أكثر من عشر سنوات على المحمول في مصر
عشر سنوات اقتحم الهاتف المحمول حياة المصريين، وسيطر عليها بالتدريج، وأصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يستغنى عنه الكثيرون. وربحت شركات الاتصالات الكثير، لكن ماذا ربحنا نحن من الهاتف المحمول؟ وماذا خسرنا أيضاً بسببه؟ سؤال نبحث عن إجابته ونحن نرصد إيجابيات النقال وسلبياته في حياتنا.
تطور ثلاثة أجيال من الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى تطور الخدمات والشبكات، أصابا الشباب بهوس المعرفة، خصوصاً أنهم يواكبون تكنولوجيا العصر من خلاله، فلم يعد استعماله مقتصراً على استقبال المكالمات.
تستفيد سارة حسام، طالبة في الفرقة الرابعة كلية الآداب جامعة القاهرة، من تكنولوجيا المحمول وتطوراته، فهي تستعمل خاصية التسجيل الموجودة فيه لتسجيل المحاضرات ثم تنقلها على جهاز الكمبيوتر، لذا فهي تراه ذا فائدة مزدوجة (هاتف وMP3).
وتتابع: «بالإضافة إلى ذلك، يمكنني تصفّح شبكة الإنترنت في أي مكان وفي أي وقت في اليوم، لذا لا يمكنني الاستغناء عنه خاصة بعد أن تعودت على وجوده معي. فالاستغناء عنه صعب خاصة في هذا الزمن الذي وصلت فيه التكنولوجيا إلى أعلى مراحلها، فهذا العصر هو عصر المحمول والـ DVD والـ MP3.
وأعتقد أنه في القريب ستنقرض الهواتف الثابتة نهائياً من العالم ليكون المحمول هو الخيار الوحيد، ومن يدري فربما يأتي اختراع أحدث يلغي أجهزة المحمول من القاموس الاستهلاكي للشعوب، فنحن في تطوّر سريع ومستمرّ، خاصة أن العالم كله متعطش إلى التكنولوجيا الحديثة دائماً».
رغم أن محمد حامد (25 عاماً، مهندس)، من أوائل الذين سعوا لشراء المحمول منذ أول ظهور له في الأسواق، فإنه يرى أن الهاتف الأرضي يمكن أن يكون بديلاً له.
ويوضح السبب قائلاً: «اكتشفت في ما بعد أن الكثير منا يسيء استخدام المحمول نتيجة عدم وعي وجهل شديد بالغرض الذي من أجله اخترع المحمول، وتناسينا أنه يستخدم في الأمور المهمة والعاجلة، ومن أجل سرعة التواصل مع الآخرين. ولكن مع الأسف الكثير منا لا يتعامل بهذا الشكل، فغالبية زملائي وأقاربي يستخدمونه في الثرثرة، والتحدث بالساعات في أمور تافهة وكلام فارغ بالإضافة إلى أن بعض الشباب يستخدمون كاميراته في تصوير أشياء سخيفة وغير أخلاقية، لذلك أرى أن تجربة المحمول في وطننا العربي سلبياتها أكثر من إيجابياتها، فنحن العرب لم نستفد من هذا الاختراع على النحو السليم، نتيجة للأمية الثقافية التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية».
ويضيف: «أنا قليلاً ما أستخدم المحمول واستخدامي له منحصر في الردّ على المكالمات الواردة، وأحياناً قليلة كبديل عن جهاز الكمبيوتر المحمول، فأدخل على الانترنت من خلال هاتفي المحمول في أي وقت وفي أي مكان، وبأقلّ التكاليف وبمنتهى السهولة والسرعة».
تتفق سمر سعيد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، مع المهندس محمد في الرأي، وترى أن المحمول تسبّب بتغيير الكثير من اهتمامات الشباب، فأصبح اهتمامهم اليوم مقتصراً على وجود المحمول من أجل الوجاهة الاجتماعية ليس أكثر، خاصة أنه يتمّ تقويم مستوى الشاب في الجامعة حسب أحدث نوع «موبايل» يحمله، وسعة الموبايل لأكبر عدد من الألبومات الغنائية.
