تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

أكثر من 2700 امرأة ارتكبن جرائم في دبي العام الماضي

أظهر إحصاء أعلنته شرطة دبي انه قُبض على 2738 امرأة تورطن في جرائم مختلفة خلال عام  2009.
وأكد رجال البحث الجنائي انه ومن خلال دراسة أُعدت حول جرائم النساء، تبين أن المرأة  تقدر على منافسة الرجل في النشاط الإجرامي إذا تغيرت مشاعرها من الحب إلى الكراهية أو دفعتها الحاجة
.

رائدات جرائم
عن هذه الدراسة يؤكد العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن خريطة الجريمة قد تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، وأصبحت المرأة مميزة في ارتكاب أنواع مختلفة من الجرائم التي كان يحتكرها الرجال، مثل جرائم السرقات بأنواعها، والسطو والقتل وإلقاء الأطفال في الشوارع، متخليات في ذلك عن غريزة الأمومة، والتهديد والنصب والاحتيال، وغيرها من الجرائم التي لا يتوقع أحد أن ترتكبها نساء.
وأشار إلى أن جرائم النساء ازدادت خلال العام الماضي بأكثر من 1100 جريمة عن عام 2008، الذي بلغت فيه جرائم النساء 1645 جريمة، لافتا إلى أن غالبية الجرائم الخاصة بالنساء قد تكون جرائم أخلاقية كممارسة الدعارة، أو جرائم سرقة، كجريمة السطو المسلح التي وقعت على مركز «وافي سنتر» والتي ارتكبت بأسلوب سينمائي بعد اقتحام المركز بسيارتين أمام أعين جمهور المتسوقين بالمركز، حاملين السلاح، وتم خلالها سرقة مجوهرات من محل «غراف» الشهير، ووصلت قيمة المسروقات من المجوهرات إلى نحو 60 مليون درهم، وكانت امرأة من بين المجرمين حملة السلاح في الجريمة.
وذكر أن جميع المتهمين في هذه الجريمة القي القبض عليهم في دول أوروبية، ماعدا المرأة التي لا تزال على قائمة المطلوبين عبر الانتربول الدولي.
هناك أيضاً جريمة سطو أخرى طالت أخيراً محل مجوهرات داخل أحد الفنادق الكبرى في دبي، وكانت بطلتها أيضا امرأة ومعها رجل، استوليا على جزء من المجوهرات. وتتم ملاحقتهما عبر الانتربول الدولي.

قسوة ملحوظة
لفت المنصوري إلى  وجود تنوع في أساليب ارتكاب الجرائم مما أثبت قدرة المرأة على منافسة الرجل في النشاط الإجرامي، وعكس قسوة كبيرة في ارتكاب الجرائم خصوصا ذات الدوافع الانتقامية. وهناك جرائم تتورط فيها المرأة لظروف تبدو قهرية مثل التخلي عن طفلها لعدم قدرتها على توثيق ولادته. وقد سجلت حالة خلال العام الماضي لامرأة خضعت لإغراءات صديقتها، ووافقت على بيع طفلها معتقدة أن المشتري ستكون أسرة إماراتية توفر له الرعاية. لكن وقفت الشرطة لها بالمرصاد، وأعدت لها مكمناً من خلال شرطية لعبت دور المشتري، فضبطت الأم وصديقتها. كما تم ضبط امرأة ارتكبت الفعل نفسه بعد ولادة طفلها بساعات قرب أحد المساجد.
ويضيف مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في دبي  أن جرائم النساء  لم تعد تقتصر على الجنح، ولكن بات من المتكرر أن تجدها متورطة في جناية كبرى 
ويقول: «العديد من النساء شكلن عصابات ثلاثية ورباعية. ولم تعد المرأة تكتفي بلعب دور ثانوي في العصابات المشتركة مع الرجال، بل أصبحت تؤدي دوراً فاعلاً وأساسياً، والمثير للانتباه إصرارها على تنفيذ جريمتها بأسلوب مختلف عن الرجل، حيث تستغل الجانب العاطفي في التأثير على المجني عليهم خصوصا في جرائم السرقة».
ويؤكد ذلك بقوله: «تطور النشاط الإجرامي للمرأة ومشاركتها في ارتكاب كثير من الجرائم دفعا أجهزة الشرطة إلى تحليل هذا التطور ومواكبته بأساليب بحث جنائي حديثة تناسب ذكاء الجنس الناعم، خاصة أن التركيبة السكانية المتنوعة في دبي وقدوم نساء من جنسيات وثقافات مختلفة لعب دورا في ظهور أنواع مختلفة من جرائم المرأة».

