تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

والد محسن السكري «ابني بريء والقاتل امرأة»

مع اقتراب موعد صدور حكم الإعدام ضد هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، تأزمت الأمور أكثر فأكثر داخل عائلة هشام، خصوصاً بعد ظهور شقيقه الأكبر طارق في أحد البرامج التلفزيونية لينفي وبشكل قاطع اتهامات فريد الديب بتورّط بعض شركات المقاولات الكبرى في إغراء السكري ودفعه لاتهام هشام طلعت بتحريضه على ارتكاب هذه الجريمة مما يؤثر بالسلب على دفاع محامي هشام ويضربه في مقتل!

علمت «لها» أن هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال الشهير قرر استدعاء ابنه الأكبر عمر الذي يدرس في أميركا ليكون متحدثاً باسمه واستبعاد أي شخص آخر من الأسرة عن الحديث باسمه. ومنذ أيام وصل من الولايات المتحدة الأميركية بالفعل عمر نجل هشام طلعت وذلك بعد رسالة من والده يطالبه فيها بالحضور سريعاً، واستجاب عمر الذي قارب عامه الحادي والعشرين. استقبل الأب ابنه في سجنه بمزرعة طره في لقاء قارب الساعتين بحضور محاميه فريد الديب.

طلب هشام من نجله الأكبر الاستقرار في مصر، وعدم العودة الى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته. وأوضح رجل الأعمال الذي ينتظر حكم الإعدام أنه يحتاج الى ابنه البكر في هذه الظروف.
بكى هشام خلال لقائه ابنه، وطالبه بأن يكون على قدر المسؤولية، ويتحدث باسمه في جميع المحافل. ورفض الأب أن يستغلّ اسمه أي من أفراد أسرته بمن فيهم أشقاؤه وذلك بعد ظهور طارق طلعت الشقيق الأكبر لهشام في أحد البرامج التلفزيونية لينفي تورط شركتين كبريين في مجال المقاولات في الزج باسم هشام في القضية مما وضع فريد الديب المحامي في حرج بالغ لأن تصريح طارق أضعف موقف هشام، وضرب الدفاع عنه في مقتل، لأن الديب حاول خلال المرافعات أن يبرّر سبب محاولة محسن السكري الزج باسم هشام في القضية.

واتهم الديب مسؤولي شركة مقاولات بتحريض السكري على هذه الفعلة للتخلّص من هشام طلعت وهو المنافس الأكبر بشركته، ولكن بعد تصريح طارق أصبح الوضع متأزماً أمام الدفاع عن شقيقه الذي يواجه حكم الإعدام. شهدت آخر جلسات القضية مفاجآت من العيار الثقيل حينما أكد فريد الديب المحامي تلقي أسرة هشام طلعت مصطفى خطاباً من مجهول تم تسليمه في استقبال فندق الفورسيزونز الذي يمتلكه هشام.

مضمون الخطاب يطالب أسرة رجل الأعمال المتهم بدفع 200 مليون يورو مقابل حصول هشام على البراءة. أكد الديب أن هذا الخطاب يعكس محاولات ابتزاز ربما أراد البعض أن يمارسوها ضد هشام طلعت مصطفى، وربما كان المحامي يقصد بعض المدعين بالحق المدني الذين أصروا على المطالبة بالملايين كتعويض. أكد الديب أن أسرة هشام طلعت تلقت خطاباً آخر بعد إبلاغها المحكمة بمضمون الخطاب الأول. الخطاب الثاني كان يحتوى على وعد صريح بإعدام هشام والسكري، ولم تتح الفرصة لفريد الديب لتقديم هذا الخطاب للمحكمة بسبب إغلاق باب المرافعة.

وبعيداً عن فريد الديب فإن الأقوال تضاربت في ما يخص الاستعانة بمحامين آخرين للانضمام لفريق الدفاع عن هشام طلعت وتمثيله أمام محكمة النقض حيث تردد اسم الدكتور شوقي السيد المحامي الشهير الذي كان يحمل ملف القضية في بدايتها، لكن فريد الديب أصرّ على قيامه منفرداً بالدفاع عن هشام طلعت والاكتفاء بمشاركة المحامي حافظ فرهود فقط.

