تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

حملتان في مصر لتجريم التحرّش

استطاعت نهى رشدي، صاحبة أول قضية تحرّش جنسي، تفجير الغضب الصامت داخل المصريات وجاءت من بعدها كثيرات يرفضن التحرش الجنسي بأعلى الأصوات إلا أن القانون لا ينصفهن عادة.ومع اقتراب مناقشة قانون التحرش الجنسي داخل البرلمان المصري، وبعدما تم الحكم بالبراءة لصالح المتحرشين بالمحررة الصحفية آسر ياسر، دعت آسر عبر حملتها «مش هسيب حقي» على موقع «الفيس بوك»، إلى وقفة احتجاجية تطالب بتجريم التحرش الجنسي، ولاقت استجابة بالفعل من كثيرات شاركن في تلك الوقفة الاحتجاجية ورفعن لافتات تقول: «أنا مش سلعة.. أنا إنسانة»، «كلنا نهى رشدي.. كلنا آسر ياسر»، «لا للتمييز الجنسي».
وتحكي آسر قائدة حملة «مش هسيب حقي» حكاية التحرش بها قائلة: «كنت عائدة إلى المنزل أنا وابنة أختي الصغيرة، واعترض طريقي شابان بسيارة ثم بدأ يتجمع أصدقاؤهما ويلتفون حولي، وزادت السخافات فكل واحد منهم يطلب أن يوصلني الى المنزل بالسيارة والآخر يعرض علىّ أن نمشي معاً، وعندما فاض الكيل بي وارتفع صوتي وصراخي، ولكن أحدهم خلع حزامه ليضربني به فاتصلت على الفور بالنجدة ولم تتأخر عليّ وتم القبض على اثنين فقط وهرب الباقي، وحُرر المحضر بالفعل إلا أن الحكم كان ببراءتهم لعدم كفاية الأدلة».
وتضيف قائلة: إذا كان المتحرشون ماهرين في اختيار الأماكن كيف للنساء الإثبات ؟! لقد أصابني الحكم بخيبة أمل كبيرة وشعرت بالظلم، ولكنني سريعاً ما استعدت قوتي من جديد ورأيت أنها مشكلة كل امرأة مصرية، لذا أنشأت حملة «مش هسيب حقي» على موقع الفيس بوك، وقررت أن يكون يوم 18 نيسان/أبريل يوم اعتراض المصريات على تفشي ظاهرة التحرش الجنسي. ورغم أنني قدمت بالفعل طلب استئناف للحكم ولا أعلم مصيره، فإنني أطالب كآلاف النساء المصريات ـ بقانون يحمينا من التحرش الجنسي قبل أن يتحول إلى اغتصاب».

رجال ضد التحرّش

ليس جميع الرجال متحرشين، فهناك من يطالبون بتجريم هذا التصرف المشين. سامح سمير قائد حملة «احمي أختك» يؤكد أن التحرش الآن تحول من كلمة إلى فعل خطير.
ويضيف: «مشاركتنا كشباب في هذه الوقفة الاحتجاجية تعبر عن انفجار الغضب، فمجتمعنا ينظر إلى التحرش بلا مبالاة، في الوقت الذي يسعى العالم كله للحد من هذه الظاهرة، والأكثر عجباً أن اللامبالاة مستمرة رغم تأثيره على السياحة، فهناك الكثير من الأجانب لن يأتوا إلى مصر مرة أخرى بسبب التحرش. نحن هنا لتغيير مفاهيم أن البنات هن السبب فالمتحرشون يرمون كل اللوم على البنت وهذا غير صحيح».
ويستطرد قائد حملة «احمي أختك» قائلاً: وجودنا هنا اليوم كرجال هو محاولة لاستعادة نخوة الرجال المصريين، صحيح أنها مختفية لدى البعض لكنها موجودة وفي حاجة الى من يزيل عنها الغبار، من وجهة نظري أنه من الخطأ المطالبة بقوانين ومن يطبقها غير مقتنع بها لأن الإصلاح لن يبدأ إلا من داخل كل إنسان، فعندما يعلم كل رجل أن والدته أو أخته عرضة للتحرش سيتغير المفهوم».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077