مساحة شرقية دافئة...
تحقق تعاون ناجح بين المهندس نايف فرنسيس والمالكين الذين سلموا الديكور لهذا المهندس صاحب الخبرة الطويلة.
يتألف المنزل من أربع طبقات: أرضي سفلي خصص للرياضة، وأرضي مسطح حيث غرف الاستقبال، وخصص الطابق الأول لغرف المنامة، أما الثاني فخصص لغرفة النوم الرئيسة.
يقول فرنسيس: «عند دخولك هذا المنزل، يمكنك أن ترى الردهة الرئيسية، تتشاركها سلالم من الرخام الماسيف والزجاج الشفاف مع الخشب الماسيف وتؤلف محور المنزل.
وتبرز كل درجة من السلالم وكأنها معلّقة في الهواء».
أول ما يلفت النظر في المنزل الطراز الشرقي للأبواب وارتفاعها الملحوظ، مما يعطي المكان رونقاً مميزاً وأناقة فريدة.
وقد صُمم الباب الرئيسي من خشب الجوز المخطط بسماكة عشرة سنتمترات وبارتفاع ثلاثة أمتار، وازدان بمقبض من الستينلس ستيل محفور بالليزر، وتبرز خطوط من زجاج على طرفيه تتناغم فيها الإضاءة الطبيعية مع إضاءة تنسحب من الأرض.
بعد الردهة الرئيسة رواق يمتد إلى غرف في الطابق العلوي وصولاً إلى ركن تبرز فيه مدفأة بشكل اسطواني.
انبسطت الأرض في مستوى واحد بعدما كانت موزعة إلى قسمين، مما أعاد موقع المدفأة متناغماً مع الأرض. ووزع الخشب بخطوط حول المدفأة واتخذ شكل L وهو من الخشب الجوز بلونه الطبيعي.
وتبرز لوحة بكتابات عربية إلى جانب المدفأة وترتاح أمامهما غرفة جلوس كبيرة بشكل L لتستوعب أكبر عدد من الضيوف.
افترش الأرض رخام «الموكا غولد» مع إطار من الكريم مارفيل. وتموضعت الإضاءة في الأسقف وذلك لكسر الحدود بينها بحيث لا تظهر أي فجوة. كما اعتمدت كثيراً الإضاءة أرضاً (فلور لايتس).
وكان اهتمام فرنسيس منصباً على عدم إبراز كل ركن على حدة ليكون المنزل متجانساً في محتوياته ومتواصلاً بالأعمال المميزة، لذلك توزعت فيه القطع الشرقية القديمة، من قطع رخامية وأحجار مزركشة-وهي تشكل هواية المالك- بطريقة هندسية فريدة مع العمل على عدم إبرازها بقوة بل على نحو هادئ.
وبرزت «قمّارة» فوق قنطرة على امتداد ستة أمتار للجدار في المدخل وضعها فرنسيس ليخلق تناغماً مع الأعمال الشرقية حتى الداخل، مع إعادة توزيع الارتفاع في الأبواب والقناطر مما حقق امتداداً للنظر وجمالاً في المواقع الرحبة.
أما في الداخل فتميزت الصالونات بأثاث رحب وبسيط محققة أجواء من الراحة حتى بألوانها الهادئة.
وامتدت هذه الصالونات بجلسات مريحة عصرية لتنتهي عند غرفة طعام.
وتلوّن الصالون الشرقي، لتقاربه مع البحر، بقماش مخملي بلوني الأزرق والأخضر، مع إبراز القناطرالتي أعاد فرنسيس تصميمها بالشكل الحالي مع خفض الإرتفاع، كما أعاد توزيع أعمدة أخرى لتشكل قسم الاستقبال.
وضعت داخل هذه الغرفة بعض القطع الشرقية من طاولة كبيرة في الوسط واكسسوارات شرقية تتناغم مع روح الغرفة.
وازدان السقف بقطعة خشبية قديمة مع إنارة غير مباشرة.
وفي أحد الصالونات، حيث جلسة كبيرة من صوفا بطراز تشسترفيلد بلون أبيض وطاولات دائرية في الوسط وكرسيين من الجلد البني، جدار مشغول بالخشب وقنطرة شرقية تشكل باب عبور.
تستقل غرفة المعيشة في موقعها حيث طقم من الجلد بلون بني ووسائد بلون بيج مع تلفزيون بلازما ومدفأة وطاولة مميزة «بيفا» من الزجاج البلوري في الوسط لا تحجب بحضورها الباركيه الخشبي في الأرض.
وتنتهي الصالونات عند غرفة طعام شرقية الطراز مع طاولة من رخام حجري أنيق. وفي المكان آلة بيانو حديثة تعلوها صور عديدة لإفراد العائلة.
وتزيّن الجدار الكبير لوحة حجرية من الفسيفساء النادرة.
كما تبرز من خلف واجهات زجاجية الحديقة المليئة بالحشائش الناعمة والورود والأشجار والصخور.
صمم سقف الصالونات بطريقة مميزة من الخشب. وحققت الأعمدة أعمالاً تمازجت مع الزجاج بسماكة أربعة سنتمترات وارتفاع ناهز الستة أمتار.
تتمتع غالبية غرف النوم بواجهات زجاجية كبيرة وأرض من الخشب الباركيه بلون فاتح. وتمتاز الغرفة الرئيسية منها برحابة مساحتها التي وزعها المهندس على قسمين، فاتخذ القسم الأول ركناً للمنامة طُليت جدرانه بالأخضر، أما القسم الثاني فتلونت جدرانه باليني وشغلها مكتبة كبيرة وطقم عصري بلون سكري، وتوسطت الغرفة طاولة خشبية أنتيك.
استُعمل للحمامات بلاط «مايكل أنجلو» باللونين الأسود والأبيض مع الخشب الفنغيه، مع جاكوزي وخزائن واسعة.
كما ضم القسم الخاص بالضيوف قطعاً قديمة استكملت بإعمال حديثة كالمرايا، ولعل أجملها ما وضع في حمام «الماستر» الخاص بالضيوف والتي بلغ طولها 3 أمتار وعرضها مترين ونصف المتر واستغرق تصنيعها ستة أشهر.
وهنا يشير فرنسيس إلى أنه استقى دقة الأعمال الصعبة والجريئة من خبرته في دبي.
كل شيء في المنزل يبرز خفيفاً ويعكس دفئاً، وهذا ما حققته الألوان في أمكنتها.
ومع اللوحات الشرقية التي أغنت بعض الجدران برزت زهور «الأوركيديه» حاضرة بوفرة ومنيرة من موقعها تبث جمال ألوانها بأريج صامت!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024