تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

قضية مثيرة... زوج يتهم زوجته ببيع طفلتهما

قضية مثيرة وجديدة لم تشهدها المحاكم المصرية من قبل: زوج يتهم زوجته ببيع طفلتهما بعد ولادتها بأيام، وجاءت الزوجة إلى المحكمة ومعها أغرب رد من الممكن أن تستمع إليه، اذ أكدت أنها لم تكن حاملاً من الأساس، فأصيب الزوج بالذهول واتهمها بالكذب، وسارع الى تقديم أدلته التي تثبت صحة كلامه وطلب من الطب الشرعي الكشف على زوجته ليؤيد كلامه... وتوالت مفاجآت هذه القضية الغريبة من نوعها!

في قاعة المحكمة كانت المفاجأة أكبر من قدرات الزوج الشاب شكري الذي وجه سهام اتهاماته إلى زوجته سامية، وانتظر منها أن تدافع عن نفسها أو تبرر فعلتها الشنعاء، لكنه تلقى صدمة قوية لم تكن تتوقعها المحكمة نفسها. فحين اتهم الزوج زوجته ببيع طفلته الرضيعة إلى مافيا تجارة الأعضاء البشرية بعد ولادتها بأيام، ردت الزوجة بهدوء، ووجهة كلامها إلى رئيس المحكمة: «زوجي يكذب، فأنا لم أكن حاملاً مطلقاً، ولا يوجد طفل من الأساس».

اكتفت الزوجة بهذه الكلمات التي كانت أشبه بالقنبلة! تسمر شكري في مكانه، ونظر إليه رئيس المحكمة وطلب منه أن يرد على الزوجة... مضت دقائق ثقيلة كان عنوانها الصمت، وانفجر الزوج مؤكداً أن زوجته لا تقول الحقيقة، طالباً أن يتم عرضها على الطب الشرعي، وقدم للمحكمة المستندات التي تثبت أنها كانت حاملاً.

فقررت المحكمة عرض الزوجة على الطب الشرعي للتأكد من صحة اتهام الزوج، وبقيت القضية معلقة، وظل السؤال حائراً: هل كان هناك طفل أم لا؟ وتحولت المعركة القضائية والطبية بين الزوجين إلى حديث الجيران الذين شهدوا جزءاً من الخلافات التي بدأت قبل فترة بسيطة.

البداية كانت شديدة التقليدية تحدث في كل بيت مصري، نظرت الأم إلى ابنها شكري الذي تجاوز عامه الثامن والعشرين، وطلبت منه أن يتزوج حتى يسعد قلبها قبل أن يداهمها الموت. وارتسمت الابتسامة على وجه الموظف الشاب الذي قرر ترك مهمة اختيار الزوجة لأمه.

وبدأت الأم رحلة البحث عن عروس مناسبة، ولم تطل فترة البحث اذ سرعان ما عثرت على ضالتها، شابة من أسرة متوسطة الحال على مقدار معقول من الجمال، هادئة الطباع. وعادت الأم إلى ابنها بهذه البشرى.

حددت والدة شكري موعداً لزيارة أسرة سامية، وتم التعارف وحددوا موعداً للزفاف. كانت سعادة الزوج بلا حدود اذ وجد في عروسه ضالته، فهو منذ سنوات يرسم في مخيلته صورة لعروس تشبه سامية، وها هو قد عثر عليها.

تم الزواج، وعاش معها أجمل أيام حياته. ظن شكري أن الدنيا ابتسمت له، وازدادت فرحته حينما زفت إليه سامية البشرى، أكدت له أنها حامل، لم يصدق شكري نفسه فأحلامه كلها تتحقق تباعاً، زوجة جميلة، وبيت هادئ بلا مشاكل، وأخيراً طفل سيأتي ومعه الفرحة.

لم يكن الزوج يعرف ماذا تخفي له الأيام المقبلة، فالدنيا دائماً لها وجهان. اقترب موعد الولادة، وكان الزوج شديد الحرص على صحة زوجته، فراح يساعدها في أعمال المنزل، وينتظر بفارغ الصبر لحظة وصول طفلته.

قبل أيام من الولادة طلبت من زوجها أن يتركها تمكث بعض الأيام عند والدتها حتى توفر لها مناخاً أفضل، ووافق الزوج، فلم يكن يهمه في النهاية إلا مصلحة زوجته وصحتها.

وجاءت الأيام الحاسمة، علم الزوج أن زوجته اتجهت إلى المستشفى للولادة، وطلبت منه حماته ألا يزورها في الوقت الحالي حفاظاً على صحتها، وخوفاً من أي عدوى قد تنتقل إليها. الكلام لم يكن منطقياً لكنه استجاب، خاصة أن حماته أكدت له أن زوجته ستعود بعد يومين إلى منزلها.

الزوجة: زوجي يحلم فلم أكن حاملاًً من الأساس
وعادت الزوجة بالفعل، ولكنها كانت تحمل مفاجأة قاسية هبطت على الزوج كالصاعقة، أكدت له أن الطفلة ماتت بعد ساعات من ولادتها. جن جنون الزوج وسألها لماذا لم تبلغه بهذا الأمر في حينه.

أخيراً استرد الزوج شتات نفسه، وقرر الامتثال للأمر الواقع، وعاد يمارس حياته من جديد. وفجأة أصيبت زوجته بوعكة صحية، فسارع الى إحضار الطبيب الذي طلب تقريراً عن حالتها الصحية قبل الولادة وبعدها.

ذهب الزوج إلى المستشفى ليحصل على التقرير الطبي، واكتشف أن سامية لم تدخل المستشفى من قبل... تسمر في مكانه وهو يستمع الى هذه المعلومة المثيرة، فعاد إليها ليواجهها بما توصل إليه، فأنكرت واتهمت المستشفى بالإهمال في الإجراءات ولم تعطه إجابة يرتاح لها قلبه.

ظل شكري يبحث عن تفسير ولكنه لم يتوصل إلى شيء. الزوجة أصبحت أكثر غموضاً، فقرر أن يحاصرها بشكوكه. وكانت المفاجأة، هربت سامية وتركت منزل الزوجية بحجة غضبها من شكوك زوجها، واتجهت إلى منزل أسرتها.

لم تنته المفاجآت عند هذا الحد، اذ اكتشف شكري أن أحوال أسرة زوجته تغيرت تماماً، فالأسرة كانت تعيش تحت حد الفقر، ولكنها الآن تعيش في مستوى أفضل، اندهش شكري ولم يجد إجابة عن سؤال حائر: من أين أتت أسرة سامية بهذه الأموال؟

 الزوج: زوجتي باعت ابنتنا بعد ولادتها
وبدأ الزوج يتعرض لتهديدات من أسرة الزوجة، وطلب منه والدها الابتعاد عن الزوجة ونسيانها إلى الأبد، واستمرت شكوك شكري الذي عرف من الجيران أن زوجته باعت مولودتها لعصابة أطفال تخصصت في الاتجار بالبشر، وحصلت على مبلغ كبير.

لم يصدق شكري ما سمعه ولم يتخيل أن أماً يمكن أن تبيع مولودتها، ولكن الجيران كلهم أكدوا للزوج صحة هذه المعلومة التي تطابقت مع واقع أسرة سامية الذي تغير تماماً بهذه الأموال الحرام!

لم يتمالك الزوج نفسه، فسارع الى مواجهة زوجته بما توصل إليه لكنها قابلته ببرود، وطلبت منه أن يفعل أي شيء يريده فهي لن تتأثر. حينذاك أدرك أن هذه المعلومات حقيقية.

ووصلت الى الزوج معلومة بأن عصابة الاتجار بالبشر وقعت في قبضة العدالة أخيراً، فاتجه إلى النيابة علّه يحصل على معلومات تقوده إلى ابنته لكنه لم يتوصل إلى شيء.

قدم الزوج بلاغاً إلى النيابة اتهم فيه زوجته بالتورط مع عصابة الاتجار بالبشر، وبيع ابنتها إليهم بعد ولادتها. ووصلت القضية إلى المحكمة، حيث أصرت سامية على إنكار ولادتها وحملها من الأساس، وأكدت أن زوجها واهم!

يقول الزوج: «ما زلت غير مصدق ما حدث، تجاوزت سامية كل الحدود ولم تحترم حبي لها، ولا كونها أماً، وباعت ابنتها ببضعة ألوف. ومن المؤكد أن أسرتها تعلم بما حدث لأنها غيرت حياتهم بهذه الأموال التي تقاضتها بعد بيع ابنتي. وقد اعترفت سامية في جلسة عرفية بأن ابنتي ماتت وهي الآن تنكر الحمل، والطب الشرعي سيكشف الحقيقة آجلاً أم عاجلاً».

وخلال أيام تحسم المحكمة القضية بعد توقيع الكشف على الزوجة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079