«فاقد الشيء يعطيه»
هن نساء ضحايا واقعهن الذي وسم وجوههن، تعرّضن لأبشع أنواع التعنيف الذي لا يزول ككدمة أو صفعة، بل هن مشوهات من قبل رجل غيّور أو آخر متعجرف أضرم الحقد بمظهرهن بواسطة النار أو «الأسيد». لم يرزحن تحت الحقيقة بل تخطّت بعضهن حاجز العنف الماثل كل ما نظرن إلى المرآة عبر مركز Depilex Beauty Clinic الواقع في أحد أرقى أحياء العاصمة الثقافية الباكستانية لاهور.
وقد منح هذا الأخير المرأة الباكستانية «الضحية-الحيّة» فرصة مزاولة عمل في مجال التجميل وتقديم الخدمات للطبقة البرجوازية لإعادة إحياء أحلام وتطلعات ما قبل الجريمة الذكورية. خبيرات تجميل خرقن المثل القائل بإنّ «فاقد الشيء لا يعطيه» وانطلقن في رحلة حياة جديدة ما زالت تهمّش حقوقهن رغم آلام الحروق العميقة والآثار النفسية التي لا تلتئم.
وقد قرّرت مسارات مصباح سيدة أعمال باكستانية إحتضان هؤلاء «الباقيات» بعد «الزوال» الجمالي الخارجي بعد أن تأثرت بإحداهن وهي تطلب وظيفة. وقد قام فيما بعد مشروعها الإنساني الذي يساند هؤلاء ويواكب مشوار علاجهن النفسي والجسدي، وباتت مناهضة شرسة للتمييز والتعنيف الإجتماعي اللاحق بالمرأة الباكستانية عبر مؤسسة «إبتسم مجدداً».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024