تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المرأة القوية سحر طلعت مصطفى في أول حديث لها

يلقبونها في عائلة «طلعت مصطفى» بالمرأة القوية، وهو ما ظهر واضحاً في مساندتها الصلبة لشقيقها هشام طلعت مصطفى طوال شهور محاكمته في قضية سوزان تميم. إنها السيدة «سحر طلعت مصطفى»، التي ظلت صامتة طوال شهور المحاكمة، لم تتحدث أبداً، كانت تحضر الجلسات وترفض الإدلاء بأي تصريحات، رغم دورها القوي في مساندة شقيقها، بل التنسيق بين فريق الدفاع عنه أيضاً، لكنها التزمت الصمت طويلاً ثم قررت أن تتحدث للمرة الأولى. تكلمت معنا عن حقيقة وجود صفقة أبرمتها في باريس مع أسرة سوزان تميم لتتنازل عن القضية، وتحدثت أيضاً عن سبب غياب شقيقها طارق طلعت عن جلسات المحاكمة، وما يتردد عن خلافه مع هشام، والثغرات والألغاز الموجودة بالقضية، وانقسامات فريق الدفاع وغيرها من الاعترافات.


سحر طلعت مصطفى من أهم الشخصيات بالنسبة الى شقيقها هشام، فهي الأخت التي لم تفارق شقيقها طوال جلسات المحاكمة، وهي التي كانت تنسق خطة الدفاع بين المحامين، وتحرص على زيارة شقيقها أسبوعياً في سجنه لتشدّ من أزره، واعتبرت براءته قضية عمرها، وأكدت أن شغلها الشاغل هو إنقاذ شقيقها الأكبر من محنته. هي صلبة، قوية، حاسمة، لكنها لم تستطع إخفاء دموعها في اللحظات التي كان فيها موقف هشام في القضية يزداد صعوبةً بينما تعود الابتسامة إلى وجهها في اللحظات التي يبدو فيها أمل في القضية.

سألناها: - هل أنتِ واثقة من براءة هشام؟
فقالت: كلي ثقة في عدالة ونزاهة القضاء المصري، وأعرف جيداً أن شقيقي ليست له علاقة بما حدث لسوزان تميم، فهو رجل أعمال ناجح يزن أفعاله جيداً، ولا يُغامر بتاريخه وسمعته، ولا يقامر بما وصل إليه من نجاح حتى يتورط في مثل هذه الجريمة البعيدة تماماً عن شخصيته. طبيعي أن يصدر هذا الكلام عن شقيقته! أسألوا جميع من تعاملوا مع هشام حتى تتأكدوا أن هذا ليس كلامي وحدي، فهو شخص شديد الذكاء لا يورط نفسه مطلقاً في أي مشكلة، والأيام المقبلة ستثبت صحة كلامي.


الصفقة

- الجميع يتحدثون عن صفقة بملايين الدولارات حدثت بينكم وبين أسرة سوزان تميم فما هي الحقيقة؟

سمعت وقرأت أشياءً كثيرة عن هذا الموضوع، وأصدرت الأسرة وفريق الدفاع عن هشام عدة بيانات تخصّ هذا الشأن، فليس منطقياً أن ندفع ملايين الدولارات لننفي عن هشام تهمة لم يرتكبها، والسؤال لماذا لم نعقد هذه الصفقة في البداية، والإجابة أننا لم نفكر في هذا الأمر من الأساس، فهو شأن خاص بالسيد عبد الستار تميم وزوجته.

- طالما أنه لم تكن هناك صفقة، إذن ما هو تفسيرك لتنازل أسرة سوزان عن الحق المدني في القضية؟
صدقوني أنا علمت بهذا التنازل من وسائل الإعلام. كنت خارج مصر وبإمكانكم أن تسألوا عبد الستار تميم نفسه عن أسباب تنازله، وإن كنت أعلم أنه اقتنع ببراءة هشام، وتأكد من عدم تورطه في الجريمة وسارع الى إعلان موقفه الجريء الذي نشكره عليه.

- لكن تردد أنكِ سافرت إلى باريس لمقابلة عبد الستار تميم لعقد هذه الصفقة ما ردّك؟
شرّ البليّة ما يضحك، البعض فسّر غيابي عن الجلسات الأخيرة للمحاكمة ونسج من وحي خياله هذا السيناريو الوهمي، والحقيقة أنني سافرت إلى باريس لحضور حفل انتهاء الدراسة لابنتي، التي تدرس هناك، وأردت أن أكون معها في هذه المناسبة وانتهزتها أيضاً فرصة لإجراء بعض الفحوص الطبية، ولم يكن هناك أي لقاء بيني وبين أي فرد من أسرة سوزان.

- لماذا في رأيكِ ردد البعض أنك كنت وسيطاً في تلك الصفقة؟
أصابتني الدهشة حينما علمت أن البعض فسّر سفري بهذا الشكل، وتم الترويج لهذا السيناريو الغريب، ولا أعرف لماذا يتم الزج باسم أسرتنا في كل تطوّر يحدث، وكما علمت فإن عبد الستار تميم تحدث إلى الإعلاميين عقب تنازله عن الادعاء بالحق المدني ولم يُخف شيئاً.


ألغاز

- لماذا كانت العلاقة بينكم وبين الإعلام متوترة منذ بدء القضية؟

أنا وجميع أفراد أسرتي نحترم كل العاملين بوسائل الإعلام لأنهم في النهاية يؤدون واجبهم، وفريق الدفاع عن هشام متعاون جداً مع الإعلاميين، لكنني أرفض اختلاق بعض الأخبار، وأرفض أيضاً محاولات البعض للتأثير على المحاكمة، خاصة أن الجولة الأولى شهدت محاكمة إعلامية لهشام وإدانة له قبل أن يصدر حكم المحكمة، وألا يجب أن تكون وسائل الإعلام قاضياً، لأن القضية كما تابع  الجميع بها العديد من الألغاز التي لم يتم حسمها حتى الآن، وسيحاول فريق الدفاع عن شقيقي إثارتها خلال المرافعات.

- ماذا تقصدين بالألغاز؟
هناك مفتاح للقضية يحمله وكيل نيابة دبي علي شعيب، الذي لم يمثل بعد أمام محكمة الجنايات مثلما طلب الدفاع، خاصة أن شعيب اتهم إليكس الإنكليزي في بداية التحقيقات بقتل سوزان تميم، وحبسه بالفعل أربعة أيام قبل أن يتم إخلاء سبيله، لكن خط سير القضية تحوّل بعد ذلك إلى اتهام شقيقي. وهناك أيضاً 35 بصمة في موقع الحادث مجهولة، لم يتم مضاهاتها ببصمات من كانوا يترددون على سوزان تميم، بالإضافة إلى ثغرات كثيرة في تقرير الطب الشرعي. وأترك لفريد الديب وبهاء أبو شقة والدكتورة آمال عثمان، وباقي أفراد فريق الدفاع هذه المهمة، ونحن جميعاً نثق في قدرات هؤلاء المحامين الأكفاء.


خلاف

- لكن يُشاع وجود خلافات بين أفراد فريق الدفاع؟

هذا الكلام يتردد منذ فترة طويلة، رغم قيام فريد الديب وبهاء أبو شقة بنفيه، والاثنان علاقتهما جيدة وهناك تنسيق كامل بينهما، وكل منهما يختص بجزء في القضية، بالإضافة إلى وجود متابعة دقيقة من هشام نفسه لخطوات فريق الدفاع عنه، كلّهم هدفهم واحد هو إظهار الحقيقة أمام المحكمة.

- في رأيك لماذا أدان الرأي العام هشام واعتبره شريكاً في الجريمة قبل أن يصدر الحكم؟
الرأي العام لم يكن كله في اتجاه إدانة هشام، هناك من كانوا يدركون أن القضية مليئة، كما قلت، بالألغاز لكن البعض الآخر تأثّر بما نُشر، خاصة أنه لم يتم تسليط الضوء على الثغرات، فمن يتابع القضية يعرف أن بها ثغرات عديدة، ولا يمكن أن يكون هشام متورطاً في هذه الجريمة بأي حال، والدليل الأساسي المستخدم ضده تسجيلات صوتية هاتفية لا تدل عن شيء، ومن الممكن العبث بها، ولا يصح قانوناً الاستناد إليها وأترك هذا الأمر للمحكمة وفريق الدفاع.

- لماذا لم يحضر شقيقك طارق جلسات المحاكمة، وهل صحيح أن هناك خلافات بينه وبين هشام؟
أنا أحرص على حضور جميع الجلسات بالنيابة عن أسرتي كلها، خاصة أن طارق مشغول بإدارة شؤون مجموعة طلعت مصطفى الاقتصادية، بالنيابة عن باقي الأشقاء، وهو دور مهم للغاية، ويحرص طارق على زيارة هشام وليس مهماً أن يتواجد في الجلسات، وفي النهاية كلنا قلب واحد ولا خلاف بيننا.

- من يزور هشام في السجن وكيف يقضي أيامه؟
أسرته كلها تزوره، والدته وأبناؤه، وأشقاؤه وزوجته، ونحاول أن نشدّ من أزره، وقبل الزيارة يمكن أن تتابع مشهد المئات من أبناء مدينة الإسكندرية يحيطون بالسجن، ويطلبون منا أن نبلغ هشام دعواتهم له بالنجاة من هذا البلاء، وهشام يعيش بشكل طبيعي في السجن يصلّي ويقرأ القرآن كثيراً، ويدعو الله أن تنفرج هذه الأزمة.


طلبات حاسمة


انتهى الحديث مع سحر طلعت مصطفى، ومع اقتراب موعد الجلسات الأخيرة أعدّ فريق الدفاع عن هشام عدة طلبات حاسمة، منها الإصرار على انتقال هيئة المحكمة أو مَن تُنيبه إلى دبي لمعاينة موقع الحادث، والفندق الذي كان يقيم فيه محسن السكري، وبناية الرمال التي ارتكبت فيها الجريمة، واتفق الدفاع  على المطالبة أيضاً باستدعاء ومناقشة علي شعيب وكيل نيابة دبي، الذي اعتذر من قبل عن عدم الحضور، وأكد فريد الديب أن السرّ يكمن عند هذا الرجل وظهوره على الساحة من شأنه أن يقلب القضية رأساً على عقب.
وعلمت «لها» أن بهاء أبو شقة سيركز في مرافعته على الدفاع عن هشام طلعت فقط دون أن يشير إلى نفي الاتهام عن محسن السكري.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079