منزل باسيل سودا
هنا في هذه الشقة حيث إجتمع ذوقان لإختصاصيَّين في عالم الفنّ، مصمَّمين مبدعين، يمكن تصوّر ثمرة العمل: منزل لافت بكلّ تفاصيله لمالكه مصمّم الأزياء باسيل سودا.
يمكن تشبيهه بكريستالة نادرة أو بفستان عروس يتلألأ جمالاً.
الهندسة تثقيف وتربية. بهذه العبارة يوجز المهندس داني عون عالم الهندسة الداخلية.
صحيح أنّ أعماله المنتشرة حول العالم تحمل توقيعه، لكنّها قابلة للتأقلم مع أي ذوق كان، تحت شعار وحيد: الإبتعاد عن القطع الجامدة وإعتماد الأثاث المتحرّك، يوضع أينما يشاء المالكون.
من هذا المنطلق يبدأ عون تنفيذ أي عمل، ويضع مالكي المنزل في إطار من الرفاهية والأفكار الخلاقة التي لم يعهدوها.
وتساهم في تنفيذ أفكاره الغاليري الخاصة به «room gallery» بما أنّه يصمّم لكلّ منزل أشياء خاصة لم تسبق رؤيتها في أي مكان آخر.
الألوان البيض الطاغية جريئة ومريحة معاً.
فالأبيض المنتشر في الأرض والسقف والجدران، بحاجة إلى عناية فائقة، كما أنها مريحة لناحية الجوّ البارد الذي تضفيه والذي يبعث على الإسترخاء.
المنزل الشبيه بباخرة معلّقة في الطبقة السابعة يتبع آخر صيحات الموضة بألوانه، من الفضي والأبيض، ويوحي جوّ الرفاهية والراحة التامة ويولّد شعوراً لقاطنيه بأنهم ينزلون في فندق خمس نجوم.
الرفاهية إقترنت بأحدث التكنولوجيا، من الأدوات الكهربائية إلى الإنارة وإمدادات التدفئة من تحت البلاط والمكيّفات من داخل الجصّ.
مساحات الإستقبال وغرف النوم والحمّامات والمطبخ كلّها واحدة بالأسلوب نفسه من الطراز النيوكلاسيكي الأنيق، أو كما يقال بالفرنسية « ethnique» .
ويعتبر المهندس أنّ العمل الذي قام به أقرب إلى الهندسة المعمارية أكثر منه الى الديكور.
الإطلالة الأولى على هذا المسكن توحي كأنه فستان عروس نسجت خيوطه بروعة وإتقان.
والخيوط الدقيقة واضحة في الأعمدة الأربعة في الصالون، والتي أحاطت أحد الصالونات البيج، وارتدت الجلد البرونزي الموصول الأجزاء بخيوط دقيقة.
ولإضفاء رونق إضافي على هذه الشقة الممتدة على مساحة 350 متراً مربعاً، طليت الجدران البيض بدهان لمّاع يستخدم عادة للسيارات.
وبرز في القطع الخشب المستطيلة التي وضعت إلى جانب المرايا المستطيلة لتشبه في الجوّ العام ال»bar code».
وهذا التصميم اللافت شغل جدران غرفة الطعام كما شكلّ درفاً مستترة لخزائن مستطيلة ضمّت أواني غرفة الطعام.
ويقول المهندس عون: «لا أحبّ الخزائن الظاهرة ولا المقابض التي تظهر الخزائن خلفها».
الطاولة البيضاء فنّ بذاته، جوانبها مزخرفة ومقاعدها بيض، وركائزها من الستاينلس إشتراها المهندس خصيصاً من بلجيكا.
وفوق الطاولة شعّت الأنوار من ثريا من الكريستال «باكارا»، ولكن بتصميم عصريّ شبيهة بآخر في الصالون المقابل.
ولإكتمال اللوحة، تقاطعت خيوط الستاينلس الرفيعة مع الرخام في كلّ المنزل، وصولاً إلى غرف النوم والمطبخ الذي أطلّ بجزء منه على الصالونات.
المطبخ الأبيض والستاينلس مصمّم ليكون أقرب إلى غرفة الطعام ومتعدّد الإستعمالات، مثلا يمكن أن يجتمع أصدقاء العائلة حول الجزيرة في الوسط حيث يضعون في الحوض القريدس داخل الثلج ويزيّنون المطبخ بالأكسسوار الملائم للمناسبة، وخصوصاً أنّ أواني المطبخ كلّها مستترة.
وهنا يقول المهندس إن المالكين يجيدون تماماً التكيّف مع منزلهم، ويستخدمون كلّ مكوّناته بما يتلاءم مع الرفاهية الخاصة بهم.
وما ساهم في جعل المطبخ مكاناً للإستقبال، هو الواجهة الزجاجية التي احتلّت كلّ الجدران كما في الصالونات، حيث أزيلت كلّ العوائق الحاجبة للرؤية الخارجية.
الصالونات الثلاثة التي نفّذت تصاميمها الغاليري الخاصة بالمهندس، من مشتقات البيج وصولاً إلى الرمادي الفضي، طاولاتها في الوسط باللون الأبيض والكروم، لكلّ واحدة تصميم مختلف، وقد استلقت على سجاد عصري من مشتقات البيج أيضاً.
وارتفعت على الطاولات مجموعات من الشمعدانات والمزهريات الكروم الإيطالية الصنع، انتقاها المصمّم من مجموعته المعروضة في الغاليري.
وفي الصالونات قطعة لافتّة تشعّ جمالاً، كناية عن دروسوار فاصل بين قاعة الإستقبال والصالونات، من المرايا والكروم، كمّلت الجوّ العام الطاغي.
إلى جانب خزانتين بيضاوين ركائزهما من الكروم المزخرف، لعبتا دور مكتبة وضمّتا مجموعة من الكتب.
وكما يفضّل المهندس، فهما قابلتان للإنتقال من هذا الصالون إلى أي مكان آخر عندما يملّ المالكون وجودهما هنا.
جلسة الإسترخاء على الشرفة، التي تحوّلت بدورها إلى قاعة جلوس بفضل الزجاج الذي يمكن التحكّم فيه، شغلها مقعدان وثيران من الجلد بالبيج الداكن، يحلو الإستلقاء عليهما والتأمّل في المنظر الخارجي المحيط بالمنزل.
جناح غرف النوم مؤلّف من غرفتين تبعتا النمط الهندسي نفسه كما في كلّ المنزل، اللونان الأبيض والرمادي، مرايا وطلاء أبيض لمّاع وجصّ في السقف بسيط التصميم.
بعد هذه الجولة، لا مغالاة في القول إن المنزل كلّه يبدو لؤلؤة مشعّة، يشكّل بكل أجزائه حبّة من الكريستال النادرة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024