تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أول نادٍ للمغتصَبات في مصر

المغتصَبات ضحايا ليس لمن اغتصبوهن فحسب ولكن أيضاً للمجتمع الذي يعاملهن بقسوة وظلم ويتحول إلى جلاد لهن وكأنه يعيد اغتصابهن مرات ومرات. ولهذا فكرت الدكتورة سحر طلعت الأستاذة في كلية الطب جامعة القاهرة في إنشاء أول نادٍ للمغتصبات. ولحساسية المأساة أقيم النادي على شبكة الإنترنت لضمان السرية التامة، ومن خلاله يقوم علماء النفس والتربية والاجتماع بالرد على كل أسئلة المغتصبات، بل تتبادل الضحايا تجاربهن القاسية في محاولة للتأكيد أن الضحية ليست وحدها. إلتقينا الدكتورة سحر طلعت لنعرف منها كل تفاصيل الفكرة.

-كيف جاءتك الفكرة وما الهدف من تنفيذها في الوقت الحالي؟
جاءتني فكرة النادي مع كثرة استقبالنا للحالات التي تعرضت للاغتصاب أو التحرش سواء عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، وهؤلاء الضحايا يعانون مشكلات نفسية جسيمة ومعقدة. وأثرت في نفسي كثيراً إحداهن جلست أمامي تبكي بكاءً مريراً حتى إنني لم أستطع أن أميز كلماتها من كثرة بكائها، رغم أنها لم تتعرّض للإغتصاب الكامل ومرت سنوات طويلة على تجربتها، لكن المشكلة تكمن في أن مجتمعاتنا لا تعرف التعامل مع من تتعرض لهذه التجربة الأليمة بل لا أكون مبالغة إذا قلت إن المجتمع يعيد اغتصاب الضحايا مرات ومرات. ولهذا تظل الضحية تعاني بشدة حتي تنكفئ على نفسها وتظل حبيسة آلامها وحدها مع أنه يمكن أن تقل معاناتها كثيراً إذا وجدت من يقدم لها الدعم النفسي المطلوب. ولهذا فكرت في إنشاء هذا النادي الإلكتروني ليكون مساحة تتواصل فيها الضحية مع من يقدم لها الدعم النفسي والإجتماعي بل والقانوني من المختصّين، وفي الوقت ‍‍نفسه تتواصل مع قريناتها ليستفدن من تجاربهن في التعامل مع مشكلاتهن المختلفة. وكانت المفاجأة أن هناك إقبالاً شديداً على الموقع رغم تخوف البعض من أن تكون البيانات الخاصة بهن غير سرية. ولهذا أوضحنا لهن أنه يمكنهن استعمال أسماء مستعارة لزرع الطمأنينة في نفوسهن. ولهذا تحوّل النادي إلى ما يشبه سفينة نجاة تنتشل الضحايا من بحر الأحزان بعد أن تحول المجتمع إلى جلاد للبريئات بدلاً من الرأفة بهن.

-هل الهدف من الفكرة الحصول على حق حماية المغتصبات أم تقديم العون والتدعيم النفسي فقط؟ 
الهدف من الفكرة منذ بدايتها تقديم الدعم والعون النفسي للمغتصبات ولكنها تتطور عبر تفعيل دور المشاركات من خلال أدوار مختلفة ‍للحصول على حقوقهن إذا رغبن. والضحية تحتاج إلى من يسمعها ويتعرّف على مشاعرها عن طريق الكلام لتعبّر عن الألم الموجود بداخلها، وبعد أن تجد من يستمع إليها على المعالج أن يرسم استراتيجيات العلاج حسب حالتها فيتم تصحيح المفاهيم لمن تشعر بأنها شاركت في الجريمة باستسلامها وعدم مقاومتها بما فيه الكفاية وكذلك لمن تعاني وسواس البكارة حيث يتأكد المعالج من التشخيص ويقدم لها العلاج الملائم. ولاشك أن تعاملنا مع الحالات عبر الإنترنت يعطيهن مساحة أكبر للمصارحة والصدق خاصة أنه لانشترط التعرف على حقيقة الشخصية حرصاً على مبدأ الستر، وفي الوقت نفسه نحاول تقديم نصائح للفتاة لتجنب الوقوع فريسة للذئاب والتصدّي لهم إذا وجدت نفسها في موقف غير محسوب.

الخروج من المحنة

-من خلال استماعك إلى المغتصبات ومساعدتهن للخروج من المحنة، ما هي رؤيتك للآثار المدمّرة لهذه التجربة؟
تجربة الاغتصاب لها آثار مريرة على الفتاة، ولهذا تلجأ المغتصبة إلى الانعزال عن المجتمع الذي ينظر إليها نظرة ظالمة ويجعلها الجاني وليس الضحية. ونحن نحاول أن ننسيها مأساتها لتخرج إلى المجتمع، ولا يتحقّق ذلك إلا بالعلاج النفسي الذي يؤدي إهماله إلى إصابة المغتصبة بأمراض خطيرة ليست نفسية فقط بل عضوية ناتجة عن دمارها النفسي، وقد يصل الأمر إلى أن تتكون داخلها عقدة كراهية للرجال والعلاقة الجنسية، بل إن بعضهن انتحرن من كثرة معاناتهن وعدم وجود من يستمع إليهن ويقدم لهن النصيحة. ومن هنا تأتي أهمية إنشاء مراكز لتأهيل المغتصبات في كل الدول العربية، خاصة في ظل التزايد المستمر في إعداد الضحايا، حتى وإن كان بتخصيص خطوط هاتفية لتلقي مكالمات المغتصبات ومساعدتهن وتقديم العلاج النفسي لهن.

إحصائيات خادعة

-هل هناك إحصاءات خاصة بالاغتصاب على مستوى العالم العربي؟
يكفي أن نوضح حجم المأساة من خلال إحصاء لإحدى الجمعيات الأهلية أكدت أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب ترتكب كل عام ولا يتمّ الإبلاغ إلا عن 2% فقط خشية الفضيحة والعدالة البطيئة، فضلاً عن النظرة القاتلة إلى الضحية ابتداءً من إجراءات التحقيق حتى صدور الحكم بعد سنوات طويلة. ولهذا فإن هؤلاء يحتجن إلى مراكز لرعايتهن بدلاً من إقامتهن في ما يمكن ن نطلق عليه «سجن العار» واضطرار بعضهن للإنتحار، والهروب من أسرهن لتبدأ مآسٍ جديدة.

 ومن المؤكد أن ثمة أرقاماً عن الاغتصاب في مختلف الدول العربية  ولكن كيف يمكننا أن نتأكد من أن هذه الأرقام تعكس بالفعل الحجم الحقيقي للمشكلة في ظل إحجام الكثيرات عن عرض مشكلاتهن؟ وهذا ما حدث لنا أثناء دراسة للتعرف على حجم مشكلة التحرش والاغتصاب بين فتيات المدارس الثانوية، فقد اختيرت عينة عشوائية وكانت المفاجأة أن كثيراً من الفتيات مسحن إجاباتهن بعدما اعترفن بتعرضهن للانتهاك الجنسي خشية التشهير بهن أو التأثير في سمعتهن. ومن خلال هذه الدراسة وجدنا أن حوالي 35% أو نسبة تقرب من هذا الرقم قد تعرّضت لشكل أو درجة من درجات التحرّش، ولكن كما قلت النسب قد تكون غير دقيقة وذلك لإحجام الضحايا عن المشاركة. والدليل على هذا يمكننا أن نستنبطه من تحليل استبيان التحرش و كانت نسبة المشاركين والمشاركات الذين أقروا بحدوث تحرش لهم ولهن 13% .

لهذا فإن قضايا الاغتصاب في أقسام الشرطة في الوطن العربي ما هي إلا قشور للأعداد الحقيقية التي تتعرّض لمثل هذه الممارسات دون البوح بها.

نادٍ إلكتروني

-رغم  الخطوة الجريئة بإنشاء نادٍ إلكتروني للمغتصبات يبقى علاج المشكلة أكبر من ذلك بكثير، فما هي الحلول الأخرى؟
لابد أن يدرك الجميع أن المغتصبات جزء من نسيج المجتمع يؤثر فيه ولا يمكن إنكاره خاصة مع انتشار التحرش الجنسي ليس بين الإناث فقط بل بين الأطفال والمحارم بل بين الرجال أنفسهم. وإهمال هذه الحالات يجعلها طاقة هدامة منحرفة. وللعلم فإن كل العالم من حولنا يعترف بهذه الظواهر ونحن لا نفعل. ولهذا فإن الحالات تتزايد دون حل، كما أن مراكز تأهيل المغتصبات رغم قلتها ستفيد هذه الحالات وتخرجها إلى المجتمع عناصر فعّالة وتمكّن الباحثين من إجراء أبحاثهم عليهن لمعرفة سبب انتشار هذه الظاهرة ووضع طرق لحلها بدلاً من البحث عنهن في الأحداث والشوارع. فوجود هذه المراكز ضرورة إجتماعية. ولابد من تغيير ثقافة المجتمع في النظرة إلى المغتصبة وإفهامه أنها ضحية تستحق المساعدة والشفقة وليست مجرمة أو منحرفة. من هنا تأتي أهمية تنشيط شبكة الدعم الأسري وعلاج الفتاة المغتصبة وأسرتها ورعايتها و إنشاء مراكز متخصّصة ومزوّدة بالإمكانات العلمية والمادية حتى تستطيع القيام بدورها ليس في مصر وإنما في مختلف الدول العربية،  لرعاية هؤلاء المغتصبات وانقاذهن لأن عددهن يتزايد يوماً بعد يوم.

تمزّق نفسي

-يظن الكثيرون أن هناك مبالغة في تصوير الآثار المدمرة للإغتصاب.
أكدت الدراسات النفسية والاجتماعية  أن الاغتصاب من أفظع ألوان الإعتداء على الكيان الإنساني، حتى أنه يتكوّن في الذاكرة المرضية للمغتصبة شريط للحدث يتكرّر في الأحلام واليقظة وفي الجهاز النفسي بصفة مستمرّة، لأنه هدم البناء النفسي للمغتصبة واهدر افتراضات القيم والأخلاق والمبادئ. ويزداد الأمر سوءاً عندما تقترب الفتاة من سن الزواج أو إتمامه، إذ إن أكثر المغتصبات يرفضن الزواج بحجج مختلفة بسبب الدمار النفسي اللاحق بهن حتى إنهن يكرهن الرجال ولو في إطار الزواج. وفي الخارج هناك مراكز متخصّصة للمغتصبات وجمعيات لهن حيث تجلس كل منهن مع الأخرى ويتمّ التفاعل بينهن والاستفادة من التجارب. وفي هذه المراكز أطباء متخصّصون يعالجون هؤلاء المغتصبات لتفريغ المشاكل وإعادة الثقة إليهن، وهذا يحتاج إلى وقت طويل. وهناك كثير من المغتصبات يترددن على عيادات الطب النفسي ويتمّ علاجهن ولكن المجتمع يظلمهن دائماً ويدمر حياتهن فور اصطدامهن بذاكرة الاغتصاب فيتعرّضن لانتكاسة صعبة جداً.

العلاج النفسي

-كيف يمكن تشجيع ضحية الاغتصاب على الذهاب إلى طبيب نفسي وإقناعها بالإفصاح عما حدث لها؟
ضحية الاغتصاب تعاني الآثار النفسية لهذه الخبرة الأليمة لسنوات، ومن المؤسف أن الاغتصاب لم يعد قاصراً على النساء بل أصبح الرجال أيضاً من ضحاياه. وهذا بالطبع يتطلب برامج علاجية للضحايا رجالاً أونساءً وإقناع الضحايا بطلب الدعم من المختصّين. وبالنسبة إلى إقناع الضحايا بالتحدث على الملأ فهذا أمر يختلف من حالة إلى أخرى، وكذلك تحديد برنامج العلاج يختلف من ضحية إلى أخرى. وعلى المعالج أن يحدد استراتيجيات العلاج فإذا كان هناك مثلاً إحساس بالذنب لأن الشخص لم يقاوم بما فيه الكفاية فيجب التعامل مع هذه الجزئية. وعادة ما يكون عقاب المجرم سبباً في تعافي الضحية.

