفظ على المضبوطات. وبعد ساعات من المراقبة تأكد رجال المباحث من وجود زوج الفنانة في شقته، وفي لحظات تسلل الضباط إلى الشقة، وطرقوا الباب.
أسقط في يد الرجل حين فتح الباب ووجد أمامه رئيس مباحث مدينة الشيخ زايد، وبحركة لا إرادية تراجع وحاول إغلاق الباب، لكن رجال المباحث منعوه ودلفوا الى الشقة، وبالتحديد إلى غرفة مكتبه التي تحولت إلى مصلحة حكومية متنقلة!
اعتراف
لم يجد محمد مفراً من الاعتراف بجرائمه، وقال انه كان يعمل في شركة أنظمة اتصالات، وقرر أن يشتري بعض أجهزة اللاسلكي التي تبيعها الشركة ليستخدمها في خداع ضحاياه.
واستخدم محمد وسامته وزواجه من ممثلة شابة، ولباقته للنصب على جيرانه وضحاياه، وإيهامهم بأنه يعمل لدى جهة أمنية مهمة، وباستطاعته استخراج رخص القيادة المتنوعة، والشهادات الجامعية، وبعض الأوراق والمستندات الحكومية مقابل آلاف الجنيهات.
وبيّن ملف المتهم أنه سبق اتهامه في العديد من القضايا، منها القضية رقم 16131 لسنة 2007 جنح قسم الهرم وصدر ضده حكم غيابي بالحبس ستة أشهر، والقضية رقم 42090 لسنة 2006 جنح الهرم تبديد، وحصل فيها على حكم بالحبس سنة غيابياً وكفالة 200 جنيه.
وأمام النيابة كرر زوج الممثلة الشابة اعترافه، وقررت النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة القضية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة. ولم يتضح دور زوجته وما إذا كانت تشاركه جريمته أم إنه يستغلها في استكمال ديكور النص؟.
وأودعت المستندات الرسمية والكليشيهات التي تم ضبطها مخازن النيابة، وأُرسل السلاح الناري الذي كان يحتفظ به المتهم إلى المختبر لفحصه. وقررت النيابة مخاطبة جامعة القاهرة، وبعض الوزارات التي تم العثور على مستندات تخصها، لفحص هذه المستندات.
وأرسلت النيابة أيضاً إلى مصلحة الأحوال المدنية للاستعلام عن أصحاب البطاقات التي عثرت الشرطة عليها. ومن المؤكد أن أسرار القبض على زوج الممثلة الشابة لم تنته بعد، فهناك الجديد الذي سيظهر بعد انهاء فحص هذه المستندات. أما الممثلة نفسها فقد أغلقت هاتفها واختفت عن الأنظار تماماً...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة