مأساة زوجة في رسالة على هاتفها المحمول
لم تكن تعلم أن الشاب الذي ظهر في حياتها بعد رحيل زوجها الأول، سيكون شبحاً يطاردها ويهددها بالقتل، رغم ما فعلته من أجله. حتى أنها تزوجته وأنفقت عليه الكثير، لكنها لم تتحمل إهاناته، وإسرافه وإهداره أموالها، فطلبت الطلاق. وظنت مفيدة أن الطلاق سيكون نهاية تلك المأساة، وأن زواجها الثالث من أحد أقاربها سيكون بداية حياة جديدة، لكنها كانت واهمة، فقد عاد طليقها للظهور في حياتها، ليصبح كابوساً يطاردها في كل مكان، ويهدد حياتها صباحاً ومساءً.
ما أصعب أن تكون في انتظار الخطر الداهم دون أن تعرف من أين سيهاجمك؟ هكذا أصبحت حياة الزوجة الشابة مفيدة التي تدفع الآن ضريبة حبها وثقتها بشاب، كان في يوم من الأيام يعمل عندها ويعاني الفقر، وساهمت في إحداث نقلة كبيرة في حياته، توجتها بالزواج منه. لكنه في النهاية ضرب بكل هذا عرض الحائط ولم يراع شيئاً!
أصبح هو الخطر الحقيقي في حياة زوجته السابقة، هددها بأنه سيقتلها، وبالفعل زار منزلها هو يحمل سكيناً، لكنها نجت من الموت وأصيب زوجها الحالي إصابات بالغة، وهرب طليقها قبل القبض عليه.
ظنت الزوجة أن الأمر انتهى عند هذا الحد، وحمدت الله أنه أنقذها من براثن طليقها، الذي واصل رحلته مع تهديد زوجته السابقة، فأرسل إليها رسالة على هاتفها المحمول تقول: «سأقتلك أو أشوه وجهك، في حالة إصرارك على عدم العودة إلى عصمتي».
رسالة زياد لم تكن في حاجة إلى تفسير لأنها تكشف نيّاته، التي أثارت ذعر مفيدة، كونها تدرك أن مطلقها ليس لديه ما يخسره!
أمام رئيس المباحث لم يكن المشهد يحتاج إلى تعليق، زوجة في الخامسة والثلاثين من عمرها، ترتجف وهي تطلب من الضابط حمايتها، وتؤكد له أن الموت ينتظرها في كل وقت مادام طليقها حراً بعيداً عن قبضة العدالة!
حاول ضابط المباحث أن يبث الهدوء والطمأنينة في نفس الزوجة، وأخبرها أن الشرطة تبحث عن طليقها في كل مكان، وهو سيسقط حتماً في قبضة العدالة حتى يدفع ثمن جرائمه... لم تنجح كلمات ضابط المباحث في تهدئتها، كانت تعلم أنها في خطر داهم، وان الصدفة وحدها هي التي أنقذت حياتها فيما كاد زوجها الثالث أن يدفع حياته ثمناً لزواجه منها.
دماء
مشهد الجريمة كان مريعاً، عقارب الساعة قاربت الخامسة عصراً... استيقظ صبري على صوت طرقات خافتة على باب شقته، نظر من العين السحرية فوجد زياد طليق زوجته، اعتقد أنه جاء ليسأل عن ابنته، فتح الباب بسرعة، دون أن يستمع الى تحذيرات زوجته التي أحست بما يجيش في صدر طليقها.
كان المشهد مذهلاً، في لمح البصر أخرج زياد سكيناً من أسفل الجبيرة التي كان يغطي بها ذراعه، وانهال بها على زوج مفيدة، فسقط على الأرض مضرجاً بدمائه وبدأ ينازع الموت.
أدركت مفيدة أن الدور ينتظرها، لم تُضيِّع وقتها، هربت بحياتها قبل أن تنال منها سكين زياد الذي اندفع وراءها، لكنها نجحت في الوصول إلى أحد ضباط الدورية الأمنية، وفي كلمات موجزة قصت له ما حدث.