الاغتصاب الزوجي

-مصطلح «الاغتصاب الزوجي» أطلقته بعض المنظمات النسائية على الزوج الذي يعاشر زوجته رغماً عنها، فهل توافقين على هذه التسمية وهل هؤلاء الزوجات يشاركن في النادي؟  
أكثر ما يرد إلينا من مشكلات سببها أن الزوجين لا يستطيعان إقامة علاقة ناجحة بينهما مع أن الله تعالى أوضح لنا في القرآن إن الحياة الزوجية مودة ورحمة وسكن في قوله: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». ولكن للأسف أصبح هذا غير موجود لأسباب منها ما يسبق الزواج لأنهما لا يعرفان أسس الاختيار من البداية، ومنها  التدين الشكلي أو الزواج بعد قصة حب ملتهبة غير عقلانية لانعدام التكافؤ، أوأن يكون هناك بدايات عدم التوافق ولكن يتم التغاضي عنها. وفوق هذا كله عدم فهم معنى الزواج والمسؤوليات والمهارات مع توقع أمور غير صحيحة من الزواج. ومن الأسباب المتعلقة بعدم نجاح الزواج مشكلات غرف النوم التي منها يبدأ التوافق أو بدايات النفور، والطلاق بسبب عدم معرفة الزوجين إقامة علاقة أو كيفية التواصل بناءً على احتياجاتها. والمشكلة أن الطرفين يدخلان الزواج دون إعداد كافٍ، ولهذا تبدأ المشكلات من غرف النوم حتى يصل الأمر إلى الطلاق أو المشكلات الزوجية. ومع هذا أرى أن المسؤولية مشتركة عن عدم التوافق في غرف النوم حتى يصل الامر إلى ما يطلقون عليه «اغتصاب زوجي»، وأنا أرفض أن يدخل القانون غرف النوم وفي العلاقات الخاصة والحميمية التي من المفترض أنها سر بين الزوجين لا يجوز إفشاؤه. وحتى إن حدثت مشكلات فيها، فالستر أولى وأفضل.

-الاغتصاب لم يعد من الأجانب أو الأغراب فقط بل  بدأت تظهر مشكلات جديدة في المجتمع مثل اغتصاب المحارم، فما السبب؟ 
هذه المشكلة كانت موجودة في كل المجتمعات ولكنها لم تكن ظاهرة كما هي الحال الآن، بمعنى أنها كانت في نطاق المسكوت عنه. ولكن مع الانفتاح في عصر العولمة واستخدام الإنترنت والفضائيات في التعبيرعن النفس والمشكلات تم البوح بمشكلات كان مسكوتاً عنها. ولهذا فإن وسائل الإعلام الحديثة من خلال بحثها عن الإثارة ساعدت في الاطلاع على تفاصيل هذه المنطقة المحظورة، وفي الوقت نفسه ازدادت هذه المشكلة بسبب هشاشة التربية وعدم وجود مراقبة داخلية مع الانفتاح الحاصل في المجتمع والضغط على الغرائز في وسائل الإعلام .

قصة مأساوية

-هل اطلعت على حالات من اغتصاب المحارم؟
يكفي أن أروي مأساة «إيمان» التي تبلغ من العمر 17 سنة والتي اغتصبها خالها الذي جاء من الأقاليم للبحث عن فرصة عمل بالقاهرة فلم يجد مكاناً للإقامة سوى بيت أخته وزوجها اللذين يعملان للإنفاق على ابنتهما الوحيدة. وكانت المفاجأة أن الخال وقع في بئر الإدمان فزين له الشيطان الحرام، فأوهم إبنة شقيقته أنه يشعر ببعض الصداع في رأسه ولهذا جاء من عمله مبكراً وأعد كوبين من الشاي لهما ودسّ في أحدهما أقراصاً مخدرة وقدمه إليها. وعندما غابت عن الوعي نهش جسدها. وبعد أيام خرج ولم يعد وشعرت هي بجنين يتحرك في أحشائها، فخرجت لتنظيم محضر له في القسم فتعرّضت  للضرب المبرح الذي أدّى إلى إجهاضها. وذات يوم عادت الأم من عملها لتجد ابنتها الوحيدة غارقة في دمها، فنقلت إلى المستشفى وبعد أن شفيت قرر أهلها أن يزوجوها من ابن عمها المعاق ذهنياً ليخفوا أمرها. وعندما التقيتها  كانت شبحاً محطماً لا تشبه الإنسان إلا في هيكلها. وأعربت لي عن كراهية شديدة للمجتمع وللرجال وحتى لأبيها، وتتمنى الانتقام منهم. وعندما سألناها عن المستقبل قالت: «أي مستقبل! وقفت حياتي عند لحظة اغتصابي فلم يعد لي الحق في الحياة، وهذه هي وجهة نظر أهلي فهم لم يقتلوني ولم يتركوني أنهي حياتي».

إعدام المغتصب

-وافقت لجنة الاقتراحات في مجلس الشعب المصري على مشروع قانون بإعدام المغتصب علناً في ميدان عام وعبر شاشات التلفزيون، فهل توافقون عليه أم ترونه معالجة جريمة بجريمة أخرى كما يروج المعارضون؟
لا شك أن المعارضين إذا كانت الضحية من أهلهم سيغيّرون موقفهم لأن مشكلة المغتصبة تظل مستمرّة مع أسرتها وتزداد تعقيداً عندما تضطرالأسرة للتنازل عن حق المغتصبة خشية الفضيحة واللوم الاجتماعي. هذا يؤدي إلى نسف أي علاج نفسي. ولذلك أرى أن إعدام المغتصب علناً وفي ميدان عام سيردع من يعتدون على الأعراض بسبب ضعف القانون. ولهذا لابد أن تكون العقوبة تشفي غليل البنت وأسرتها لأن الأمر متعلق بكرامتها ومستقبلها الذي يكون غالباً فشلاً بفشل، ذلك أن أغلب الزيجات التي تتمّ للمغتصبات فاشلة بسبب عدم قدرة المغتصبة على نسيان تجربتها المريرة.

ضغوط قاتلة

-ما هي المعاناة الداخلية التي تعيشها المغتصبة؟
قسم العلماء مراحل استجابة الجسم عند التعرّض للضغوط ثلاثاً: أوّلها مرحلة «الإنذار»، وفيها يزداد معدل إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول اللذين يزيدان طاقة الجسم. وهذه الاستجابة تعتبر ملائمة جداً للضغوط الموقتة وتؤدي إلى حماية الجسم من الأخطار. ولكن الخطر يكمن في استمرارالضغوط مما يؤدي إلى تراكم هذه الهرمونات التي لا تجد لها أي مخرج فتُحدث انفجاراً داخلياً للطاقة واختلاطاً بين طاقتي العقل والجسد مما يُحدث تشوشاً وارتباكاً. ويزداد الخطر إذا شعر الإنسان بأنه لا يملك قرار المفاضلة بين المواجهة أوالهروب وبأنه مجبر على أحد الخيارين. المرحلة الثانية تسمى «المقاومة» وفيها يحدث نفاد للطاقة المتولدة في مرحلة الإنذار. المرحلة الثالثة هي «التهالك والإجهاد» نتيجة الضغوط المستمرة، مما يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها من الأمراض والمشكلات التي لها آثارها الجسدية والعقلية والنفسية. فالآثار الجسدية منها أمراض القلب وقرح المعدة والقولون العصبي وزيادة نسبة حدوث داء السكري ومضاعفاته. ويتأثّرالخصوب وجهاز المناعة محدثاً ضعفاً عاماً في مناعة الجسم وزيادة في معدل حدوث السرطانات المختلفة والتأثيرات النفسية تشمل الوسواس والفوبيا والاكتئاب واضطرابات النوم المختلفة واضطرابات الذاكرة تحت الاختلال في الوظائف العقلية. واعترف الأطباء بفشل الطب الرسمي بعقاقيره وكيماوياته في التعامل مع كل هذه الضغوط بشكل ناجح تماماً. فأشاروا إلى أهمية التدين والقرب من الله لإحداث الطمأنينة والسكينة النفسية للخروج من الضغوط أو التقليل من آثارها السلبية، وكذلك ممارسة الرياضة وشغل الوقت.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079