ولو لم تكن سمر طالبة مغتربة عن أهلها لاستغنت عن المحمول، وتقول: «بإمكاني الاستغناء عن المحمول والعيش من دونه لولا ظروف دراستي بعيداً عن أهلي، فهو مهم جداً بالنسبة إليّ وساعدني على ألا أشعر بالغربة، وجعلني على اتصال دائم بأهلي فهو أسرع وسيلة للتواصل معهم، فمن خلاله أخبرهم بآخر أخباري وتحرّكاتي».
من دونه يتوقف العمل
إذا كان الموبايل في أيدي شباب الجامعات مجرّد وجاهة إجتماعية، فحياة الموظفين ورجال الأعمال قد تتوقف من دون هاتف محمول، إذ يرى محمد السيد الموظف في البورصة حياته من دون المحمول تشبه الجحيم، ويوضح قائلاً: «مستحيل أن أستغني عن الموبايل خاصة أن طبيعة عملي تتطلب وجود جهاز هاتف معي باستمرار، فمعظم تعاملاتي تتمّ عبره بالإضافة إلى أن أي عميل أصبح بإمكانه أن يجدني في أي لحظة بمنتهى السهولة واليسر. فالمحمول من وجهة نظري أهم تقنيات تكنولوجيا العصر، وأهم ميزة فيه بالإضافة إلى سهولة التواصل، هي إمكان تصفح انترنت من أي مكان».
أما سيد أبو العلا، (ناشط حقوقي)، فهو في أمسّ الحاجة إلى كل جديد توصّلت إليه التكنولوجيا سواء نت أو محمول، ويوضح السبب قائلاً: «لا بد من أن أكون على اتصال بالأحداث دائماً، وإن لم يتوافر لي جهاز كمبيوتر فالموبايل يغنيني عنه غالباً».
ويرى سيد أنه من الطبيعي أن يكون هناك هوس تكنولوجي باستخدام المحمول وتطوراته، سواء على مستوى الأجهزة أو الشبكات وخدماتها، وذلك بغض النظر عن سلبيات سوء الاستخدام.
من جانبها تؤكد دعاء حسن (صحافية) أن الموبايل بالنسبة إليها نصف عملها، وتوضح: «أنا أعمل في موقع شبابي يطالبنا بالتصوير بأنفسنا، وتسجيل فيديو أيضاً بأنفسنا، والموبايل يغنيني عن حمل كاميرا تصوير، فعندما أكون في أي ندوة ألتقط الصور بنفسي عبر الموبايل وأصور الفيديو أيضاً، لذا من دونه عملي لا يستقيم على الإطلاق».
سهولة التواصل ولكن
رغم تأكيد الدكتور محمد خليل أستاذ علم النفس الاجتماعي وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إيجابيات المحمول في دخوله عالم الدعاية والإعلان عن طريق الرسائل القصيرة وسهولة التواصل فإنه يرى أن المحمول في جانب التواصل زاد التصحر العاطفي في المجتمع.
يقول: «قلل المحمول من فرص اللقاء المباشر بين الأهل والأصدقاء، إذ أعطى إجازة للمشاعر الحميمة تحت مبرّر غير منطقي وغير مقبول اسمه أعباء الحياة وانعدام الفراغ ما يتسبّب في تصحر عاطفي، فقديماً كان الأهل والأصدقاء يحرصون على الزيارات في الأعياد والمناسبات. ولكن بعد ظهور المحمول لم تعد المكالمة تتعدى الدقيقتين ولا مانع من إرسال رسالة قصيرة بدلاً من المكالمة، وقد يتقلص الأمر في بعض الأحيان إلى رنة تذكيرية، وكأنه يقول بها أنا موجود وأذكرك».