وأجرت أسرة هشام طلعت اتصالات بالمحامي الشهير بهاء أبو شقة الذي انسحب من المرافعة قبل بداية القضية بسبب اختلاف أسلوب عمله مع فريد الديب، لكن أبو شقة لم يبد رأيه حتى الآن. وتردد أن أسرة طلعت مصطفى أستاءت من هجوم الديب على محكمة الجنايات في برنامج «البيت بيتك». وأكد اللواء منير السكري والد محسن السكري أن ابنه كان يخدم وطنه في كل مجال خلال عمله في العراق حيث ساهم في إعادة مختطفين مصريين. وكانت أجهزة الأمن في جنوب سيناء تطلب معونته في بعض الأعمال الأمنية وذلك خلال وجوده في فندق الفورسيزونز. وأكد السكري أن ابنه بريء وشكك في الملابس التي قدمتها شرطة دبي واتهمها بأنها قامت بتغيير «التي شيرت» الذي أدلي البعض أنه تم العثور عليه في مكان الحادث.

وأوضح منير السكري أن هناك أكثر من 50 ثغرة في القضية، وأن محكمة النقض ستراعي هذه الثغرات ولن تقضي بإعدام ابنه أو هشام طلعت مصطفى. وأوضح منير السكري أن ابنه اعترف بتورط هشام طلعت حينما أعلنت السلطات المصرية أنها ستقوم بتسليمه لدبي، وحينما تورط هشام في القضية لم يتم تسليمهما إلى دبي لأهمية هشام. وأكد السكري أن هشام منح ابنه 2 مليون دولار كهدية على قتل سوزان وليس على قيامه بقتلها خصوصاً أن محسن قام بدور في مراقبتها. وأصرّ منير السكري على أن قاتل سوزان تميم سيدة وليس رجلاً، واستشهد بالملابس التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، وأوضح اللواء السابق أن جلسات النقض ستشهد مفاجآت.

تضمنت الجلسات الأخيرة للقضية تسجيلاً صوتياً لحوار دار بين هشام طلعت وبين رياض العزاوي. وبدأت القضية بهروب سوزان إلى لندن، وأرسل هشام من يراقبها، والتقطوا لها بعض الصور وأرسلوها لهشام الذي سارع بالاتصال بالعزاوي وأمطره بوابل من السباب، وهدده طالباً منه الابتعاد عن سوزان تميم.

أكد العزاوي في المحادثة أن سوزان تعيش في مكان آمن بعيداً عن قبضة يد هشام، ورفض أن يفصح له عن مكانها مؤكداً أن هذا هو طلبها، وخلال المكالمة تأكد للمحكمة أن هشام طلعت لم يكن يعلم أن رياض العزاوي يشيع أنه تزوج سوزان تميم. تقدم رياض العزاوي وسوزان تميم ببلاغ إلى إنتربول لندن بتلقيها تهديدات من هشام طلعت، لكن عبد الستار تميم والد سوزان توجه إلى الإنتربول وأكد أن بلاغ ابنته كيدي بسبب خلافات مع هشام.
وتسلّمت نيابة قصر النيل ملف قضية سوزان تميم من محكمة جنايات القاهرة.

وقرر المستشار محمد حلمي قنديل المحامي العام الأول تشكيل لجنة لتسلّم القضية وفحصها. وتم إرسال أوراق القضية إلى لجنة من دار الإفتاء تمهيداً لعرضها على مفتي الجمهورية تنفيذاً لقرار المستشار محمدي قنصوة. وشهدت زنزانة هشام بسجن مزرعة طره لقاءً مؤثراً جمعه مع والدته سيدة الأعمال. وبكت الأم، وشاركتها زوجة هشام البكاء حينما أخبرهما رجل الأعمال المحبوس أنه يعاني بشدة من آلام في ظهره. واستمرت هذه الزيارة 45 دقيقة فقط. ولا يزال الجميع في انتظار صدور حيثيات الحكم لتنكشف الأسباب التي أدت إلى اقتناع المحكمة بإصدار قرار الإعدام.

شرطة دبي تكشف أسباب الحكم في قضية سوزان تميم

اللواء المزينة: القضاء المصري نزيه والحكم الصادر بحق المتهم وشريكه عادل

أكد اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي أن قرار إحالة أوراق المتهمين في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي بشأن صدور حكم الإعدام بحقهما يؤكد نزاهة القضاء المصري، ويدحض كل الشكوك التي أثارها البعض منذ بداية المحاكمة، مشيراً إلى أن شرطة دبي أكدت ثقتها بهذا القضاء منذ يوم الإعلان عن هوية القاتل، لافتاً إلى أن «هناك شخصاً ارتكب جريمة قتل ولابد أن يحاسب على ذلك مهما كانت شهرته أو سطوته».

وحول تشكيك الدفاع في أدلة شرطة دبي، لفت المزينة إلى أن هذا تصرف طبيعي من جانب الدفاع لزعزعة ثقة هيئة المحكمة بالقرائن المقدمة إليها، لكنه لم ينجح في ذلك لقوة الأدلة التي قدمتها الشرطة. وأضاف أن الملف الذي قدمته شرطة دبي في القضية مدعوماً بالأدلة والقرائن القوية يدين شخصاً واحداً وهو منفّذ الجريمة على أرض دبي، وهو محسن منير السكري قائلاً: «نعرف السكري فقط.. لأن كل أدلة إدانته نملكها، وأما ما يتعلق بتورط هشام طلعت مصطفى في القضية فهذا أمر يرجع إلى السلطات المصرية التي بذلت جهداً كبيراً وتعاونت إلى أقصى درجة مع نظيرتها في دبي، وكشفت عن أمر تورطه مع السكري».

وحول طبيعة الأدلة التي قدمتها شرطة دبي في القضية قال اللواء خميس مطر المزينة إنها كانت متنوعة.. والسلطات المصرية هي المعنية بالنظر فيها، لكنها تدين في النهاية قاتل سوزان تميم. والأدلة عديدة ويكفي منها أكثر من 80 صورة التقطتها الكاميرات في الفندق الذي كان يقيم فيه السكري بالقرب من سكن المجني عليها، وكلها مذيلة بالتاريخ والساعة ثانية بثانية، والصور التي التقطت له داخل البرج السكني للضحية سوزان تميم».

وأكد أن الصور واضحة بما يكفي لإدانته وتورطه، حتى عندما أراد أن يتخفى «بكاب» على رأسه وقام بتقريبه من جبهته، قامت الكاميرات بكشفه من الخلف، إلى جانب الدليل الأهم وهو عينة من دم السكري والتي اختلطت بدم القتيلة أثناء عمليات المقاومة له، وأيضاً الدماء التي وجدت على ملابسه التي عثر عليها ملقاة في الطابق الأسفل من شقة القتيلة، والتي أكدتها فحوص ال «دي ان ايه» التي أجرتها الأجهزة المعنية المصرية عندما تم إرسالها ضمن الأدلة المعثور عليها، والتي تطابقت ودم السكري إلى جانب العديد من الأدلة الأخرى التي تضمنها تقرير الطب الشرعي، ومنها البنطلون «النايك» الذي ارتداه أثناء دخوله للبرج الذي كانت تقيم فيه سوزان تميم، ومن ثم قام بتغييره وإلقائه في غرفة الكهرباء، والذي تبين انه من ماركة أصلية، وعند عرضه على المسؤول عن التوكيل الخاص بتلك الماركة، استطاع أن يحدد مشتريه، وكان من أحد المراكز التجارية بمنطقة «الجميرا» حيث قام محسن السكري بشرائه ببطاقة ائتمان خاصة به.

وقال اللواء المزينة أن الأدلة كثيرة ومنها المظروف الذي حمله الجاني ليخدع به القتيلة، وعليه شعار الشركة التي اشترت منها الشقة، وعلى هذا المظروف بصماته، ووجد ممزقاً بجوار ملابسه، الى جانب استخدامه لحنفية المطبخ الذي كان قريبا من مسرح الجريمة في غسل يده من الدماء»، مؤكدا أن السكري كان وحيداً أثناء ارتكابه الجريمة، ولا توجد أدلة لوجود آخرين في مسرح الجريمة، بينما كانت مقاومة المجني عليها له كانت محدودة، لأنه هاجمها بسرعة، مما شلّ حركتها، وهذا واضح من تمكنه منها بالقرب من مدخل باب الشقة. 

وأشار إلى أن مسألة «التشكيك في توقيت تنفيذ الجريمة مردود عليه لأن من قام بوضع التقرير في مصر هو طبيب خاص، وحصل على مبالغ كبيرة، وبالتأكيد لا بد أن يشكك لأنه قادم من طرف القاتل، ولكن أؤكد له أن توقيت القتل هو المذكور في تقرير الطبيب الشرعي الصادر عن شرطة دبي، لأن الطبيب الشرعي تم استدعاؤه فور وصول بلاغ بوقوع الجريمة من ابن خالة القتيلة، وحدث ذلك في التاسعة مساءاً، وقام بالكشف على الجثة ومعاينتها، ومن خلال خبرته وعمليات الفحص تم تحديد توقيت ارتكاب الجريمة والتي توافقت مع تواجد السكري داخل البرج وعند شقة القتيلة كما بيّنتها الكاميرات الخاصة بالبرج السكني». وقال المزينة «إن أدلتنا كافية وصحيحة مائة بالمائة وتدين السكري، ونحن نتوقع من القضاء المصري إصدار العقوبة التي يستحقها على فعلته، مؤكدا أن ارتكاب الجريمة بهذه البشاعة تؤكد أن مرتكبها شخص ذو قلب ميت وكان ينتقم من الضحية، وطريقة ارتكاب الجريمة تؤكد انه قاتل مأجور.»

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077