عنف شديد
من جانبه، أوضح المقدم جمال الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي لشؤون الرقابة الجنائية، أن الدراسة أوضحت أيضاً أن هناك جرائم تعكس جنوح المرأة إلى العنف الشديد، ومنها حالة امرأتين تحملان جنسية آسيوية أقامتا علاقة مع رجل من جنسيتهما، وحين تغيرت معاملته لهما وعرفا أنه ارتبط بامرأة ثالثة، استدرجتاه وأمضيتا وقتاً حميماً معه، ثم شرعتا في تعذيبه باستخدام آلة حادة حتى توفي.
وأفاد أن  هناك دوافع مختلفة وراء جرائم النساء تؤدي أحياناً إلى القتل أو الاعتداء بعنف من أهمها الغيرة من امرأة أخرى، وتتولد عادة بسبب علاقة غرامية فاشلة. وكذلك الفقر وضعف الإمكانات مع إحساس المرأة بأن لديها من المقومات ما يثير طمعها ويقودها إلى ارتكاب الجرائم الجنسية والبغاء، وكذلك رغبتها في الحصول على المتعة أو ما يسمى بالهوس الليلي، ويدفعها عادة إلى ارتكاب جرائم المخدرات وتعاطي المشروبات الكحولية والسكر. وتضمنت الدراسة حالات لنساء نفذن سرقات من خلال الاعتداء على نساء، بل وعلى رجال في الطريق العام وسلبهم أموالهم دون الحاجة الى مساعدة رجال!

شهوة السرقة
وأكد المقدم جمال الجلاف أن الدراسة رصدت  تصدر جرائم  السرقة قائمة الجرائم التي ترتكبها النساء،  وأن نسبة كبيرة من السرقات لا ترتكب بدافع الحاجة أو الرغبة في الحصول على المال ولكن ترتكبها المرأة لإرضاء شهوة بداخلها تتعلق بهوسها بجمالها ومظهرها،  لذا تسرق أشياء غريبة تدخل في تصنيف الرفاهية، مثل سرقة الهواتف المحمولة وحقائب نسائية ومجوهرات، الى جانب أدوات ماكياج وزينة وإكسسوارات.
ويشير المقدم الجلاف إلى أن من بين القضايا التي سجلت العام الماضي واحدة لعصابة نسائية تخصصت في سرقة مستحضرات تجميل من المتاجر الكبرى في المراكز التجارية، ووصل عدد البلاغات ضدها إلى 49 بلاغاً جنائياً، وبلغت قيمة سرقاتها أكثر من ثلاثة ملايين درهم.
كما تم خلال العام الماضي ضبط امرأة عربية الجنسية يطلقون عليها «المرأة الحديدية» كانت تهاجم الشقق السكنية وقت غياب قاطنيها عنها مستخدمة في ذلك أدوات حادة جداً كالعتلة والمفك وغيرهما من أدوات الكسر للشقق والخزانات.
وقال مدير إدارة الرقابة الجنائية في شرطة دبي: «هناك جرائم سرقة ترمز الى رومانسية المرأة وطبيعتها العاطفية، مثل حالة فتاة في العشرينات من عمرها دخلت مركزاً تجارياَ كبيراً، ويبدو أنها تتمتع بحب المغامرة، فقد اختارت متجراً شهيراً وتجولت بدون تركيز حتى حددت أهدافها، وسرقت زجاجتي عطر وبيجامتين رجاليتين، لكنها لم تجد الفرصة لإهدائها إلى الشخص الذي سرقت من أجله. وألقي القبض عليها قبل الخروج بالمسروقات.

جرائم مالية
يؤكد المقدم الجلاف أن المرأة أيضاً تورطت في جرائم إصدار الشيكات دون رصيد، وتكون غالبية المجرمات هنا من الموظفات أو سيدات الأعمال. وذكر في هذا السياق قضية فتاتين إماراتيتين على درجة علمية عالية، وكانتا تشغلان مركزين مرموقين. وقد أنشأتا محافظ وهمية، وأحداهما استغلت صديقاتها وأقاربها وحصلت على مبالغ مالية وصلت الى أكثر من 40 مليون درهم، ثم ادعت خسارتها للمبلغ وهي حالياً تقضي عقوبة السجن في قضية واحدة، ولا تزال أكثر من 11 قضية مقيدة ضدها أمام المحاكم. والأخرى استغلت شبكة الانترنت وفتحت محفظتها الوهمية. وبدأت تحصيل مبالغ مالية بغرض التجارة في بضائع عبر الانترنت، ومن ثم امتنعت عن سداد الأرباح التي وعدت بها المودعين، بعدما حصلت على أكثر من 50 مليون درهم منهم، وقد القي القبض عليها وهي حالياً موقوفة على ذمة تلك القضايا المسجلة تحت قضايا الاحتيال والنصب.

 جرائم إلكترونية
تورطت المرأة أيضا كما يقول نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي لشؤون الرقابة الجنائية في جرائم إلكترونية ناتجة عن الغيرة والرغبة في الانتقام مثل تشويه سمعة صديقاتها عبر الانترنت،  سواء بنشر صورهن أو بياناتهن الشخصية ومعلومات تسئ إليهن، وهي من الجرائم الشائعة التي باتت تلجأ إليها بعض النساء للثأر من غريماتهن، وغالبية المتورطات في هذه الجرائم إما طالبات صغيرات السن أو نساء متزوجات تملكتهن غيرة من غيرهن.

حتى المخدرات
وأكد انه من خلال الدراسة أيضاً تبين أن المرأة تورطت في جرائم نقل المخدرات وأجرت معدات لتجار المخدرات في دول أسيوية، واستعملت جسدها لابتلاع كبسولات هيرويين لنقله الى دول أخرى مقابل آلاف الدولارات. ومؤخراً ضبطت نساء يشاركن مع عصابات مضاعفة الأموال والسحر والشعوذة، هذا بخلاف المضبوطات في جرائم ممارسة الدعارة.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080