ويشير الدكتور محمد خليل إلى أن التكنولوجيا في أيدي الشباب الصغير قد تتحول إلى كارثة اجتماعية إذا كانت من دون رقيب، فكم من حوادث تصوير الفتيات وتناقل الصور والفيدو عبر البلوتوث، وتم إيذاء الكثير من الفتيات حتى انتبه الأهل إلى خطورة ذلك وبدأوا التوعية. ويرى الدكتور خليل أن البلوتوث تقنية خطيرة لا تقلّ عن الصاروخ الذي قد يصل إلى القمر ويساعد الباحثين على الاكتشاف وقد يستخدم في تدمير الأرض والحرب.
سلاح ذو حدين
تتّفق معه في الرأي الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، مؤكدة أن أي تكنولوجيا سلاح ذو حدين له عيوب وله مزايا، ويتوقف ذلك على طرق استخدامها.
فالمحمول، بحسب قول خضر، وسيلة تكنولوجية سهلت الكثير من المهمّات وقدّمت لنا الكثير من الخدمات التي لا يستطيع أحد انكارها، فالمحمول جعل الحياة أسهل وأبسط بكثير من قبل، فقد سهل فكرة الوصول والتواصل مع الآخرين بسهولة وسرعة فائقة، بالإضافة إلى أنه جعل الشباب يتعرّف إلى نواحي تكنولوجية وميكانيكية لم يكن يعرفها من قبل. ولا ننسى الخدمات المتاحة من خلاله مثل خدمة الدخول على الانترنت في أي وقت وفي أي مكان وبأسهل طريقة ممكنة وبأقلّ الأسعار، وكذلك البرامج التي يمكن تحميلها على جهاز المحمول مثل برنامج مواقيت الصلاة وغيره.
وتضيف أستاذة علم الاجتماع: «للمحمول أيضاً دور رقابي يتمثّل في رصد السلبيات الموجودة في أي مؤسسة، فهو ساعد كثيراً في كشف الفساد والانحرافات من خلال الكاميرات الموجودة فيه والتسجيل الصوتي والفيديو. وهناك دور رقابي آخر يقوم به هو متابعة رب الأسرة للأبناء عبر المحمول، كما أن الجيل الثالث من أجهزة المحمول سيساعد على تقريب المسافات فمن خلالها أصبح بإمكان الأم والأب أن يروا أبناءهم الذين يعيشون في الخارج ، فهذا بالتأكيد شيء رائع».
وفي نهاية حديثها تنصح الدكتورة خضر الشباب بأن يعلموا أن المحمول وسيلة تكنولوجية مفيدة إذا أُحسن استخدامها، فالموبايل يفقد أهميته إذا استخدم في إرسال النغمات والرنات والرسائل الإباحية التي تظهر على شاشات بعض الفضائيات أو في تصوير أشياء غير أخلاقية، أو اعتباره رمزاً للوجاهة الاجتماعية.
وتضيف: «لذلك أقول للشباب عليكم أن تعلموا جيداً ماذا تريديون ولا بد أن تكون لكم أولويات في حياتكم فلا تجعلوا حياتكم تتوقف على وجود المحمول، صحيح أنه أصبح مهماً في حياتنا ولكن ليس معنى ذلك أن يستحوذ على كامل اهتمامنا، لابدّ من أن يكون لدى الشباب الوعي الكافي ليكيّف التكنولوجيا بشكل مفيد فهم يستخدمون المحمول للضرورة فقط، وفي حدود المسموح بها فالتكنولوجيا جاءت لخدمة الإنسان وليس لضرره».
وتتابع: «إن المحمول ليس ضرورياً ومهماً للجميع، فهو يصبح مهماً في حياة الشخص إذا كانت طبيعة عمله تتطلب وجود المحمول معه دائماً مثل الوزير أو الدكتور أو الموظف في البورصة، هنا يصبح مهما للفرد، أما أن يمسك طفل صغير موبايل فهذا الذي لا أستطيع أن أستوعبه فلا داعي للمنظرة والتباهي فهناك أشخاص يتباهون بارتفاع فاتورة محمولهم الشهرية، فالمحمول في نهاية الأمر وسيلة وليس غاية، لذلك علينا أن نقلد الغرب في استخدام التكنولوجيا بشكل سليم وغير مبالغ فيه».
