تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

في قضية سوزان تميم

 إعدام محسن السكري وهشام طلعت مصطفى في قضية مقتل سوزان تميم حكم توقّعه البعض في حين كان صدمة للبعض الآخر ممن كانوا يتوقعون حكماً أخف. ويوم النطق بالحكم كانت قوات الأمن قد استعدت منذ ساعات الصباح الباكر لتأمين المكان بالكامل تحسّباً لأي ردود فعل. وتجمع الكثيرون أمام باب المحكمة التي شهدت  زحاماً رهيباً من محامين ومدعين ووسائل الإعلام. الكل كان ينتظر أن يسمع الحكم في تلك القضية الشهيرة بعد 8 شهور من محاكمة شهدت 22 جلسة لم يعرف الجمهور أسرار ما دار في معظمها، لأنه بعد قرار حظر النشر أصبحت الجلسات سرية، وهو القرار الذي سقط بعد النطق بالحكم.

محسن السكري حضر أولاً في سيارة الترحيلات وجلس بمفرده في قفص منفصل، لم يتحدث إلى أحد وأعطى ظهره للقاعة كلها. وجاء بعده هشام طلعت بخمس دقائق تحت حراسة مشددة، وتحدث إلى فريق الدفاع عنه وشقيقته حديثاً هامساً. وكان واضحاً عليه التوتر الشديد منذ نزوله من سيارة الترحيلات وحتى النطق بالحكم.

محسن السكري قام بتدخين الكثير من السجائر وهو داخل القفص في تعبير عن توتره الشديد. أما هشام فقسّم وقته داخل القفص ما بين قراءة القرآن والصلاة والكلام مع أقاربه، وحاول أن يطبع ابتسامة على وجهه ليوحي للجميع أنه مطمئن لكن تلك الابتسامة لم تخف قلقه الواضح، وأعرب عن تأففه من الحر الشديد، ولذلك ناوله البعض قطعة من الورق المقوى ليستخدمها في «التهوية» بعدما كان يتصبب عرقاً. وكان يتجول داخل القفص ذهاباً وإياباً من الساعة السابعة صباحاً لحظة وصوله إلى الساعة التاسعة لحظة النطق بالحكم.

شهدت هذه الجلسة اختفاء معظم المدعين منهم نبيه الوحش وطلعت السادات وكمال يونس، وكان هناك محمد حسن المحامي عن أسرة سوزان تميم لمتابعة الجلسة والذي أخبر أسرتها التفاصيل فور النطق بالحكم، وأكد أن الأسرة شعرت براحة شديدة لحظة معرفتها بالحكم وأكدوا أنهم شعروا بأن دم سوزان تميم لم يضع هدراً.   

اللحظة الحاسمة

جاءت اللحظات الحاسمة. وبعد الهدوء والصمت الرهيب اللذين سادا المحكمة خلال لحظة نطق المستشار محمدي قنصوه بحكم الإعدام، ساد جوّ من الهرج والمرج وأغمي على المتهمين، وتم نقلهما فوراً وتحت حراسة مشددة إلى سيارة الترحيلات ومنها إلى سجن مزرعة طرة. كما خرج رئيس المحكمة في حراسة أمنية مشددة بينما ثار أهالي المتهمين وتعرّض بعضهم لإغماءات حتى إن منهم من خرج من قاعة المحكمة محمولاً على الأكتاف خصوصاً أن أهالي المتهمين لم يتوقعوا أن يصل الحكم إلى الإعدام.

 وعلّق والد السكري قائلاً: إن ابنه بريء بل إن هشام طلعت مصطفى نفسه بريء وأن الجريمة فعلها شخص آخر لم يستطع الأمن الوصول إليه، وتعرّض والد السكري إلى حالة من الانهيار.

أما فريد الديب محامي هشام طلعت، فلم يحضر الجلسة وبعد النطق بالحكم أكد لنا فريد الديب أنه  لاتزال هناك فرصتان أمام هشام طلعت في مرحلة النقض، الأولى نقض يسمى بالشق المستعجل وسيطلب فيه إخلاء سبيله رغم أنه من المتوقع عدم قبوله لأنه لا يتم قبول إلا الحالات المرضية الحرجة، والفرصة الثانية نقض عادي بعد صدور حيثيات الحكم المتوقع أن تصدر خلال عشرة أيام. وأضاف فريد الديب أن هناك الكثير من القضايا التي حكم فيها بالإعدام في المرحلة الأولى من المحاكمة ثم حصل أصحابها على البراءة في النقض لأن النقض يعني محاكمة جديدة تماماً.

يذكر أن الحكم بإعدام هشام طلعت مصطفى تجاوز تأثيره المتهم وأسرته إلى مجموعته الاقتصادية الضخمة حيث تراجعت أسعار أسهمها بشكل ملحوظ فور النطق بالحكم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077