مؤسس 'جمعية أنصار المرأة' سليمان السلمان: حرمان المرأة من القيادة مشكلة...
لم ييأس المطالبون والمؤيدون لقضية قيادة المرأة للسيارة من المطالبة بإعطاء المرأة حقّها في الحركة من خلال تحكمها في وسيلة مواصلاتها. وكانت آخر المطالبات حملة « كن شجاعاً» التي دشنتها «جمعية أنصار المرأة» في 10 تشرين الأول/أكتوبر داعية أولياء الأمور إلى أن يدعموا المرأة في قضيتها. وتعتبر هذه القضية من أبرز القضايا التي تركز عليها الجمعية إضافة إلى قضايا أخرى تعنى بوضع المرأة وحقوقها في المجتمع.
ويعتبر سليمان السلمان، مؤسس «جمعية أنصار المرأة»، من الشخصيات الناشطة التي تدعم قضية المرأة وحقوقها وخاصة في قيادة السيارة. وقد كرس الكثير من وقته وجهده لدعم القضية، ولكنه تعرّض للهجوم العنيف من أهل منطقته في القصيم مما اضطره لتصفية أعماله والانتقال إلى مدينة الرياض. وحاول السلمان أن يطرح برنامجاً انتخابياً يقدم حلولاً للزحام في مدينة الرياض أثناء الانتخابات البلدية في 2005، فرفضت كل الصحف أن تنشره. في 2006 أسس «جمعية أنصار المرأة»، ومازال مصراً على دعم قضية قيادة المرأة للسيارة من خلال حملات الجمعية ونشاطاتها.
«لها» التقت السلمان وكان هذا الحوار:
- دشنت جمعية أنصار المرأة أخيراً حملة «كن شجاعاً وساعد المرأة على قيادة السيارة». ما الذي استدعى هذه الحملة ولماذا اخترت تاريخ 10/10/2010؟
هذه الحملة تأتي من ضمن المطالبة بقيادة المراة للسيارة من جميع الكتاب والناشطين والناشطات في مجال حقوق المرأة، وهي تعبر عن الضجر من تأخر فك الحصار عن قيادة المراة للسيارة رغم مرور هذه الأعوام من المطالبات بكل الطرق. ولكن يبدو أن في الأمر سراً ولو كان السحر ينفع لحل مثل هذه القضية لطالبنا باستخدامه!! أما اختيار تاريخ 10/10/2010 فسببه التذكير بهذا التاريخ المميز.
- من الناحية النظرية، على حد قولكم، يمكن للمرأة القيادة بما أن نظام المرور لا يمنع، ولكن من الناحية العملية نظام المرور لا يسمح. ما الذي سيضمن للراغبات في القيادة عدم تعرضهن لأي نوع من المشاكل؟
إذا قلنا إن المرأة تعرف أصول القيادة وهناك نساء يحملن رخصاً دولية ويمتلكن السيارة ويعرفن الشوارع وأنظمة المرور التي لاتمنع المرأة من القيادة، ما هو العائق؟ تقولين الخوف من الإيقاف والمسائلة والتحرش!! ولكسر هذه الإشكالية لابد ان يكون هناك رجال شجعان يساعدون النساء بالمرافقة حماية لهن ودفاعاً عنهن حتى يصبح الأمر عادياً جداً.
- ما هي ردود الفعل التي وصلتكم على حملة «كن شجاعاً»؟
ردود كثيرة تجاوزت في موقع واحد 4000 رد ومشاركة أغلبها المؤيد، وبعضها فيها أفكار جيدة تطالب بإتخاذ قرار سياسي.
-بدأت حملة «المليون رسالة» منذ أشهر. ماذا حققت؟ وهل يتم جمع الرسائل عن طريق الجمعية أم كل من رغب في المشاركة يرسل رسالته مباشرة؟
حملة «المليون رسالة» متواصلة، ولكل من يرغب في المشاركة إرسال المطالبة عن طريق الهاتف البرقي والفاكس أو اي وسيلة إلكترونية. وهي تحقق نجاحاً وتحرّك القضية في كل وقت.
- أنت تنادي بقيادة المرأة للسيارة منذ أكثر من خمس سنوات وأسست «جمعية أنصار المرأة» التي كان من أهدافها دعم هذه القضية. ولكن حتى الآن لا جديد في ما يخص هذه القضية، فما هي الأسباب؟
صدقيني لا أحد اليوم يستطيع أن يأتينا بمبرر مقنع وواقعي لعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة. ولكن لاشيء يعلوا فوق الحق لأن أحداً لا يستطيع منعك من ممارسة حقك الطبيعي مثل الأكل والشرب والحركة الا أحمق!
- ألا تشعر بالإحباط في بعض الأحيان خاصة انك قوطعت من معظم أفراد منطقتك في القصيم واضطررت لتصفية أعمالك والانتقال إلى الرياض بسبب هذه القضية؟
في هذه القضية أشعر بمأساة النساء المحرومات من ممارسة حقهن الطبيعي ولكن لم يأتِني اليأس في أي لحظة وحتى في وقت جفاء بعض الأحبة! لأنني أرى المرأة السعودية تتقدم في مجالات أخرى وتحقق طموحاتها رغم محاولة بعض المتشددين حرمانها من حقوقها وأكبر مجال تحصل عليه المراة هو تعليمها وإبتعاثها وعملها، وما القيادة الا وسيلة لتسهيل تلك المكاسب والطموحات.