الشعب العربي يعشق التباهي
يفسر الدكتور محمد فكري أستاذ مساعد الطب النفسي في جامعة عين شمس، ظاهرة «المحمول في أيدي الجميع»، على أنها حالة من التباهي الاجتماعي بالقدرة على تحمل نفقات المحمول والقدرة الاقتصادية، خاصة حمل أحدث أجهزة المحمول، والسبب في ذلك هو أن الشعب العربي بصفة عامة يعشق حب التباهي، والدليل أن الغرب الذي يصدر إلينا التكنولوجيا لا يستخدمها إلا في نطاق الحاجة إليها فقط، هذه طبيعة جبل الله عليها الشعب العربي، مثل تميز الشعب الصيني بالنظام والشعب الانكليزي بالبرود.
ولكن أكثر سلبيات المحمول التي يلفت الدكتور محمد فكري النظر إليها، هي وجود المحمول في أيدي الأطفال بكثرة، موضحاً أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأهالي غالباً ما يتغيبون عن أطفالهم لفترات طويلة في العمل، فيكونون في حاجة إلى الاطمئنان على الأطفال بشكل دائم. كما أن هناك نوعا من الأهل يجلبونه لأطفالهم كنوع من التباهي بالرفاهية للأبناء، وكنوع من الرشوة التعويضية لمكثوهم أغلب الوقت بخارج المنزل، إذ يعتقدون أن الرفاهية التكولوجية ستعوض الأطفال حنانهم المفقود. ولكن هذا غير صحيح، ويخلف للطفل الكثير من العقد النفسية.
وعن الدراسات العلمية التي أكدت أن المحمول يصيب الإنسان بالأرق ويتلف جهازه العصبي، يؤكد أستاذ الطب النفسي، أن تلك الدراسات ليست أكيدة علمياً حتى الآن، ومازالنا في حاجة إلى العديد من الدراسات لتدعمها وتثبت صحة نتائجها.
الموبايل يهدد خصوبة الرجال
إذا كانت الدرسات العملية الخاصة بتدمير الجهاز العصبي ليست أكيدة، فإن هناك دراسات أخرى تؤكد أن المحمول يهدد خصوبة الرجال، فقد حذرت دراسة لمؤسسة "كليفلاند كلينك" الأميركية من أن الإفراط في استخدام المحمول قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية.
وأثبتت الدراسة أن المحمول يسبب ضعف الخصوبة، لأن الرجل الذي يستخدم المحمول 4 ساعات يوميا أو أكثر يبلغ عدد الحيوانات المنوية لديه 50 مليونا في المليمتر وحالتها متدهورة، مقارنة بــ69 مليوناً لمن يستخدمه ساعتين فقط يوميا، أما من يمتنع عن استعماله على الإطلاق فيصل عدد الحيوانات المنوية لديه 88 مليونا.
ويؤكد ذلك الدكتور إيهاب إسماعيل كامل، أستاذ الذكورة والعقم في كلية الطب جامعة القاهرة، ويفيد بأن التأثير ينتج عن الموجات الكهرومغناطيسية، والموجات الحرارية الصادرة عن المحمول.
ويوضح أستاذ الذكورة أن التأثير في الخصوبة يتمّ من خلال ثلاثة مستويات:
الأول: عن طريق الغدة النخامية في المخ، حيث يقلّل من إفراز الغدة النخامية للهرمونات المنشطة لإنتاج الحيونات المنوية، وبالتالي يقلل من هرمون الذكورة، وأجريت حالياً أبحاث عما إذا كان المحمول يقلل الرغبة أم لا طالما أنه يؤثّر في هرومون الذكورة.
