تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الحاسة السادسة في شهادات مَنْ اختبروها

نبدأها بشهادتين من السعودية

سارة محمد: من تربطني بهم علاقة نفسية قوية أرى ما يحدث معهم في حياتهم
سارة محمد (30 سنة) هي ربة منزل وأم لأربعة أطفال ذكرت أنها تملك حساً عالياً، وفي الكثير من الأوقات يصدق إحساسها بما رأته أو شعرت به. تقول: «الحاسة السادسة من وجهة نظري هي القدرة على التنبؤ أو التوقع في أمر ما من الأمور الحياتية وحتى الخاصة منها. وإجمالا من يملكون هذه الحاسة يسيرون عليها كدليل في حياتهم وكأنها إشارات تستمر في الوجود معهم ليعرفوا ولو القليل عما سيحدث معهم في أدق الأمور وابسطها.
أنا على سبيل المثال عندما أقرر الذهاب إلى السوق قد اشعر بأن هناك أمرا سيعيقني عن الذهاب ويحدث أمر سبق ان شعرت به.
كما أنني اعتمد في الكثير من الأمور في حياتي على حدسي لأنه يصدق ويكون صحيحاً بالمجمل. حتى أن الارتباط النفسي بشخصٍ ما يجعلني أتوقع حدوث شيء ما في حياته. وسأذكر حادثة وقعت قبل فترة بسيطة، اذ علمت أن ابنة خالتي التي تسكن في بلدٍ آخر وقع معها حادث وأخبروني بأنها بخير وبصحة جيدة، فقررت السفر لرؤيتها والاطمئنان إليها  في المستشفى وأثناء تجهيزي لحقيبة السفر وضعت ثوبا اسود لأني شعرت بأنها ستموت، وبالفعل عند وصولي إلى هناك توفيت، رحمها الله».
وأضافت محمد: «وفي حادثة أخرى وقعت معي أثناء تقديمي للامتحانات النهائية في تخصصي في الجامعة ومع أنني درست كنت اشعر بأنني لن أتخرج، وبالفعل أثناء الامتحان لم اقرأ سؤالا في شكل كافٍ وأخطأت في الحل ولم أتخرج هذا الفصل من الجامعة.  اشعر واحلم في الوقت نفسه لأنني أرى ما قد يحدث مع أشخاص في العائلة أو حتى  مع أبنائي، حتى أنني أكاد أن اجزم بأني رأيت أو أرى كل شيء سيحدث معهم والعلم عند الله وحده، إلا أنني كأم اخشي على مصير أولادي لكنني لا أتدخل في القدر بل أوجههم الى الأمور الطبيعية والبديهية التي قد تحصل معهم.  كما أنني اشعر بأن أفراد عائلتي يملكون الإحساس نفسه لكن بدرجات متفاوتة».
وتشير محمد الى أن الحاسة السادسة قد لا تختلف عن الأحلام إلا أن الأخيرة قد تأتي بالأمور الخاصة والمصيرية جداُ في شؤون حياتها، وتقول: «الحاسة السادسة يمكن تنميتها وتعزيزها من خلال التواصل الروحي مع الله سبحانه وتعالى ثم مع الذات لإنارة البصيرة،  وهذا ما يزيد الحدس لدى المرء أو إحساسه العالي بالأمور التي تحدث في حياته». 

ميس برازي: إحساسي يصدق دائماً وعائلتي تستشيرني في أمورها الخاصة قبل الإقدام عليها
ميس برازي (19 سنة) طالبة جامعية تؤمن بأن الحاسة السادسة موجودة لدى الإنسان وهناك من يصدق إحساسه بها في الكثير من الأمور الحياتية، تقول: «أشعر كثيراً بالأمور قبل أن تحدث معي، وأكثر الأمور التي أتنبأ بحدوثها هي الحوادث المرورية. فعند ذهابي إلى الجامعة أشعر بحادث قد يحصل معي ليحصل بعد خروجي من المنزل بلحظات، وكثيراً ما حدث معي ذلك. كما أنني مع صديقاتي أرى الموقف قبل أن يحدث بيني وبين إحداهن واشعر بردة فعلهن وعندما أتحدث إليهن أرى الموقف الذي شعرت به يُترجم أمام عينيّ. حتى عندما اخرج مع صديقاتي إلى مكان ما ويحدث أمر غريب اخبرهن بأني كنت اشعر بأن شيئاً ما سيحدث».
وأضافت برازي: «اذكر موقفاً حدث مع والدي أثناء وجودنا في السيارة، وعندما خرجنا منها أخبرته بأن لا يترك السيارة لأني اشعر بأن شيئاً ما سيحدث. إلا انه لم يُصغِ إليّ، وبالفعل عدنا إلى السيارة لنجد أن سيارة أخرى صدمتها. ومنذ تلك اللحظة أصبح والدي يستمع إلي عندما اخبره عن إحساسي بشيء ما يخصه أو يخص احد أفراد العائلة. حتى أن شقيقتي الأصغر مني باتت تسألني عن الكثير من الأمور الخاصة بها قبل أن تُقدم على فعلها واخبرها كثيرا بأنني أشعر بالخير تجاه أمر ما ستقدمين عليه وبالفعل تحصل على ما تريد وتسير الأمور على ما يُرام. وبالنسبة إلي هناك أمور تحدث معي كعلاقتي مع الآخرين، أي أنني اشعر بأن حديثهم أو ما اخبروني به كذب أو خطأ حتى وإن اقسموا لي بأنهم على صواب ليصدق إحساسي أخيراً ويؤكدأنني لم اُخطىء في الحكم عليهم أو على ما اخبروني به».

المهندسة نوال عبد الرحمن: أؤمن بالحاسة السادسة وتشعرني بمن يهمني فقط
وهذه شهادات من سورية نبدأها بالمهندسة نوال عبد الرحمن التي قالت: «أنا أؤمن بالحاسة السادسة كثيراً، فمن يشعر بها يشعر بالآخرين، و يكون على درجة عالية من الشفافية، مرهف الإحساس، ويتوقع حدوث أشياء ستحدث.
أشعر بالحاسة السادسة تجاه أشخاص يهمونني فقط وما سيحدث معهم نتيجة معرفتي بهم، كما أني أستطيع أن أميز ما إذا كان من يتحدث معي صادقاً أم كاذباً، وكثيراً مايستهزىء البعض عندما أقول لهم أني اشعر بالحاسة السادسة، ولعل ما حدث معي يمكن أن أصنفه في خانة الحاسة السادسة.
فعندما كنت في لندن صحوت من النوم مذعورة، واتصلت بأهلي لأكثر من مرة بعد أن أحسست بشيء غريب يجعلني قلقة على والدتي رغم أنها لم تكن تشكو شيئاً، فاتصلت لأكثر من خمس مرات كي أطمئن إليها. وبالفعل في كل مرة كان أخوتي يطمئنوني ويقولون لي أنها بحال جيدة ولا خوف عليها. وعندما كنت أطلب التحدث اليها يخلقون أعذاراًً واهية. وعندما عدت إلى دمشق في اليوم التالي وجدت أن والدتي أسيرة الفراش وفي حالة نزاع، وما أزعجني بالأمر أنها وطوال تلك الأيام كانت تذكر أسمي تريد رؤيتي إحساساً منها بخطر الموت، وهذا ما كنت أشعر به بالفعل طوال تلك الأيام التي مرت.
وهناك أشياء كثيرة أيضاً حصلت معي تؤكد أنني أشعر بالحاسة السادسة بشكل أكبر مما يشعره البعض الآخر، لكن ومن خلال ملاحظتي، أؤكد أن الرجل لا يتعامل مع الحاسة السادسة ولا يؤمن بها، بعكس المرأة التي تشعر بها كونها حساسة وعاطفية أكثر منه».

ابتهال اليعقوب: أشعر بما سيحدث من حولي
الحاسة السادسة هي درجة اللا شعور، تأتي فجأة وليس على شكل تدرجات. الإنسان لديه خمس حواس، والحاسة السادسة هي الطاغية على جميع الحواس، وتختلف هذه الحاسة من شخص الى آخر، فممكن أن أشعر بالحاسة السادسة تجاه الأشياء، وآخر تجاه أشخاص محددين. أما بالنسبة إلي فأنا أشعر بما يمكن أن يحدث خلال وقت قصير وفعلاً يحدث، كأن أتخيل أن الكأس التي أمامي على الطاولة ستنكسر، وبعد لحظات تصدق توقعاتي التي أحسست بها، وتنكسر. وتكررت هذه الحالة وفي أكثر من موقف حتى عرفت أن ما  أشعر به هو الحاسة السادسة فعلاً.

رزان موالدي: أشعر بكل شخص سيزورنا
لا أدري إن كان ما يحصل معي يندرج تحت اسم الحاسة السادسة، لكنني أشعر بكل شخص يأتي الى بيتنا وتصدق توقعاتي.
فعندما يدق جرس المنزل، أتوقع من هو الطارق، وعندما افتح أجد ذلك صحيحاً، وكل من يزورنا يفاجأ بما اذكره له، أي أني أعرف انه سيزورنا في هذا اليوم.

أمير الورد: أشعر بنجاحي أو فشلي قبل حصولهما
لأكثر من مرة وفي كل امتحان أقدمه، يحصل معي شيء غريب، فعندما أدخل الامتحان وقبل أن أرى الأسئلة أشعر بأنني ناجح في هذه المادة أولا، بغض النظر عن دراستي لها، فأحياناً لا أكون قد درست المادة بشكل جيد، لكنني أشعر مسبقاً بأنني ناجح فيها، وهذا ما يحصل. والعكس صحيح أيضاً، فأحياناً أشعر ورغم دراستي لمادة ما، بأنني لن أنجح فيها، ويحدث ذلك بالفعل. حتى أنني أتوقع علامات كل مادة وتأتي قريبة وأحياناً كثيرة مطابقة للنتيجة الحقيقية. وأعتقد أن ما يحصل معي هو الحاسة السادسة.

كلود يوسف: أتوقع أسئلة الامتحانات والعلامات
اشعر بأني سأرى صديقة لم أرها منذ الطفولة، وبعد أيام أراها تقف أمامي. وكذلك بالنسبة الى أسئلة الامتحان فأنا أتوقع السؤال الذي سيطرح في ورقة الامتحان، وبمجرد تصفح الورقة اشعر وكأني رأيت تلك الأسئلة من قبل، أو شعرت بهذا الموقف من قبل، وينسحب هذا أيضاً على توقع العلامات النهائية.

إيمان الزنون: أشعر بأنني أعيش المواقف قبل حدوثها
كثيراً ما أقصد مكاناً ما مع عائلتي للمرة الأولى في حياتي، وبمجرد أن أدخل المكان أشعر بأنني أعرفه جيداً، وأصف لأهلي باقي أطراف المكان بالتفصيل وبالفعل يصدق قولي، فيستغرب الجميع ويسألونني هل زرت هذا المكان من قبل؟
وكذلك كثيراً ما يرن هاتف منزلنا وأتوقع من المتكلم وبالفعل تصح توقعاتي. وأستطيع من خلال حاستي السادسة أن أكشف ما يضمره لي بعض الأشخاص، فأحياناً يظهر لي أحدهم الود لكن أشعر بأنه يكرهني في داخله، وتصدف أن يصدر عنه تصرف ما يكشف نياته. وفي أحيان كثيرة يدور حديث ما وأشعر وكأنه يعاد وأنني عشت هذه اللحظة ماضياً، فأشعر بالخوف مما يحصل معي، ثم أدرك أنها الحاسة السادسة...

فاطمة مسلم: أحلامي لا تخطىء أبداً
فاطمة مسلم  (موظفة كويتية في نهاية العقد الثالث) تقول: «أحلامي لاتخطئ ابدا،فعندما احلم بحلم غالباً ما يتحقق. كأن أرى غائبا فيطرق اخي المسافر بابي فجأة، أو أحلم ان اختى تنتقل الى بيت جديد وبعد أيام تتم خطبتها، وهكذا... حتى صارت أحلامي مشهورة في العائلة وكل واحد يتمنى ان أحلم به، وقد حلمت ان ابنة خالتي لديها قطتان جميلتان وبعد أيام وضعت طفلتين توأمين».
وتضيف:«أحلامي ليست دائماً سعيدة، فحين حلمت انني ابكي وان ضرساً لي سقط فوجئت في فجر تلك الليلة بوفاة والدي. وقيل لي ان الحاسة السادسة لدي قوية وان الناس الانقياء والشفافين هم الذين يهبهم الله هذه الملكة اما الاشرار والحاسدون فلا يمكن ان يمتلكوا هذه الشفافية لان ذواتهم معتمة».

جابر الجهوري: زوجتي تقرأ نوايا الآخرين
جابر الجهوري (50 عاماً)، من الكويت، يقول: «عندما اقترنت بزوجتي وبدأت تتعرف على عالمي الخاص من أهل واصدقاء ومعارف صارت تفندهم لي، وهي تمتلك صفاء الذهن وهدوء اعصاب ومزاجها هادىء. أما انا فعكسها تماماً، لا ادقق في الأشياء والناس ولا افند شخصياتهم  واتعامل على سجيتي وببساطة مع الجميع. كما انني سريع الغضب ومن السهل استفزازي».
ويضيف الجهوري: «شيئاً فشيئاً صارت تحلل الشخصيات التي حولي في عملي واصدقاء العمر وأهلي واخواني وتقول لي هذا شخص انتهازي وصولي، وهذا يحمل حسداً ولوناً أصفر ويغار منك، وهذا لايحمل لك الخير وهذا يضمر لك الشر، وهذا مخلص ومحب لك... وأنا أسمعها وأضحك أحياناً واقول لها انك تريدين ان تقنعيني بانك تعرفين أهلي واصدقائي افضل مني!
وأحياناً كنت اثور واغضب وأقول لها انت تريدين ان تفرقي بيني وبين اهلي، وقصص النساء التي تشتت العائلة والاخوان أعرفها جيداً وكانت ترد ببرودها المعتاد «انت حر في علاقاتك لكنّ اختياراتك وآراءك في الناس غير صائبة والزمن سيثبت صحة حدسي».
وما قهرني فعلاً ان كلامها ثبتت صحته مع الزمن ليخذلني اقرب الناس لي من أهلي ويتضح ان أصحابي كانوا يلتفون حولي من اجل مصالحهم. وحين صرت بعيداً عن النفوذ والقرار ابتعدوا عني وبقت زوجتي تنصحني وتفحص الناس من حولي ولديها قدرة على التخاطر وقراءة الناس  واستبصار الأحداث المستقبلية... حين سألت أحد الاطباء النفسيين عن حالتها قال لي نعم حالتها طبيعية وحقيقية فهي لا تتعامل بالضرورة مع السحر والتنجيم، بل هذا علم نسميه الباراسيكولوجي.

سلمى الحوطي: أشعر بالحاسة السادسة منذ الصِّغَر
أما سلمى الحوطي فتقول: عندي الحاسة السادسة وبقوة  منذ صغري أتأمل ما حولي وانصت اكثر مما أتكلم  وأشعر بالناس والأشياء من حولي. وحتى الذين يظهرون بصورة مغايرة لحقيقتهم هناك احساس بداخلي يكشف زيفهم.
وأنا البنت الكبرى كنت اذهب مع أمي لخطبة البنات لأخواني لكن أمي لم تثق بقدرتي على فرز البنات ومن كانت تبدو طيبة واخلاقها عالية كنت ارى فيها لساناً طويلاً وقلة أدب. وقد حذرت أمي من زوجة أخي الكبير وقلت لها لا تخطبيها هذه (عوبة) ومتسلطة وفي عينيها أرى غروراً وكذباً. لكنها خالفت رأيي وتزوجها أخي، وحتى هذا اليوم يعاني من جبروتها.
أما أخي الأوسط فأصرت أمي على تزويجه فتاة مطلقة بحجة انها طيبة ولطيفة فقلت لها هذه لاتنجب أطفالاً. فعاندتني أمي وقالت «الا تتقين الله؟ العيب كان في طليقها وهذا سبب طلاقها». لكنني كنت أشم رائحة الكذب العفنة من فم أمها وخالتها، وتزوجها أخي وبعد سبع سنوات زواج لم يرزق طفلاً ويرفض تطليقها لأنه يحبها فهي لطيفة وطيبة معه لكن أمي تلطم من القهر وتقول لي «ليتني سمعت كلامك».
وتضيف الحوطي: «حتى على مستوى الزميلات في العمل اعتمد على حاستي السادسة فأشعر بالنقية واشعر بالخبيثة وابتعد عمن يثير المشاكل واعيش مرتاحة البال وبسلام مع الجميع. ولأنني لا أحمل حقداً ولا أضمر شراً لأحد، فإن الحاسة السادسة تزداد قوة مع الأيام، وكلما كنت اقرب لله في صلاتي وخشوعي ودعائي ازدادت حاستى قوة واعتبرها نعمة وكرم الهي لا يهبه الله الا الطيبين فقط.

عبد الوهاب العنزي: الاستدلال بالاستخارة على ما يجب فعله
ويقول عبدالوهاب العنزي: أمي احساسها قوي جداً واعتدنا ان ما تتوقعه يحدث وما تشعر به يثبت حقيقته وهي امرأة في الخمسينات من العمر راعية صلاة وصيام وذكر وهي تستخير ربها في كل صغيرة وكبيرة وتختم القرآن كل شهر ويدها سخية بالصدقات والعطايا لوجه الله ودائما ما استشيرها بصفقة او مشروع او خطوة جديدة في عملي خصوصا التي اشعر بالحيرة والقلق ازائها وصعوبة اتخاذ قرار فتصلي استخارتها ثم تخبرني ما يتوجب علي فعله.
ويبرر الاختصاصيون ان هذا علم توارد الخواطر لكني لا اؤمن أنا واخوتي بهذا بل أؤمن انها قريبة من الله فهو قريب منها سبحانه وانها سيدة نقية ومتدينة ولديها شفافية عالية ولاتغتاب احد ولا تلوك في سيرة الناس بل كل وقتها تسبيح وذكر وتهليل وحمد وحوقله هذه امرأة ترى احلاماً يقشعر لها البدن لكنها لا تروي كل شيء وتوصينا ان لا نتحدث بها حتى لا يحسدها البعض فتذهب عنها هذه الكرامات».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079