- يتهمك البعض بدعم قضية قيادة المرأة للسيارة لأغراض شخصية وليقال إنك شخص متحضر. فما ردك على ذلك ولماذا تدعم هذه القضية تحديداً؟
إذا كان المرء سخّر نفسه للدفاع عن قضية ما فليتحمل كل الإنتقاد بما في ذلك الطعن بنواياه، ولا أقول، الا سامحهم ربي!
- أنت تعتبر قضية قيادة المرأة للسيارة قضية حقوقية وقد سبق أن طالبت أنت وغيرك من الناشطين الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بتبني هذه القضية، فلماذا في رأيك تتجاهل جمعية حقوق الإنسان هذه القضية تحديداً؟
نحن تقدمنا إلى هيئة حقوق الإنسان لدعم الترخيص للجمعية وتفضلوا مشكورين بدعمنا بخطاب لوزير الشؤون الإجتماعية، وقابلته بهذا الخصوص. أما الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فهي تعمل بكل جهد في قضايا المراة لكن يبدو أن الشق اكبر من الرقعة!
- يقال أيضاً إن قيادة المرأة للسيارة من الكماليات مقارنة بكثير من المشاكل الجوهرية التي تعانيها المرأة في السعودية والتي تميّز بينها وبين الرجل. فهل تركز «جمعية أنصار المرأة» على هذه المشكلات الأخرى وكيف؟
منذ تأسيس «جمعية أنصار المرأة» ونحن نعمل في كل شؤون المرأة، ولكنه يظل نشاطاً غير مدعوم ولا مرخصاً ويقوم على جهود فردية من بعض الأعضاء. أما قيادة المرأة للسيارة فخطأ أن نسميها من الكماليات، فهل يستطيع أي إنسان أن يتحرك اليوم دون وسيلة نقل. وحرمان المرأة القيادة أعتبره مفسدة مطلقة!
- إذا تحدثنا عن «جمعية أنصار المرأة» التي أسست في 2006، ما هي الأهداف التي قامت عليها الجمعية، وهل حققت أياً من الأهداف التي أسست من أجلها؟
أسسنا الجمعية لتوعية المرأة والمجتمع بحقوق المرأة والدفاع عنها، وهي أهداف معروفة وواضحة ويمكن الإطلاع عليها بالتفصيل على «غوغل». كان ممنوعاً على المرأة نشر صورها في جميع الصحف المحلية ولم يكن لها حضور إعلامي أوإجتماعي، واليوم أصبح هناك وعي بحقوقها ومطالب بمشاركتها في جميع شؤون الحياة.
- ما هي النشاطات التي تقوم بها الجمعية لتوعية المرأة السعودية؟
إذا حصلنا على الترخيص والدعم سنطبق خطة للنشاط الذي حدد بفقرات، منها ورش عمل وتفعيل القرارات التي تصدرها الدولة لحقوق المرأة والتعاون مع كل الجمعيات والهيئات لتمكين المرأة من ممارسة كل حقوقها سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية.
- عقبات كثيرة تعرضت لها «جمعية أنصار المرأة» منذ تأسيسها، وقد حاولتم إدراجها كجمعية رسمية تحت مظلة الشؤون الاجتماعية في 2008، لكن الطلب رُفض. ما هي الحكاية الحقيقية لهذه القصة؟
كل نشاط مؤثر لابد أن يواجه صعاباً. وما حصل لجمعية أنصار المرأة تتعرض له كل المنظمات والجمعيات من شد وجزر. حتى رسونا في قلوب الناس وحفرنا اسمنا في جبين الوطن. وهاهم أنصار المرأة الرجال الشرفاء والنساء الطاهرات يحققون الحلم تلو الحلم لحقوق المرأة.
- لماذا اخترتم الناشطة الحقوقية سعاد الشمري لترأس «جمعية أنصار المرأة» وما الجديد الذي يمكن أن تقدمه؟
سعاد الشمري من أقدر النساء وأجرئهن على قول كلمة الحق. والجمعية بوجودها تعطي وتوعي وتحرك قضايا المرأة. سعاد لها حضور قوي ومؤثر في ساحة ثقافة حقوق المرأة.
- أعدت «جمعية أنصار المرأة» ما يسمى وثيقة الزواج، ما هي هذه الوثيقة ومن أين نبعت فكرتها؟
وثيقة الزواج السعودي مساهمة من الجمعية في حل مشاكل الطلاق والزواج وتقنين فوضى التعدد والزواج والطلاق.
- ما هي بنود هذه الوثيقة؟
من أهم بنودها تشجيع الزواج المبكر بعد بلوغ سن 18سنة، وتنظيم التعدد بشروط، منها موافقة أو رضا الزوجة الأولى، وحرية المطلقات ومن فاتتهن فرصة الزواج على الزواج بمن ترضى المرأة بدينه وخلقه دون تدخل الولي. وتفاصيل الوثيقة موجودة على الإنترنت.
- من المستغرب أنك من أنصار المرأة وتشير إلى موضوع التعدد في الوثيقة حتى ولو قنن بشروط؟
لماذا الاستغراب من ناس مسلمين يريدون أن ينظموا ويطوروا شؤون الحياة الأسرية دون المساس بالثوابت؟
- ما هي أكبر عقبة تقف أمام المرأة السعودية اليوم؟
أكبر عقبة تواجه المرأة هي عدم استقلالها من وصاية الرجل.
- هل يدعم سليمان السلمان المرأة أيضاً في منزله؟ وكيف يتعامل مع زوجته وبناته؟
أنا إنسان بسيط، جئت من رحم امرأة(لو لم أعرف ربي لعبدت المرأة أمي). لا أتعامل مع أهلي بنعرة الرجولة! وطبقت في بيتي عدم فرض وصايتي على أحد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024