أسرع معها الضابط إلى منزلها، وهاله المشهد. سارع بطلب الإسعاف لصبري الذي تمكن الأطباء من إنقاذ حياته بأعجوبة.
أمام الضابط بدأت الزوجة تسرد حكايتها مع الحياة التي أدارت لها ظهرها: قبل سنوات كانت تعتقد أنها أسعد إنسانة في الدنيا، جمعت بين السعادة الزوجية مع زوج ثري يحبها كثيراً، وبين نعمة الأبناء.
زوجها وأطفالها كانوا هم حياتها، لكن السعادة لا تدوم طويلاً. أصيب الزوج بمرض خطير، ولم تمض شهور حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، تاركاً لزوجته تركة ثقيلة بأولاده، وهم في سن صغيرة.
قررت مفيدة أن تعيش من أجل أولادها، فواظبت على العمل في المحل الذي ورثته عن زوجها، لكنها واجهت الحب من خلال زياد الشاب الذي كان يعمل عندها وحاصرها بمشاعره، واضطرت مفيدة للتنازل عن قرارها السابق الامتناع عن الزواج. وإمام إصرار زياد وافقت على الارتباط به، دون أن تعلم أنها سقطت في فخ كبير!
القناع
ظنت مفيدة أن هذا الشاب سيعوضها عن الآلام التي عاشتها بعد وفاة زوجها، وبالفعل كانت الأيام الأولى من الزواج تحمل لها السعادة التي غابت عنها طويلاً. ولكن لم تمض أيام حتى خلع زياد القناع الذي كان يضعه.
بدت أمامها شخصيته الحقيقية، يعشق المال، يبتزها، يضربها في سبيل الحصول على طلباته، واستجابت له كثيراً لأنها تحبه، وتريد أن تستمر حياتها معه، خاصة أنها كانت تحمل في أحشائها جنيناً، لكنها لم تستطع تحمل إهاناته طويلاً، فقررت أن تقطع الأموال عنه، ورفضت بإصرار أن تمنحه ما يطلبه، وطلبت الطلاق. تظاهر بأنه سيتراجع عن أسلوبه، وبدأ يحيطها بمعسول الحديث، وسقطت مفيدة في الفخ مرة أخرى، ووافقت على طلباته، وأعطته الأموال التي طلبها ليقيم بها مشروعاً جديداً.
لم تمض شهور حتى فقد زياد كل أموال زوجته التي لم تتحمل ما حدث، فأصرت على الانفصال عنه وطلبت منه أن يتركها تعيش حياتها بعيداً عنه، وتحت وطأة الضغوط العائلية استجاب الزوج وتم الطلاق.
لكن زياد قرر ألا يتركها تهنأ في حياتها، نسى أنها قدمت له كل شيء، وأنها عاشت حياة تعسة. قرر أن يتحد مع حظها العاثر عليها، وبدأ يطاردها من جديد، رغم أنه يعلم بزواجها من ابن عمتها الذي قرر أن يساعدها على تربية أطفالها.
طلب منها أن تعود إليه، وأكدت له أنه يطلب المستحيل، لكنه هددها بتدمير حياتها بالقتل أو التشويه. لم تصدقه في البداية، لكنها تأكدت في النهاية أنه جاد في تهديده، فبدأت تحتاط، وحذرت زوجها منه، لكن الزوج لم يبال بتهديدات زياد وظن أنها مجرد فرقعة في الهواء، لم يدرك صبري أنه سيدفع ثمن إهماله لعدم أخذ هذه التهديدات مأخذ الجد.
نجح الأطباء في إنقاذ الزوج، ونجت الزوجة من الموت بأعجوبة، وبدأت أشباح طليقها الهارب تطاردها. ظهر أمامها مراراً وهو يشير إليها بزجاجة ماء النار، وتلقت رسائل تؤكد أنها ستموت على يديه في حالة إصرارها على عدم العودة إليه.
واستجارت مفيدة بالشرطة لإنقاذ حياتها، وهي تشعر بأنها على أعتاب الموت، وأن رسائل المحمول ليست مزاحاً...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة