الدكتور علي جمعة مفتي مصر
حذر الدكتور علي جمعة مفتي مصر من انتشار تقاليع غريبة على المجتمعات العربية والإسلامية مثل الإفطار على الأغاني والسحور الراقص والتي تعد تضييعاً لحكمة الصيام ومبارزة لله بالمعاصي ورفض تعميم الحكم بتحريم الخيام الرمضانية لأن الحكم عليها يتعلق بما يقدم فيها من الأنشطة الحلال أو الحرام وهاجم من ترتدي الحجاب في رمضان فقط وسرعان ما تخلعه وكأنها كانت مسجونة فيه مع أنه فريضة إسلامية تأثم من لا ترتديه. وانتقد الكسالى الذين يتخذون من الصيام فرصة للنوم نهاراً والسهر ليلاً في المعاصي بل إن هؤلاء يعدون سبة في جبين الإسلام. ودعا إلى استثمار الفرصة العظيمة في الشهر الفضيل لمغفرة الذنوب بدلاً من الإغراق في التسلية.
- ونحن في بداية الشهر الفضيل بمَ تنصح الصائمين حتى يخرجوا منه مغفوراً لهم؟
أوصي نفسي والمسلمين بالتسابق إلى كل خير والتعاون على البر والتقوى والبعد عن كل ما حرم الله من سائر المعاصي والقيام وعمل الخيرات لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».
ترغيب وترهيب
- نريد رسالة ترغيب وترهيب ونحن في بداية الشهر الفضيل؟
لا شك أن من يصوم ويجتهد في العبادة هو الفائز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ومن يفرط فيه هو الخاسر. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً أصحابه بدخول رمضان: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة ينزل الله فيه الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ويباهي الله بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله». وأوضح ثمرة أو ثواب من يستثمره بقوله: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
استقبال رمضان
- ما الذي ينبغي على المسلم أن يستقبل به شهر رمضان؟
ينبغي للمسلم أن يستقبله بالاستعداد لإحياء ليله بالقيام ونهاره بالصيام وتلاوة القرآن والصدقة والبر والإحسان لأن كل دقيقة من هذا الشهر فيها ثواب عظيم والمسلم قد لا يدركه مرة أخرى، فهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، والمسلم يتعرض لنفحات ربه في هذه الأيام العظيمة.
- متى تسقط فريضة الصيام على المسلم ولا يكون مطالباً بالفدية أو القضاء حتى الموت؟
إذا أفطر الصائم بعذر واستمر العذر إلى الموت، فقد اتفق الفقهاء على أنه لا يصام عنه ولا فدية عليه لعدم تقصيره، ولا يلحقه إثم لأنه فرض لم يتمكن من فعله إلى الموت فسقط حكمه كالحج.
الخيام الرمضانية
- انتشرت في السنوات الأخيرة «الخيام الرمضانية» فما حكم الشرع فيها؟
يتوقف حكم الشرع فيها على ما يقدم فيها إن كان خيراً مثل دروس العلم ومساعدة الفقراء وقول المعروف فهي حلال بل علينا الإكثار منها، أما إذا كانت تقدم فيها الأغاني والرقص وكل ما يؤدي إلى النظر المحرم والاستماع الى الأغاني المحرمة لتكون صورة من صور الملاهي المحرمة فإن من ينظمها آثم شرعاً وكذلك من يذهب إليها بل ومن قرر إنشاءها لأنه ومن أستن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ولاينقص ذلك من ذنوبهم شيئاً، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نتسابق في الخيرات ونبتعد عن المعاصي.
السحور والإفطارالراقص
- تعلن بعض الخيام الرمضانية عن الإفطار على أنغام الموسيقى والسحور على وصلات راقصة فهل أمثال هؤلاء يقبل صومهم؟
هذه كلها بدع شيطانية حولت رمضان من شهر الحسنات إلى شهر المكاسب المادية فقط وإغراق الناس في اللهو ليس في النهار فقط من خلال الأفلام الخليعة ولكن في الليل أيضاً من خلال أحدث المسلسلات بل في لحظات حاسمة ينبغي أن يكون فيها الصائم قريباً من ربه وقلبه حاضراً حتى يدعو ربه القبول وقت الإفطار الذي فيه دعوة لا ترد، ونفس الحال وقت السحور أو السحر الذي تتنزل فيه البركات وينبغي على المسلم أن يستعد لبدء صوم يوم جديد والإكثار من الدعاء والاستغفار وصلاة القيام، فإذا بشياطين الإنس يفكرون في إضاعة هذا الثواب العظيم وقت الفطر والسحور، ولا شك أن هذا كله يقلل ثواب الصائم إن لم يُضِعْه.
حجاب رمضان
- ما حكم الشرع في اللواتي يرتدين الحجاب في رمضان فقط؟
على المسلمة أن تلتزم الحجاب الشرعي في رمضان وغيره من الشهور، وبما أن رمضان شهر التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء ويجعله منطلقاً للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله وتجعله محل رضا، وعلى ذلك فعلى المسلم الذي أكرمه الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره في رمضان أن يستمر على ذلك.
موائد الرحمن
- ما حكم الشرع في موائد الرحمن؟
ثوابها عظيم وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء». ويؤكد هذا المعنى في حديث آخر يقول فيه: «من أفطر فيه - أي في رمضان - صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر عليه الصائم؟ فقال: «يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مزقة لبن» وهذا يدل على عظيم الثواب لمن فطر الصائم ولعظم هذا الثواب صار دعاء يدعى به ويرجى قبوله من الله حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إذا طعم عند أحد من الناس «أفطر عندكم الصائمون» أي أعطاكم ثواب من فطر صائماً وعلى المسلم ضرورة أن ينتبه إلى ضرورة إخلاص النية لله في ذلك وأن يكون قصده رضا الله لا رياء ولا سمعة حتى يكون عمله مقبولاً عند الله.
المرخص لهم بالفطر
- من هم الذين يرخص لهم الإفطار في رمضان؟
الذين يرخص لهم بالإفطار في رمضان هم أهل الأعذار الشرعية وهم:
أولاً: المسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ أكثرمن أربعة وثمانين كيلو . ثانيًا: المريض الذي يلحقه مشقة إذا صام أو يسبب تضاعف المرض عليه أو تأخر الشفاء فهذا يرخص له في الإفطار.
ثالثًا: الحائض والنفساء لا يجوز لهما الصيام في حال الحيض والنفاس ويحرم عليهما الصيام، وكذلك الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو خافتا على ولديهما أبيح لهما الإفطار، وكذلك المريض مرضًا مزمنًا لا يُرجى له شفاء وكذلك الكبير الهرم.
وهناك من يؤمر بالقضاء كالمسافر والمريض مرضًا يرجى شفاؤه والحائض والنفساء والحامل والمرضع كل هؤلاء يجب عليهم القضاء لقوله تعالى: «فعدة من أيام أخر» آية 184 سورة البقرة . أما من لم يستطع القضاء ويعجز عنه عجزًا مستمرًا كالكبير الهرم والمريض المزمن فهذان ليس عليهما قضاء وإنما يطعمان عن كل يوم مسكينًا لقوله تعالى: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين» سورة البقرة: آية 184.
نية الصيام
- هل يشترط أن تبيت نية الصيام لكل يوم على حدة؟
رغم اختلاف الفقهاء ما بين مشترط لتبيت النية كل يوم لفظياً وبين قائل بجواز جمع صيام الشهر بنية واحدة في أوله لفظياً فإن هناك رأياً ثالثاً فيه تيسير حيث يعتمد على النية التي هي عمل قلبي لأن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصوم وبلا شك فإن هذه الإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، وهذه هي النية للصوم الصحيح. ومع هذا فالقول الراجح أن نية صيام رمضان في أوله كافية فلا يحتاج إلى تجديد النية لكل يوم.
- ما حكم من أكل أو شرب في نهار الصيام ناسياً؟
ليس عليه بأس وصومه صحيح لقول الله - سبحانه - في آخر سورة البقرة: «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» آية 286 سورة البقرة . وقال صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: «من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة».
- كثير من الناس يصلون صلاة التراويح بسرعة غير عادية حتى إنها قد لا تستغرق معهم سوى دقائق معدودات، فما هي مواصفات الصلاة المقبولة؟
أهم شروط الصلاة التي يحصد صاحبها الثواب العظيم الأداء في الجماعة في بيوت الله القائل: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين»، وقال تعالى: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» وقال: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون».
كسل الصائمين
- يوجه غير المسلمين انتقاداً شديداً لفريضة الصيام بسبب كسل المسلمين وقلة إنتاجهم، فماذا تقول فضيلتكم في الأمر؟
هؤلاء لم يفهموا الصيام على حقيقته لأن الإنسان يكون أكثر صحة بسبب الصيام لقول رسول الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا» ومن هو أكثر صحة يجب أن يكون أكثر إنتاجاً، لكنّ قوماً جعلوا صيامهم حجة وعذراً عن تقصيرهم في أداء واجباتهم على الوجه الحسن. هؤلاء آثمون لأن رمضان شهر العمل والبذل والعطاء، وقد وقعت فيه أكبر الانتصارات في الإسلام قديماً وحديثاً، وأولها غزوة بدر، وآخرها انتصار العاشر من رمضان على إسرائيل، وبينهما انتصارات أخرى عديدة.
سوء فهم
- نائمون في النهار، ساهرون في الليل ويدّعون أنهم صائمون، فهل أمثال هؤلاء يقبل صيامهم؟
من حيث الحكم الفقهي فإن الصيام صحيح ما لم يحدث ما يفسده، ولكن الكلام هنا يقلل من ثواب الصيام خاصة أنه قد حرم من ثواب أداء الصلوات في مواقيتها وترك صلاة الجماعة وبالتالي يأثم أشدّ الإثم. ومن المؤسف حقاً أن كثيرًا من الناس اعتادوا السهر فإذا أقبل الفجر تسحروا وناموا النهار وتركوا الصلوات المفروضة، وهذا ما جعل بعض الفقهاء يقول لا يصح الصيام ممن لا يصلي رغم أن جمهور الفقهاء يرى أن كلاً من الصلاة والصيام فريضة مستقلة. ويزيد الطين بلة أن السهر يكون للهو واللعب أو فعل المحرمات التي يزداد إثم فعلها في رمضان، ونخشى أن يضيع ثواب صيامهم لقوله تعالى: «وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً» آية 23 سورة الفرقان.
- عندما ينام الصائم قد يحتلم في نهار رمضان فهل هذا يفسد الصوم؟
احتلام النائم يكون دون دراية منه وبالتالي فهولا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة.
- ماذا لو احتلم بعد صلاة الفجر مثلاً وأخّر الغسل إلى الظهر؟
صيامه صحيح ولا بأس عليه من الناحية الشرعية.
السحور وضوابطه
- هل التوقف عن الأكل في السحور يكون مع بدء الأذان أم مع نهايته؟
من الأحوط لمن نوى الصيام الحرص على إنهاء السحور قبيل الفجر إن أمكن، فمن لم يستطع فالأفضل أن يتوقف عند بدء الأذان للخروج من الخلاف الفقهي، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» وقوله: «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه».
- ما المقصود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة»؟
من المعروف أن السحور هو الأكل قبيل الفجر وهو مستحب شرعاً لفوائده الجسمانية لمن نوى الصيام لأنه يجعله أكثر قدرة وصحة، فضلاً عن ان وقت السحر هو من الأوقات المباركة التي يستحب فيها الدعاء المقبول وكثرة الاستغفار لقوله تعالى: «وبالأسحار هم يستغفرون» وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر».
الحامل والمرضع
- ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرت في رمضان؟
لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا لعذر، فإن أفطرتا لعذر وجب عليهما قضاء الصوم لقوله تعالى في المريض: «فمن كَانَ منكم مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» آية 184 سورة البقرة وهما بمعنى المريض وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من القمح أو الأرز أو التمر أو غيرها من قوت الآدميين، وقال بعض العلماء ليس عليهما سوى القضاء على كل حال.
تيسير فقهي
- ماذا لو أصبح الزوجان على جنابة ولم يتمكنا من الاغتسال قبل الفجر؟
لو جامع الرجل أهله قبل الفجر ولم يغتسلا إلا بعد طلوع الفجر ليس عليهما حرج فقد ثبت عن النبي أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم. ويفضل أن يتم الاغتسال قبل طلوع الشمس وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة.
- لو طهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر ولكنهما لم تغتسلا هل صيامهما صحيح؟
الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر ليس عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح، ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة قبل طلوع الشمس، بل يجب على الجميع المبادرة بالغسل قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا صلاة الصبح في وقتها.
- يستخدم البعض بخاخات إزالة الروائح الكريهة من الفم فهل هذا يبطل الصيام؟
ليس هناك بأس في استعمال ما يزيل الرائحة الكريهة من الفم في حلق الصائم طالما كان ذلك طاهراً مباحاً ولا يؤدي إلى ما يفطر، ولهذا يجب أن تستخدم في أضيق الحدود والأولى البعد عنها إذا شك الصائم أنه قد يصل منها شيء إلى جوفه.
- ما حكم استخدام العطور والبخور في رمضان؟
هذه ليست من جنس الطعام والشراب أو شهوات النفس وليس فيها تقوية للبدن كالإبر المغذية، وعليه فلا حرج في استعمال العطور والبخور. إلا أن بعض العلماء نصحوا على أنه لا يستنشق البخور.
صلاة التراويح
- هل صلاة التراويح فرض في رمضان وماحكم من لم يصلها؟
صلاة التراويح سنة والسنة يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، وعن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته، فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال: أما بعد: فإنه لم يخفَ عليّ شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها.
شروط المرأة
- صلاة المرأة للتراويح رغم أنها عبادة إلا أنها سبب للمشكلات في بعض الأحيان، أيهما أفضل لها صلاتها في بيتها أم المسجد؟
يجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» ولأن هذا عمل الصالحين في كل العصور بشرط أن تكون متحجّبة غير متطّيبة ولا ترفع صوتها ولا تقوم بأي قول أو فعل يؤدي إلى فتنة الرجال وهذا يتطلب إخلاص النية لله حتى تنال الثواب من الله كاملاً لقوله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» آية 31 سورة النور.
تعجيل الفطر
- ما حكم من لم يشته الإفطار في وقته وفضل التأخير لعدم الشعور بالجوع؟
من السنة تعجيل الإفطار حتى لو لم يكن المرء بحاجة إليه لأمور منها التّأسي والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصيل الخير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخّروا السحور» وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعجّل الفطر. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يُفطر ولو على شَربة ماء.
قضاء ما فات
- يعتقد البعض أنه لا يقبل صيام رمضان الحالي لمن لم يقض ما فاته في رمضان الماضي فهل هذا صحيح؟
هذا اعتقاد خاطئ ولا أساس له في الدين، لأنه إذا التزم الصائم بآداب وأحكام الصيام فصيامه مقبول، وننصحه أن يسارع بقضاء ما عليه بمجرد انتهاء رمضان الحالي، على أن يطعم عن كل يوم مسكيناً عن كل يوم أخره إن كان التأخير لغير عذر، ويكتفي بالقضاء وحده إن كان التأخير لعذر معتبر شرعاً وليس لكسل أو تهاون.
- إذا مات إنسان وعليه صيام بسبب المرض المزمن ولم يكن يصلي وأراد ورثته أن يبروه فماذا يفعلون؟
ليس على ورثته إلا الإطعام عنه، أما الصلاة المكتوبة فلا يصلي أحد عن أحد وهم غير ملزمين بذلك. ومع هذا إذا صلى أحدهم عن الميت تطوعاً وأهداه له أو صام عنه تطوعاً وأهداه له فإنه حسب آراء بعض الفقهاء يصل نفعه الى الميت.
- قرأنا أن قضاء الأيام يجب أن يكون متتابعًا وقال آخرون إنه يجب أن يكون متفرقًا فماذا تفعل من عليها أيام قضاء؟
المسألة خلافية بين أهل العلم ولكن لا يشترط التتابع من باب التيسير على من عليه أيام يجب قضاؤها سواء كانت امرأة أو رجلاً ممن أفطروا لعذر شرعي.
- هل القيء يفسد الصوم؟
القيء من الأمور التي تحدث للإنسان رغما ًعنه وبدون تعمد، ولهذا لا يفسد الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ذرعه - أي غلبه - القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء»، أما من تعمد القيء فعليه قضاء اليوم الذي أفطره بسبب القيء.
- يتهاون البعض عمدًا في نهار رمضان فماذا عليه؟
إذا أفطر بأكل أو شرب في نهار رمضان متعمدًا فقد فعل محرمًا شديد التحريم ويجب تأديبه لأنه لا يكفيه صيام الدهر كله وإن صامه، وعليه التوبة الصادقة والإمساك بقية يومه ثم قضاء ذلك اليوم لعل الله أن يعفو عنه.
- ما مقدار الإطعام الذي يقدم للمسكين؟
يعطي كل مسكين نصف صاع من الطعام المعتاد في البلد.
- من عليه كفارة الإطعام هل يجوز إطعام المساكين مرة واحدة على مائدة في وجبة واحدة؟
يرى جمهور الفقهاء أنه من الأفضل تمليك المسكين الطعام ليكون حر التصرف فيه حسب مصلحته،أي إطعامه طعاماً غير مطبوخ، فهذا أنفع له بالتصرف، أما المطبوخ فلا ينتفع به إلاّ بالأكل.
- هل يمكن استبدال إطعام المسكين بإعطائه نقوداً ليشتري هو الطعام لنفسه؟
من المعروف أن الإطعام لكل مسكين يكون بإطعامه وجبتين كاملتين، وفي الوقت نفسه يمكن تقدير قيمتهما نقوداً وتقديمها للمسكين ليشتري الطعام الذي يناسبه، ومن زاد في ذلك سواء في الإطعام أو المال أو عدد المساكين فله مزيد من الأجر لأنه زاد في فعل الخير، وهذا ما فسره الفقهاء في قوله تعالى: «فمن تطوع خيراً فهو خير له».
- رمضان شهر القرآن فأيهما أفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى المصحف المرتل؟
لا شك أن القراءة من المصحف أفضل من استماعه وأكثر ثواباً لقَولَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا» لا أَقُولُ: «(الم) حَرْفٌ وَلَكِنْ (أَلِفٌ) حَرْفٌ (وَلام) حَرْفٌ (وَمِيم) حَرْفٌ» وكان صلى الله عليه وسلم يجمع بين الأمرين، أي القراءة من المصحف والسماع له، ويختص السماع بوجوب الإنصات له كما قال تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» آية 204 سورة الأعراف.
زكاة الفطر للأقارب
- زكاة الفطر هل يجوز إخراجها إلى الأقارب الفقراء حتى إن كانوا في بلد آخر غير الذي يقيم فيه الإنسان؟
الأصل في الزكاة أنها تخرج لأهل البلد الذي يقيم فيه المزكي ولكن إذا وجد له أقارب أشد احتياجاً من أهل بلده فيجوز له إخراجها إليهم، وفي هذه الحالة يكون أجره أكبر لأن فيها صلة رحم.
- نقرأ دائماً أن القرآن أنزله الله في ليلة القدر، فكيف يكون ذلك مع أنه كان ينزل في مناسبات ومواقف مختلفة؟
نزل القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل مفرقاً على الرسول صلى الله عليه وسلم في مدة تصل إلى ثلاث وعشرين سنة. ويصح أن يفهم أنه تم الابتداء في إنزال القرآن في ليلة القدر.
ضوابط الاعتكاف
- الاعتكاف يعد بوابة ذهبية لحصد الحسنات طوال العام وخاصة في رمضان، فماذا يقصد بالاعتكاف أصلاً وماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل خلال الشهر الفضيل؟
عرف الفقهاء الاعتكاف بأنه لزوم المسجد لطاعة الله، وهو سنة مؤكَّدة في كل الأوقات وليس في رمضان فقط، ومع هذا فإن أفضل أيامه العشر الأواخر من رمضان حيث روت أم المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفّاه الله عز وجل، ثم اعتكفت أزواجه من بعده. ووصف أبو هريرة ما كان يفعله النبي فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيّام فلما كان العام الذي قُبض فيه أعتكف عشرين يوماً.
- إذا كان الجماع يفسد الاعتكاف لقوله تعالى: «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد»، فما هو الحكم في مقدمات الجماع؟
يحرم على المعتكف أن يفعل ما يؤدي إلى الجماع، كالتقبيل وما يشبهه، وبالتالي ننصح المعتكف في المسجد أن يبتعد عن الجماع وكل مقدماته حتى ينال الثواب كاملاً.
- اعتكاف رجال الأعمال هل يمنعهم من متابعة أعمالهم؟
ينبغي للمعتكف ألا يشغل نفسه بالأعمال الدنيوية من بيع وشراء وتجارة لأن ذلك لا يتناسب مع الأهداف السامية التي اعتكف من أجلها، وهي التخفف من كل ما يشغله عن طاعة الله.
- هل الاعتكاف مقصور على رمضان فقط؟
عند الشافعية يجوز الاعتكاف في أي يوم غير رمضان، حتى ولو ساعة من الزمن بالمسجد، وأقل مدة للاعتكاف قدر ركعتين وينال المعتكف ثواباً عنها إذا نوى الاعتكاف لأنه لابد من النية.
- يوم صومكم يوم فطركم يوم نحركم، هل هذا حديث نبوي؟
يوم صومكم يوم نحركم يوم سنتكم الجديدة، هذه قاعدة فلكية وليست بحديث، وهي أغلبية وليست كلية، وقد ضربه الإمام أحمد مثلاً لحديث الموضوع الذي اجتمعت فيه العلل كلها من انقطاع وكذب الراوي والتدليس فهو باطل.
صيام المسافر بالطائرة
- المسافر بالطائرة لمسافات طويلة ويتحمل الصيام كيف يحسب موعد إفطاره؟
الصائم يفطر في الجو عندما تغيب الشمس وفي النقطة التي هو فيها، ولا يفطر بتوقيت بلده أو البلد الذي يمر عليه، بل عند غروب الشمس بكامل قرصها في عينه هو، فإذا شق عليه ذلك فليفطر للمشقة الزائدة في المركبة في السفر، فلو أفطر حينئذ فإنه يكون عليه أن يقضي يوماً مكان ما أفطر، وما يقوله قادة الطائرات من الإفطار على ميقات البلد الأصلي أو البلد الحالي دون مراعاة غياب الشمس أمامهم غير صحيح شرعاً.
- ولكن الشمس قد تغيب لفترة فيفطر الصائمون ثم تعاود الظهور، فما حكم الصيام مع ظهور الشمس من جديد؟
في الحالة التي تغيب فيها الشمس ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة وهنا يفطر الصائم ولا يلتفت لردها وعودتها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024