تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

المذيع الأردني وزوجته المغربية

 لقطات تلفزيونية من مسلسل «عصابة بابا وماما» لهاني رمزي ونيكول سابا كانت لها مفعول السحر في حياة المذيع الأردني السابق عز الدين وزوجته الكوافيرة المغربية سناء. تحوّلت الأمسية إلى جلسة عمل خططا خلالها لجريمتهما، وتحوّل مشهد كوميدي في المسلسل إلى بداية جريمة حقيقية! تحقيقات النيابة كشفت عن تأثر الزوجة المغربية بمسلسل «عصابة بابا وماما»، واستلهامها جريمتها من مشاهدة تصرفات الفنان هاني رمزي والنجمة نيكول سابا. فراحت الزوجة تخطط لجريمتها ووافقها زوجها المذيع السابق مرغما بعدما أصبحت جميع السبل مسدودة أمامه وتضاعفت ديونه!


ظنت الكوافيرة أنها ستنجح في الواقع كما نجح هاني ونيكول في التلفزيون، فنفذت المشاهد نفسها. لكن الحقيقة شيء والدراما شيء آخر، اذ لم تنته الجريمة نهاية سعيدة، وفي لحظات ضاع كل شيء، انهار الحلم، وضاعت الـ100 ألف جنيه التي كانت في يد سناء وعز لمدة 6 ساعات فقط.
وجدا نفسيهما أمام العميد عرفة حمزة مفتش مباحث وسط الجيزة، وسرعان ما انتقل المشهد إلى قسم شرطة الدقي، ثم النيابة، ثم السجن، وتحوّلت ضحكات المذيع وزوجته إلى دموع على المستقبل الذي ضاع.
النيابة واجهت المذيع وزوجته بتهمة السطو المسلح على محل مجوهرات، وقررت حبسهما وإحالتهما على محاكمة عاجلة بعد أن تسببا بإشاعة الذعر في حي الدقي، وسرقا مجوهرات قيمتها 100 ألف جنيه من محل صائغ عجوز.
اعترافات المتهمين كشفت حكايتهما التي بدأت بقصة حب من خلال شبكة الإنترنت، دارت مشاهدها بين الأردن والقاهرة والدار البيضاء، وانتهت في السجن، وشبح عقوبة تتجاوز 10 سنوات.


اعترافات

كشفت اعترافات المذيع الأردني السابق عن حكايته الدرامية، فقد بدأ حياته العملية في قناة «البداية»، ولكنه اضطر لترك العمل لظروف خاصة، وحسم أمره، وقرر مغادرة الأردن والسفر إلى مصر ليعيش مع أمه المصرية الأصل.
بدأت الظروف تعاند المذيع الذي ضاقت به الدنيا، ورغم أن والدته تمكنت من توفير وظيفة له في مكتب عقارات، فإن أحواله المادية لم تتحسن. واتجه عز إلى الإنترنت بحثاً عن ضالته، وأمضى ساعات في غرف الدردشة يشكو همومه لصديقته الجديدة المغربية سناء التي أكدت له أنها تعاني من الظروف القاسية نفسها. واستمرت حواراتهما لساعات، وتحوّلت الصداقة إلى قصة حب، وعرض عليها المجيء إلى القاهرة ليتزوجا، ووافقت سناء التي وجدت في عز الإنسان الذي تبحث عنه.
تم الزواج في القاهرة، وعاشت سناء مع حبيبها أجمل أيام العمر، لكن الواقع كان يُخفي الكثير من المفاجآت غير السارة، فقد حاصرت الديون العروسين اللذين عاشا بعض الوقت في شقة والدة عز. وفاجأت سناء زوجها بأنها اقترضت من أمها 20 ألف جنيه لإقامة مشروع، وحاولت أن تستأجر شقة في مدينة السادس من أكتوبر لإقامة محل كوافير، لكنها اكتشفت أن الأسعار باهظة فعادت مع زوجها إلى منطقة فيصل التي تسكنها والدة عز، واستأجرت شقة وأقامت فيها مشروعها الذي لم يحقق أدنى نجاح بسبب منافسة عشرات المحلات في المنطقة نفسها.
بدأت الديون تحاصر الزوجين، وغرق عز في الاستدانة من أصدقائه وجيرانه، وازدادت الأزمة تصاعداً حينما أرسلت والدة سناء رسالة لابنتها طلبت فيها رد الـ 20 ألف جنيه بسبب ضيق اليد عند أسرة سناء التي تعاني أيضاً من الديون.


مغامرة

لم يكن أمام سناء سبيل سوى التفكير في حلول سريعة وغير تقليدية، كانت تحلم بثروة تهبط عليها من السماء... أفاقت من شرودها وخالت أن الجريمة ستحل مشكلتها، وانتبهت إلى مسلسل «عصابة بابا وماما» الذي تذيعه إحدى القنوات الفضائية!
تابعت حلقاته بتمعّن وكأنها تدرس السيناريو، ولاحظ زوجها ما يحدث وسألها عن سر اهتمامها بهذه الحلقات، وأكدت له أن هذا المسلسل يحمل لهما الحل، وحينما لاحظت الدهشة على وجه زوجها قالت له: سننفذ معاً ما يفعله هاني رمزي ونيكول سابا في المسلسل، سوف نسرق محل مجوهرات بالأسلوب نفسه.
ازدادت الدهشة في وجه الزوج، وبدأ الاعتراض لكن زوجته تابعت حديثها قائلة:
صدقني أن ما أقوله لك هو الحل الأمثل والوحيد لجميع مشاكلنا، قد يكون السجن مصيرنا في حالة استمرار الديون، ولا سبيل سوى المغامرة.
ظهرت علامات التفكير العميق على وجه الزوج الذي أدرك أنها محقة في ما تقوله، فالمغامرة هي السبيل الوحيد طالما أن كل السبل تؤدي إلى السجن.


صورة بالموبايل!

اختارت الزوجة محل المجوهرات، واشترى زوجها مسدس صوت، دخلا المحل الذي لم يكن فيه سوى صاحبه العجوز وأحد الزبائن.
تظاهرت سناء وزوجها بمشاهدة عدة أطقم من المجوهرات المستوردة، وأبدت إعجابها بطقم سعره يتجاوز الـ 100 ألف جنيه، وأكدا لصاحب المحل أنهما سيعودان إلى منزلهما للتشاور قبل اتخاذ القرار النهائي.
جلست الكوافيرة مع زوجها يراقبان المحل من بعيد، كانا ينتظران لحظة خروج الزبون. مضت دقائق ثقيلة قبل أن يصبح صاحب المحل بمفرده، وبسرعة عادت سناء وزوجها الى المحل، وشهر المذيع بمسدسه في وجه الجواهرجي العجوز، وطلب منه طقم المجوهرات بسرعة، وحينما هم الجواهرجي بإطلاق جرس الإنذار أطلق عز رصاصة فشنك في الهواء فأثار الذعر في المنطقة، وانتزعت زوجته المجوهرات، وهربا بسرعة.
تمكن أحد جيران الجواهرجي من تصوير المتهمين بالموبايل، وتم إبلاغ الشرطة التي بدأت جهودها لكشف ملابسات الحادث، وأكد المجني عليه أن المتهمين كانا يتحدثان بلهجة عربية.
كثف رجال المباحث جهودهم، وتم حصر جميع العرب الموجودين في محافظة الجيزة. وفي مكتب رئيس مباحث الدقي تم تشكيل غرفة عمليات لمقارنة صور العرب بصور المتهمين التي تم التقاطها فتم تحديد عز وزوجته.
حصلت الشرطة على إذن من النيابة، وتم التوصل الى منزل المذيع الأردني وزوجته، في مفاجأة قاسية للمتهمين قبل أن ينعما بالمجوهرات التي سرقاها منذ 6 ساعات. واقتيد المذيع وزوجته إلى قسم الشرطة حيث توالت اعترافاتهما المثيرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078