كيف تختار الفتيات الفلسطينيات تخصصاتهن الجامعية؟
تختلف وجهات نظر الطالبات الفلسطينيات في اختيار تخصصاتهن الجامعية، والأمر هنا لا يعود إلى الرغبة فقط، بل يدخل العامل الاجتماعي والنفسي والثقافي في التأثير على مسار ميولهن الجامعية، وللإطلاع بصورة أشمل على أسباب اختيار الطالبات لتخصصاتهن الجامعية، أجرت «لها» لقاءات مع طالبات في الجامعات الفلسطينية.
أمونه الشيخ (20 عاماً)، في السنة الجامعية الرابعة، تدرس تخصص الإذاعة والتلفزة. قالت: «اخترت تخصصي الجامعي بناءً على رغبتي، فمنذ أن كنت طفلة كنت أقول إنني أريد أن أكون صحافية ومذيعة. وعندما وصلت إلى الصف الحادي عشر الذي فيه يتم اختيار المجال العلمي أو المجال الأدبي، كان الكل يقول لي اختاري العملي لأنه للأذكياء، ومن يختارون التخصص الأدبي هم الأغبياء. لكني اخترت التخصص الأدبي، وكان معدلي في الثانوية العامة 95%. وعندما اخترت جامعة بيرزيت اخترتها على أساس أن جيفارا البديري مراسلة قناة «الجزيرة» تخرجت منها، ووليد العمري يحاضر فيها، كما أنني أحب أن أقتدي بالآخرين».
أما الطالبة أنوار جبر ، من مدينة القدس، والتي اختارت تخصص الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت المقامة على أراضي محافظة رام الله، وتحدثت عن سبب اختيارها لتخصصها، أحب الأمور التطبيقية، وقد اخترت تخصصي لأنني عندما أنهيت الثانوية العامة، رأيت أن الهندسة تجمع ما بين النظري والتطبيقي، وهذا التخصص مطلوب في البلد. ومع مضي الوقت بدأت اكتشف أن لديّ ميولاً أخرى، مثل العلوم السياسية والقيادة الشابة والفلسفة، لكني اخترت الهندسة المعمارية».
أضافت جبر: «ولكي أكون مصممة ناجحة يجب أن تكون لديّ خلفية أدبية مميزة، واخترت العمارة لأن فيها مجالاً للإبداع، وفي الوقت نفسه من الجميل أن أبدأ مشروعي من الصفر وأصل به إلى شيء أفتخر به، وهذا الأمر ينطبق على جميع الأصعدة، ولكن العمارة تختلف لأنها تجمع الكثير من الأمور».
واعترفت أنوار بأنها «عندما دخلت الكلية كان لديها تخوّف، ولكن كلما تعمقت في التخصص اندمجت أكثر».
من جانبها، قالت شذى يعيش (20 عاماً) وهي من سكان مدينة القدس، وفي السنة الجامعية الثالثة في تخصّص الإذاعة والتلفزيون في جامعة بيرزيت: «اخترت تخصص الإعلام بناءً على توجهاتي الشخصية لأنني أحب الإعلام كثيراً، وأتمتع بأسلوب محادثة مميز، وأشعر بأن الإنسان في حاجة إلى تواصل مع الناس من أكثر من جهة. وقد اخترت تخصصي بلا تردد، لأنني أخذت هذا القرار في صغري. ولكن رغم ذلك فإنني في بعض الايام ألوم نفسي لما في هذا التخصص من تعب وعمل. ولكن في الأيام العادية أكون مسرورة لأنني اخترت التخصص الذي أحبه، ولدي طموح أن أصبح مذيعة رياضية، لأنني أحب الرياضة ولا أرى مذيعات متخصصات في مجال أخبار الرياضة».
أما الطالبة صابرين عيسى (19 عاماً) من سكان مدينة الخليل، وهي في السنة الثالثة الجامعية في تخصص العلوم السياسية، قالت عن اختيارها لتخصصها الجامعي: «اختياري جاء بالصدفة، لأنني كنت قد تسجلت لتخصص الحقوق، ولكنني لم أحصل عليه، واخترت العلوم السياسية لان معدلي في التوجيهي يتناسب معه. ومن جانب آخر نحن في المجتمع الفلسطيني نتبع لأحزاب سياسية، وقد تختلف الآراء، وجميل أن يكون لدينا فكر سياسي أو وجهة نظر، ولكن يجب أن يكون ذلك ضمن فهم وتحليل، ومن منطلق علمي صحيح، لكي نثبت وجهة نظرنا. وفي بلدي تخصصي جميل وممتع ولكن لا توجد مجالات عمل كثيرة هنا، لذلك أفكر في إكمال الماجستير في مجال الفكر السياسي، لأنني أعجبت بالمادة».
من ناحيتها، قالت شيماء أبو فرحة (21 عاماً)، من سكان مدينة جنين، وهي طالبة في السنة الرابعة في تخصص الإذاعة والتلفزيون: «أبي درس الصحافة في جامعة اليرموك، ولكنه لم يعمل في هذا المجال، وكنت أشعر بأنه يريدني أن أعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى أن هذا التخصص حيوي وعملي أكثر من أي مجال آخر. في البداية كنت مترددة في اختيار التخصص لأنني دخلت مجال الإعلام مباشرة، وكان سبب التردد هو إحساسي بأنني لا أرغب فيه، وأيضاً من يحيط بي من الزميلات لم يشجعنني على اختياره، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الذين كانوا يقولون لي أنه لا يجوز أن أختار هذا التخصّص لأنني أول فتاة في قريتي تدرس الإعلام، خاصة الإذاعة والتلفزيون وليس الصحافة المكتوبة، ولكنني اخترت في نهاية الأمر ما أريد».
وأضافت أبو فرحة: «أشعر بأن فرص العمل في تخصصي تعتمد على العلاقات والمهارات التي لديّ، ويجب أن أسعى لكي اعمل، فأنا لا أملك فرصة كبيرة في إيجاد عمل، لأنني محجبة ومتخصصة في مجال الإذاعة والتلفزيون، ولكنني سأستمر في التحدّي والبحث. ومن ناحية أخرى لا يوجد لدينا في الجامعة مواد أو تقنيات تكفي الطلاب والطالبات، فنحن 19 طالباً وطالبة يستعملون أربع كاميرات، وفي المقابل مطلوب منا أن نقوم بالكثير. كما أنه لا يوجد استوديوهات للإذاعة، وفي ظل ما ذكرته سأكمل الماجستير لكي أحصل على فرصة عمل أفضل».
أما الطالبة ثروت شقرة (21 عاماً)، من سكان مدينة القدس، وهي في السنة الرابعة في تخصص الصحافة وتحديدا فرع علم الاجتماع، قالت: «اخترت التخصص بناءً على ميولي، لأنني أحب الإعلام كثيراً، وهو يتناسب مع عقلي. وكنت أتخيل أن الصحافة هي عبارة عن الكتابة في مجلة أو جريدة، أو أن أصبح مذيعة، وقد أصل إلى هذه المرحلة في المستقبل، ولكنني في الوقت الحاضر طالبة أتلقى المعلومات، ولم أصل إلى مرحلة الكتابة في الصحف أو المجلات، ولا أجد نفسي في مجال تخصص آخر. وفي تخصصي هذا إذا لم أحصل على فرصة عمل يمكنني أن أعمل في مجال علم الاجتماع في مؤسسات حقوق الإنسان، وسأستمر في التدريب لكي أنمي خبرتي، وعندما انهي الجامعة سألتحق بالماجستير في تخصص الإعلام».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة