الدكتورة خولة الكريّع
قلّد خادم الحرمين الشريفين، كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير تحقيقها إنجازات عدة بحثية مميزة. وأعربت الدكتورة خولة الكريّع عن شكرها وتقديرها لخادم الحرمين الشريفين على الثقة الملكية الغالية، عادّةً هذا التكريم الذي تشرفت به تكريماً لها ولجميع الأطباء والعلماء. وأكدت مواصلة العمل بجد وإخلاص لجعل المملكة نبراساً يُحتذى به في هذا المجال. ويعد منح الدكتورة خولة الكريع وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لإنجازاتها العلمية في مجال بحوث السرطان. وهي أول مواطنة تحصل على هذا التكريم الذي يعد إعلاناً رسمياً وتدشيناً فعلياً للمرحلة الثالثة من مسيرة المرأة في السعودية. مجلة لها التقت خولة الكريع وكان هذا الحوار السريع معها.
- ماذا يعني لك وسام الملك عبدالعزيز؟
وسام موحّد هذه البلاد المغفورله الملك عبدالعزيز هو أعلى وسام تقديري في مملكتنا الغالية، ولا شك أن الحصول عليه هو شرف وفخر لأي مواطن أو مواطنة يحصل عليه.
حصولي على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى هو تكريم للعلم والعلماء ودليل على إيمان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن العلم هو أساس النهضة والسيادة بين الدول، وكوني أول امرأة تحصل على وسام بهذه الدرجة فهو أيضاً تكريم لكل امرأة سعودية، ودليل على أن ولي الأمر ينظر بعين العدل والمساواة لجميع أبناء هذا الوطن من ذكور وإناث.
- كيف تلقيتِ خبر تكريمك وممن ؟
كنت أعمل في المختبر عندما جاءتني مكالمة هاتفية من كل من الدكتور فهد العبدالجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين والمشرف العام على العيادات الملكية ورئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والدكتور قاسم القصبي الرئيس العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يزفون لي خبر حصولي على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
- حدثينا عن إسهامات السعودية في مجال مكافحة مرض السرطان؟
لاشك أن مملكتنا الحبيبة قطعت أشواطاً طويلة في مجال محاربة السرطان وذلك من خلال توفير المراكز العلاجية المتخصصة وتوفير أحدث ما توصل إليه العلم من وسائل علاجية من جراحة وأدوية كيماوية وإشعاعية.
نحتاج إلى دفع عجلة التثقيف والوعي في أهمية الفحص المبكر الاحترازي عن السرطانات التي يمكن اكتشافها مبكراً والقضاء عليها قبل انتشارها، كسرطان الثدي، عنق الرحم والقولون. والحقيقة أن هناك العديد من الجهات الرسمية والجمعيات السعودية التي تعمل مشكورة في نشر الوعي الصحي وأهمية الفحص المبكر إلاّ أني أعتقد أننا بحاجة الى المزيد من تضافر الجهود الى الوصول للهدف المنشود.
إسهامات السعودية البحثية في مجال السرطان أمر أصبح يشار إليه بالبنان في المحافل العلمية العالمية ، ولقد ساهمت أبحاثنا في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الوصول إلى العديد من النتائج المبهرة وخاصة في سرطان الغدد الليمفاوية، وكانت نتائجنا اللبنة الأولى التي بنى عليها العديد من البحوث في هذا المجال في الدول الغربية.
- المرأة السعودية قادرة على الإبداع إذا وجدت بيئة تشجعها، ما هو دور الأهل في تميزك وحصولك على جوائز متعددة في مجالك؟
هذا من الأسئلة التي تعطي صورة نمطية عن المرأة وكأنها ذلك المخلوق الضعيف المحتاج دائماً إلى من يمسك بيده على المضي في دربه. الحقيقة أن المرأة وعلى الرغم من الأنوثة التي ميزها الله بها إلا أنها تتمتع بقوة هائلة، فإن عملت وأرادت الوصول فإنها ستتمكن من ذلك في النهاية. هذا ليس نكراناً لجميل أسرتي وأهلي وكل من دعمني في مسيرتي إلا أنني أرى هذا السؤال يتكرر على المرأة الناجحة ولا يطرح على الرجل الناجح، مع أننا البشر سواء ذكوراً كنا أو إناثاً، بدون دعم ومحبة من حولنا، من أسرة وأهل، لا نستطيع المضي قدماً. فشكراً لله الذي منحني أسرة وأبناء داعمين ومساندين لي في دربي.
- ما الفرق بين وسام الملك عبدالعزيز وجائزة جامعة هارفارد الأمريكية؟
نعم حصلت على جائزة هارفارد للتميز العلمي، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريم في محافل دولية عدة، ولا أخفي عليك، فرحت بها جميعاً لكن والله سعادتي بتكريمي على أرض وطني سعادة لا تضاهيها سعادة أخرى. كيف لا وقد منحني خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، شرفين، شرف الحصول على وسام الملك عبدالعزيز وشرف الوقوف بين يديه والسلام عليه، والدنا وقائد مسيرتنا أطال الله في عمره.
- ما الصعوبات الحقيقية التي واجهتك أثناء دراستك العليا التخصصية في أمريكا؟
الحقيقة الصعوبات التي واجهتها كانت معظمها تنحسر في وجود نظرة نمطية، فيها نوع من عدم إنصاف المرأة السعودية، فكان المجهود الملقى على عاتقي مضاعفاً.
هناك المجهود العلمي والمجهود الشخصي في العمل على تمثيل بلدي ومحاولة تغيير الفكرة المغلوطة لديهم عن المرأة العربية بصورة عامة، والسعودية بصورة خاصة وإعطائهم نموذجاً عما يمكن أن تكون عليه المرأة السعودية الواعية عندما تتاح لها فرصة الإبداع.
- يعتقد البعض أن الحسد له دور في السرطان فما حقيقة ذلك؟
السرطان علمياً هو خلل جيني في الخلية الطبيعية، فتفقد الخلية قدرتها الطبيعية في السيطرة على النمو والوفاة مما ينتج عنه تكاثر عشوائي في هذه الخلايا وبالتالي يحدث الورم.
الإختلالات والتشوهات الجينية التي تحدث في الخلية هي مزيج من أسباب وراثية وبيئية، وتحتاج هذه الاختلالات لفترة طويلة قبل أن تتسبب في ظهور المرض السرطاني، وبالتالي لا نستطيع علمياً إقحام الحسد كعامل مسبب للسرطان. -
إنجازات الدكتورة خولة
- الدكتورة خولة الكريع تشغل حالياً منصب رئيس مركز أبحاث الملك فهد لأورام الأطفال، التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض. وهي تقود فريقاً علمياً يتبنى برنامجاً بحثياً فريداً وذلك للتعرف على البصمة الوراثية لدى مرضى السرطان السعوديين. وأثمر البرنامج نتائج علمية متميزة تم نشرها في مجلات علمية عالمية.
- ترأست مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني منذ عام ٢٠٠٥ و قدمت حتى الآن ٧٠ بحثاً علمياً وأكثر من ٣٠٠ ورقة علمية.
- في عام ٢٠٠٧ فازت الدكتورة خولة بجائزة هارفارد للتميز العلمي. وجاء اختيارها من قبل أعضاء هيئة التدريس في الكلية بعد مراجعة وفحص دقيقين للسيرة الذاتية لجميع المتنافسين، ومدى تميز وثراء مستواهم العلمي من خلال البحوث الطبية المقدمة من قبلهم. حيث أن عدد المتنافسين لهذه الجائزة فاق الـ٣٠٠ طبيب، من بينهم أميركيون وأوروبيون.
الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السحيمي مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن
«تكريم الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ،
من خادم الحرمين الشريفين كباحثة وعالمة سعودية ومنحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى يرمزان للرعاية والتشجيع والاهتمام بالبحث العلمي عامة، والبحث العلمي في المجال الطبي بشكل خاص، وهو تكريم للعلماء والأطباء والباحثين.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024