تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ألكسندرا الضحية رقم 2

مع أنها توقعت- وإن بينها وبين نفسها- أن تكون في قبضة الشرطة بسبب مهنتها التي تعد أقدم مهنة في التاريخ، فإن الكسندرا ك  لم تكن تتوقع يوماً أن تكون بهذه الشهرة، وان اسمها سيتداول في دول عدة أو ستكون محط أنظار وسائل الإعلام.                                          

الكسندرا الأذربيجانية التي تبلغ من العمر 24 عاماً، وجدت نفسها فجأة اسماً مهماً في تحقيقات الشرطة والنيابة، بل واسماً يُتداول على مواقع الانترنت والصحف ومواقع الأخبار، وأخيراً محل حكم بالسجن لمدة 6 أشهر صادر ضدها من محاكم دبي، والسبب ليلة واحدة ليست مثل كل الليالي التي أمضتها في وقت سابق، لأنها كانت ليلة مع شخص أصبح أيضاً اسماً شهيراً في عالم الجريمة لاتهامه بارتكاب أبشع جريمة وقعت على أرض الإمارات وسمعت بها مشارق الأرض ومغاربها، وهى جريمة قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم التي وقعت في إمارة دبي في الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو الماضي.
الكسندرا التي لا تجيد العربية، فتاة جميلة وممشوقة القوام طويلة وذات شعر مسترسل طويل، فيها كل مواصفات الجمال. تُشعر من يجلس معها بأنها طفلة بريئة ليس لها تجارب. كانت في حالة من الذهول مما يحدث معها، ولا تدري ماذا حدث بالضبط إلا بعد القبض عليها. ومازالت تصر على أنها لم ترتكب جرما لكي تعاقب عليه، إلا أن الأجهزة الأمنية، وبمحض الصدفة، عرفت أنها تمارس الرذيلة وقدمت للمحاكمة بهذه التهمة.
«لها» التقت الكسندرا داخل سجن النساء في دبي، ومن خلال الحديث تبين أنها من أذربيجان لا كما نُشر على أنها من أوكرانيا. ودار معها الحوار الآتي:

- متى حضرت إلى دبي وما سبب  قدومك؟
حضرت منذ سبعة أشهر بفيزا زيارة، وكانت المرة الأولى التي أزور فيها دبي. ولأنني أمتلك محل ملابس في بلدي أذربيجان، قررت استيراد ملابس من دبي لمحلي، خاصة انني سمعت ورأيت أنها مدينة تجارية.

- ولكنك لم تغادري بعد انتهاء مدة زيارتك، لماذا؟  
قررت البقاء بعض الوقت للسياحة والتنزه، وحتى أتعرف إلى دبي جيداً. ولذلك أقمت مع مجموعة من الصديقات بشقة في منطقة بر دبي.

- هل كنت تمارسين الدعارة؟
إطلاقاً، أنا كنت أعيش فترة سياحة فقط.

- من أين كانت مصاريف تلك الاقامة في دبي ومصدر دخلك لتعيشي كسائحة؟
كانت والدتي ترسل إلي أموالاً من أذربيجان.

- ولكن شرطة دبي أكدت أنك كنت تمارسين الدعارة؟ 
لا لم أمارس الدعارة في أي وقت.

- هل تعرفين محسن السكري؟
نعم تعرفت عليه يوم 24 تموز/يوليو في ملهى ليلي بدبي، وجلسنا معاً وعرفني بنفسه، وأعطاني بطاقة تعريف فيها كل أرقام هواتفه. وابلغني انه يقيم في فندق الهيلتون في المارينا، وأمضينا وقتاً داخل الديسكو في ذلك اليوم، ومن ثم انصرف كل منا إلى مسكنه على وعد بلقاء آخر.
ولكني فوجئت به في اليوم التالي يتصل بي هاتفياً ويخبرني انه غيّر مكان إقامته من فندق الهيلتون إلى فندق «الواحة» في المنطقة نفسها وتواعدنا على اللقاء في اليوم التالي، وبالفعل تقابلنا وتنزهنا في عدد من الديسكوهات ومراكز التسوق، ولكني لم اذهب معه إلى الفندق ولم أمارس معه الجنس.

- ولكنك زرته في الفندق وصورتك الكاميرات في مدخل فندق «الواحة» أثناء دخولك معه؟
وجه إلي دعوة الى العشاء مساء يوم 27 من الشهر نفسه داخل الفندق الذي ينزل فيه. ذهبت إليه وتناولنا العشاء وسهرنا، ثم دعاني معه إلى غرفته وصعدت معه وجلسنا وفتح جهاز «اللاب توب» الخاص به، وعرض عليّ صورة طفلة في العاشرة من عمرها، وأخبرني أنها طفلته وانه يحبها كثيراً، إلا أنها تعيش مع أمها المنفصلة عنه في مصر.  كما عرض صوراً لأصدقاء له، وعرض عليّ الذهاب معه إلى مدينة شرم الشيخ والزواج منه، إلا انني أبلغته انه إذا كان لديه رغبة في الزواج مني، فلا بد أن يكون ذلك في بلدي أولاً، ثم أذهب معه إلى شرم الشيخ. وعند الساعة الثالثة صباحاً تقريباً (...)، ونمت في غرفته حتى الصباح. وعند الثامنة صباحاً غادرت الغرفة وأبلغني وقتها انه سيغادر دبي في ذلك اليوم عائداً إلى بلده لأنه اشتاق الى رؤية طفلته، وتواعدنا على التواصل هاتفياً، بعدما أعطاني أرقام هواتفه في مصر. وغادرت فعلياً في الثامنة صباحاً.

- هل تلقيت مالاً مقابل هذه الليلة من محسن السكري؟
لم آخذ أي مال في يدي، ولكني فوجئت بأنه وضع داخل حقيبة يدي مبلغاً من المال شاهدته بعدما غادرت الفندق وكان 3 آلاف درهم.

- قيل انك أمضيت برفقته ليلتين، وهناك إحدى المرات كانت هناك زميلة لك ترافقك؟
- لا، (...) مرة واحدة فقط، وصديقتي أخذتها معي مرة أثناء وجودنا في الديسكو لكي تراه بعدما عرض عليّ الزواج لأعرف رأيها فيه، وبعد رؤيتها له قالت لي أن شكله جيد ولا مانع من الزواج منه.

- بماذا شعرت وأنت برفقته؟
كان شخصاً لطيفاً وحنوناً وطبيعياً. فقط ما لفت نظري فيه انه كان دائم التحدث في الهاتف النقال وبكثرة مع أشخاص لا أعرف عنهم شيئاً، خاصة انه كان يتحدث معهم باللغة العربية، بينما كان يتحدث معي بالانكليزية.

- ألم يخبرك عن سبب حضوره إلى دبي؟
أخبرني انه رجل أعمال وجاء لإنهاء بعض شؤونه التجارية.

- هل أخبرك عن سنه وعن عمله في السابق؟
نعم، قال انه يبلغ من العمر 39 عاماً، ولكن لم يخبرني عن طبيعة عمله السابق، فقط عرفت منه انه رجل أعمال.

- هل احتسى الخمر معك؟
نعم، كأساً واحدة فقط وأنا معه، وللحق كان إنساناً طبيعياً. 

- متى عرفت انه ارتكب جريمة قتل أو انه متهم بارتكاب جريمة قتل؟
عرفت ذلك بعد القبض عليّ في الشقة التي أعيش فيها بعد يوم من الحادث. يومها عرفت انه متهم بارتكاب جريمة، ولكن لم اعرف الشخصية التي قيل انه قتلها، وعرفت لاحقاً أنها مطربة معروفة.

- وماذا عن شعورك بعد علمك بالاتهام الموجه اليه؟
تملكني الرعب، وكلما تذكرت انه يمكن أن يكون قد ارتكب مثل هذه الجريمة البشعة أشعر بالخوف والرعب، وأتخيل انه كان من الممكن أن يقتلني لو امتدت علاقتي معه أياماً بعدها.

- هل سعدت عندما طلب منك الزواج؟
نعم لأنه شخص وسيم وحنون وخفيف الظل أيضاً.

- كيف تعيشين الآن داخل السجن؟ وماذا عن أسرتك؟
والدتي حضرت إلى دبي عندما علمت بالقبض عليّ، إلا أنها غادرت لانتهاء فترة الزيارة. وحالياً أعيش حزينة، لأنني لم أكن أتوقع القبض عليّ لمجرد انني تعرفت الى شخص، وأعتبر نفسي غير محظوظة على الإطلاق.

- هل سمعت أو شاهدت شيئاً من جلسات محاكمة السكري بجريمة القتل في بلده مصر؟
لا لم أشاهد شيئاً، وأنا لا أريد رؤيته ثانية. فهو قاتل كما علمت وجسدي يقشعر عندما أعود بذاكرتي وأتخيل اللحظات التي أمضيتها معه.

- هل اشترى أمامك سكيناً وأغراضاً تخصه؟
اشترى يوماً بعض الأشياء، ولكني لم أعرف ماذا اشترى بالضبط، فقد كان يشتري ملابس، ولكن لا أعرف تحديداً باقي أنواع ما اشتراه.

- هل ألقى القبض على زميلاتك في الشقة؟
نعم ألقي القبض على الجميع، إلا انني لم أجد أحداً منهن في  السجن معي، أنا فقط التي صدر ضدها حكم، وارتبط بحكم بالسجن لمدة سنة لمحسن السكري.

- حدثينا عن شعورك الآن؟
لا أدري، فانا مذهولة من كل ما اسمع. فجأة أصبح اسمي يتردد كثيراً في الصحف، وتم التحقيق معي بشكل مكثف، لكنها تجربة وسوف أحاول نسيانها من ذاكرتي، إلا أن ذلك صعب للغاية.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077