المستوى الثاني: يؤثّر مباشرة في خلايا الخصية من خلال التأثير في الخلايا المنوية وفي الخلايا المنتجة لهرمون الذكورة بما يؤدي مباشرة إلى التأثير على جودة الحيوانات المنوية.
المستوى الثالث: يؤثر مباشرة في الحيوان المنوي بعد الإنتاج، فلو وجه له الموبايل يقلل الحيوية والحركة.
لذا ينصح الدكتور إيهاب، الرجال بضرورة إبعادهم جهاز الموبايل عن الحزام وجيوب البنطال، ويفضل إبعاده عن غرفة النوم أيضاً.
آخر صيحات الطلاق
بمجرّد خلاف أهوج على الهاتف، لا يجد بعض الأزواج حرجاً من إرسال رسالة قصيرة إلى زوجاتهم لا تحمل إلا عبارة واحدة «أنت طالق»، ويذكر أنه من كثرة غضب أحد الأزواج أرسل إلى زوجته 9 رسائل تحمل العبارة نفسها.
هذه أحدث صيحات الطلاق، وانتشرت الظاهرة في الوطن العربي، ما أثار حنق الناشطات النسائيات، مؤكدات حق المرأة في النقاش في أمر الطلاق لأنه ليس قراراً فردياً، ولكن هل يقع الطلاق عبر الموبايل شرعاً؟
يجيبنا عن هذا السؤال الدكتور عبداللطيف العبد، أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، قائلاً: «أي طلاق يقع لابد من الإشهاد عليه بعد ذلك، ويجب أن يقره الزوج أمام المأذون والشهود وأمام زوجته ووليّها، فكما أن الإشهاد شرط الزواج هو شرط للطلاق أيضاً. كما يجب أن تسمع المرأة الصيغة شفاهة من زوجها، لذا لا يعتبر الطلاق على المحمول والانترنت معتداً به شرعاً».
ويؤكد أستاذ الفلسفة الإسلامية أن الإسلام رفع شأن المرأة وكرّمها، وكل ما يحدث من طلاق وزواج غير صحيح ما هو إلا لغو ناتج عن جهل فالمرأة ليست سلعة أو جارية، تباع وتشترى، ولا بد من أن تحصل على كامل حقوقها عند الطلاق، فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان ومعنى الإحسان ألا يبخل عليها الرجل بحقها ويعطيها اكثر منه إذا كانت حالته المادية تسمح. كما يجب أن تتأكد بنفسها من وقوع الطلاق، خاصة أن هناك شكاً في الطلاق عبر رسائل الموبايل والانترنت، فما المانع من أن يكون محمول الزوج وقع في يد شخص يريد خراب بيته وأرسل الرسالة من دون علمه، ليجن جنون زوجته، فتتخذ إجراءات الطلاق.
رغم ذلك يفيد الدكتور عبداللطيف العبد، أن الطلاق عبر الموبايل قد يكون ميزة في حالة الزواج العرفي وعدم استطاعة المرأة إثبات الزواج، في هذه الحالة تكون الرسالة القصيرة إثباتاً للزواج لأنه لا يملك الطلاق إلا من يملك الزواج، ولكن يكون طلاقاً ناقصاً. وفي النهاية يشدد أستاذ الفلسفة الإسلامية على ضرورة تأكد كلا الزوجين من صحة الطلاق، موضحاً أن هناك نوعين من الطلاق، أحدهما شرعي ويكون في طُهر لم يمس الزوج زوجته فيه، ويجب ألا تكون حائضاً أو حاملاً.
أما النوع الثاني فهو الطلاق البدعي، وهو الطلاق الذي يقع أثناء الحيض أو الحمل، ويرى العلماء أنه يلحق الضرر بالمرأة لأنه يطيل فترة عدتها، واختلفوا في وقوعه من الأساس، وتجنباً للشبهات على الزوج أن يسرح زوجته بالمعروف إن استحالت العشرة بينهما، وعليه أن يعلم أن الطلاق بالموبايل ناقص ولا يقع إلا بإشهاد الشهود.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة